الإمام المؤيد بالله الحسين بن علي
الزلف:
73- وَقَامَ الحُسَينُ بن المؤيد والذي .... أصيب بِهمدانٍ فخاب المخادعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام المؤيد بالله الحسين بن علي بن إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن صلاح بن الحسن بن بدر الدين بن داود بن الحسن بن الإمام الهادي لدين الله علي بن المؤيد.
دعا عليه السلام في محرم الحرام سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، وتوفي يوم الأحد شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، عمره سبع وعشرون سنة.
وجدت بخط الوالد العلامة صفي الإسلام أحمد بن يحيى بن أحمد بن الحسين بن محمد بن يحيى الملقب العجري بن محمد بن يحيى بن محمد بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام، المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف، ما مثاله: أخبرني والدي العلامة يحيى بن أحمد رحمه الله أن الإمام المؤيدي وصل إلى هجرة فلله أيام دعوته في حال صغر الوالد، وأنه صبيح الوجه، لا يعلم أنه يوجد له شبيه في خلقه وكماله، شابٌ لم ينبت الشعر في وجهه أبيض اللون كأن وجهه القمر..إلى آخر ما ذكره رضي الله عنه، انتهى.
وكان خروج الإمام الحسين من صنعاء سنة 1247هـ مع الإمام الداعي أحمد بن علي السراجي، ثم عاد إلى صنعاء وبقي بها أياماً، فوصل إليه جماعة من أهل جهات صعدة يستدعونه إلى بلادهم للقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخوف، فأجابهم إلى ذلك، وكان خروجه من صنعاء ثانياً سنة 1251هـ وقيل في سنة 1249هـ، وصحبه عدة من أكابر العلماء في صنعاء منهم: عبدالله بن علي القاضي شيخ الإسلام الغلبي والسيد العلامة عبد الكريم بن عبدالله أبو طالب، وقد أثنا عليه شيخه القاضي عبدالله بن علي الغالبي في كتابه الدر المنظوم في أسانيد العلوم ثناءً جزيلاً وترجمة القاضي إسماعيل بن حسين جغمان، وذكر قيامه السيد العلامة محمد بن إسماعيل الكبسي في تتمته للبسامة بقوله:(1/384)
وبعده قام يدعو الناس مرتحلاً .... عن مربع الظلم ذو التقوى على الأثر
زين الشباب وخرِّيت العلوم ومن .... حاز المعارف طراً وهو في الصغر
سمي سبط رسول الله وارث آ .... ثار الوصي سليل الأنجم الزهر
سرى إلى أرض حيدان فطهرها .... عن المآثم والطاغوت والغِيَرِ
أعني الحسين سليل الغر من سمحت .... آل المؤيد زين الأعصر الأخَرِ
فعاجلته المنايا بعد ما ظهرت .... آياته كظهورِ الشمس والقمر
قبره بحيدان في مشهد الإمام أحمد بن سليمان.
وانتقل من ضحيان إلى مشهد الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام السيد الإمام فخر آل الرسول الكرام وبدر هالة العترة الأعلام العلامة الولي عبدالله بن يحيى المؤيدي العجري المتوفى يوم الاثنين خامس عشر صفر سنة أربعين وثلاثمائة وألف رضي الله عنه، واستقر هو وذريته الكرام في المشهد المقدس، وهو أخو الوالد العلامة صفي الدين أحمد بن يحيى العجري المتقدم نسبه آنفاً، وسيأتي ذكر أخيهما العلامة العلم المفرد جمال آل محمد علي بن يحيى بن أحمد، وممن انتقل من ضحيان إلى الجهة الخولانية، من البيت المؤيدي عمره الله بالعلم والعمل: السيد العلامة الأوحد شرف آل محمد الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد الملقب الحمران بن يحيى بن حسن بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حسن بن زيد بن محمد بن أبي القاسم بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، واستقر هناك هو وذريته الأفاضل، وتوفي يوم الخميس ثاني وعشرين في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، قبره بمسجد وسحة - بالسين والحاء المهملتين -.(1/385)
الإمام عبدالله بن الحسن
والإمام الناصر لدين الله عبدالله بن الحسن بن أحمد بن العباس بن الحسين بن القاسم بن الحسين بن الإمام المهدي لدين الله أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد.
دعا إلى الله سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، وقتل عليه السلام سنة ست وخمسين ومائتين وألف في وادي ضهر، عمره ثلاثون سنة.
وقد أشار إلى ذكر قيامه واستشهاده السيد العلامة المؤرخ محمد بن إسماعيل الكبسي في تتمته للبسامة، فقال مشيراً إلى ذكره بعد ذكر الإمام الحسين بن علي المؤيدي:
وقام من بعده زاكي المناصب من .... أذاق أعدائه كأساً من الصَّبِرِ
الناصر الحَبْر عبدالله من شرفت .... به الخلافة بعد التية والبَطَرِ
وطهرت أرض صنعاء عن مفاسد في .... أيامه وغدت في زي مفتخر
أزال عنها الخنا والفسق فانشرحت .... صدراً وقد برزت في عرفها العطر
فاعلمت عصبة الكفر الملاحدة الأر .... جاس فيه سهام المكر والضرر
وأوردوه محياض المكرمات على .... نهج الحسين وزيد خيرة الخِيَرِ
ففاز في الظهر بالحسنى على شرف الـ .... ـمثوى كريماً بلا ذل ولا خور
فرحمة الله تغشى روحه عدد الـ .... ـشهب المضيئة الأوراق في الشجرِ
صفته عليه السلام: كان ربعة لا بالطويل ولا بالقصير، لونه إلى السواد مشرباً بحمرة، واسع الجبين، أنجل العينين، عظيم الصدر والمنكبين، دقيق الساقين، يملأ القلوب مهابة، عليه مخائل الإمامة، وشمائل الزعامة.
ولا أعلم له من الولد إلا أحمد، ترجم له الوالد العلامة المؤرخ محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني الصنعاني، المتوفى سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، مؤلف: نيل الوطر، ونزهة النظر، ونيل الحسنين، ونشر العرف، وأئمة اليمن في التاريخ رحمه الله، وترجم له العلامة وجيه الإسلام عبد الرحمن بن الحسين (سهيل) رضي الله عنهم، وله الأنموذج الخطير، ونسخ الأعتصام كاملاً وأسمعه على شيخه مؤلف أنوار التمام.(1/386)
هذا، واعلم أنا سلكنا غالباً في نشر الأبيات المتضمنة لإمامين فأكثر مسلك التوشيع، من الإبهام والإيضاح، وهو البيان لمثنى أو مجموع على نسق التعاطف، كقوله تعالى: ?وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ? [ص:45]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي))، وهذا هو الحق في بيانه، فخذ ذلك موفقاً إن شاء الله رب العالمين.(1/387)
الإمام أحمد بن هاشم
الزلف:
74- وزَلْزَلَ أركَانَ الضلالةِ أحمدٌ .... إمَامُ الهُدَى المَنصورُ للظلمِ رادِعُ
التحف:
هو حجة الله على العباد، وخليفة نبيئه في البلاد: الإمام المنصور بالله أبو محمد أحمد بن هاشم بن المحسن بن القاسم بن إسماعيل بن الحسين بن عز الدين بن المهدي بن الناصر بن المحارس بن الناصر بن عبدالله بن حمزة بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبدالله بن يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام.
قيامه عليه السلام: سنة أربع وستين ومائتين وألف، خرج إلى جهات صعدة.
ومن مؤلفاته: كتاب السفينة في الأذكار، وله القدم الراسخ في جميع العلوم رضوان الله عليه.
خرج إلى جهات صعدة هو والإمام محمد بن عبدالله الوزير وكان من أنصاره وأعوانه الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد في جماعة من العلماء الأعلام وشيخهم القاضي شيخ الإسلام عبدالله بن علي الغالبي فبينما هم ينظرون في من يُبَايع من الإمامين مع كمالهما اقتضى رأي الأعلام وفي مقدمتهم شيخ الإسلام عبدالله بن علي الغالبي مبايعة أحمد بن هاشم لقضية لا يسع الحال لشرحها.
وكان من أعوانه وأنصاره: الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني عليهم السلام، والسيد الإمام العالم المجاهد الشريف الحسني الحازمي، الواصل من تهامة، أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن عز الدين بن أحمد بن مقدام بن جواس بن مقادم بن علي بن الهمام بن محمد بن الحسن بن حازم بن علي بن عيسى بن حازم بن حمزة بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن القاسم بن داود بن إبراهيم بن محمد بن الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهذا الشريف من المجاز لهم في: الإحازة في طرق الإجازة للقاضي العلامة عبدالله بن علي الغالبي رضي الله عنهم ؛ لأنه من مشائخه.(1/388)