وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
عَنْ أَبِي السُّدَيْرِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَأَصَبْنَا مِنْهُ خُلْوَةً، فَقُلْنَا الْيَوْمَ نَسْأَلُهُ عَنْ حَوَائِجِنَا كَمَا نُرِيْدُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَقَدْ لَثِقَتْ عَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُوجَعْفَرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ ادْخُلْ فَأَفِضْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ اخْرُجْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُتَفَضِّلاً، قَالَ الشَّرِيْفُ: أَيْ مُبْتَذِلاً، قَالَ: فَأَقْبَلَ أَبُوجَعْفَرٍ فَسَأَلَهُ وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُخْبِرُهُ بِمَا يَحْتَجُّ عَلَيْهِ وَالَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ أَبِي جَعْفَرٍ يَتَهَلَّلُ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: يَا أَبَا السُّدَيْرِ، هَذَا وَاللَّهِ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ، إِنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيْبُوْهُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرَكُمْ فَانْصُرُوْهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَطِيْطٍ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَبُرَةَ الثُّمَالِي قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ:(1/582)


حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيْدَ الْخَارِفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- إِذَا كَلَّمَهُ الرَّجُلُ أَوْ نَاظَرَهُ لَمْ يُعْجِلْهُ عَنْ كَلاَمِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ يَرْجِعَ عَلَيْهِ فَيُجِيْبَهُ عَنْ كَلِمَةٍ كَلِمَة، حَتَّى يَسْتَوْفِيَ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ.
[وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا] الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَجْلِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْن، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ.
عَنْ صَبَاحٍ الْمُزْنِي، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِذَا كَلَّمَهُ رَجُلٌ أَصْغَى سَمْعَهُ إِلَيْهِ وَفَهِمَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ كَلاَمِهِ، ثُمَّ يَبْتَدِئَ فَيَنْقُضَ عَلَيْهِ كَلاَمَهُ حَرْفاً حَرْفاً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَحْيَى بْنُ جَنَادٍ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- :((1/583)


اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سَلْواً عَنِ الدُّنْيَا، وَبُغْضاً لَهَا وَلأَهْلِهَا، فَإِنَّ خَيْرَهَا زَهِيْدٌ وَشَرَّهَا عَتِيْدٌ، وَصَفْوَهَا يُرَنَّقُ، وَمَا فَاتَ مِنْهَا حَسْرَةٌ، وَمَا أُصِيْبَ مِنْهَا فِتْنَةٌ إِلاَّ مَنْ نَالَتْهُ مِنْكَ عِصْمَةٌ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الْعِصْمَةَ مِنْهَا، وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ رَضِيَ بِهَا وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، فَإِنَّ مَنْ أَمِنَ مِنْهَا فَقَدْ خَانَتْهُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا فَقَدْ فَجَعَتْهُ، فَلَمْ يَقُمْ فِيْ الَّذِي كَانَ فِيْهِ مِنْهَا، وَلَمْ يَظْعَنْ عَنْهَا، وَكَمْ رَجُلٍ غَرَّتْهُ غَنِيًّا أُخِّرَ لِلْعَذَابِ وَمَنْزِلَتهِ، وَيَمُوْتُ بِالْعَذَابِ وَتَشْدِيْدِهِ، فَلا بِالرِّضَى يَفِي، وَلاَ بِالسَّخَطِ مِنْهُ نَسِيَ انْقَطَعَتْ عِنْدَهُ لَذَّةُ الاشْخَاطِ، وَبَقِيَ تَبْعَةُ الانْتِقَامِ مِنْهُ، وَلاَ تَخْلُدُ فِيْ لَذَّةٍ، وَلاَ يَسْتَقِرُّ فِيْ حَيَاةٍ وَلاَ نَفْسُهُ، مَاتَتْ بِمَوْتِهِ، وَلاَ نَفْسُهُ حُيِيَتْ بِنَشْرِهِ، أَعُوْذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ مِثْلِ عَمَلِهِ وَمِثْلِ مَصِيْرِهِ.
(ثُمَّ قَالَ:) كَمْ لِي مِنْ ذَنْبٍ وَذَنْبٍ وَذَنْبٍ، وَسَرْفٍ بَعْدَ سَرْفٍ فَقَدْ سَتَرَهُ رَبِّي مَا كَشَفَ.
(ثُمَّ قَالَ:) أَجَلّ أَجَلّ أَجَلّ سَتَرَ رَبِّي مِنْهُ الْعُوْرَةَ وَأَقَالَ فِيْهِ الْعَثْرَةَ حَتَّى أُكْثَرْتُ فِيْهِ مِنَ الإِسَاءَةِ، وَأَكْثَرَ فِيْهِ رَبِّي مِنَ الْمُعَافَاةِ وَحَتَّى أَنِّي لاَ أَخَافُ أَنْ أَكُوْنَ مِنْهُ رَجَاءَ أَنَّنِي لاَ أَسْتَحِي مِنْ عَظَمَتِهِ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْهِ بِمَا أَسْتَخْفِى بِهِ مِنْ عَبْدٍ لَهُ، وَبِمَا أَنَّهُ لَيَفْتَضِحُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي بِمَا هُوَ أَدْنَى مِنْهُ، ثُمَّ مَا كَشَفَ فِيْهِ رَبِّي سِتْراً وَلاَ سَلَّطَ عَلَيَّ فِيْهِ عَدُوًّا، فَكَمْ لَهُ(1/584)


عَلَى ذَلِكَ مِنْ يَدٍ وَيَدٍ وَيَدٍ، وَمَا أَنَا إِنْ نَسِيْتُهَا بِذَكُوْرٍ، وَمَا أَنَا إِنْ أَكْفُرْ بِشَكُوْرٍ، وَمَا نَدِمْتُ عَلَيْهَا إِنْ لَمْ أَعْتُبْكَ مِنْهَا رَبِّي لَكَ الْعُتْبَى لَكَ الْعُتْبَى بِمَا تُحِبُّ، وَتَرْضَى، فَهَذِهِ يَدِي وَنَاصِيَتِي، مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِي، مُقِرُّ بِخَطِيْئَتِي، إِنْ أُنْكِرْهَا أُكَذَّبْ، فَإِنْ أَعْتَرِفْ بِهَا أُعَذَّبْ، إِنْ لَمْ يَعْفُ الرَّبُّ، فَإِنْ تَعْفُ فَرُبَّمَا، وَإِنْ تُعَذِّبْ فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ، وَمَا اللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيْدِ، هُوَ الْمُسْتَعَانُ، لاَ يَزَالُ يُعِيْنُ ضَعِيْفاً، وَيُغِيْثُ مُسْتَغِيْثاً، وَيُجِيْبُ دَاعِياً، وَيَكْشِفُ كَرْباً، وَيَقْضِي حَاجَةَ ذِيْ الْحَاجَةِ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
(ثُمَّ قَالَ:) أَجَلّ أَجَلّ أَجَلّ إِنَّهُ كَذَلِكَ، أَوْ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُالرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُزْدَكٍ الْمُقْرِي الزَّيْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ رَشِيْقٍ فِيْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوْفِي فِيْ ذِيْ الْقِعْدَةٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ الْوَاسِطِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَدْعُو، وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ:( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سَلْواً عَنِ(1/585)


الدُّنْيَا وَبُغْضًا لَهَا وَلأَهْلِهَا) -وَذَكَرَهُ بِطُوْلِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ -يَعْنِي السَّرَّاجَ-، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: عَبَّادٌ قَدْ رَأَيْتُهُ، كَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، قَدْ كُنْتُ بِوَاسِطَةَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فِيْهَا، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَغْدُوْنَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُكَلِّمُوْنَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْقَوْمِ فِيْ كَلاَمِهِمْ حَتَّى يَقُوْلُوا: هَذَا مِنَّا، ثُمَّ يُنْقُضُ عَلَيْهِمْ حَرْفاً حَرْفاً حَتَّى يَقُوْمُوا وَلَيْسَ فِيْ أَيْدِيهِمْ مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ ابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ أَبُوْكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَوْ عَمُّكَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ؟(1/586)

116 / 134
ع
En
A+
A-