حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيْزِ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ لَمِنَ الْفَاضِلِيْنَ فِيْ قِيْلِهِ وَدِيْنِهِ، وَكَانَ عُمَرُ يَلْطُفُ بِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيُكَاتِبُهُ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَتَبَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ فِيْ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَيْهِ: وَإِنَّ الدُّنْيَا إِذَا شَغَلَتْ عَنِ الآخِرَةِ فَلاَ خَيْرَ فِيْهَا لِمَنْ نَالَهَا، فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلْتَعْظُمْ رَغْبَتُكَ فِيْ الآخِرَةِ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ يُرِيْدُ حَرْثَ الآخِرَةِ يَزِيْدُهُ اللَّهُ تَوْفِيْقاً، وَمَنْ كَانَ يُرِيْدُ حَرْثَ الدُّنْيَا فَلا نَصِيْبَ لَهُ فِيْ الآخِرَةِ(ح).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاغِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُطِيْعِ الصَّانِعُ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيْسَى قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعَامِرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْحُصَيْنِ.
عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنِ عُتْبَةَ يَقُوْلُ: مَا عُذْرُ النَّاسِ بَعْدَ هَذَا الرَّجُلِ، أَمَرَ بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَصُلِبَ وَسُلِبَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ هَذَا الْقَوْلَ لَيْسَ(1/572)
بِصَحِيْحٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ؛ لأَنَّ الْحَكَمَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَانَ حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ يُتَّهَمُ بِهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُرَشَي وَزَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَايَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُطِيْعٍ الصَّايِغُ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عِيْسَى -يَعْنِي ابْنَ مَأتِي- الْكَاتِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عِيْسَى، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مَصْلُوباً أَعْظَمَ مُصِيْبَةٍ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قُتِلَ مُجَرَّداً أَنْ دَعَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِي.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: تَرَكْتَ الرّقَّةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَتَهَيَّأْ حَتَّى نَمُرَّ بِكَ.
قَالَ: فَتَهَيَّأْتُ حَتَّى مَرَّ بِي.
قَالَ: فَرَكِبْتُ فَمَرَّةً يُسَايِرُنَا وَمَرَّةً يَسْبِقُنَا وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ: فَأَنَا أَسَائِرُ الْقُرَشَي، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ(1/573)
السَّلاَمُ- عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ مِنْ خَلْفِنَا قَطْعَاناً مُسْرِعاً وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّ اْلَفتى كُلَّ الْفَتَى لْفَتَى الْهَ وَاجِرِ وَالضُّحَى يَوْمَ الطِّعَانِ وَمُدْرَةُ الْحَدَثَانِ ذَاكَ الْفَتَى ِإنْ كَانَ كَهْلاً َأْو فَتَى لَيْسَ اْلفَتَى بِعَمْلَجِ اْلَقَيْنَانِ فَقَالَ الْقُرَشَي: أَمَا وَاللَّه مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ صَاحِبِ الرَّجُلِ -يَعْنِي زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ.
(وَبِهِ قال): أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَاجِبِ الْخَرَّازُ الْوَاهِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَعْلَى.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَخِيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: فَجَعَلَ أَبُوجَعْفَرٍ يُسَائِلُ زَيْداً عَمَّا فِيْ الْكِتَابِ، قَالَ: فَيَرُدُّ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِجَوَابِ عَلِيٍّ قَالَ: فَقَالَ أَبُوجَعْفَرٍ لِزَيْدٍ: مَا فِيْنَا أَوْ مَا كَانَ فِيْنَا أَحَدٌ أَشْبَهُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ،(1/574)
قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَفْصٍ الأَعْشَى عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا يَزِيْدُ، تُرِيْدُ أَنْ أُرِيْكَ مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: هُوَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخُلْعِي.
عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَيْهَمِ الْيَمَامِي، قَالَ: أَتَيْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالرَّصَافَةِ (رَصَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَعُلَمَائِهِمْ وَجَآؤُوا مَعَهُمْ بِرَجُلٍ قَدِ انْقَادَ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ فِيْ الْبَلاَغَةِ وَالْبَصَرِ بِالْحُجَجِ، وَكَلَّمْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فِيْ الْجَمَاعَةِ، وَقُلْنَا: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَاعَةِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَنَّ أَهْلَ الْقِلَّةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالضَّلاَلَةِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا أَبْلَغَ فِيْ مَوْعِظَةٍ، وَلاَ أَظْهَرَ حُجَّةً،(1/575)
وَلاَ أَفْصَحَ لَهْجَةً، قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَاباً، قَالَهُ فِيْ الْجَمَاعَةِ وَالْقِلَّةُ ذُكِرْتْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيْراً إِلاَّ ذَمَّهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَلِيْلاً إِلاَّ مَدَحَهُ، وَالْقَلِيْلُ فِيْ الطَّاعَةِ هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ، وَالْكَثِيْرُ فِيْ الْمَعْصِيَةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: (فَسُرَّ) فَمَا أَحْلَى وَلاَ أَمَرَّ، وَسَكَتَ الشَّامِيُّوْنَ فَمَا يُجِيْبُوْنَ بِقَلِيْلٍ وَلاَ كَثِيْرٍ، ثُمَّ قَامُوْا مِنْ عِنْدِهِ فَخَرَجُوا وَقَالُوا لِصَاحِبِهِمْ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ، غَرَرْتَنَا وَفَعَلْتَ، زَعَمْتَ أَنَّكَ لاَ تَدَعُ لَهُ حُجَّةً إِلاَّ كَسَرْتَهَا فَخَرِسْتَ فَلَمْ تَنْطِقْ، فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ كَيْفَ أُكَلِّمُ رَجُلاً إِنَّمَا حَاجَّنِي بِكِتَابِ اللَّهِ أَفَأَسْتَطِيْعُ أَنْ أَرُدَّ كَلاَمَ اللَّهِ.
(1/576)