ترجمة المؤلف:

ابو حنيفة النعمان بن محمد منصور بن حيون التميمي المغربي القيرواني. وقد غلبُ عليه لقب “القاضي النعمان” وهو لقب يدل على منصبه الإداري الذي تقلده ويتمثل في القضاء وهناك من يضيف الى لقبه هذا القاب أخرى هي : القيرواني، وسيدنا القاضي وسيدنا الأجل، وابو حنيفه الشيعي، وابن محمد الداعي، وابن الفياض، وبالمشرع الإسماعيلي، وقاضي قضاة الدولة الفاطمية.
اما نسبته فلقبه “التميمي القيرواني” ترجح عروبته، فيما يرى (ابن تغري بردي ت 874 هـ / 1469 م) انه بربري من قبيله كتامة. في حين يشير النعمان الى نفسه على صدر كتبه انه تميمي الاصل، غير ان المصادر لا تؤكد ادعائه رغم اتفاقها على ذكر نسبه الى حيون كجد أعلى لعائلة، ولابد ان يكون له شأن في القبيلة حيث عرف بها المؤلف.

مولده:
اتفق المؤرخون على وفاة القاضي النعمان في سنة( 363 ه‍/973م)، ولكن لم ينص أحد منهم على تاريخ ولادته، مما أدى إلى أعمال مجرد الظن والحدس في نص ذكره المؤلف في كتابه ( المجالس ) الذي يعتبر حافلا بالتواريخ الهامة في الدعوة الإسماعيلية، فقد قال : ( وخدمت المهدي بالله من أواخر عمره تسع سنين وشهورا وأياما ). وحيث إن المهدي هو أول الخلفاء الفاطميين توفى في (322 ه‍ /934م) فيكون تاريخ خدمة المؤلف إياه في أواخر عام( 312 ه‍/924م) في عمر تؤهله للخدمة، ويصعب تحديد ذلك، وإذا قدرنا عمره آنذاك انه كان في العشرين من العمر فتكون ولادته حدود منه( 292 ه‍/904م).
وقد ناقش (محمد كامل حسين) ولادة النعمان قائلاً ” اننا نعلم ان القاضي النعمان اتصل بالامام عبيد الله المهدي بالمغرب، ونعلم ان المهدي اسس دولته سنة 296 هـ /908 م. واعتماداً على هذا الرأي يكون النعمان في سن الطفولة “. ويتابع (محمد كامل حسين) القول : (ان جميع المؤرخين اتفقوا على ان وفاة النعمان سنة (363 هـ / 973 م) وانه شارك في القضاء بمصر الى ان توفي فيكون قد عمر اكثر من مئه عام، ولعل من يعمر دهراً كاملاً لا يصلح للقضاء ).والحقيقة ان اغلب المؤرخين ذهبوا في تحديد تاريخ ولادة القاضي النعمان الى ولادته في اواخر القرن الثالث الهجري دون تحديد السنة.

أسرته:
عرفت أسرة القاضي النعمان بخدمة العلم عامة والدعوة الفاطمية خاصة وبإثرائها الحياة العلمية في مصر خاصة وغيرها من البلدان عموماً فوالده كما يذكر ابن خلكان: (كان والده أبو عبد الله محمد قد عمر، ويحكي أخباراً كثيرة نفيسة حفظها وعمره أربع سنين، وتوفي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلثمائة، وصلى عليه ولده أبو حنيفة… ودفن في باب سلم، وهو أحد أبواب القيروان، وكان عمره مائة وأربع سنين)، ولعل والده كان داعية من دعاة الفاطميين حسب ما تنص عليه عبارة (ابن خلكان) بقوله: “ابو حنيفه النعمان بن محمد الداعي”.

مذهبه :
للمذاهب اهمية كبيرة في تحديد ميول وأتجاهات و افكار اصحابها واعتماد هذا المذهب او ذاك ورائه عوامل عديدة ابرزها التنشئة الاسرية، وفي دراسة مذهب القاضي النعمان وهو اسماعيلي ما يوضح ذلك، اذ يجد الباحث نفسه امام مسألة رئيسية وتتمثل بتحول القاضي النعمان من مذهبه المالكي الذي نشأ عليه منذ بداية حياته وحتى نهاية العقد الثاني من عمره عندما تحول الى المذهب الامامي.
وبالنسبة لهذه المسألة ترد أشارة عند ابن خلكان يذكر فيها : ” وكان مالكي، المذهب ثم انتقل الى مذهب الامامية وصنف كتاب ابتداء الدعوة للعبيديين… “.
وهنا يشير ابن خلكان الى تحول النعمان الى مذهب الامامية الاثنى عشرية والمعروف عن القاضي النعمان وطبيعة مؤلفاته انها كانت اسماعيلية وعند الرجوع الى مؤرخي الاثنى عشرية نجدهم يؤكدون ان النعمان كان مالكي المذهب ثم تحول الى الشيعة الاثنى عشرية ثم انتقل الى الاسماعيلية الفاطمية في حين يرى البعض الاخر منهم انه كان حنفي المذهب قبل ان يعتنق المذهب الفاطمي، ولكن اذا أمعنا النظر في هذه الخلافات وجدنا الارجح ما رواه ابن خلكان، فالمذهب المالكي هو المذهب الذي كان يسود شمال افريقية والأندلس على ان المذهب الحنفي كان قليل الانتشار دينياً بين المسلمين في المناطق المذكورة وان خلاصة تلاميذ مالك كانوا مصريين، وعن مصر انتقل هذا المذهب المالكي الى شمال افريقية والأندلس وساد هذه البلاد فمن الراجح ان النعمان كان على مذهب اهل بلاده “.
والذي يهمنا مما تقدم وان اختلفت الاسباب هو : اثر التحول المذهبي عند القاضي النعمان على تحصيله العلمي ومؤلفاته فلا بد وان رافق ذلك دراسة مقارنة بين المذهبين وهو ما تطلب بطبيعة الحال الاستزادة في طلب العلوم ولاسيما في مذهبه الامامي حتى وصفه ابن خلكان: ” كان… في نهاية الفضل من اهل القرأن والعلم بمعانيه وعالماً بوجوه الفقه وعام اختلاف الفقهاء، و اللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس مع عقل… “.

وفاته:
اتفق المؤرخين القدامى والمحدثون ان النعمان ابا حنيفية القيرواني توفي سنة (363هـ/973 م)(78) وكان قد توفي عن عمر (104) سنة.

حياته العلمية:
لاتزال ترجمة القاضي النعمان عند ذوي الاختصاص ناقصة فلا يعرف كيف اخذ عن الشيوخ في القيروان، ولكن ذكر بعض المؤرخين مكانته عموما؛ ومنهم الداعي ادريس (ت 872هــ/1467م) بقوله: ” انه كان ذ امكانة علمية رفيعة جداّ قريبة من الائمة وانه كان دعامة من دعائم الدعوة “.
ويقول ابن خلكان نقلاً عن المسبحي (ت420هـ/1029م) في تاريخه :” كان من اهل العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه”، ويضيف الذهبي (ت748هـ/1348م) بقوله :” كان وافر الحشمة، عظيم الحرمة، في اولاده قضاة وكبراء”.
تمثلت في شخصية القاضي النعمان ثلاث نواحي لعبت دوراً اساسياً في تكوينه الثقافي والفكري، وكانت القواعد التي بنيت عليها سيرة حياته اولهما : الاتكاء على نهج الائمة الفاطميين والافادة من الجوانب العلمية التي تمتعوا بها. ناهيك عن الخصال التي حملوها ونادوا بها، والى هذا يشير (الداعي ادريس) بقوله : ” انما الف ما الف، وجمع ما جمع، وصنف ما صنف، مما اخذه من ائمته الذين عاصرهم ولم يؤلف تأليفا ولا جمع كتاباً حتى عرضه عليهم شيئاً فشيئاً، فاثبتوا الثابت منهم والصحيح…، ومن بحرهم اخترق وبهم عرف ماعرف، وبفضلهم الف وصنف واعترف”.
اما الناحية الثانية فهي منزلته الرفيعة التي تمتع بها لدى الخلفاء الفاطميين وذكرها (الداعي ادريس) بقوله :” كان القاضي النعمان بن محمد مع الائمة الذين عاصرهم المكان المكين والمنزلة التي يقل فيها المماثل والقرين”.
من هذا يظهر ان القاضي النعمان قد تتلمذ على ايدي الخلفاء الفاطميين انفسهم فهم بمثابة اساتذته ومريديه والقائمون على تربيته وتنشئته.
اما الناحية الثالثة فهي مقدرته الفكرية والعقلية، التي تتضح اثارها من خلال هذا الحشد الكبير من المؤلفات والمصنفات الفقهية والعقلية والتاريخية، ناهيك عن كونه متكلماً مؤرخاً وصاحب حجة بالغة، شغل منصب القضاء طيلة حياته وعليه عولت الدولة كثيراً من احتياجاتها الدعائية والعقلية الفقهية فكان مرافقاً للخليفة في مجالسه ومسايراته والمنظر للدعوة الاسماعيلية والمثبت لقواعدها ومناهجها عن خلق جم وفضائل شخصية لا تحصى.
اما عن رحلاته فلم نجد ذكراً سوى لرحلته من بلاده افريقية الى مصر بصحبة الخليفة المعز حيث بقي فيها الى ان توفي.

مؤلفاته:
يعتبر القاضي النعمان المشرع الاسماعيلي، لماله من اثر كبير في الحياة العقلية للدولة الاسماعيلية في مصر، وتعتبر مؤلفاته من الدعائم القوية التي ركز عليها المذهب الاسماعيلي وقيل ان الخليفة المعز لدين الله قال عنه :” من يؤدي جزء من مائة مما اداه النعمان اضمن له الجنة بجوار ربه”.
ولاتزال كتبه حتى يومنا هذا اقوى الكتب لدى الاسماعيلية واصبحت كتبه التي الفها عمدة كل باحث في المذهب الاسماعيلي والاصل الذي يستقي منه علماء المذهب. وقد افاد الدعوة الاسماعيلية بكثرة مؤلفاته في الفقه والمناظرة والتأويل والعقائد والسير والتاريخ والوعظ، ومن الثابت ان النعمان الف بضعة وخمسين كتاباً بقى منها اليوم نحو عشرين كتاب، وضاع الباقي.
ويمكن أجمال مؤلفات القاضي النعمان بالأتي :
مصنفات فقهية وتشمل الكتب الاتية:
1- كتاب دعائم الاسلام في ذكر الحلال والحرام والقضايا والاحكام عن اهل بيت رسول الله (عليهم افضل الصلاة والسلام). ويعد هذا الكتاب من اشهر مؤلفات القاضي النعمان ويتألف من جزأين تناول الجزء الاول العبادات مثل : (الايمان، والطهارة، والصلاة، والزكاة…) أما الجزء الثاني وفيه خمسة وعشرون فصل في المعاملات كما رويت عن اهل البيت.
وقيل ان سبب تأليفه يعود لأمرين أما رغبة منه في شرح المعاملات وطرقها على ما ورد عن ائمة اهل البيت رسول الله (صلى الله عليه واله) من جملة ما اختلف فيه الرواة.
اما السبب الثاني في تأليفه فيرجع الى انه كان بإيعاز من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (ت 365هـ/975 م).
2- تأويل الدعائم: تناول الكتاب مواضيع فقهية متعددة مثل (الصلاة والطهارة وكيفية تربية المؤمنين، معتمد في ذلك على الايات القرأنية والاحاديث المروية عن أهل البيت (عليهم السلام).
3- كتاب الاقتصار: يتناول الكتاب الاحكام الفقهية معتمدة على احاديث اهل البيت (عليهم السلام) في رواياتهم عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
4- الرسالة المذهبية في العقائد الاسماعيلية: وموضوعه الرسالة المذهبية في فنون الحكم، وغرائب التأويل، وهي اجوبه عن مسائل بعض الحدود.
5- الارجوزة المختارة: ويتناول الكتاب قضية الامامة.
6- أساس التأويل: ويتناول الكتاب تأويل لكل ما ورد في ظاهر قصص الانبياء ممن ذكروا في كتاب الله المجيد ومنها ذكر قصة الامام علي (عليه السلام) وقتاله لاهل البصرة وفيه من الفوائد والمعارف الكثير.
مؤلفاته التاريخية:
1- المجالس والمسايرات: يعد كتاب المجالس والمسايرات من اهم المصادر الاسماعيلية في تاريخ الخلفاء الفاطميين، فقد ارخ الكتاب من الخليفة الاول المهدي الفاطمي (ت 322هـ/933 م) وحتى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (341-365 هـ /952-975 م) وضم معلومات ادبية وعقائدية اضافة الى صبغته التاريخية.
ورتجع اهمية الكتاب الى ان القاضي النعمان دون احداثه وهو شاهد عيان عليها وذكرها الثقات اصحابه وخاصة تلك الاحداث الي جرت في مجالس الخلفاء الفاطميين.
2- شرح الاخبار في فضائل الائمة الاطهار: وهو من مؤلفات القاضي النعمان الكبيرة، استعرض فيه حياة الائمة ابتداءً من الامام علي(عليه السلام) الى الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وقد توسع كثيراً وفصل الحديث عن الامام علي عليه(عليه السلام) بكل ما يتعلق بجوانب حياة هذا الصرح الاسلامي العظيم وهذه الشخصية الكبيرة 97).
3- كتاب الهمة في اداب اتباع الائمة: وموضوعه الامامة حيث يقدم القاضي النعمان صورة لمنصب الامامة وطابعها العقائدي.
4- المناقب والمثالب: تضمن الكتاب فضل هاشم جدر رسول الله (صلى الله علية واله) و ولده، ومنهم عبدالمطلب عم رسول الله (صلى الله عليه واله) ومالهم من المناقب في الجاهلية والاسلام (وهو مطبوع).
5- رسالة افتتاح الدعوة: احد كتب القاضي النعمان ويتناول تاريخ الدولة الفاطمية في فترة الدور المغربي منذ بداية ظهورها سنة (297هـ/909 م)، واهم ما يميز الكتاب انه يكتب عن دعوة دينية و دولة سياسية كان يمثل فيها داعي دعاتها وقاضي قضاتها ايدها بما صنف والف من مؤلفات فقهية وسياسية تشد السلطة وتحكم ادواتها فلا عجيب ان اتخذها الفاطميون مرجعاً يعتنون به ويرجعون اليه.
مؤلفات اخرى متنوعة:
1- كتاب الايضاح: وهو من مؤلفات القاضي النعمان المفقودة التي ذكرها في مقدمة كتابه الاقتصار قائلاً :”… فرأيت جمعه وتصنيفه وبسطه وتأليفه على ما ادته الرواة في كتاب سميته الايضاح. و اوضحت فيه مسائله وبسطت ابوابه وذكرت ما اجمعوه عليه واختلفوا فيه على ما أداه الرواة الينا، لم اعد قولهم، وبينت الثابت من ذلك بالدلائل والبراهين، فبلغ زهاء ثلاثة الاف ورقة، ويضيف قائلاً :” وانا ان مد الله في عمري او مل تفريخ اصوله ليكون مشتملاً على جميع ما يحتاج اليه مما نزل، فيؤخذ ان شاء الله تعالى”.
2- كتاب الشيعة: من الكتب التي الفها القاضي النعمان بطلب من المعز لدين الله ولم تتوفر عنه معلومات سوى ماذكره محقق شرح الاخبار واشار الى النسخ الخطية المتعددة واماكنها.
3- مختصر الاثار فيما روي عن الائمة الاطهار: هو من تصانيف القاضي النعمان المؤلفة بأمر من الخليفة المعز الفاطمي، ويظهر انه مختصر لكتاب الدعائم حوى الكتاب على مواد منها الرغائب في طلب العلم، الطهارة، الوضوء، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج. وهناك اسم اخر يطلق على هذا الكتاب وهو (كتاب الدنيار) فمن خلال حديث النعمان عن بعض كتبه قال عن كتاب وضعه باسم ” كتاب الدنيار : سألني بعض القضاة والحكام والطلبة بسط كتاب مختصر من قول اهل البيت (عليهم السلام) يقرب معناه، ويسهل حفظه، وتخف مؤونته، فابتدأت شيئاً منه وقدرت ان الكتاب اذا كمل قام على من يريد استنساخه بدنيار فمادونه، وسميته كتاب الدنيار وذكرت ذلك وبسطت افتتاحه، ورفعت ما ابتدأته منه الى الخليفة المعز لدين الله وطالعته فيه وسألته قرأته عليه وسماعه منه ليكون مأثوراً عنه وكتبت مع مارفعته منه اليه رقعة ذكرت فيها ذلك له، فوقع الي بخط في ظهرها : ” بسم الله الرحمن الرحيم ” صانك الله يا نعمان، وقفت على الكتاب وتصفحته، فرأيت ما اعجبني فيه من صحة الرواية وجودة الاختصار لكن فيه كلمات تعتاص على كثير من اوليائنا معرفتها فاشرحها بماي قرب منه افهامهم فيسوي في معرفته والاحاطة بعلم الفاظه الشريف والمشروف، فانه يجيء طريفاً قريب المأخذ وسمه (كتاب الاختصار لصحيح الاثار عن الائمة الاطهار) فان ذلك اشبه به من كتاب الدينار. لان فيه من علم اولياء الله ما يحث على كافة الخلق طلبه بارواحهم فضلاً عن اموالهم، وهذا الاسم يصنع من قدره عند ذوي النعم ويرون انهم يصلون اليه والى ماهواجل منه يبذل اليسير من حطام دنياهم… الخ).
ومن خلال هذا نستطيع ان نؤيد ما ذهبنا اليه من ان القاضي النعمان بن محمد هو الذي وضع هذه العلوم والتي سماها الفاطميون بعلوم اهل البيت (عليهم السلام).
4- كتاب اختلاف اصول المذاهب: هذا الكتاب يصف ما وضع بالحديث عن اهل البيت (عليهم السلام) ثم يتطرق الى الاسماعيلية بعد ذلك، من خلال عرضه لأقوال المخالفين بعد استيعابه للدلائل التي يقدمها هؤلاء فذكر جملة اقوالهم. ثم الرد عليها.
5- كتاب التوحيد: يتناول هذا الكتاب اثبات حقيقة توحيد الله ونفي التشبيه عنه ويذكر انه عرض على الخليفة المعزلدين الله الفاطمي.
6- كتاب تقويم الاحكام.
7- كتاب ذات البيان: وصنفه للرد على ابن قتيبة صاحب كتاب عيون المعارف لبعض الاحاديث المروية عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وبعض القضايا والاحكام، ويظهران القسم الاول منه مازال مخطوطاً محفوظاً في مكتبه الدعوة بخط الداعي شمس الدين.
8 – كتاب الراحة والتسلي: هذا الكتاب رغم نسبته الى القاضي النعمان الا ان أسلوبة يكاد يختلف عن النهج الذي سلكه القاضي النعمان في اغلب مؤلفاته مما يدعوا للشك في نسبته اليه.
يتكون الكتاب من سبعة فصول منها القدرة والاستطاعة، وكيفية الوحي، ابرز الفرق، الفرق بين الخالق والمخلوق، معرفة المحتاج الى المكان، معرفة ثواب العقل وعقابه، في معرفتك به على الكمال وانتقالك اليه.
9- كتاب الطهارات.
10 – قصيدة في الامام الحسين (عليه السلام).
11 – كتاب مفاتيح النعمة: وهي احدى رسائل القاضي النعمان في تفسير الاية الكريمة من قوله تعالى ” ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم جنة “.
12- منهاج الفرائض.
13- الينبوع: يشمل هذا الكتاب على مجلد واحد يحتوي على نفس محتويات الجزء الثاني من كتاب دعائم الاسلام.
14- كتاب يوم وليلة في الصلاة المفروضة: فيه اجوبه القاضي النعمان لاسئلة فقهية سأله عنها خطاب بن وسيم مقدم زاوية وحاكمها.
15- كتاب الانفاق والاختراق: كان الكتاب موجوداً في القرن السادس الهجري، وهو يبحث في مواضيع فقهيه نقلاً عن الائمة الاطهار في الحلال والحرام والقضايا والاحكام.
16- كتاب اصول الحديث.
17- كتاب الامامة.
18- كتاب البلاغة الاكبر والناموس الاعظم في اصول الدين.
19- كتاب التفريخ والتصنيف لمن لم يعلم العلم.
20 – كتاب الدامغ الموجز في الرد على العنقي.
21- كتاب كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه واله).
22- كتاب فيما رفضته العامة من كتاب الله وانكرت.
23- الرسالة المصرية في الرد على الشافعي.
24- كتاب المرشد الداعي بمصر في تربية المؤمنين.
25- كتاب التعقيب والانتقاد.
26- كتاب الحلي والثياب.
27- كتاب منامات الائمة.
28- كتاب ذات المنن.
29- كتاب معالم الهدى.
30 – كتاب الشروط.
31-كتاب الرد على الخوارج.
جميع هذه الكتب لا تتوفر معلومات عن اماكن وجودها والراجح انها مقتطفات من كتبه الاخرى الموجودة، أوان اكثرها مفقودة وبعضها في خزائن اهل الدعوة.

حياته العملية:
1- القضاء:
لقد كان للفاطميين تشريع خاص يستند على فقه المذهب الاسماعيلي وقد طبق هذا التشريع في المغرب، فاسندوا القضاء الاعلى الى رجال يفترض فيهم معرفة قواعد وتشريع المذهب الاسماعيلي المستمد من الفقه الجعفري المسنود الى الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وكان على رأس هؤلاء قاضي كبير يسمى (قاضي القضاة) الذي كانت مهمته ان يخطب في المساجد الكبرى، وان يعين من ينوب عنه في الامصار ويعزل من يستحق العزل، وينقل من يرى المصلحة في نقله الى مكان اخر، وكان يضع للقضاة الاخرين نظاماً يسيرون عليه في القضاء بين الناس، وأسساً يستطيعون بموجبها الحفاظ على مكانتهم واخذ الحق للمظلومين من الظالمين. كما اتخذ لنفسه مهمة تعيين القضاة الاخرين في المناطق والألوية على قاعدة اصدار حكامهم وفق القواعد الفاطمية.
وكان القاضي النعمان المغربي هو الممثل الاعلى للقضاء في عهد الفاطميين بالمغرب، فقد اتخذه عبيد الله المهدي قاضياً لدولته. وفي عهد القائم بأمر الله اشتدت صلة النعمان به فولاه القائم قضاء طرابلس الغرب , وعندما بني المنصور مدينته (المنصورية) كان النعمان اول من ولي قضائها وقضاء سائر مدن افريقيا ويقول النعمان في كتابه المجالس والمسايرات عن ذلك : ” لما أرحلني المنصور بالله عن مدينة طرابلس الى الحضرة المرضية وافق وصولي اليها غداة يوم الجمعة فخلع علي، يوم وصولي وقلدني وأمرني بالسير من يومي الى المسجد الجامع بالقيروان واقامة صلاة الجمعة فيه والخطبة اذ لم يكن يومئذ بالمنصورية جامع، وامر بجماعة من بوابي القصر الاعظم بالمشي بين يدي بالسلاح الى ان صليت وانصرفت، ثم خرج توقيعه من غد الى ديوان الرسائل بان يكتبوا لي عهداً بالقضاء بمدن المنصورية والقيروان والمهدية وسائر مدن افريقيا واعمالها.
وهكذا اصبح القاضي النعمان قاضي قضاة الفاطميين الى تولي المعز لدين الله الخلافة سنة 341هـ فاشتدت صلة النعمان به فكان يجالسه ويسايره بعد ان كان مستوحشاً منه قبل توليه الخلافة.
2- نقل اخبار الحضرة:
عمل القاضي النعمان في مهنة نقل أخبار الحضرة في اواخر عهد الخليفة المهدي (297-322هـ/909-934م) ويبدو ان عمله في هذه الوظيفة استمر حتى‍ في عهد الخليفة الثاني القائم بأمر الله (322-334هـ/934-945م)، ولا يعرف بالضبط طبيعة هذه الوظيفة، وربما تكون مجرد الخدمة أو المراقبة.
3- الوراقة :
اشار القاضي النعمان الى عمله في هذه الوظيفة بقوله :” وكنت أخدم المنصور بالله بعض أيام المهدي بالله وأيام القائم كله… وكانت خدمتي إياه في جمع الكتب له واستنساخها)

المصدر: حياة القاضي النعمان المغربي ” الشخصية والعلمية والعملية – د. بلقيس عيدان لويس الربيعي – جامعة بغداد


الكتب المتوفرة: