الإمام المتوكل على الله، أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، سلام الله عليهم.
ابتدأ دعوته في الإمامة السياسية بعد أن أحرز علوم الاجتهاد، وهو في الواحد والثلاثين سنة 532هـ فبايعه أهل اليمن في الجوف وصعدة وصنعاء، وكان من أهم مناصريه والدعاة إليه الشيخ العلامة الشاعر نشوان بن سعيد الحميري، وكان يحضه على التحرك جنوبا إلى صنعاء، وقال له شعرا:
فأنت تصلح للرايات تعقدها …. وللمواكب تحيي الدين والسننا
وللمنابر تنشئ فوقها خطباً …. تُعيي اللبيب النجيب العالم الفطنا
ما كان جدك حرّاثا فتلحقه …. بل مرسل قد أتى بالوحي مؤتمنا
ما زال في عمره مستفتحاً بلداً …. أو قاسماً مغنماً، أو مالكاً مدنا
وصل نفوذه السياسي إلى بلاد الزيدية خارج اليمن، وخطب له بينبع وخيبر، وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم.
ذكر المؤرخ والشاعر أحمد الشامي، أنه كان: من دعاة بث العدالة الاجتماعية ونشرها، ومحاربة الإثراء الفاحش القائم على الاحتكار واستغلال الجاه والمنصب، وإقامة مجتمع إسلامي فاضل تسوده المساواة وحرية التفكير والتعبير في إطار مكارم الأخلاق، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيه العلماء وأهل الحل والعقد، وكان يكلّف العلماء والمفكرين بوعظ الناس وإرشادهم.
قال العلامة العزي: عاش .. إماماً، أربعة وثلاثين عاماً كلها جهاد وصراع وكفاح، وعرق ودموع، وشعر وتأليف، ومناظرات ومحاورات، وصداقات وخصومات، وأخيراً أَسر وسجن، ثم عُزْلة وعَمَى! لم يختزن مالاً، ولا بنى قصراً، ولم يخلف غير كتبه وأشعاره.
وله مؤلفات، في أصول الدين والفقه، وأصوله، وغير ذلك، منها حقائق المعرفة وأصول الأحكام في الحلال والحرام.
توفي الإمام بعد عمر مبارك، وقبره في مديرية حيدان في محافظة صعدة باليمن مشهور مزور.
المصدر: موقع الزيدية
أنظر: الحدائق الوردية، طبقات الزيدية، التحفة العنبرية ، اللآلي المضيئة، مآثر الأبرار، الأعلام ١ / 132، الفلك الدوار 66.
الكتب المتوفرة: