الشهرة: الكينعي
الاسم: إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد الكينعي
المكان: الذري
الزمان: القرن 8هـ / 14م
تاريخ الوفاة: 27 3 793 هـ / 1 5 1391 م
ولد في قرية (الذري)، في ناحية (جهران معبر) من بلاد ذمار، وتوفي في مدينة صعدة.
عالم، فاضل. رحل بعد وفاة والده إلى مدينة (معبر)، ثم إلى مدينة صنعاء وهو في سن البلوغ، ودرس الفقه على يد العلامة (حاتم بن منصور الحملاني)، والفرائض على العلامة (الخضر بن سليمان الهرش)، كما درس علم الجبر والمقابلة (المساحة) حتى فاق أقرانه، ومن شيوخه أيضًا: العلامة (محمد بن عبدالله الرقيمي)، والعلامة (حسن بن سليمان بن قاسم)، والعلامة (علي بن عبدالله بن أبي الخير).
كان يقول عن نفسه: “إنه يستطيع أن يقدّر ما في البركة من ماء بالأرطال”. وكان يكتسب بالتجارة عن نفسٍ قنوعة وعفيفة، زار مكة المكرمة مرارًا، وهو يزداد في أوصاف الخير حتى خالط الخوف قلبه، ومال إلى الانعزال عن الناس، واستوحش من كل معارفه، وعكف على معالجة قلبه من أمراض حبّ الدنيا وشهواتها، وصام الأبد إلاَّ العيدين والتشريق، وأحيا ليله بالقيام لمناجاة ربه، وتناقل الناس عنه كلمات نافعة، هي الدواء المجرب لإصلاح القلوب القاسية، كقوله: “ليس الزاهد من يملك شيئًا، إنما الزاهد من لا يملك شيئًا”. وكان كثيرًا ما يردد قول بعض السلف الصالح: “يا أخي، جدد السفينة؛ فإن البحر عميق، وأكثر الزاد؛ فإن الطريق بعيد، وأخلص العمل؛ فإن الناقد بصير”، وكقوله: “بالفقر والافتقار تحيا قلوب العارفين”.
له تلاميذ كثيرون، منهم: (أحمد بن عمر البحار)، و(عبدالله بن قاسم البشاري)، و(حسن بن محمد الأوطاني)، وغيرهم.
كان مجاب الدعوة في كل ما يتوجه إليه، ويُروى عنه أنه مرَّ بمدينة جازان من بلاد المخلاف السليماني عند رجوعه من مكة المكرمة، وقد انقطع عنها المطر؛ فسأله أهلها أن يدعوَ لهم فدعا لهم؛ فحصل من المطر ما عمَّ نفعه وبركته جميع تلك البلدان. ورويت له على ألسنة الناس كرامات، منها أنه كان إذا دُعي إلى طعام ليس من الحلال الخالص يبست يده ولا يقدر على مدها، ونقل عنه مؤلف سيرته العلامة (يحيى بن المهدي بن القاسم): “أنه تنبأ بيوم موته، وأخبر عشرة من أصحابه بأنه رآهم معه في الجنة”. وقد نقل أن أحد الصالحين رأى في نومه أنه في درجة أرفع من درجة الزاهد الشهير (إبراهيم بن أدهم) المتوفى سنة161هـ/ 778م. والله أعلم.
كان يُغشى عليه من الخوف، وتوجعه الغشوة حتى يُخشى عليه التلف.
له شعر عذب، منه قوله في المناجاة:
ببابك عبدٌ واقفٌ متضـــرع
مُقِلٌّ فقيرٌ سائل متطـِّلــــعُ
حزين كئيب من جلالك مطرق
ذليل عليه قلبه متقطـــــعُ
إذا رجع القصَّاد منك بسؤلهـم
فياليت شعري كيف عبدك يرجعُ
وله في الوعظ:
إن كنت تسمع ما أقول وتعقـل
فارحل بنفسك قبل أنك ترحــلُ
ودع التشاغل بالذنوب وخلهــا
حتى متى وإلى متى تتغلغـــلُ
وقد توفي في مدينة صعدة عند عودته من مكة المكرمة، بعد هجرة دامت ثلاث سنوات، قضاها مجاورًا لبيت الله الحرام، وقُبِرَ في مكان يسمى: (رأس الميدان)، وقبره مزار مشهور.
وقد رثاه الكثير من الشعراء، منهم (الهادي بن إبراهيم الوزير) بقوله:
شجر الكرامة والسلامة أينعي
للقاء سيدنا الإمام الكينعــي
وتزيَّني دار النعيم لوافـــد
وافاك بالعمل الزكي المقـنع
وقد ترجم له مؤلف سيرته تلميذه (يحيى بن المهدي بن القاسم) في مجلدٍ كبير أسماه: (صلة الإخوان في حلية بركات الزمان)، أشار إليه الإمام (محمد بن علي الشوكاني) في كتابه: (البدر الطالع)، والمؤرخ (أحمد بن صالح بن أبي الرجال) في كتابه: (مطلع البدور).
المصدر: موسوعة الأعلام – الدكتور عبدالولي الشميري
وقال عنه في الشوكاني في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع:
ابراهيم بن احمد بن على بن أحمد الكينعى بل الله بوابل الرحمة ثراه ولم أقف على تاريخ مولده بعد البحث عنه وبنو الكينعى عرب لهم رياسة وكانوا يسكنون قرية من قرى اليمن بينها وبين ذمار مقدار بريد وبها مولده وانتقل به أبوه الى قرية معبر وكان قريع أوانه وفريد زمانه في الاقبال على الله والاشتغال بالعبادة والمعاملة الربانية وبيته معمور بالعلم والزهد والصلاح وقد ترجمه بعض معاصريه بمجلد ضخم وقفت عليه في أيام متقدمة وأطنب في ذكره جميع من له اشتغال بهذا العلم منذ عصره الى الآن فمنهم السيد العلامة الهادى بن ابراهيم الوزير والسيد العلامة يحيى بن المهدى بن قاسم بن المطهر وغيرهما وكان أحسن الناس وجها وأتمهم خلقة وقد غشيه نور الايمان وسيماء الصالحين وإذا خرج نهارا ازدحم الناس على تقبيل يده والتبرك برؤية وجهه وهو يكره ذلك وينفر عنه يغضب إذا مدح ويستبشر إذا نصح ارتحل بعد موت والده وهو في سن البلوغ الى صنعاء ولازم ولى الله الزاهد العابد حاتم بن منصور الحملانى فقرأ عليه في الفقه وقرأ في الفرائض على الشيخ الخضر بن سليمان الهرش وفي الجبر والمقابلة وفاق في جميع ذلك حتى أقر له أقرانه وقال عن نفسه أنه يقتدر على تقدير ما في البركة الكبيرة من الماء بالارطال وكان يتكسب بالتجارة مع قنوع وعفاف واشتغال بانواع العبادة فجمع مالا حلالا عاد به على أهله واخوانه ومن يقصده وكرر السفر الى مكة المشرفة وهو يزداد في أوصاف الخير على اختلاف أنواعها حتى خالط الخوف قلبه وشغل بوظائف العبادة قالبه واستوحش من كل معارفه ومال الى الانعزال عن الناس وانجمع عن المخالطة لهم وعكف على معالجة قلبه عن مرض حب الدنيا ولزم المحاسبة لنفسه عن كل جليل ودقيق وصام الأبد إلا العيدين والتشريق وأحيا ليله بالقيام لمناجاة ربه وتناقل الناس عنه كلمات نافعة هي الدواء المجرب لاصلاح القلوب القاسية كقوله ليس الزاهد من يملك شيئا إنما الزاهد من لا يملك شيئا وكقوله لبعض اخوانه يا أخي جدد السفينة فان البحر عميق وأكثر الزاد فان الطريق بعيد وأخلص العمل فان الناقد بصير وكقوله بالفقر والافتقار والذل والانكسار تحيى قلوب العارفين ومن شعره الذي تحيى به القلوب قوله ببابك عبد واقف متضرع *** مقل فقير سائل متطلع ) ( حزين كئيب من جلالك مطرق *** ذليل عليل قلبه منقطع ) ومنها ( فؤادي محزون ونومي مشرد *** ودمعى مسفوح وقلبى مروع ) وكان مجاب الدعوة في كل ما يتوجه له وله في ذلك حكايات وروايات وكان إذا دعى الى طعام ليس من الحلال الخالص يبست يده ولم يقدر على مدها اليه وقد رآه بعض الصالحين بعد موته وهو في مكان أرفع من مكان ابراهيم بن أدهم فقال سبحان الله منزلة ابراهيم الكينعى أرفع من منزلة ابراهيم بن أدهم فسمع قائلا يقول لولا أن منازل الأنبياء لا يحل بها غيرهم لكان بها ابراهيم الكينعي وجاور في آخر عمره ثلاث سنين بالبيت الحرام فوصل الى جازان وكان قد انقطع عنهم المطر مدة طويلة فسألوه أن يدعو لهم بالمطر فدعا لهم فحصل من المطر ما عم نفعه وبركته جميع تلك البلدان ثم وصل الى صعده وكان بها موته رحمه الله في صبح نهار الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الأول سنة 793 ثلاث وتسعين وسبعمائة ووهم الصفدي في كتابه الوافي بوفيات الاعيان فقال انه توفي في سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة والصحيح ما ذكرناه وقبر برأس الميدان غربى مدينة صعده وعمر عليه مشهد وهو مشهور يزار في تلك الديار وقد رثاه جماعة من الشعراء منهم السيد العلامة الهادي ابراهيم بقصيدة طنانة مطلعها ( شجر السلامة والكرامة أينعى *** للقاء سيدنا الامام الكينعى )
والاحاطة ببعض البعض من مناقب هذا الامام تقصر عنها ألسن الاقلام فمن رام الوقوف على ما يكون له من أعظم العبر فلينظر في سيرته التى قدمت الاشارة اليها وقد بسط فيها الكلام على أحواله ووظايف عباداته
الكتب المتوفرة: