كان زمان..بقلم رضية المتوكل

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

كان زمان..بقلم رضية المتوكل

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

كان زمان
كنت في لبنان أشارك في الدورة الخامسة للمؤتمر القومي الإسلامي مطلع شهر ديسمبر حين التقيت بمواطن لبناني بادرني بالقول أنه يحترم الرئيس اليمني كثيراً ، سكت في حيرة ، فلو كانت جملته قد وصلتني قبل ثلاثة أو أربعة أعوام من الآن لعرفت أن السر وراءها هو تلك التصريحات الشجاعة التي أطلقتها قيادتنا ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، والتي لقت صداها عند شعوب أنهكها ذل حكامها فأصبحت متعطشة لمواقف تعبر عنها ، ولو كانت مجرد كلمات.
أما الآن وقد أصبحت المرحلة لا تحتمل حتى تجارة الصوت ،فما الذي يدفع مواطناً لبنانياً ينتمي إلى جهة مناضلة إلى الإعجاب برئيسنا ؟ لم يترك لي فرصة للاستنتاج فقد أضاف أنه يحترم رئيسنا لأن الرئيس يحترم العلماء.
صفعتني عبارته في الصميم، فلم أتوقع أن اسمع مثلها في مرحلة يمر فيها اليمن بمسلسل بطش قاسي ، أكثر ضحاياه بروزاً هم العلماء ، سألته وأنا أداري أحزان وطن جريح ، كيف عرفت ذلك؟ أجابني بحماس أنه كان في الحج عندما رأى منظراً لا ينساه ، فقد رأى رئيسنا يسعى بجد وتواضع هو ومن معه لإفساح الطريق أمام العالم الذي كان برفقته..ثم أضاف أن من يعرف قدر العلماء لا بد وأن يكون فيه خير كثير.
كلامه جاء في توقيت يحمل معه مفارقة تثير الضحك والبكاء فلم أدر ساعتها ماذا يحتم علي الواجب أن افعل ، هل اصمت واجعله يحتفظ بتلك الصورة الحالمة لقائد عربي؟ أم أخبره بما يجري في وطني؟ وإن قررت أخباره بما يجري فمن أين ابدأ ؟ هل أبدأ بالعالم الذي صرخ الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل فكتمت صرخته على قاعدة من الدم والدمار ، وقدمت صورته للناس كمتمرد حاقد ومدعي؟ أم ابدأ بالعلماء الذين دأبوا على تقديم الولاء والنصح المهذب على مدى سنوات اعتادوا خلالها وعودوا القيادة على ثقافة (نعم) ، فلما جربوا (لا) بما بقي لهم من قدرة على قولها ضرب بكلامهم عرض الحائط ولا كأنهم قالوا ؟أو هل أبدأ بالعلماء الأجلاء الذين زج بهم في السجن دون ذنب ودون محاكمة ؟ هل أشكو له خوفي على وطن دخلت قيادته في حلف مجنون مع الشيطان أم احتفظ بالشكوى لنفسي؟
تزاحمت الكلمات في حلقي لم أعد أعرف كيف أبدأ وكيف انتهي ، فاكتفيت بالقول ..سبحان مغير الأحوال علماء الأمس أصبحوا دراويش اليوم لدى من تحترمهم!

صحيفة صوت الشورى ، العدد 58 ، الاثنين 7 ذي القعدة 1425هـ الموافق 20 ديسمبر 200م
صورة

إبراهيم شريف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 83
اشترك في: الاثنين يونيو 21, 2004 11:15 pm
مكان: مملكة علي عبدالله صالح اليمنيه/للأسف
اتصال:

مشاركة بواسطة إبراهيم شريف »

فعلاً يتحير الشخص في جوابه

ولكن قد أحسنتم بجوابكم عليه بقولكم
:
فاكتفيت بالقول ..سبحان مغير الأحوال علماء الأمس أصبحوا دراويش اليوم لدى من تحترمهم!
الـتـقلـيد حـجـابٌ عن معرفة الصواب .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“