زاوية خاصة .. في رحاب العلامة الفاضل :ابراهيم بن محمد الوزير

مواضيع ثقافية لاترتبط بباقي المجالس
أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

الحِكمةُ‮ ‬يمانيةٌ
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 27 May 2008
(صحيفة البلاغ )

> في بداية الأسبوع الماضي إتصلَ بي بعضُ الزملاء الصحفيين يَسألون عن أحداث "بني حشَيش"، فأخبرتهم أنْ لا أخبارَ لديَّ؛ لأنني كُنتُ في مُحافظة تعز.

وهُنا أوَدُّ أن أُشيرَ إلى أننا لسنا مع ما يحدُثُ في "بني حشَيش" ولا نؤيدُه، بل ندعو إلى نبذ العُنف، ونرفضُ استخدامَ العُنف والقوة من أية مجموعة كانت سواء في "بني حشَيش" أو في صَعْدَةَ، فنحنُ مع الإستقرار، ومع نشر السلام والأمن في ربوع اليمن بلا استثناء.

العُنفُ لا يُؤدي إلاَّ إلى سفك الدماء، ونشْر الفوضى، وإهلاك الزرع والنسل، ونحنُ على ثقة بأن العقلاءَ في "بني حشَيش" من مشايخَ وأعيان قادرون على تجنيب المنطقة ويلات هذه الفوضى، ونحنُ ندعو هذه المجموعةَ في بعض "بني حشَيش" التي يتواجَدُ فيها مَن يسمُّون أنفسَهم »مقاتلي الحق«، -كما سمتهم بعضُ الصحف!!- إلى تحكيم العقل ونبذ العنف، ففي ذلك خيرٌ للمنطقة وللبلاد، ونؤكدُ لهؤلاء أن اللجوءَ إلى العنف وإلى القوة ليس فيه خيرٌ، بل فيه سفكٌ للدماء، وإهلاكٌ للزرع والنسل، كما أسلفت، ولهؤلاء نقولُ، كما هو القولُ للحوثيين في صَعْدَةََ-: لكم الأسوة بما عمله الأشقاءُ في لبنان، إذ نبذوا العُنفَ، واحتكموا للعقل، فكان الحوارُ الذي أوصل الجميعَ إلى بر الأمان، واعلموا أن أيَّ تنازل عن بعض المطالب ليس فيه خسران، بل فيه خيرٌ؛ لأن المنتصرَ في الأخير هو الوطنُ بأكمله.

نحنُ نقولُ: إننا بلدُ الإيمان، وكما قال الرسولُ ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ: »الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانيةُ«.. أفـلسنا الأولى بهذه الحكمة أسوةً بالفرقاء في لبنان؟.. أليست الحكمة تدعو إلى نبذ العنف، والقبول بالحلول الوسطية؟.

إنني هُنا أناشدُ عبدَالملك الحُوثي، وأناشدُ مَن في "بني حشَيش" أن يَنبذوا العُنفَ، وأن يتمثلوا الحكمةَ التي قال عنها رسولُ الله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ إنها يمانية. وأن يسعَوا للسلام، مهما كانت التنازُلاتُ التي يظنون أنهم سيقدمونها، فالسلامُ يستحقُّ أيَّةَ تنازُلات.. نريدُ أن يعودَ أبناءُ صَعْدَةَ إلى عهدهم من الإهتمام بالزراعة والمساهمة في بناء اليمن، فذلك خيرٌ من الحرب والدمار.

كما نأملُ أيضاً من إخواننا في المحافظات الجنوبية الذين لا زالوا يُصرُّون على نشر الفوضى نأملُ منهم العودةَ إلي العقل والهُدوء، فها هي بلادُنا خَطـَتْ الأسبوعَ الماضيَ خُطوةً جَبَّارةً نحوَ الأمام عبرَ انتخاب المحافظين، وهي خطوةٌ جريئةٌ ليسَ لها سابقةٌ في الوطن العربي.

بإمكاننا إذا وضعنا جميعآً أيديَنا بيد الحُكومة السيرُ نحوَ الإصلاح ومكافحة الفساد خطوةً خطوةً وبكُلِّ سلام، وأمن، واستقرار، بعيداً عن الفوضى، والقتل، والدمار.

دعونا نضَع أيديَنا في يد الرئيس/ علي عبدالله صالح لنبنيَ وطنـَـنا، ولننشُرَ الأمنَ والإستقرارَ في رُبوع الوطن.

لا شكَّ أن هُناك سلبياتٍ، وهناك أخطاءً، لكن لا تكونُ معالجتـُها بالعُنف، أو الإعتداء على الأملاك الخاصَّة أو العامة، ولا تكونُ بقطع الطرُقات.. ولا سفك الدماء.. تلك السلبياتُ يُمكنُ أن نتجاوَزَها بالطرُق السلمية والديمقراطية، وعبَر الإنتخابات، وعبرَ تفعيل دَور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ودعم لجنة مُكافحة الفساد، ونشر النظام والقانون والإحتكام إليه.

أكرِّرُ دَعوتي لنبذ العُنف، ورفض أعمال أية مجموعة تدعو إلى الفوضى، وأدعوهم إلى الإحتكام للعقل، وأن يَجعلوا "والحكمةُ يمانيةٌ" نصْبَ أعينهم.

قبلَ أن أختمَ هذا العَمودَ أوَدُّ أن أُشيرَ إلى أن أسرةَ آل الوزير لا يُمكنُ لأحد أن يُزايدَ على وطنيتها، فهُم الثوارُ الأوائل، الذين قدَّموا دماءَهم وأموالـَهم وبُيُوتـَهم من أجل هذا الشعب في ثورة ٨٤٩١م التي لولاها لما قامت ثورةُ ٦٢ سبتمبر الخالدة، فهذه الأسرةُ التي قدَّمت الشهيدَ/ عبدَالله بن أحمد الوزير عَمَّ والدي إبراهيمَ بن محمد الوزير، وقدَّمت الشهيدَ/ عبدَالله بن محمد الوزير عمي أخا والدي، وقدَّمت الشهيدَ/ محمد بن علي الوزير إبن عم جدي محمد بن أحمد الوزير، وجد الأستاذ/ إسماعيل بن أحمد الوزير، وقدَّمت الشهيدَ/ علي بن عبدالله الوزير، وقدَّمت الشهيد/ محمد بن محمد الوزير.. هذه الأسرة ستظل دوماً مع الإستقرار، ومع بناء الدولة، ومع النظام والقانون، ومع الثوابت الوطنية، ومع الخير والسلام دوماً وأبداً..

وأخيراً أشكُرُ كُلَّ الذينَ اتصلوا للسؤال عن صحتي إثرَ الوَعْكة الصحية التي تعرَّضتُ لها، مُتمنياً للجميع الصحةَ والعافيةَ، ولبلادِنا السَّلامَ، والأمْنَ، والإستقرارَ..

والعَاقِـبَةُ للـمُتـَّـقِين..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

‬لا‮ ‬يا‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 26 October 2004
(صحيفة البلاغ )


فخامة الأخ الرئيس القائد المشير / علي عبدالله صالح الموقَّر

السلام عليكم ورحمة الله..

أكرر التهاني لفخامتكم بشهر رمضان المبارك ، كما أسأل الله تعالى أن يوفقكم فيه إلى عمل الخير الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ، كما أسأله أن يمدكم بالسداد والتوفيق في جميع الأمور حتى تفوزوا برضى الله في الدنيا والآخرة.

لقد تبين يا فخامة الرئيس أن غرض الذين سعوا إلى اعتقال يحيى الديلمي ومحمد مفتاح ويصرون على أن يصوروا لك أن ذلك في صالحك إنما يقصدون منع التدريس والتعليم الديني ، لا سيما التعليم الزيدي بالذات تنفيذاً لمخططات خارجية ، وهذا ما جعل قسماً كبيراً من الناس يستاؤون لمثل هذه المحاولة الغبية.

إنك يا فخامة الرئيس قد أغلقت المعاهد الدينية ، ودمجتها مع المدارس الحكومية ، والآن هناك من يحارب التعليم الديني التقليدي الذي كان في اليمن منذ مئات السنين ، ومعنى هذا أن تعليم وتدريس تعاليم الإسلام سيكون باباً مقفلاً وغير موجود في اليمن نهائياً.

ولن يمر غير وقت قصير حتى لا يوجد في اليمن من يستطيع أن يفتي في أبسط المسائل ، وربما لا يوجد من يستطيع أن يصلي على جنازة أو أن يصلي بالناس صلاة الكسوف.. وهذا لا يجوز ، ولم يحدث في أي مكان في العالم الإسلامي ، وهو أكثر غرابة عندما يحدث في اليمن بلد الإيمان والإسلام ، الذي يقول عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : »الإيمان يمان والحكمة يمانية«.

هل يكفي يا فخامة الرئيس أبناء اليمن من تعاليم الإسلام ما يتعلمونه في المدارس الحكومية الابتدائية والثانوية والجامعة.

خذ يا فخامة الرئيس أي متخرج من المدارس الحكومية واستفته في أي مسألة دينية بسيطة ستجده لا يعرف عنها شيئاً ، وهو معذور لأن أحداً لم يعلمه شيئاً من ذلك ، وإذا استمر الوضع هكذا -وهذه هي الخطة الأجنبية- واستمرت مضايقة المدرسين والطلاب الذين يدرسون ويدرِّسون تعاليم الإسلام فهو تجهيل لأبناء اليمن أعظم مما كان يتهم به الإمام أحمد والإمام يحيى.

وأؤكد لك يا فخامة الرئيس بكل احترام ومحبة ، ولكي تعرف الحقيقة ، أن التعليم في اليمن فاشل جداً في تعليم كل أمور الدنيا والدين ، وستظهر آثار هذا الفشل في الفترات التأريخية الآتية وفي الأجيال القادمة. إنهم يلعبون ويعبثون ، بل ولا يقدرون على إصلاح وضع التعليم في اليمن لأنه من المرافق التي يحتاج إصلاحها إلى جهد كبير ، وهم يخفون عنك الحقيقة ، ويصورون لك أن كل شيء كما يرام وهو ليس كذلك. وأنت رئيس اليمن وقائده ، ولذلك فأنت المسؤول يا فخامة الرئيس عن أبناء اليمن مسؤولية كاملة قبل غيرك.

والانتخابات التي صَعَدتْ بك إلى الرئاسة قد أوجبت على الجميع طاعتك شرعاً ، ولكنها في نفس الوقت قد أوجبت عليك العمل من أجل مصلحة أبناء شعبك في كل ناحية من نواحي الحياة ، فكل المسائل صغيرها وكبيرها بالنسبة لأبناء اليمن أنت المسؤول عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وهذا هو المهم ، ثم في التأريخ ، وأمام أبناء شعبك.

يا فخامة الرئيس حلّ لنا هذه المشكلة : أين يدرِّس الذين يريدون أن يعلموا أبنائهم العلم الديني الإسلامي أبنائهم أولئك ؟!!! ، فالمعاهد مغلقة ، والمراكز الزيدية محاربة ، وليس غير المدارس الحكومية والتي ليس فيها أي تعليم لتعاليم الفقه الإسلامي والعقائد الإسلامية.

لقد كررنا يا فخامة الرئيس الكلام عدة مرات ، وقلنا ناصحين : إفتح يا فخامة الرئيس باب التعليم الديني الإسلامي ، وشجِّعه مادياً ومعنوياً واشرف عليه.

هذا هو الذي يليق باليمن ، ولا يصلح فيه شيء آخر ، أما الإغلاق ومحاولة الإنهاء فذلك غير طبيعي في اليمن ولا لأبناء اليمن.

إن الإمام يحيى حميد الدين رحمه الله رغم أخطائه الكبيرة المعروفة والتي أدت إلى قيام الثورة الأم ثورة ٨٤، لقد كان يراعي كل شرائح شعبه حتى اليهود لكيلا تشعر أي شريحة في المجتمع أنه يكرهها أو أنه ضدها ، أو أنه يهملها ، وتلك هي الحكمة.

أفلا يجب عليك يا فخامة الرئيس أن تراعي القسم الشمالي الشرقي من اليمن وهو قسم الزيدية في معتقداتهم ومذهبهم وتدريس فقههم واحترام علمائهم ، لأنهم أبناؤك ، ولأنهم ضمن شرائح المجتمع الذي تحكمه ، ولا شك أنك تعتبرهم من شرائح المجتمع الهامة ، وتعتبر نفسك رئيساً عليهم ، كما أنهم يعتبرونك رئيسهم ولا يعرفون لهم رئيساً سواك.

لا يا فخامة الرئيس : إن الإغلاق والإنهاء اتجاه غير صحيح ، فأنت يا فخامة الرئيس رئيس الجميع ، وعليك أن تراعي الجميع في كل مصالحه الدنيوية ومعتقداته الدينية ، وأن لا تألوا جهداً في العمل من أجل مصلحتهم ، وفي الرفق بهم ومراعاتهم.

ولك على أبناء شعبك الطاعة والانقياد ، ولهم عليك مراعاة مصالحهم وتمكينهم من معتقداتهم وفقههم ، وذلك ما أوجبه الله عليهم وعليك.

يا فخامة الرئيس : أرجو أن تتأمل ما كتبته وأن تقرأه بنفسك ، لا أن تسمع تعليقات الآخرين عليه فقط.

ولقد كتبت هذا هنا مضطراً لأنني لم أستطع أن ألقاك في الفترة الأخيرة.

إننا نرجو يا فخامة الرئيس أن تعيد النظر في مسألة الخطة الجديدة لمضايقة ومحاصرة التدريس والتعليم للفقه الزيدي الذي يمثل مع الفقه والفكر الشافعي فقه اليمن وتراثه الديني العظيم لمدة ألف ومائتي عام.

يحيى الديلمي، ومحمد مفتاح، ولقمان

كما نأمل أن تعيد النظر في اعتقال الشابين العالمين الصالحين من أبناء شعبك ، يحىى الديلمي ومحمد مفتاح.

إنني أكرر أنا ومعي الكثير من الناس الرجاء والطلب للأخ الرئيس الإفراج عن الأستاذ العلامة/ يحيى الديلمي ، والأستاذ العلامة/ محمد مفتاح حتى يعودوا إلى التدريس والتعليم في مراكزهم التي لا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد.

يا فخامة الرئيس : يحيى الديلمي ومحمد مفتاح مظلومان ، ومعاذ الله أن ترضى بالظلم.

وإذا لفق لهم البعض تهماً فستكون تهماً مكشوفة ومفضوحة ، وسيعرف الجميع أنها تهم ملفقة وسيظهر للجميع أنهم ليسوا مقصودين لأشخاصهم ، ولكن المقصود هو الفقه والفكر الزيدي العظيم ، وليس في ذلك للقيادة ولا للوطن أدنى خير.

كما أرجو يا فخامة الرئيس ويرجو معي الكثير أن تعفو عن القاضي/ لقمان ، وإن كنتُ لا أعرف له ذنباً ، لكن بما أنه قد صدر عليه حكم من محكمة -ولو كان حكماً ظالماً- فإننا نقول : نرجو من فخامة الرئيس أن يعفو عنه.

وفي رمضان يا فخامة الرئيس يكون لعمل الخير والعفو والتسامح من الأجور عند الله أضعاف أضعاف ما يكون في غيره.

فاعف عمن تعتقد أنه أساء إليك ، يعفو الله عنك ، وأنت يا فخامة الرئيس كثير التسامح والتغاضي والصبر ، وهذه صفات الرئاسة ، وهذا وقت هذه الصفات الجيدة.

أبرِزْ يا فخامة الرئيس هذه الصفات وأخرجها إلى الواقع يؤجرك الله ، ويحبك الجميع.

وفقك الله يا فخامة الرئيس ، وسدد على طريق الخير خطاك.

من أخيك المحب المشفق الناصح/

إبراهيم بن محمد الوزير

حسبي الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ونعم النصير.

وعلى الله توكلت..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

هنا رابط : زاوية ( بلاغ للناس )
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 0&Itemid=0

سأتابع لاحقاً
المعذرة أرهقتكم بالنقل :)
يعلم الله , من حبي لوالدي العلامة ابراهيم الوزير وظناً مني انه يعجبكم فكرة ( زاوية لمقالات )

ها ...... أواصل ؟ :D

وين الأخ مواطن صالح وحسين ياسر والهاشمي

تحياااااتي
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

مشاركة بواسطة لن نذل »

لفتة جميلة منك أخي واااااصل
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

Re: زاوية خاصة .. في رحاب العلامة الفاضل :ابراهيم بن محمد الوزير

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

صورة
عقيدة‮ ‬الجبر‮ ‬من‮ ‬أعظم‮ ‬ما‮ ‬أصاب‮ ‬المسلمين‮ ‬في‮ ‬حياتهم‮ ‬وانحرف‮ ‬بهم‮ ‬عن‮ ‬مرضاة‮ ‬ربهم

لقد ذكر الله جلّ وعلا القدر في القرآن الكريم ليحث المسلمين على الإقدام والعمل الدؤوب ، والتوكل على الله جلَّ وعلا ، وليس للتخاذل والتَّواكل ، لكن الذي حدث عندما تسلط الملك العضوض ، ووضعت الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهد معاوية بن أبي سفيان ومن أتى بعده أن انتشرت عقيدة الجبر ، وأقصيت الأمة عمداً عدواناً عن ممارسة حقها في المشاركة في الأمر ، والبحث في القضايا العامة ، والمشاركة في صنع القرار إزاء تلك القضايا ، وهذا من حق الأمة بل هو واجب عليها ، ولكن الذي أسكت المسلمين عن بحث قضاياهم العامة ، وأقعدهم عن المشاركة فيها ، وعن المطالبة بحقوقهم ، أنها قد وضعت أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأمر الأمة بالصمت ، والابتعاد عن أي كلام ، أو فكر ، أو فعل يتعلق بالقضايا العامة ، وأوهموا الأمة بأن الدين يأمرها بأن تتفرج وترضى فقط بما يأمر به الولاة ، وأن كل شيء قد قضاه الله وقدّره ، وأصبح هذا التصرف جزءاً من الدين حسب زعمهم ، ولم يختص ذلك بالقضايا العامة ، كما أراد المروجون لهذا الفكر أن يبعدوا الأمة عن الخوض فيها ، بل امتد إلى المسائل والقضايا الخاصة ، فقد أصبح المسلم يفكر هكذا : ما دام كل شيء قد قضاه الله وقدّره ، فلماذا السعي ؟ ولماذا النشاط ؟ ولماذا المحاولة ؟!!! كل شيء ، قد كتب وقدِّر ، وما على المسلم إلا أن ينام ، وينتظر ما تأتي به الأيام ، وبقي أولئك المغرر بهم الجهال الذين لم يفهموا الإسلام حق الفهم هكذا نائمين ، بينما المنافقون الذين روّجوا لهذا الفكر التخاذلي يسرحون ويمرحون ، ويأكلون أموال المسلمين ، ويتلاعبون بمقدرات العباد والبلاد ، وإذا سأل أحد من أبناء الأمة الإسلامية أولئك المندسين المروّجين لفكر الجبر لماذا حدث هذا ؟ ، أو كيف صار هذا هكذا ؟! قالوا : هذا ما قدَّره الله ، وعلينا أن نرضى بما قدّر تعالى ، وتصمت الأمة راضية بما قدرّه الله ، مستسلمة لقدر الله جلّ وعلا ، وهكذا بقي المسلمون في آخر قافلة الإنسانية بعد أن توغل اعتقاد الجبر في نفوسهم ، ونسي الناس أن الله أمر بالعمل وقال : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون).

أخي المسلم : لا تستسلم لعقيدة الجبر ، ولا تيأس من رحمة الله ، واحذر أن يصيبك اليأس والقنوط ، فالله أعطاك العقل ، وأرسل إليك الرسل ، وأمرك بالعمل ، حارب قَدَر الجوع القاتل بقَدَر العمل والسعي ، دافع قَدَر الظلم المهلك بقَدَر الكفاح ورفض الظلم بكل صوره وأشكاله ، دافع قَدَر الكسل والملل بقَدَر الحركة والعمل ، وكل قَدَر هو من الله جلَّ وعلا ، وقد سأل الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يأمر مرضاهم بأن يتعالجوا قالوا مستغربين : نتداوى والمرض بقَدَر من الله ؟!!، فقال عليه وآله الصلاة والسلام : »الدواء من قدر الله« ، فقد أمرهم صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفعوا قدر المرض ، بقدر الدواء ، وإذا نزل الشفاء نفع الدواء ، وكله من قدر الله.

أخي المسلم : إن الله لا يقدر لك من أعمالك إلا ما تختاره أنت لنفسك ، ولا يجبرك على المعصية ، إحذر أخي أن تقصر في منفعة نفسك ، في أمور الدنيا والآخرة ، معتقداً أن كل شيئ قد قدّره الله ، ولم يبقَ للسعي جدوى ولا فائدة ، واعلم أن الله يكره الرجل الذي لا يعمل ، إسع وجد في السعي ، ولكن بالطرق المشروعة وباعتدال ، لا تأكل الحرام ، لا تأكل الحرام ، فالرسول صلوات الله عليه وآله وسلم يقول : »أيما لحمِ نبت من الحرام فالنار أولى به« ، أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء كما ورد في أحاديث متواترة عن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله ، والمثل يقول : »خيط الحلال ولو دقَّ«.

إسعَ إلى رزقك بالطرق المشروعة ، لا تجعل »اللقلقة« وسيلتك للحصول على الرزق ، »فاللقلقة« لا تأتي بخير ، قَدًّم للآخرين شيئاً نافعاً ، وخذ مقابله شيئاً ينفعك ، ولا تظن أن الله قد كتب عليك المعصية ، فالله تعالى جعل البداية منك ليعينك على طريق الخير إن اخترتها ، ويتركك في طريق الشر إن سرت فيها ، وهو سبحانه يقول في كتابه العزيز : (والذين اهتدوا زادهم هدى) ، فاختر طريق الهدى ، واجعل الصدق والهمة والنشاط هي طريقك للنجاح والفوز ، ولا تأكل إلا حلالاً ، واعلم أن مائة ريال تأخذها حلالاً بطريق مشروع أفضل وأبرك من مائة ألف ريال تأخذها بالحيلة والمكر والخداع.. أد صلاتك في أوقاتها خاشعاً له سبحانه ، حامداً له ، معترفاَ بفضله .. كن صريحاً في قول الحق ، ولكن بأدب ودون تجريح ، ولا تسكت عن قول الحق ، »فالساكت عن الحق شيطان أخرس« كما جاء عن معلمنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

أخي : إن الله لم يخلقك بقصد إدخالك النار ، أو لتعذيبك في الدنيا ، والذين يدّعون أن الله يجبر الإنسان على المعصية ثم يعذبه عليها يفترون على الله كذباً ، لأنهم يتهمون الله جلّ وعلا بالظلم وعمل القبيح ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

إن طريق الخير واضحة ، ولكنها تحتاج الى صبر ومعاناة واستمرار وثبات حتى تستحق العون من الله ، ومزيد الثواب ، ومغفرة الذنوب ، وإن طريق الشر واضحة ، وهي سهلة ، وإن الشيطان يزينها ، فمن استلذ طريق الشر للوصول الى منصب ، أو مال ، أو جاه ، ولم يصبر على طريق الخير استحق العقوبة من الذي خلقه ، واختبره في هذه الدنيا ، فلم ينجح في الاختبار ، ومن صبر على طريق الخير ، وسعى لخيرات الدنيا والآخرة ، بالطرق المشروعة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ، ورفض الانحراف والمكر والخديعة والمعاصي بكل أنواعها ، فقد نجح في الإختبار ، واستحق ثواب الله ورضوانه وعونه وهدايته ، ورضوان الله أكبر وأفضل من كل ما سواه ، كما قال تعالى : (ورضوان من الله أكبر).

أخي المسلم : إن الله لا يريد لك إلا الخير ، إن أردت الخير لنفسك ، وعملت لذلك ، وإذا كنت تريد خيرات الدنيا ، فعند الله خيرات الدنيا والآخرة.. يقول الله جل وعلا : (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) ، أي اتبع سبيل الله تنل خيرات الدنيا والآخرة.

أخي المسلم : إن الله لا يريد لك الكفر ، لا الكفر به تعالى ، ولا كفر النعمة ، لأنه لا يريد لعباده إلا الخير ، قال تعالى : (ولا يرضى لعباده الكفر) ، وإذا أردت وسعيت لنيل رضاه ، وعملت لذلك ، ورجعت وعدت إليه فيما أخطأت أو أذنبت به ، فإنه سيقبلك ويثيبك ويرضى عنك.

وهذه نصيحتي إليك : لا تبتعد عن طريق الله ، ولا تيأس من رحمة الله ، واجعل نيتك وعملك خالصاً لوجه الله ، وقل كلمة الحق أينما كنت ، تلق خيرات الله وبركاته ورضاه.

أسأل الله أن ينيلني وإياك ثوابه وعفوه وعافيته ورضاه في الدنيا والآخرة..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

والله الهادي الى سواء السبيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ونعم المصير.

وعلى الله توكلت..
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

Re: زاوية خاصة .. في رحاب العلامة الفاضل :ابراهيم بن محمد الوزير

مشاركة بواسطة alhashimi »

شكرا لكما اخي ابو دنيا ومواطن صالح












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الثقافة العامة“