التربية1

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدتي الفاضلة

إذا فهمت قصدك، فما أنت بصدده يخصّ دور المسلم في مجتمعه. إذا شئت، أفردناه بموضوع مستقل لتشعبه، و إن شاء الله لا يبقى أمر معلّق من جهتي، لكن لا بدّ أن أشير إلى أنّ المشكلة لم تكن يوما في الأفكار أو الحلول، بل كانت دائما في مدى استعداد الإنسان القبول بالحل و من ثم القيام به.

دمت برعاية الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

أم المرتضى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm

مشاركة بواسطة أم المرتضى »

لعل المشكلة تكمن أصلاً في عدم اقتناع المرء أصلاً بوجود مشكلة تحتاج إلى حل، وهذا أخطر.

ولكني هنا تحمست لفكرة دور الفرد في المجتمع، سأفتح موضوعًا جديدًا لطرحه بتفصيل.

مع خالص شكري لاحتواء الموضوع من جميع زواياه، وبانتظار المزيد من المساهمات والتوضيحات.
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!

~ بنت محمد ~

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

التربية5

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

يمر الطفل بمرحلة طويلة لا يلفت فيها انتباه الآخرين إلا قليلا. في هذه المرحلة هو بصدد تأقلمه مع عالمه الجديد وفقا لما أتيح له من مساحة، من غرفة مثلا أو مكان للعب و آخر للنوم و هكذا. هو في الواقع و دون أن يفصح عن ذلك يحاول أن يكون مندمجا مع أمثاله الذين يصاحبونه و يشاركونه الفضاء الذي يعيش فيه. و ليس سلوك الطفل الأول كالذي وجد من سبقه من أطفال. هو يعلم تمام المعرفة و في وقت قياسي مع من يمكن خوض المعارك و مع من لا يجب المبادرة إلى معركة، كالأبوين أو مع من أوصى الأبوين به. لكن ذلك لن يمنعه من التعبير عن غضبه في ما يعتبره ظلما وقع عليه. و هنا تحديدا يجب أن يكون المربي يقضا فطنا، إذ ترك حدث غضب منه طفل دون إيضاح خطأ ما اعتبر ظلم أو القيام بالتعويض للطفل بما يذهب غيظه ينشئ أزمة نفسية. و لن ينسى الطفل ذلك الحدث قريبا بل يمكن أن يصاحبه طويلا ويؤثر على شخصيته و على سلوكه و نظرته لأفراد أسرته. لا شك أن الطفل الذي ينشأ في عائلة بها إخوة أكبر منه سنا يستفيد من إخوته الذين سبقوه و يخفف قليلا من عبئ الأم في وجوب ملئها كل الفراغ. إذ سماعه إخوته يتكلمون يشكل له حافز لإحراز نفس السلوك، و مراقبته إياهم في كافة مناحي حياتهم يتيح له تقليد ما رضي به الوالدين و ترك بحذر ما نال به أخاه عقابا. كما تنتقل الخصومة مع الوالدين بالنسبة للمنفرد إلى أخرى غالبا ما تكون مع الأشقاء. هذا مع التأكيد على المساوات في المعاملة بين الجميع.

الطفل شديد الملاحظة في مرحلة ما بعد النطق، و كذلك شديد الإصغاء. هو يسجل عليك كل كلمة و كل حركة و سيعمد إلى تقليدك ليس حبا في التقليد كما نتصور بل للتمتع بما تتمتع به أنت في قيامك بهذا العمل. و سوف يحفظ لك تناقضك إن سمحت لنفسك بذلك بل و سوف يواجهك به في الوقت الذي يراه مناسب. و عندها يحسن بالشخص أن يتذرع بعذر سليم و صحيح، لأن الطفل سيعمد لاحقا إلى اعتماد ذات الأسلوب و الحجة. أما رفض حجته فيعطي انطباعا بالتمييز و الظلم. يحسن بالأولياء إخفاء السلوكيات التي هي من أفعال الكبار دون الصغار، و كذلك عدم إتيان سلوك نحاول تعويد الطفل على تجنبه. لا ينفع أن تقوم بأمر أمام الطفل ثم تغلظ له العقاب إذا سلكه هو. و كذلك لا تسكت على من يقوم بعمل في بيتك أنت تعتزم تربية طفلك على عدم إتيانه. باختصار، تربية الإنسان علم. طالما أنت تقدم إجابات سليمة و علمية و منطقية فأنت لا تخشى على طفلك من شيء اسمه أزمة نفسية. يبقى أنه يمكن أن يختار ما يميزه في داخل المنظومة، و في هذا يجب على الوالدين ألا يسعيا إلى إنتاج صورتهما من خلال أبنائهم. تحت سقف الشرع و القانون لكل الحرية في تشكيل حياته، و هذا التنوع مطلوب و له وضيفته في الأسرة و المجتمع.

و السلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“