سرطان الإسرائيليات فى تفاسير القرآن الكريم عند أهل السنة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

سرطان الإسرائيليات فى تفاسير القرآن الكريم عند أهل السنة

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

الإسرائيليات جمع كلمة إسرائيلية و هى الروايات أو المعتقدات المستمدة من أسفار بنى إسرائيل المقدسة أو تصورات أحبارهم .
و قد تقبل أهل السنة و الجماعة الإسرائيليات و أفسحوا لها المساحة فى أرقى تفاسيرهم .و يبدو أن للإسرائيليات أيضا حرمة عند أهل السنة حيث تنازلوا عن عقولهم لبنى إسرائيل و حافظوا على الإسرائيليات فى تراثهم لأربعة عشر قرنا من الزمان !

مــقــدمــة

- فى منتصف الستينات كلف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ عبد الحليم محمود الدكتور محمد أبو شهبة أستاذ علوم القرآن و الحديث فى جامعة الأزهر و جامعة أم القرى بتقصى الإسرائيليات فى كتب التفاسير و الأحاديث النبوية . و بعد جهد مضنى و فى مارس 1971 أنتهى الدكتور محمد أبو شهبة من كتابه القيم الذى أسماه ( الإسرائيليات و الموضوعات فى كتب التفاسير )

- بعد الشيخ عبد الحليم محمود تراجع خلفه الشيخ عبد الرحمن بيصار عن أستكمال مشروع تنقية تراث أهل السنة من الإسرائيليات .

- ثم مرة أخرى حاول العديد من العلماء حث الشيخ جاد الحق علي جاد الحق إلا أنه رأى أن هذا المشروع مكلفا للغاية و لم يجد التمويل الكافى لجمع و إعادة طبع كل هذا التراث الهائل بعد تنقيته من الإسرائيليات

- و فى سنة 2000 طرح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مشروع تنقية تفاسير القرآن من الإسرائيليات و تقرر البدء بتفسير الإمام النسفى و وزعت السور على أعضاء لجنة القرآن و علومه إلا أن المشروع دخل طى النسيان

- و يذكر أن المفكر الإسلامى جمال البنا يهاجم قدامى المفسرين و رواة الأحاديث و يحملهم مسئولية إفساد العقل الإسلامى و يطالب بإعدام كافة التفاسير القديمة

- حتى أنه أصبح تقصى الإسرائيليات فى تفاسيرالقرآن الكريم عند أهل السنة محورا للعديد من رسائل الدكتوراة !!:
فقد حصل الباحث محمد مصطفى على درجة الدكتوراة فى التفسير و علوم القرآن من كلية أصول الدين فى جامعة الأزهر فرع أسيوط عن دراسة بعنوان ( الدخيل فى تفسير الدر المنثور فى التفسير المأثور لجلال الدين السيوطى )
و حصلت الباحثة آمال ربيع على درجة الدكتوراة من كلية دار العلوم جامعة القاهرة عن دراسة بعنوان ( الإسرائيليات فى تفسير الطبرى ) تحت إشراف د. عبد الصبور شاهين و قام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بنشر تلك الدراسة التى أستغرقت عامين و فيها حددت الباحثة 2500 نص مشكوك فى نسبته إلى رسول الله أو الصحابة ما بين أحاديث و سير و قصص قرآنى ! .
و أوصت الباحثة بسحب تفسير الإمام الطبرى من الأسواق و تشكيل لجان أزهرية لتنقيحه من الإسرائيليات .


و إليك نـمـاذج مـن الأساطـيـر الإسـرائيـلـيـة فى تـفـاسـيـر الـقـرآن الـكـريـم عـند أهـل الـسنة و الجماعة :

1- جاء فى تفسير ( الدر المنثور فى التفسير بالمأثور ) لجلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى ( 849-911 هـ ) :
أن النبى سئل عن المسوخ ( أى المخلوقات التى مسخت من حاله إلى حالة آخرى ) فقال رسول الله : هم ثلاثة عشر الفيل و الدب و الخنزير و القرد و الجريث و الضب و الوطواط و العقرب و الدعموص و العنكبوت و الأرنب و سهيل و الزهرة
فقيل : يا رسول الله و ما سبب مسخهن ؟
فقال : الفيل فكان رجلا لوطيا لا يدع رطبا و لا يابسا . و أما الدب فكان مؤنثا يدعو الناس إلى نفسه . و أما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا . و أما القردة فيهود أعتدوا فى السبت . و أما الجريث فكان ديوثا يدعوا الرجال لزوجته . و أما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج . و أما الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رؤوس النخل . و اما العقرب فكان رجلا لا يسلم أحد من لسانه . و أما الدعموص فكان نماما يفرق الأحبة . و أما العنكبوت فأمرأة سحرت زوجها . و أما الأرنب فكانت أمرأة لا تطهر من حيضها . و أما الزهرة فكانت بنتا لأحد ملوك بنى إسرائيل أفتتن بها هاروت و ماروت

2-جاء فى تفسير ( جامع البيان فى تفسير القرآن ) لأبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ( 224-310 هـ ) ج 6 : 174 :
عن قول الله : قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين و إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها
من أمر موسى و بني إسرائيل أمرهم بالسير إلى أريحاء و هي أرض بيت المقدس فساروا حتى إذا كانوا قريبا منهم بعث موسى اثني عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل فساروا يريدون أن يأتوه بخبر الجبارين فلقيهم رجل من الجبارين يقال له ( عوج ) فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته و على رأسه حملة حطب و انطلق بهم إلى امرأته فقال : انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا فطرحهم بين يديها فقال : ألا أطحنهم برجلي . فقالت امرأته : لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا ففعل ذلك

3-جاء فى تفسير ( معالم التنزيل ) للحسين بن مسعود البغوى (المتوفى 516 هـ ) و تفسير ( الكشف و البيان عن تفسير القرآن ) لأحمد بن محمد الثعالبى ( المتوفى 427 هـ ) :
عن قول الله : و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه قال رب أنظر إليك قال لن ترانى و لكن أنظر إلى الجبل فإن أستقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و خر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك و انا أول المؤمنين ( الأعراف 143 )
لما سأل موسى ربه الرؤية أرسل الله الضبابو البرق و أحاطت بالجبل الذى عليه موسى أربعة فراسخ من كل جانب و أمر الله ملائكة السموات أن يعترضوا موسى فمرت به ملائكة السماء كثيران البقر ينبع أفواههم بالتسبيح كصوت الرعد ...و خر العبد الضعيف موسى صعقا على وجهه و ليس معه روحه فأرسل الله برحمته الروح ( جبريل ) فتغشاه و قلب عليه الحجر و جعله كهيئة القبة لئلا يحترق موسى ...و طارت لعظمة الله ستة أجبل وقعت ثلاثة بالمدينة : أحد و ورقان و رضوى و وقعت ثلاثة بمكة : ثور و ثبير و حراء
و إن ملائكة السموات أتوا موسى و هو مغشيا عليه فجعلوا يركلونه بأرجلهم و يقولون : يا أبن النساء الحيض أطمعت فى رؤية رب العزة ؟ !

4- جاء فى تفسير ( جامع البيان فى تفسير القرآن ) لأبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ج 9 : 88
عن قول الله : و من قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون ( الأعراف 159 )
أن بنى إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم و كفروا و كانوا أثنى عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا و أعتذروا و سألوا الله أن يفرق بينهم و
بينهم ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين فهم هنالك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا
جاء فى تفسير ( معالم التنزيل ) للحسين بن مسعود البغوى :
أن جبريل ذهب بالنبى ليلة أسرى به إليهم فكلمهم فقال لهم جبريل : هل تعرفون من تكلمون ؟ قالوا : لا قال : هذا محمد النبى الأمى . فآمنوا به فقالوا : يا رسول الله إن موسى أوصانا أن من أدرك منكم أحمد فليقرأ عليه منى السلام . فرد النبى على موسى و عليهم ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة و أمرهم أن يقيموا مكانهم و كانوا يسبتون فأمرهم أن يجمعوا

5- جاء فى تفسير ( جامع البيان فى تفسير القرآن ) لأبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ج 12 : 35
عن قول الله : حتى إذا جاء أمرنا و فار التنور ( هود 40 )
عن سفينة نوح قال كان طولها ألف ذراع و مئتي ذراع و عرضها ست مئة ذراع وكانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب و الوحش و طبقة فيها الإنس و طبقة فيها الطير فلما كثر أرواث الدواب أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فلما وقع الفأر يقرضه أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنور و سنورة فأقبلا على الفأر فأكلاه . فقال له عيسى : كيف علم نوح أن البلاد قد غرقت ؟ قال : بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت . قال : ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها و طين برجليها فعلم أن البلاد قد غرقت

6- جاء فى تفسير ( جامع البيان فى تفسير القرآن ) لأبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ج 19 : 169 و تفسير ( الكشف و البيان عن تفسير القرآن ) لأحمد بن محمد الثعالبى
عن قول الله : قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة و كشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير ( النمل 44 )
قالت الجن لسليمان في بلقيس : إن رجلها رجل حمار و إن أمها كانت من الجن . فأمر سليمان بالصرح فعمل فسجن فيه دواب البحر الحيتان و الضفادع فلما بصرت بالصرح قالت : ما وجد ابن داود عذابا يقتلني به إلا الغرق . فحسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما قال : فضن سليمان بساقها عن الموس فاتخذت النورة بذلك السبب

و غير ذلك المئات و المئات من الغثاء من أساطير اليهود التى بلغت فى تفسير واحد فقط مثل تفسير الطبرى 2500 رواية إسرائيلية
و يبقى سؤالين :
هل من المقبول أعتبار هذه الخرافات تفسيرا لكتاب الله الكريم ؟
و هل نقبل أن ننسب هذه الخزعبلات إلى رسول رب العالمين ؟
الأجابة :
لا ...عند العقلاء
نعم .. عند أهل السنة و الجماعة !


مرجع المقال الرئيسى : كتاب ( الإسرائيليات و الموضوعات فى كتب التفاسير ) للدكتور محمد أبو شهبة أستاذ علوم القرآن و الحديث فى جامعتى الأزهر و أم القرى
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“