مع الشيخ السلفي محمد المهدي مرة أخرى ؟!
نشر اليوم في صحيفة " الديار " العدد ( 65)
ليست هذه هي المرة الأولى التي أعقب فيها على كلام الشيخ محمد المهدي فقد كنا بدأنا معه بحوار على صفحات أحد أشهر المنتديات اليمنية " المجلس اليمني " قبل حوالي عام حيث كتبت تعقيباً مطولاً على إحدى مقابلاته فقام بالرد عليه عليه ثم كتبت تعقيباً على رده وحتى الآن لم يرد على تعقيبي الثاني .
في هذه الأسطر سأضع مجموعة من الملاحظات على ما كتبه الشيخ المهدي في مقاله الأخير في العدد الماضي من صحيفة " الديار " .
الحرب هي ضد الزيدية !
تحدث الشيخ المهدي عن أن حرب صعدة هي بين الدولة والحوثيين ثم أكد أن علماء اليمن وعلماء الزيدية قد أدانو الفتنة – حسب تعبيره – بإعتبارها خروج عن ولي الأمر ، والحقيقة أن الحرب هي ضد أنصار السيد الحوثي وضد الزيدية بتراثها وعلماءها وفكرها ، كما أن من أيد الدولة في حربها ليسوا سوى مجموعة أفراد من المتطرفين من التيار السلفي والإخواني المرتبط مباشرة بالنظام الحاكم ومرتبط بحكام المملكة فكرياً ومالياً !
فهل وجدنا أي قائمة تدين أنصار الحوثي وتضم أسماء علماء اليمن المعتبرين ؟
لم نجد سوى بيانات رسمية تُنسب لجمعية علماء اليمن مباشرةً دون أن نجد أسماء موقعة سوى ما صدر عن العمراني وأبو الحسن الماربي والمهدي والإمام الريمي !!
أما علماء الزيدية فلم يصدر عن أي منهم أي بيان يدين أنصار الحوثي أو يدين مزعوم الفتنة وإن كان المقصود بذلك بيانهم الأول فأنتم تعلمون والجميع يعلم أنه بيان متعلق بخلاف فكري بسيط حاولت الدولة حينها إستغلاله إستغلالاً دنيئاً ! لكن العلماء كانوا أحرص على توضيح موقفهم فصدر بعده بيومين بيان آخر وضحوا أن بيانهم الأول ليس له دخل بشرعنة الحرب على الحوثيين وأبناء صعدة ووصفوا السيد الحوثي بالعالم وأدانوا ما يجري له وأتباعه على يد الدولة !
المهدي ينكر التكفير ويمارسه !
مع تأكيد الشيخ المهدي في غير مكان من مقاله المذكور على أنهم أي " السلفيون " لا يكفرون أحد من المخالفين وأن إتهامهم بذلك هو في سياق الحملة الغربية الرافضية !!!
إلا أنه مع الأسف لم يتمالك نفسه وأخذ يتناقض في ذات المقال ليوزع صكوك الإيمان والإسلام وتهم التخوين والتكفير على أكثر من طرف ويختزل الإسلام بكامله في منهج " السلفية " !
فالإسلام كما قال " لا يمثله إلا أهل السنة " وأهل السنة في تعريفه هم السلفيون فيقول " وهم إذا ذكروا السلفيين فإنما يقصدون أهل السنة والجماعة .. وهذه حملة غربية على الإسلام المتمثل في أهل السنة والجماعة " ؟ّّ
وعلى ذلك فأهل السنة فقط تحديداً " السلفيون منهم " هم الممثلون للإسلام أم البقية فهم مجرد محسوبون على الإسلام !
كما هو حال كل أبناء الزيدية الذين حتى الآن لم يعترف الشيخ المهدي حتى بزيديتهم فهو يصفهم دائماً بالقول أنهم محسوبون على الزيدية !!
فعلماء أمثال المولى بدرالدين وأولاده والعلامة المنصور والعلامة الوزير والعلامة المؤيد والعلامة العماد ومفتاح والديلمي والدكتور المحطوري كلهم محسوبون على الزيدية ولم يتأكد بعد من إنتمائهم الحقيقي لها !!
أما الروافض فهم من صاروا خارج دائرة الإسلام عند السلفيين !!
بعبع الإثني عشرية !!
من الغريب أن المهدي يدعي أنه لا يكفر الإثني عشرية لا هو ولا السلفيين في الوقت الذي لا يدع هو لا أمثاله مقاماً ولا مقالاً إلا ويتحدثون عن خطرهم وتصويره كأكبر وأعظم من خطر اليهود والنصارى !!!
وقد سمعت بأذني أكثر من شيخ سلفي يكفر الإثني عشرية جملة وتفصيلاً ويخرجهم من الملة !!! ولست معنياً بالدفاع عن الإثني عشرية كوني كما يحلو للشيخ المهدي القول محسوب على الزيدية !
أما أبناء الزيدية فلا يكفرون الإثني عشرية ولا أي تيار من تيارات الأمة ومن أهل القبلة حتى وإن كان هناك من يكفر الزيدية فهم لا يبادلون غيرهم بذات المنهجية الإقصائية بدليل أنهم قد حفظوا تراث مخالفيهم في كتبهم ولم يُعرف تراث الكثير من مخالفي الزيدية إلا من كتب أئمة وعلماء ومؤلفي الزيدية !!!!
ولا ندري لماذا يصر السلفيون على الحديث المتكرر الممل عن خطر الروافض الموهوم وسط تجمعات زيدية وسنية لا يوجد فيها أي رافضي !!
ولماذا الإصرار على إستجرار تحالفات إبن العلقمي وإلباسها لأحمدي نجاد ورفسنجاني هل هذه مقاييس موضوعية لو أتينا الآن وسردنا ما كان يعمله علماء البلاط المنتمين لأي مذهب من المذاهب قبل قرون هل يصح أن نجعله حجة على كل أبناء المذهب حتى هذا العصر !!
ولا ندري ما شأن رافضة العراق وغيرهم بأتباع الحوثي حتى يتم مقارنتهم بهم دائماً في خطاباتكم يا معاشر السلفية !!!
تقولون هناك تأثر لدى السيد الحوثي بالإثني عشرية في مسألة الصحابة ونحن نتحدى أي شخص أن يثبت من محاضرات السيد الحوثي أنه قد جاء بأي شيء جديد غير ما يعتقده أئمة الزيدية في مسألة الموقف من أبي بكر وعمر و معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم !!
أنا أرجوا رجاءً من الشيخ المهدي أن يسرد لنا العقائد والمبادئ الحوثية التي إلتقوا فيها مع الإثني عشرية و
لن يجد غير التشبث بدعوى الإنتقاص من الصحابة ونحن نتحداه أن يثبت أن موقف الحوثي منهم هو غير موقف الزيدية !!!
أما غير هذا المسألة فأتحدى الشيخ المهدي وكل السلفيين أن يعطوني مسألة واحدة وافق فيها الحوثيون الإثني عشرية فيما انفردت به الإثني عشرية !!!!!
كما أتحدى الشيخ السلفي المهدي أن يثبت ما ادعاه من أن بعض الحوثيين قد أعلنوا صراحة أنهم إثني عشرية وهذه فرية كنا نربأ بالشيخ المهدي أن يقع فيها وهو من ينتقد الصحفي الحكيمي والصحفي الجرادي أن يتحروا الصدق في كلامهم ويحدثهم عن مساؤي أن يُنسب كلام لشخص كذباً وما أجدره هو بالنصيحة !!!
حركة السيد الحوثي أوسع من السياسة والعقائد
يصر الشيخ المهدي على إعتبار أنصار السيد الحوثي جماعة عقائدية صرفة ويدعي أنهم يطرحون ذلك !!
فيا عجباً لشيخنا المهدي من هذا الجزم الظني !!
فلا ندري أين ومتى سمع قائداً من قادة هذه الحركة أو من مؤيديها يتحدث عن أنهم حركة عقائدية ؟ ولا ندري هل مشاركة المواطنين من قبل أبناء هذه الحركة في إحتفالاتهم الدينية يكفي كدليل على دعوى عقائدية هذه الحركة وهذه المسيرة !!
وهل مشاركة المؤتمريين في إحتفالات الغدير والمولد النبوي دليل على عقائدية حزبهم وهل مشاركة العلمانيين أحياناً في مثل تلك الإحتفالات دليل على عقائديتهم !!!
إن حركة أنصار السيد الحوثي هي أكبر وأوسع من تعريف الشيخ المهدي وحتى من تعريف الأخ الصحفي عبدالفتاح الحكيمي !!
إنهم جماعة وحركة شعبية لها إمتداد إجتماعي وثقافي وسياسي وديني ليسوا محصورين في دائرة ضيقة ولا بُعد محدد !
وأكبر دليل على ذلك ان منهم من كان منتمياً للحزب الحاكم ومنهم من كان منتمياً لأحزاب في المعارضة ومنهم المستقل ....... الخ !!
إن التيار الحوثي الذي وقف في وجه الدولة ليس تياراً محصوراً في نطاق سياسي معين !
إنه تيار سياسي فكري إجتماعي ديني عام وشامل هو ( مسيرة قرآنية كاملة كما يطلق عليه أصحابه ..
ليس من السهولة الآن تأطير هذه المجاميع في إطار سياسي أو حتى ديني و ثقافي ضيق !
لأنهم الآن أصحاب قضية ومظلومية وليسوا أصحاب مطامع سياسية أو حزبية أو فئوية .
لقد عم الظلم والإستهداف أطيافاً عدة ، وصار يقاتل في صفوف تيار الحوثي أشخاص كانوا ينتمون ويتوزعون على مشارب فكرية متعددة ومتباعدة وربما متعارضة !
هل الصحفي الحكيمي بوق غربي !
الشيخ المهدي في مقاله أخذ ينصح الصحفي الحكيمي بالتثبت وعدم إتهام الناس لكنه بعد ذلك بكلمات أخذ يكيل التهم للصحفي الحكيمي دون تثبت أو تأكد !! متهماًإياه بترديد :" ما يقوله الإعلام الغربي والرافضي ضد أهل السنة السلفيين ؟! "
ثم يستغرب الشيخ المهدي دفاع الحكيمي عن المظلومين في صعدة وحديثه الصادق والموضوعي عن جماعة الحوثي !!
فها هو يتهرب من الحقائق التي ذكرها الصحفي الحكيمي مثل مظاهرة الجمعة الدامية التي كان على رأس منظميها أتباع السيد الحوثي تضامناً مع العراق وخرج السيد الحوثي وأنصاره في فعاليات أخرى ونظموا غيرها وهتفوا ضد أمريكا ، في الوقت الذي صمت فيه السلفيون وأمثالهم من أهل السنة والجماعة –كما يحلو للمهدي تسميتهم - بل إنهم حرموا المظاهرات من أصلها واعتبره البعض منهم شكلاً من أشكال الخروج عن طاعة ولي الأمر !!
نعم يا شيخ محمد إن السيد الحوثي – كما قال الصحفي الحكيمي – هو من كشف فعلاً وفضح تواطأ أكثر علماء الدين – علماء البلاط وفقهاء السلاطين – الذين صمتوا تجاه ما جرى في أفغانستان والعراق ولبنان ، وتجاه ما حصل بالشيخ المؤيد وزميله وما جرى لأبي علي الحارثي وقد إستنكر السيد حسين هذا العمل الذي إنتُهكت فيه السيادة الوطنية وصمت حينها حتى اليوم كل من تسميهم أهل السنة والجماعة من أدعياء السلفية وغيرهم !!
بل حتى مجزرة الحرم التي إقترفها حكام آل سعود ضد جماعة جهيمان قبل عقدين من الزمان تقريباً فقد إستنكرها السيد حسين الحوثي في محاضراته وأنا أتحدى أي سلفي أو سني في اليمن أو السعودية أن يستنكر تلك الجريمة !!!!
لقد تحمل السيد حسين وأنصاره أصناف وأشكال من الإنتهاكات كالإعتقالات والتعذيب قبل حروب صعدة في سبيل قضيتهم ومواقفهم المبدأية التي كانت كما رأيتم سابقاً بعيدة كل البعد عما تدعون من مذهبية وعنصرية وطائفية !!!
الشيخ المهدي وشماعة الثمانية عشر شرطاً !
أستغرب أن الشيخ المهدي في العديد من مقابلاته ومقالاته وخطبه يستشهد ببيان الثمانية عشر شرطاً ويتخذه شماعة أو مشجباً يعلق عليه كل ما يريد من إتهامات ضد السيد الحوثي وأنصاره ، وقصة هذا البيان – ذا الــ18 شرطاً – معروفة للجميع فيما أظن ، خلاصتها صدور بيان منسوب إلى أربعة أو خمسة من علماء الزيدية في صنعاء تحدثوا فيه عن مطالب من ضمنها إنشاء جامعة زيدية ونقل قادة عسكريين سلفيين من صعدة وشروط أخرى هي بالفعل طائفية !!!
هذا البيان المكذوب الذي تم تحويره والإضافة إليه كان أول من تبرأ منه هو المعنيون به وهم أنصار السيد الحوثي والذين أصدروا بياناً في ليل ذات اليوم الذي صدر فيه هذا البيان الطائفي و أكدوا في بيانهم أن ذلك البيان الطائفي ذا الــ18 شرطاً " لايعنيهم ولا يمثلهم ولا يتحدث عن مطالبهم وأن مطالبهم هي أقل بقليل مما ذكره البيان متلخصة في وقف الأعمال العسكرية ضدهم وأنسحاب الجيش من مزارعهم وقراهم والإفراج عن السجناء وتعويض المتضررين والكشف عن مصير المفقودين وإتاحة الحرية الدينية لهم كغيرهم من المواطنين اليمنيين فقط !!!
أيضاً العلماء الذين ذيل – بيان الـ18 شرطاً – بإسمهم نشروا تكذيباً في صحيفة الثورة الرسمية في اليوم التالي على صدور البيان !!!
فلماذا التشبث بهذا البيان يا شيخنا المهدي أليس جدير بكم التثبت والتحري !!
المهدي ينتقد الخروج على الظلمة ويمدح الخضوع لهم !
يكرر شيخنا المهدي دائماً الحديث عن مسألة طاعة ولي الأمر وحرمة الخروج عليه بأي صورة من الصور وهذه هي منهجية السلفية الدعوية لأن هناك سلفية أخرى جهادية أكثر ثباتاً في مواقفها ومبادئها من هاؤلاء وإن إختلفنا معها !
المهدي ومن يؤيده تجاوزوا المسألة ليصلوا إلى نظرية الخضوع للظلمة ومداهنتهم وشرعنة جرائمهم بحق شعوبهم !!
فأي مظاهرات هي خروج على ولي الأمر وأي ترشح لمنصب الرئاسة هو خروج على ولي الأمر وأي حركة سياسية أو حقوقية تقف في وجه الفساد والإستبداد هي خروج عن ولي الأمر وأي شكل من أشكال النظال السلمي ضد الحاكم الظالم هو خروج عن ولي الأمر !!!
لن أناقشه في مسألة الخروج على من يسميه ولي الأمر بالسلاح فهذه قضية متشعبة وللزيدية نظرية حولها يعرفه المهدي لكن أريد تذكيره وتنبيه غيره أن السيد الحوثي وأنصاره لم يقاوموا الدولة تطبيقاً لمبدأ الخروج على الظلمة فلم يعلن السيد الحوثي نفسه إماماً ولم يعلن ثورة !!
كل ما فعلوه هو أنهم دافعوا عن أنفسهم دفاعاً شرعياً مكفولٌ في كل الشرائع الدينية والوضعية !!!
أما وجهة نظرهم في إصلاح الإعوجاج والفساد السياسي والإجتماعي القائم فهم مع النهج النضالي السلمي بدليل نشاطهم السلمي قبل حروب صعدة وتحملهم للإعتقالات والإنتهاكات الجسيمة دون أن يواجهوا كل ذلك بأي سلاح !!
وأتمنى راجياً من الشيخ المهدي أن يعطيني رأيه الديني في مسألة الثورة اليمنية " 26 سبتمبر " التي حسب تصنيفه لاشك أنها كانت خروج على ولي أمر لم يُر منه كفراً بواحاً بل العكس وقد جاءت تلك الثورة بالكفر البواح فعلاً كما يعتقد السلفيون !!!
أقول إن إعتماد نظرية طاعة ولي الأمر كما يفهمها من يسمون أنفسهم سلفية – ومنهم شيخنا المهدي – هو أحد أهم أسباب إنحطاط الأمة ووضعها المزري الذي باتت فيه أمة في ذيل الأمم وفي حضيض العالم !
لقد أسست مثل هذه المفاهيم السلبية لفساد الحكام وطغيانهم وجرائمهم ونهبهم وكل فضائعهم !
أخيراً بالنسبة لما تحدث عنه الصحفي الحكيمي من تكفير الشيخ المهدي لشيخه مقبل الوادعي فهذا فعلاً لم نسمع به !
وانا متأكد ان الصحفي الحكيمي لن يتحرج من الإعتراف بأي خطأ يقع فيه بخلاف من يرى حول ذاته هالة من القداسة فإنه لا يرى أي خطأ لديه !!
ربما لم أستوف كل ما كنت أريد كتابته في هذا التعقيب لكن المعذرة
وشكراً للشيخ المهدي وللصحفي الحكيمي وقبل هذا وذاك للصحفي المهذري صاحب هذه الصحيفة المتميزة صحيفة كل القرآء " الديـــار " !
مع الشيخ السلفي محمد المهدي مرة أخرى ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am