أبو عيسى .. و الحوثيين .. و دبابات السبعين(1)
الخميس 29-05-2008 09:57 مساء
المنبر نت - آراء و مقالات
ضياء الشريف
" الجيش على مقربة من آخر معاقل التمرد " !
" القوات العسكرية على موعد لحسم التمرد " ..! ؛
" الجيش يحرز تقدماً ملحوظا في محافظة صعدة " !! ؛
عباراتٍ قرأها ( أبو عيسى ) و هو يتجول بين أكشاك صنعاء .. ،
كان ذلك عام 2004 ،،
و هكذا من كشك إلى كشك ! ، و عجلة الأيام تتدحرج من غير مكابح..
2007 .. :
" الجيش على مقربة من آخر معاقل التمرد " !
" القوات العسكرية على موعد لحسم التمرد " ..! ؛
" الجيش يحرز تقدماً ملحوظا في محافظة صعدة " !! ؛
أبو عيسى : أتراني مخطيء .. ؟ ، لعلهم يوزعون ذات الجرائد التي ابتاعوني إياها
بالأمس ..! .. لا لا إنها نسخة جديدة .. و تاريخ اليوم غير تاريخ الأمس .. !
2007 .. :
" الجيش يستعيد مديرية رازح من المتمردين " ..
" القوات العسكرية تنجح في محاصرة ضحيان " ..
و أبو عيسى يقول في نفسه : يعني كانوا مسيطرين على رازح و عادم محاصرين ضحيان
( هات يا بي هات ) مكنونا عيحسموما عيسحموها .. خيرة الله بس !!
و تمر الليالي و الأيام .. و صنعاء تنظر بحزن إلى شقيقتها صعدة .. آه يا أختي
لو أن لي يدان و قدمان لفديتك بنفسي يا مدينة العلم و العلماء ..
و تمر الأشهر و ها نحن في أواخر 2007 .. :
" وساطة قطرية بين الجيش و أتباع الحوثي " ! ..
أفقدت الدهشة صواب أبي عيسى .. و أخذ يتمتم باسم حكومتنا الرشيدة .. و باسم
رئيس الخراطين .. حاملاُ علاقية القات بيمينه .. و بقايا جريدة مزقها الغضب في
شماله .. لم يعرف المارة بجانبه .. أهي صحيفة أخبار اليوم .. أم الثورة .. أم
26 سبتمبر .. أم خليط من هذا و ذاك !
لكن صاحبنا ( أبو عيسى ) لديه مناعة لا تُضاهي .. فقد أدمن الأكشاك .. و ليس
على استعداد لترك متابعة الجرائد .. التي تنفعه كثيرا حتى عندما يفترشها
لطعامه .. لكنه مصاب بـ Pessimism phobia أو بفوبيا التشاؤم .. إنه يريد تغيير
عادته التي جعلت منه كشكا متنقلا ..
أبو عيسى : لدي فكرة جهنمية .. ! ، من اليوم و ( مطلع ) سأكون من رواد
الإنترنت أو من المؤنترين بعبارة أخرى ..! بدل مسايرة أصحاب الأكشاك و الجرايد
المغبرة هذه ..
لقد فعلها .. ها نحن في 2008 ، و أبو عيسى ينضم لعدة منتديات و يضيف لقائمة
المفضلة بعض المواقع الإخبارية ..
لكن .. تجيب الــ ( مدري من نت ) :
" الجيش على مقربة من آخر معاقل التمرد " !
" القوات العسكرية على موعد لحسم التمرد " ..! ؛
و تؤكد ( أوكار اليوم ) :
" الجيش يحرز تقدماً ملحوظا في محافظة صعدة " !! ؛
كاد أبو عيسى أن يفقد صوابه !! .. و لولا ( الحراف ) لرمى الشاشة ال17
بالكيبورد ! من شدة قهره ..
ثم رأى بجانبه في ذلك المقهى المليء بالمؤنترين .. شخصاُ يكتب باللباس الميري
.. في أحد المنتديات اليمنية .. لكن ما الذي يكتبه صاحب الميري ..؟؟
استرد أبو عيسى أنفاسه بعض الشيء و أخذ يختلس النظر باتجاه صاحب الميري شاكا
في شيء ؛
ما الخطب يا أبا عيسى ؟
سأقول لكم ..
لقد رأى أبو عيسى بقايا تلك الجريدة التي مزقها في العام الماضي .. في يد صاحب
الميري .. ينقل مقالاُ أو بعض المقال .. إلى مجموعة من المنتديات التي يداوم
عليها .. !
ثم يأتي شخص آخر بالميري كذلك ليحل محل زميله الأول بعد أن اضطر الأول
للانصراف عقب نداء من نقاله ( يا 13 جاوب الفندم ) ..
و يكمل الأخر نسخ المقال من بقايا الجريدة المهترءة .. بعد أن ترك له الأول
خمسة و خمسون ريالا ..
لم يدر أبا عيسى .. هل المبلغ شقاء للرجال قيمة نسخه لبقية المقال .. أم لحساب
فاتورة النت .. أم لكليهما !!
بعد أن لمح أبو عيسى اسم ذلك المنتدى .. قرر أن يدخل إليه .. بل و قرر أن
يتابع ما يكتبه العضو ( اثنان في واحد ) ..
يا إلهي .. إنهم يكتبون ذات الأخبار التي مل أبو عيسى من عناوينها ..بل و
يضيفون :
" مصرع زعيم التمرد عبد الملك الحوثي "
و
" الجيش سيسحق عناصر التمرد في الساعات القادمة !!
إنها القاصمة ..
لم يتمالك أبا عيسى نفسه ..
لقد جرّ يده من على الكيبورد .. بقوة تسمتد نارها من غضبه .. موجها صفعة لذلك
الشخص ( صاحب الميري )
أبو عيسى : يكفيكم كذب على عباد الله .. عتسحقوهم عتسحقوهم .. و الله أن شكلهم
هم الذي عيسحقوكم .. الحوثيين قدم في بني حشيش و انتو مكنوها فقعسة و دجل و
نصب على عباد الله ..
صاحب الميري 2 مخرجا نقاله من بين بنطاله و سرواله الداخلي : يا 11 ارسل طقم
به حوثي هانا بسرعة ؛
أبو عيسى : يشلوني و إلا أبتهم .. قد العيشة في السجن أخرج من المصابحة
بوجيهكم و بكذبكم يومية !
سمع الناس أصداء ( ونينة ) الطقم ، و شاهدوا عشرين جنديا برشاشاتهم يلتفون
للقبض على أبي عيسى ..!
أبو عيسى : ناهي شاطلع من غير دلكمة ..
و بينما أبو عيسى فوق ذلك الطقم ..و يداه مربوطان إلى ظهره .. إذا به يمر بدار
الرئاسة و يلمحها محاطة بالدبابات .. يقول في نفسه : أيوه عتسحقوهم و الدبابات
باب بيتك الخبرة قدم محوطين على السبعين الظاهر ..
و يسمع أبو عيسى تهامس العسكر من جانبه ..
( عسكري 1 ) : الحوثيين قدم في صنعاء .. أما صعدة فقدي كلها بيدهم !!
( صاحب الميري 2 ) : حزق أنت داري أن عبد الملك الحوثي ما قتلوه و لا شي ..
اليوم سمعته بينفي في تسجيل صوتي ..
( عسكري على الهامش ) : عاد به خبر أقوى .. لو تدروا من قتلوا اليوم .. يا
فعلتاه قتلوا أركان حرب المنطقة الغربية بصعدة العقيد ركن حسن فاضل ..
أبو عيسى : التكلمة في الجزء القادم ،،
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=741
أبو عيسى و الحوثيين و سجن السبعين(1-5) القصة كاملة
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
أبو عيسى و الحوثيين و سجن السبعين(1-5) القصة كاملة
آخر تعديل بواسطة ناصر الهمداني في الخميس يوليو 03, 2008 4:31 pm، تم التعديل مرة واحدة.

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
أبو عيسى و الحوثيين و سجن السبعين (2 ) ..
الخميس 29-05-2008 10:09 مساء
المنبر نت - آراء و مقالات
ضياء الشريف
أبو عيسى : ترى ماذا بعد ؟
ثم يضيف ( العسكري على الهامش ) : بل و سقط معسكر قارة في
جعملة بعدته و عتادة في أيادي الحوثيين .. معسكر قوامه 5000
جندي مرة واحدة .. الله يستر بس .
أبو عيسى ( في نفسه ) : هههههههه ، الآن عرفت ماذا يفعلون ..
إنهم يقلبون الأخبار في الجرائد و المواقع الإخبارية .. يعني
إذا قد قتلوا عشرين عسكري يقلوا قتلنا عشرين حوثي .. و إذا قد
شل الحوثيين مديرية يقلوا اقتربنا من الحسم ..
يرد أبا عيسى على نفسه : لكن لا يُعقل أن يستطيع أتباع الحوثي فعل ذلك كله ..
هذه دولة في مواجهة شوية عيال ..!
ثم يعلو صوت عقل أبي عيسى : يا أبو عيسى استعن بي و لا تستعن بالقيل و القال ؛
فأنت تعرف أن أتباع الحوثي يدافعون عن دينهم و مبادئهم .. في مقابل نفر من
العسكر لا يرجون سوى المرتب الشهري .. و " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة "
..
و بينما أبو عيسى يستمع لعقله .. لم يدر إلا و الجنود يجرونه .. هو لا يدري
إلى أين .. لكن ماذا سيفعل ..
فبينما و العساكر يجرونه إلى خارج الطقم .. ثم يسلمونه إلى جنود آخرين .. يلمح
أبو عيسى صاحب الميري 2 مطالبا الضابط الذي تم تسليمه إليه بمكافئته على
تبليغهم عن أبي عيسى ..
أبو عيسى محادثاً نفسه : يعلم الله ما عيدوا له !
لكن لم يستطع أبو عيسى متابعة الحوار بين الضابط و صاحب الميري 2 .. إذ أن
الجنود يتسابقون على دفعه إلى داخل السجن ..
في السجن أروقةُ غريبة .. كأن أبو عيسى يُجر إلى تحت الأرض .. و بينما هو في
الأروقة .. إذا به يرى في إحدى الزنزانات جارهم منصور الذي يقول أهله أنه
مغترب في السعودية منذ 6 أعوام .. يا للدهشة .. ما الذي تفعله هنا ؟ ( أبو
عيسى مناديا )
منصور مجيباً : لا أعرف .. و لا أعرف متى سأخرج .. أهلا بك بيننا ..
طبعاً لم يستطع أبو عيسى التوقف للحديث مع منصور ؛ هو ليس في نزهة .. و كلما
أراد التوقف ضربه أحد الجنود بمؤخرة البندقية التي معه ..
لكن أبو عيسى يريد التوقف هذه المرّة .. ليس من الإرهاق فحسب .. لكنه رأى
أحدهم في زنزانة أخرى .. إنه صديقي عبد الرحيم الذي صلينا عليه صلاة الغائب
قبل خمسة عشر عاماً بعد اختفائه و وصول خبر موته إلى أهله ( أبو عيسى مخاطباً
نفسه ) ..
و أبو عيسى يقترب من مقر إقامته القادم .. و يسمع أصواتاً كثيرة .. صوت الصياح
.. و صوت السياط .. و ربما أصوات كلاب بوليسية ..
لكن في الأفق الذي يقترب أبو عيسى منه يبرز صوت آخر .. أصواتٌ جميلة متناسقة
..
إنها تردد " الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على
اليهود .. النصر للإسلام "
هنا عرف أبو عيسى أنه اقترب من غرفته ..
أخيراً وصل أبو عيسى إلى زنزانته .. فيُرمى به إلى ظلام لا ضوء معه ..
و في الزنزانة .. التي لم يعرف أبى عيسى حجمها .. ربما مترين في متر .. أو
أكبر أو أصغر .. قد يكشف الصبح ذلك ..
لم تكن الزنزانة انفرادية .. بل كانت مليئة بالحوثيين .. و أبو عيسى الضيف
الجديد لا يعرف عن الحوثيين إلا ما قرأه في تلك الجرائد ..
و يسمع أبو عيسى أحد أولئك الحوثيين يتغنى بزامل :
" يا صقر يا ذي في السما ** يا فارق الأجناح ** سلّم على سيدي حسين
** و قله إن احنا معاه ** نفداه بالأرواح ** في نهج ربي صامدين "
و يقول آخر :
" يا ليتني طاير و اطير ** لا عند بدر ابن الأمير ** حسين اشوفه
و أبو عيسى يقول في نفسه : ألا يعرف هؤلاء أن حسين بدر الدين قد قُتل .. ربما
سُجن هؤلاء قبل مقتله .. و افتقدوا مصادر الأخبار .. و ما الذي فلعه بهم حسين
بدر الدين لماذا يعشقونه هكذا .. و قد أودى بهم اتباعه إلى هذا سجن كهذا .. ؟
أراد أبو عيسى الذهاب إلى المُستراح .. فمنعه السجانون .. فالقانون لا يسمح لك
بالذهاب إلا أربعة مرات في اليوم ..
و نام أبو عيسى بعد العناء و التعب .. بعد أن أدرك أن عرض زنزانتهم لا يسمح له
بالتمدد .. فنام مثنيا .. و لم يستفق إلا على صوت أحدهم و اسمه الأشتر ..
يناديه لصلاة الفجر ..
سأله أبو عيسى : و هل تصلون يا أتباع الحوثي ؟ .. ظننتكم لا تعرفون عن الإسلام
شيئا ..
عرف الأشتر أن أبا عيسى ليس حوثيا .. بل أدخلوه إليهم بالخطأ .. فرق قلبه لحال
أبي عيسى .. و لما سيلقاه من مصير جراء اشتباهه منهم ..
و لما طلع الصبح .. و الشمس تراود سجنهم من شبه نافذة .. أفاقت حرارتها كل
النائمين .. و قام أبو عيسى و هو يقول لنفسه : ما جابني هانا قدني في بيتي ..
يا الله فرجها ..
و أبو عيسى يحن لعادته القديمة ( قراءة الجرائد ) لكن أين .. فلتصبر يا أبو
عيسى .. أنت من اخترت هذا المصير ..
و إذا ببارقة أمل تدغدغ قلب أبي عيسى .. منشورات يوزعها السجانون على أصحاب
تلك الزنزانة .. يظنها أبو عيسى مقالات مفيدة ( لعله يجد بديلاً عن الجرائد )
.. فيقرأ ما فيها ؛
" الجيش على مقربة من آخر معاقل التمرد " !
" القوات العسكرية على موعد لحسم التمرد " ..! ؛
" الجيش يحرز تقدماً ملحوظا في محافظة صعدة " !! ؛
يندب أبا عيسى حظه الغابر .. طبعا نعرف ما الذي فعله أبو عيسى .. نعم لقد مزق
المنشور .. واحتفظ بجزء من قصاصاته كي تنفعه في الخلاء ؛ إذ أن وسائل الطهارة
هناك محدودة ..
و الأشتر يراقبه متعجبا .. فيسأله .. لماذا فعلت ذلك .. لم قطعت المنشور ؟
يجيبه أبا عيسى ؛ فيحكي له قصته مع الجرائد التي ساقته إليهم .. فتخالط الضحكة
الحزن في وجه الأشتر ..
الأشتر : سأعطيك بديلاً عن الجرائد .. بديلاً ثمينا .. سيغير مجرى حياتك ..
أبو عيسى : و ما ذلك ؟
الأشتر : هي ملزمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي ؛ احتفظت بها .. و لا يدري
الجنود عن تواجدها هنا ..
أبو عيسى في نفسه : الرجال يشتي يقلبني حوثي .. لكن لن أخسر شيئا .. سأقرأ و
ما وقع يوقع ..
أبو عيسى : حسناً هاتِ ما عندك
و ناوله الأشتر تلك الملزمة ؛ و أبو عيسى يفتح الصفحة الأولى و الفضول يقتله
لمعرفة ما عند هؤلاء .. ثم تشده الكلمة تلو الكلمة .. تلك الكلمات التي كانت
تنطلق من فم السيد حسين كالدرر ..
و الأشتر يدعو الله في قلبه لأبي عيسى .. أن يشرح الله صدره .. لكنه يرى وجه
أبا عيسى يتغير و يتبدل .. ترى ما الخطب ؟؟
سنعرف ذلك في الجزء القادم ،،
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=742
الخميس 29-05-2008 10:09 مساء
المنبر نت - آراء و مقالات
ضياء الشريف
أبو عيسى : ترى ماذا بعد ؟
ثم يضيف ( العسكري على الهامش ) : بل و سقط معسكر قارة في
جعملة بعدته و عتادة في أيادي الحوثيين .. معسكر قوامه 5000
جندي مرة واحدة .. الله يستر بس .
أبو عيسى ( في نفسه ) : هههههههه ، الآن عرفت ماذا يفعلون ..
إنهم يقلبون الأخبار في الجرائد و المواقع الإخبارية .. يعني
إذا قد قتلوا عشرين عسكري يقلوا قتلنا عشرين حوثي .. و إذا قد
شل الحوثيين مديرية يقلوا اقتربنا من الحسم ..
يرد أبا عيسى على نفسه : لكن لا يُعقل أن يستطيع أتباع الحوثي فعل ذلك كله ..
هذه دولة في مواجهة شوية عيال ..!
ثم يعلو صوت عقل أبي عيسى : يا أبو عيسى استعن بي و لا تستعن بالقيل و القال ؛
فأنت تعرف أن أتباع الحوثي يدافعون عن دينهم و مبادئهم .. في مقابل نفر من
العسكر لا يرجون سوى المرتب الشهري .. و " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة "
..
و بينما أبو عيسى يستمع لعقله .. لم يدر إلا و الجنود يجرونه .. هو لا يدري
إلى أين .. لكن ماذا سيفعل ..
فبينما و العساكر يجرونه إلى خارج الطقم .. ثم يسلمونه إلى جنود آخرين .. يلمح
أبو عيسى صاحب الميري 2 مطالبا الضابط الذي تم تسليمه إليه بمكافئته على
تبليغهم عن أبي عيسى ..
أبو عيسى محادثاً نفسه : يعلم الله ما عيدوا له !
لكن لم يستطع أبو عيسى متابعة الحوار بين الضابط و صاحب الميري 2 .. إذ أن
الجنود يتسابقون على دفعه إلى داخل السجن ..
في السجن أروقةُ غريبة .. كأن أبو عيسى يُجر إلى تحت الأرض .. و بينما هو في
الأروقة .. إذا به يرى في إحدى الزنزانات جارهم منصور الذي يقول أهله أنه
مغترب في السعودية منذ 6 أعوام .. يا للدهشة .. ما الذي تفعله هنا ؟ ( أبو
عيسى مناديا )
منصور مجيباً : لا أعرف .. و لا أعرف متى سأخرج .. أهلا بك بيننا ..
طبعاً لم يستطع أبو عيسى التوقف للحديث مع منصور ؛ هو ليس في نزهة .. و كلما
أراد التوقف ضربه أحد الجنود بمؤخرة البندقية التي معه ..
لكن أبو عيسى يريد التوقف هذه المرّة .. ليس من الإرهاق فحسب .. لكنه رأى
أحدهم في زنزانة أخرى .. إنه صديقي عبد الرحيم الذي صلينا عليه صلاة الغائب
قبل خمسة عشر عاماً بعد اختفائه و وصول خبر موته إلى أهله ( أبو عيسى مخاطباً
نفسه ) ..
و أبو عيسى يقترب من مقر إقامته القادم .. و يسمع أصواتاً كثيرة .. صوت الصياح
.. و صوت السياط .. و ربما أصوات كلاب بوليسية ..
لكن في الأفق الذي يقترب أبو عيسى منه يبرز صوت آخر .. أصواتٌ جميلة متناسقة
..
إنها تردد " الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على
اليهود .. النصر للإسلام "
هنا عرف أبو عيسى أنه اقترب من غرفته ..
أخيراً وصل أبو عيسى إلى زنزانته .. فيُرمى به إلى ظلام لا ضوء معه ..
و في الزنزانة .. التي لم يعرف أبى عيسى حجمها .. ربما مترين في متر .. أو
أكبر أو أصغر .. قد يكشف الصبح ذلك ..
لم تكن الزنزانة انفرادية .. بل كانت مليئة بالحوثيين .. و أبو عيسى الضيف
الجديد لا يعرف عن الحوثيين إلا ما قرأه في تلك الجرائد ..
و يسمع أبو عيسى أحد أولئك الحوثيين يتغنى بزامل :
" يا صقر يا ذي في السما ** يا فارق الأجناح ** سلّم على سيدي حسين
** و قله إن احنا معاه ** نفداه بالأرواح ** في نهج ربي صامدين "
و يقول آخر :
" يا ليتني طاير و اطير ** لا عند بدر ابن الأمير ** حسين اشوفه
و أبو عيسى يقول في نفسه : ألا يعرف هؤلاء أن حسين بدر الدين قد قُتل .. ربما
سُجن هؤلاء قبل مقتله .. و افتقدوا مصادر الأخبار .. و ما الذي فلعه بهم حسين
بدر الدين لماذا يعشقونه هكذا .. و قد أودى بهم اتباعه إلى هذا سجن كهذا .. ؟
أراد أبو عيسى الذهاب إلى المُستراح .. فمنعه السجانون .. فالقانون لا يسمح لك
بالذهاب إلا أربعة مرات في اليوم ..
و نام أبو عيسى بعد العناء و التعب .. بعد أن أدرك أن عرض زنزانتهم لا يسمح له
بالتمدد .. فنام مثنيا .. و لم يستفق إلا على صوت أحدهم و اسمه الأشتر ..
يناديه لصلاة الفجر ..
سأله أبو عيسى : و هل تصلون يا أتباع الحوثي ؟ .. ظننتكم لا تعرفون عن الإسلام
شيئا ..
عرف الأشتر أن أبا عيسى ليس حوثيا .. بل أدخلوه إليهم بالخطأ .. فرق قلبه لحال
أبي عيسى .. و لما سيلقاه من مصير جراء اشتباهه منهم ..
و لما طلع الصبح .. و الشمس تراود سجنهم من شبه نافذة .. أفاقت حرارتها كل
النائمين .. و قام أبو عيسى و هو يقول لنفسه : ما جابني هانا قدني في بيتي ..
يا الله فرجها ..
و أبو عيسى يحن لعادته القديمة ( قراءة الجرائد ) لكن أين .. فلتصبر يا أبو
عيسى .. أنت من اخترت هذا المصير ..
و إذا ببارقة أمل تدغدغ قلب أبي عيسى .. منشورات يوزعها السجانون على أصحاب
تلك الزنزانة .. يظنها أبو عيسى مقالات مفيدة ( لعله يجد بديلاً عن الجرائد )
.. فيقرأ ما فيها ؛
" الجيش على مقربة من آخر معاقل التمرد " !
" القوات العسكرية على موعد لحسم التمرد " ..! ؛
" الجيش يحرز تقدماً ملحوظا في محافظة صعدة " !! ؛
يندب أبا عيسى حظه الغابر .. طبعا نعرف ما الذي فعله أبو عيسى .. نعم لقد مزق
المنشور .. واحتفظ بجزء من قصاصاته كي تنفعه في الخلاء ؛ إذ أن وسائل الطهارة
هناك محدودة ..
و الأشتر يراقبه متعجبا .. فيسأله .. لماذا فعلت ذلك .. لم قطعت المنشور ؟
يجيبه أبا عيسى ؛ فيحكي له قصته مع الجرائد التي ساقته إليهم .. فتخالط الضحكة
الحزن في وجه الأشتر ..
الأشتر : سأعطيك بديلاً عن الجرائد .. بديلاً ثمينا .. سيغير مجرى حياتك ..
أبو عيسى : و ما ذلك ؟
الأشتر : هي ملزمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي ؛ احتفظت بها .. و لا يدري
الجنود عن تواجدها هنا ..
أبو عيسى في نفسه : الرجال يشتي يقلبني حوثي .. لكن لن أخسر شيئا .. سأقرأ و
ما وقع يوقع ..
أبو عيسى : حسناً هاتِ ما عندك
و ناوله الأشتر تلك الملزمة ؛ و أبو عيسى يفتح الصفحة الأولى و الفضول يقتله
لمعرفة ما عند هؤلاء .. ثم تشده الكلمة تلو الكلمة .. تلك الكلمات التي كانت
تنطلق من فم السيد حسين كالدرر ..
و الأشتر يدعو الله في قلبه لأبي عيسى .. أن يشرح الله صدره .. لكنه يرى وجه
أبا عيسى يتغير و يتبدل .. ترى ما الخطب ؟؟
سنعرف ذلك في الجزء القادم ،،
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=742

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
أبو عيسى .. و الحوثيين .. و سجن السبعين ( 3 )
الخميس 05-06-2008 10:57 مساء
المنبر نت - آراء ومقالات
ضياء الشريف
كان أبو عيسى يقرأ ملزمةً للسيد حسين بعنوان (( و إذ صرفنا
إليك نفراً من الجن )) .. و يستغرق في القراءة و التأمل .. لكن
ما الذي غيّر وجهه ؟
لقد قرأ أبو عيسى كلماتٍ شدته و أثارت التساؤلات لديه ؛ ففي الصفحة الثانية
مباشرةً وجد السيد حسين يقول :
( نحن لم نأت بجديد ، نحن نشكو من الجديد )
أبو عيسى للأشتر : أيمكنني التساؤل ؟
الأشتر : بكل تأكيد ..
أبو عيسى : معذرةً ؛ و لكن أنا لم أعرفكم إلا من إعلام السلطة .. و قد ارتسمت
في ذهنيتي صورة أرغمتني عليها عدم محاولتي البحث عن أفكاركم من مناهجكم .. لكن
كيف يقول حسين بدر الدين أنه لم يأت بجديد .. و المعروف عنه أنه ترك المذهب
الزيدي و صار اثني عشريا ! .. أنا أعرف أن الانتماء إلى الاثني عشرية ليست
تهمة كما تحاول السلطة إفهام الناس .. لكن ما حقيقة الامر ؟
الأشتر : و هذه من جملة أكاذيب السلطة .. و لو تابعت القراءة لوجدت خلاف ذلك
..
فيتابع أبو عيسى القراءة .. و فعلاً يجد الجواب من فم السيد حسين .. فبعد
العبارة السابقة مباشرة يجده يقول :
" نحن نشكو من الجديد الذي هو دخيلٌ على أهل البيت و على الزيدية ؛ إنه
هو الذي ضربنا ، هو الذي أثر علينا ، هو الذي فرق كلمتنا ، هو الذي جعلنا أذلة
مستضعفين ، جلعلنا نصمت ، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام و المسلمون من
قبل أعداء الله ، فأنا شخصياً ( السيد حسين الحوثي ) لا أقول جديداً ، كتاب
الله ، و ما نعلمه من قدماء أهل البيت _ صلوات الله عليهم _ و منهجهم "
و أبو عيسى يتشرب الكلام كالظمئان ؛ يقول في نفسه " ألهذا الرجل سيقت
جنود الدولة بقضها و قضيضها ! " .. لقد تذكر قول الله تعالى ( أتقتلون
رجلاً أن يقول ربي الله ) ..
يتساءل أبو عيسى ؛ من هم قدماء أهل البيت .. إلى من يشير حسين بدر الدين يا
أشتر ؟
و الأشتر يجيبه : إن أهل البيت هم من أمرنا رسول الله صلوات الله عليه و على
آله باتباعهم ، فقد قال صلى الله عليه و آله : يا أيها الناس إني تركت فيكم ما
إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله و عترتي أهل بيتي .
أهل البيت هم علي و الحسن و الحسين ،
و زين العابدين ؛ و زيد ..
و محمد النفس الزكية ؛ و إبراهيم النفس الرضية ..
و القاسم ؛ و الهادي يحيى بن الحسين ..
هم الذين استمسكوا بكتاب الله تعالى .. و كانوا خير دليل ..
و أبو عيسى في غمرة استماعه .. مُهتاباً من ذلك الشاب الصغير الذي يمتلك من
الكلام جوامعه .. و لسان حاله يطلب المزيد .. فللهداية منطق لا يُمل ..
أثناء تلك اللحظات .. فوجيء أبو عيسى بالسجانين يدخلون على الزنزانة .. غير
مراعين في الله إلاً و لا ذمة .. مقتادين من في تلك الزنزانة إلى صالة قيل أن
فيها بعض الوعاظ .. علّهم يثنون الحوثيين عن أفكارهم ..
و في صالة الوعاظ .. و أتباع الحوثي يجلسون على الأرض و أيديهم مقيدة إلى
أظهرهم .. و أبو عيسى بينهم .. و تأخذ غمرة المفاجأة كيان أبو عيسى .. ترى
لماذا !!
لقد شاهد أبو عيسى ذلك الواعظ الذي أتى ليعظهم ..ترى من الواعظ .. ؟
إنه ذلك المخبر ( صاحب الميري 1 ) الذي عرفه أبو عيسى عند مقهى النت يعمل على
كتابة التقارير و تزوير الأخبار من الجرائد التي يجمعها .. ربما من القمامة
..لقد رآه بلباس الزيدية التقليدي ؛ العمامة ، و القميص و التوزة ..
أدرك أبو عيسى أنه في زمن الذئاب ، و أن من يعظهم ليس سوى أجير رخيص .. ابتاع
نفسه بزهيد ..
ثم يستمع إلى ما سيقوله ذلك الأجير ..
فما لفته سوى كثرة تكرار مصطلح أهل السنة و الجماعة ؛ و طاعة أولى الأمر ؛ و
الروافض ؛ و كيل من الشتائم التي لا تخرج من أبناء الشارع دع عنك من سواهم ..
و أثناء تلك الخطبة يقول : أن أتباع الحوثي لا يعرفون حتى بتفاصيلِ أبسط قواعد
اللغة العربية ..
فيرد الأشتر : تفاصيلَ بالفتح يا فلان ..
يرد المخبر و علامات الإحراج تملأ وجهه : الباء حرف جر.
فيرد الأشتر مرةً أخرى : تفاصيل على وزن تفاعيل لا يكسرها الجر بل يفتحها.
لقد أُفحم ذلك المخبر أيما إفحام .. فلم يستطع بعد ذلك سوا التمتمة ببعض
الكلمات ، و ما إن استكمل المخبر خطبته الغرّاء .. حتى أهالته تلك الصرخة التي
رددها أتباع الحوثي ؛
الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر
للإسلام
المخبر في نفسه : مابش فايدة .. خذوهم فغلوهم .. و نار الغيظ تملأ قلبه و
كيانه ..
فمر أبو عيسى من جانبه .. و قال له : خاطرك يا " فندم " ..
زادت تلك الكلمة ذلك المخبر غيظاً و امتهانا .. إذ عرف أن حقيقته باتت مكشوفة
..
و هاهم يقادون إلى زنزانتهم مرة أخرى .. و أبو عيسى متلهفٌ لإتمام حديثه مع
الأشتر .. فصارت الخطوات إلى الزنزانة كالمسير إلى فلاديلفيا ! .. شوقاً لذلك
المنطق و تلك الحجج النيرة ..
سنعرف في الجزء القادم ما الذي سيجري ،،
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=751
الخميس 05-06-2008 10:57 مساء
المنبر نت - آراء ومقالات
ضياء الشريف
كان أبو عيسى يقرأ ملزمةً للسيد حسين بعنوان (( و إذ صرفنا
إليك نفراً من الجن )) .. و يستغرق في القراءة و التأمل .. لكن
ما الذي غيّر وجهه ؟
لقد قرأ أبو عيسى كلماتٍ شدته و أثارت التساؤلات لديه ؛ ففي الصفحة الثانية
مباشرةً وجد السيد حسين يقول :
( نحن لم نأت بجديد ، نحن نشكو من الجديد )
أبو عيسى للأشتر : أيمكنني التساؤل ؟
الأشتر : بكل تأكيد ..
أبو عيسى : معذرةً ؛ و لكن أنا لم أعرفكم إلا من إعلام السلطة .. و قد ارتسمت
في ذهنيتي صورة أرغمتني عليها عدم محاولتي البحث عن أفكاركم من مناهجكم .. لكن
كيف يقول حسين بدر الدين أنه لم يأت بجديد .. و المعروف عنه أنه ترك المذهب
الزيدي و صار اثني عشريا ! .. أنا أعرف أن الانتماء إلى الاثني عشرية ليست
تهمة كما تحاول السلطة إفهام الناس .. لكن ما حقيقة الامر ؟
الأشتر : و هذه من جملة أكاذيب السلطة .. و لو تابعت القراءة لوجدت خلاف ذلك
..
فيتابع أبو عيسى القراءة .. و فعلاً يجد الجواب من فم السيد حسين .. فبعد
العبارة السابقة مباشرة يجده يقول :
" نحن نشكو من الجديد الذي هو دخيلٌ على أهل البيت و على الزيدية ؛ إنه
هو الذي ضربنا ، هو الذي أثر علينا ، هو الذي فرق كلمتنا ، هو الذي جعلنا أذلة
مستضعفين ، جلعلنا نصمت ، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام و المسلمون من
قبل أعداء الله ، فأنا شخصياً ( السيد حسين الحوثي ) لا أقول جديداً ، كتاب
الله ، و ما نعلمه من قدماء أهل البيت _ صلوات الله عليهم _ و منهجهم "
و أبو عيسى يتشرب الكلام كالظمئان ؛ يقول في نفسه " ألهذا الرجل سيقت
جنود الدولة بقضها و قضيضها ! " .. لقد تذكر قول الله تعالى ( أتقتلون
رجلاً أن يقول ربي الله ) ..
يتساءل أبو عيسى ؛ من هم قدماء أهل البيت .. إلى من يشير حسين بدر الدين يا
أشتر ؟
و الأشتر يجيبه : إن أهل البيت هم من أمرنا رسول الله صلوات الله عليه و على
آله باتباعهم ، فقد قال صلى الله عليه و آله : يا أيها الناس إني تركت فيكم ما
إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله و عترتي أهل بيتي .
أهل البيت هم علي و الحسن و الحسين ،
و زين العابدين ؛ و زيد ..
و محمد النفس الزكية ؛ و إبراهيم النفس الرضية ..
و القاسم ؛ و الهادي يحيى بن الحسين ..
هم الذين استمسكوا بكتاب الله تعالى .. و كانوا خير دليل ..
و أبو عيسى في غمرة استماعه .. مُهتاباً من ذلك الشاب الصغير الذي يمتلك من
الكلام جوامعه .. و لسان حاله يطلب المزيد .. فللهداية منطق لا يُمل ..
أثناء تلك اللحظات .. فوجيء أبو عيسى بالسجانين يدخلون على الزنزانة .. غير
مراعين في الله إلاً و لا ذمة .. مقتادين من في تلك الزنزانة إلى صالة قيل أن
فيها بعض الوعاظ .. علّهم يثنون الحوثيين عن أفكارهم ..
و في صالة الوعاظ .. و أتباع الحوثي يجلسون على الأرض و أيديهم مقيدة إلى
أظهرهم .. و أبو عيسى بينهم .. و تأخذ غمرة المفاجأة كيان أبو عيسى .. ترى
لماذا !!
لقد شاهد أبو عيسى ذلك الواعظ الذي أتى ليعظهم ..ترى من الواعظ .. ؟
إنه ذلك المخبر ( صاحب الميري 1 ) الذي عرفه أبو عيسى عند مقهى النت يعمل على
كتابة التقارير و تزوير الأخبار من الجرائد التي يجمعها .. ربما من القمامة
..لقد رآه بلباس الزيدية التقليدي ؛ العمامة ، و القميص و التوزة ..
أدرك أبو عيسى أنه في زمن الذئاب ، و أن من يعظهم ليس سوى أجير رخيص .. ابتاع
نفسه بزهيد ..
ثم يستمع إلى ما سيقوله ذلك الأجير ..
فما لفته سوى كثرة تكرار مصطلح أهل السنة و الجماعة ؛ و طاعة أولى الأمر ؛ و
الروافض ؛ و كيل من الشتائم التي لا تخرج من أبناء الشارع دع عنك من سواهم ..
و أثناء تلك الخطبة يقول : أن أتباع الحوثي لا يعرفون حتى بتفاصيلِ أبسط قواعد
اللغة العربية ..
فيرد الأشتر : تفاصيلَ بالفتح يا فلان ..
يرد المخبر و علامات الإحراج تملأ وجهه : الباء حرف جر.
فيرد الأشتر مرةً أخرى : تفاصيل على وزن تفاعيل لا يكسرها الجر بل يفتحها.
لقد أُفحم ذلك المخبر أيما إفحام .. فلم يستطع بعد ذلك سوا التمتمة ببعض
الكلمات ، و ما إن استكمل المخبر خطبته الغرّاء .. حتى أهالته تلك الصرخة التي
رددها أتباع الحوثي ؛
الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر
للإسلام
المخبر في نفسه : مابش فايدة .. خذوهم فغلوهم .. و نار الغيظ تملأ قلبه و
كيانه ..
فمر أبو عيسى من جانبه .. و قال له : خاطرك يا " فندم " ..
زادت تلك الكلمة ذلك المخبر غيظاً و امتهانا .. إذ عرف أن حقيقته باتت مكشوفة
..
و هاهم يقادون إلى زنزانتهم مرة أخرى .. و أبو عيسى متلهفٌ لإتمام حديثه مع
الأشتر .. فصارت الخطوات إلى الزنزانة كالمسير إلى فلاديلفيا ! .. شوقاً لذلك
المنطق و تلك الحجج النيرة ..
سنعرف في الجزء القادم ما الذي سيجري ،،
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=751

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
أبو عيسى .. و الحوثيين .. و سجن السبعين ( 4 )
تستوقف أبا عيسى عبارة كتبت في تلك الجدران التي تريد أن تنقض .. و قد كتبت بالقُص المتساقط من سقف السجن ..
" من أحب الحياة عاش ذليلا " الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،،
لا يعرف أبو عيسى عن زيد بن علي (ع) إلا أنه إمام نصف أهل اليمن .. لكن الذي استوقف أبو عيسى لم يكن جهله بالإمام زيد فحسب .. بل لقد أبهرته المعاني التي احتملتها تلكم العبارة ؛ بقلة كلماتها ؛ و وسعة معانيها ..
و استوقفه شيءٌ آخر .. فمن الذي سيرفع شعارات كهذه من داخل السجن .. السجن الذي يفترض به أن يكون عنواناً لمذلة الناس ..
ثم يحدث نفسه .. بأن من كتبها لا بد أن يكون حوثيا .. فمن الذي سيرفع شعارات زيدٍ غيرهم ؟ .. بل هم من ينتمون لتلك العبارة حقيقةً لا مجازا .. أليسوا هم من لم يرضخوا حتى تحت سياط السجانين .. و في أرض صعدة ما هانوا حتى تحت وبيل المدافع و أصوات طائرات الميج .. و لا زالت أصداء ذلك الشعار الذي دوى في صالة الوعاظ تدق في أذنيه ..
و في الزنزانة ..
يسترجع أبو عيسى وضعه السابق .. و يستعد لمساءلة الأشتر أسئلة ظلت تراود عقل أبو عيسى ..
فسأل أبو عيسى : لماذا تقولون السيد قبل اسم حسين الحوثي .. و هل من دون السادة هم عبيد ؟
و يجيبه الأشتر : يا أبا عيسى ؛ إن حملت كلمة السيد على المعنى اللغوي .. فقد يكون في كلامك شيء من الصحة .. لكن إذا كان اسم السيد في عرفنا اسماً لمن كان من ذرية رسول الله _ صلوات الله عليه و على آله _ حُمل الكلام على المعنى العرفي لا على المعنى اللغوي _ و ذلك مشهور في اللغة _ ، إن اسم السيد في عرف هذه الأقطار ( اليمن ) قد صار لقباً لمن كان من ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
فقول القائل: يا سيدي أو يا سيد إقرار بهذا وتشريف له بالنسبة، فهو كما يقال في غير هذه البلاد: يا شريف. وهذا من الأدب وحسن الحوار والإحسان و الله تعالى يقول: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ، فهو عدل من حيث الإقرار بالحق، وإحسان من حيث التشريف بالنسبة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). ولأجل هذا العرف في البلد قد صار تركه سبباً لاتهام من ترك هذا الاسم بأن في نفسه شيئاً للسيد.
و أبو عيسى ينصت للأشتر بكل جوارحه .. ثم إن أبوعيسى لا يمتلك تلك العقدة العرقية لكل ما هو هاشمي .. و لكل ما يمت للهاشميين بصلة .. فهو ينتمي إلى قبيلة من ذروة القبائل اليمنية .. و قد تربى على احترام أحفاد رسول الله _ صلوات الله عليه و على آله _ .. و لا يزال يتذكر استشهاد أبيه بآية من سورة الشورى .. قال الله تعالى فيها ((قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) ..
و في الجانب الآخر من المبنى ( جهاز الأمن السياسي ) .. عند أصحاب القرار .. تجري محادثة بين رئيس الجهاز و نائبه ..
الرئيس :الحوثيون يحرزون تقدماً كبيراً في صعدة .. و يجب علينا الضغط عليهم عن طريق اعتقال أقربائهم في صنعاء .. بل و كل من ينتمي للمذهب الزيدي .. و يجب علينا المسارعة بتشكيل خلية صنعاء الرابعة للبدء في محاكمتهم ..
النائب : لكن كيف و قد أعلنا أن الخلية تتكون من 20 شخصا و حالياً لا يتواجد غير 19 شخصا في سجننا ؟ ..
الرئيس : بلغني أن من في السجون قد صاروا 20 شخصا ..
النائب : من اعتقل مؤخرا اسمه أبو عيسى .. و هو لا ينتمي للحوثيين لا من حيث القرابة .. و لا يظهر عليه أنه ينتمي للمذهب الزيدي ! ..
الرئيس : قد اسمه جا .. به و بهم يكتمل نصاب الخلية .. و هذا ما يهم ..
النائب : و هو كذلك ..
و في تلك اللحظات تستعد الاطقم العسكرية لنقل من في السجن السياسي من الحوثيين إلى سجن الأمن المركزي شرقي صنعاء .. تمهيداً للإعلان عن محاكمة الخلية الرابعة ..
كانت قد نشأت علاقة خاصة بين أبي عيسى و الأشتر ..
فقد عرف أبو عيسى معنى حقيقيا للإخاء في ظل الله ؛
و عرف معنى الإيثار .. حتى في الطعام الذي كان يؤثر به الأشتر أبا عيسى على نفسه _ ذلك الطعام الذي لا يسد رمق شخص واحد _ ( كدمة جافة ) ؛
و عرفه عند قيامه لليل و عند مناجاته لله عز و جل ؛
و عرف كثيراً .. يحتفظ به أبا عيسى لنفسه ..
هاهم جنود السجن يقتحمون الزنزانة بشراسة كرة أخرى .. ليقطعوا حديث الأشتر و أبو عيسى .. و يقومون باقتياد السجناء إلى الأطقم العسكرية ..
يتساءل أبو عيسى : إلى أين هذه المرة ؟ ..
يجيبه الجنود : إلى السجن المركزي ؛ كي تحاكموا على ما اقترفتموه من جرائم ..
فيجيبهم : جريمتي أني مللت كذبكم .. و جريمة هؤلاء أنهم ينتمون للمذهب الزيدي ..
لكن عند من يا أبو عيسى .. ألا تعرف أن هؤلاء الجنود لا يتعدى مجال تفكيرهم خوذهم العسكرية ؟ ..
يناجي الأشتر أبو عيسى : إن استطعت الهروب فلا تتردد بالفرار ..
و الجنود يقتادونهم إلى الأطقم .. فكان طقم أبي عيسى آخر تلك الطقوم ..
جلس الأشتر و أبو عيسى إلى مؤخرة الطقم و أمامهم جنديان ..
و انطقلت الأطقم ..و في طريقها .. يلمح الأشتر أشعة الشمس ترمي بخيوطها إلى عيني الجندي الذي بزاوية أبو عيسى .. فأشار بعينيه إلى أبي عيسى ليهرب .. ثم قام سريعا و دفع بأبي عيسى إلى خارج الطقم و وثب كالأسد ليغطي على الجندي الذي بناحيته .. و بعد أن قفز أبو عيسى .. إذا بالجندي الذي أعمته الشمس يطلق الرصاص عشوائيا على الشارع .. و الآخر يصوب الرصاص إلى جسد الأشتر ..
يا للهول .. أصابت الرصاصات جسد الأشتر .. و دماؤه تنزف إلى كل صوب ..
و يحار أبو عيسى .. أيرجع لينقذ صاحبه .. أم يواصل الهرب .. أم ماذا ؟ ..
و ماذا حل بالأشتر ؟ ..
كل ذلك سنعرفه في الجزء القادم ،،
-------------------------------------------
* ملاحظة : الكلام عن السيد و تفسير المصطلح مأخوذ _ بتصرف _ عن كتاب تحرير الأفكار لمولانا العلامة الكبير بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظهم الله .
((منقول من المجلس اليمني للأخ حليف القرآن))
تستوقف أبا عيسى عبارة كتبت في تلك الجدران التي تريد أن تنقض .. و قد كتبت بالقُص المتساقط من سقف السجن ..
" من أحب الحياة عاش ذليلا " الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،،
لا يعرف أبو عيسى عن زيد بن علي (ع) إلا أنه إمام نصف أهل اليمن .. لكن الذي استوقف أبو عيسى لم يكن جهله بالإمام زيد فحسب .. بل لقد أبهرته المعاني التي احتملتها تلكم العبارة ؛ بقلة كلماتها ؛ و وسعة معانيها ..
و استوقفه شيءٌ آخر .. فمن الذي سيرفع شعارات كهذه من داخل السجن .. السجن الذي يفترض به أن يكون عنواناً لمذلة الناس ..
ثم يحدث نفسه .. بأن من كتبها لا بد أن يكون حوثيا .. فمن الذي سيرفع شعارات زيدٍ غيرهم ؟ .. بل هم من ينتمون لتلك العبارة حقيقةً لا مجازا .. أليسوا هم من لم يرضخوا حتى تحت سياط السجانين .. و في أرض صعدة ما هانوا حتى تحت وبيل المدافع و أصوات طائرات الميج .. و لا زالت أصداء ذلك الشعار الذي دوى في صالة الوعاظ تدق في أذنيه ..
و في الزنزانة ..
يسترجع أبو عيسى وضعه السابق .. و يستعد لمساءلة الأشتر أسئلة ظلت تراود عقل أبو عيسى ..
فسأل أبو عيسى : لماذا تقولون السيد قبل اسم حسين الحوثي .. و هل من دون السادة هم عبيد ؟
و يجيبه الأشتر : يا أبا عيسى ؛ إن حملت كلمة السيد على المعنى اللغوي .. فقد يكون في كلامك شيء من الصحة .. لكن إذا كان اسم السيد في عرفنا اسماً لمن كان من ذرية رسول الله _ صلوات الله عليه و على آله _ حُمل الكلام على المعنى العرفي لا على المعنى اللغوي _ و ذلك مشهور في اللغة _ ، إن اسم السيد في عرف هذه الأقطار ( اليمن ) قد صار لقباً لمن كان من ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
فقول القائل: يا سيدي أو يا سيد إقرار بهذا وتشريف له بالنسبة، فهو كما يقال في غير هذه البلاد: يا شريف. وهذا من الأدب وحسن الحوار والإحسان و الله تعالى يقول: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ، فهو عدل من حيث الإقرار بالحق، وإحسان من حيث التشريف بالنسبة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). ولأجل هذا العرف في البلد قد صار تركه سبباً لاتهام من ترك هذا الاسم بأن في نفسه شيئاً للسيد.
و أبو عيسى ينصت للأشتر بكل جوارحه .. ثم إن أبوعيسى لا يمتلك تلك العقدة العرقية لكل ما هو هاشمي .. و لكل ما يمت للهاشميين بصلة .. فهو ينتمي إلى قبيلة من ذروة القبائل اليمنية .. و قد تربى على احترام أحفاد رسول الله _ صلوات الله عليه و على آله _ .. و لا يزال يتذكر استشهاد أبيه بآية من سورة الشورى .. قال الله تعالى فيها ((قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) ..
و في الجانب الآخر من المبنى ( جهاز الأمن السياسي ) .. عند أصحاب القرار .. تجري محادثة بين رئيس الجهاز و نائبه ..
الرئيس :الحوثيون يحرزون تقدماً كبيراً في صعدة .. و يجب علينا الضغط عليهم عن طريق اعتقال أقربائهم في صنعاء .. بل و كل من ينتمي للمذهب الزيدي .. و يجب علينا المسارعة بتشكيل خلية صنعاء الرابعة للبدء في محاكمتهم ..
النائب : لكن كيف و قد أعلنا أن الخلية تتكون من 20 شخصا و حالياً لا يتواجد غير 19 شخصا في سجننا ؟ ..
الرئيس : بلغني أن من في السجون قد صاروا 20 شخصا ..
النائب : من اعتقل مؤخرا اسمه أبو عيسى .. و هو لا ينتمي للحوثيين لا من حيث القرابة .. و لا يظهر عليه أنه ينتمي للمذهب الزيدي ! ..
الرئيس : قد اسمه جا .. به و بهم يكتمل نصاب الخلية .. و هذا ما يهم ..
النائب : و هو كذلك ..
و في تلك اللحظات تستعد الاطقم العسكرية لنقل من في السجن السياسي من الحوثيين إلى سجن الأمن المركزي شرقي صنعاء .. تمهيداً للإعلان عن محاكمة الخلية الرابعة ..
كانت قد نشأت علاقة خاصة بين أبي عيسى و الأشتر ..
فقد عرف أبو عيسى معنى حقيقيا للإخاء في ظل الله ؛
و عرف معنى الإيثار .. حتى في الطعام الذي كان يؤثر به الأشتر أبا عيسى على نفسه _ ذلك الطعام الذي لا يسد رمق شخص واحد _ ( كدمة جافة ) ؛
و عرفه عند قيامه لليل و عند مناجاته لله عز و جل ؛
و عرف كثيراً .. يحتفظ به أبا عيسى لنفسه ..
هاهم جنود السجن يقتحمون الزنزانة بشراسة كرة أخرى .. ليقطعوا حديث الأشتر و أبو عيسى .. و يقومون باقتياد السجناء إلى الأطقم العسكرية ..
يتساءل أبو عيسى : إلى أين هذه المرة ؟ ..
يجيبه الجنود : إلى السجن المركزي ؛ كي تحاكموا على ما اقترفتموه من جرائم ..
فيجيبهم : جريمتي أني مللت كذبكم .. و جريمة هؤلاء أنهم ينتمون للمذهب الزيدي ..
لكن عند من يا أبو عيسى .. ألا تعرف أن هؤلاء الجنود لا يتعدى مجال تفكيرهم خوذهم العسكرية ؟ ..
يناجي الأشتر أبو عيسى : إن استطعت الهروب فلا تتردد بالفرار ..
و الجنود يقتادونهم إلى الأطقم .. فكان طقم أبي عيسى آخر تلك الطقوم ..
جلس الأشتر و أبو عيسى إلى مؤخرة الطقم و أمامهم جنديان ..
و انطقلت الأطقم ..و في طريقها .. يلمح الأشتر أشعة الشمس ترمي بخيوطها إلى عيني الجندي الذي بزاوية أبو عيسى .. فأشار بعينيه إلى أبي عيسى ليهرب .. ثم قام سريعا و دفع بأبي عيسى إلى خارج الطقم و وثب كالأسد ليغطي على الجندي الذي بناحيته .. و بعد أن قفز أبو عيسى .. إذا بالجندي الذي أعمته الشمس يطلق الرصاص عشوائيا على الشارع .. و الآخر يصوب الرصاص إلى جسد الأشتر ..
يا للهول .. أصابت الرصاصات جسد الأشتر .. و دماؤه تنزف إلى كل صوب ..
و يحار أبو عيسى .. أيرجع لينقذ صاحبه .. أم يواصل الهرب .. أم ماذا ؟ ..
و ماذا حل بالأشتر ؟ ..
كل ذلك سنعرفه في الجزء القادم ،،
-------------------------------------------
* ملاحظة : الكلام عن السيد و تفسير المصطلح مأخوذ _ بتصرف _ عن كتاب تحرير الأفكار لمولانا العلامة الكبير بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظهم الله .
((منقول من المجلس اليمني للأخ حليف القرآن))

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
أبو عيسى .. و الحوثيين .. و سجن السبعين ( 5 ) والأخير
الأحد 22-06-2008 04:48 صباحا
المنبر نت - آراء و مقالات
ضياء الشريف
لأصوات دماء الاشتر وقع في قلب أبو عيسى .. بل كل قطرة تدق
كالناقوس في أذنيه ..
لكن ماذا يفعل ؟ .. و لا وقت للتفكير الطويل ..
" سأعمل ما طلبته مني ، و ما ضحيت بنفسك من أجله " .. هذا ما قاله أبو عيسى
لنفسه .. و هو ما سيقوم به على الفور ..
ارتباك العسكر ... سرعة الطقم .. زحمة الشارع .. كل ذلك ساعد أبا عيسى على
التمكن من الفرار .. و التواري عن الأنظار .. بعيداً ..
لكن أين سيذهب .. و بيته بالتأكيد سيُراقب ..
دعوه يمشي .. فما زال مرتبكا .. يلتقط أنفاسه .. و يستذكر ذلك المشهد الذي لن
يُمحى من مخيلته ما ظل حيّا ..
ضوء الشمس .. و الناس .. و الحرية .. كل ذلك لم يستطع أن يناغي فؤاد أبا عيسى
.. ليس حنينا إلى السجن و لا إلى القضبان .. بل إلى تلكم الأيام التي رسمت في
ذهنه معالماً لطريق جديد .. الطريق الذي سيمشيه أبو عيسى من اليوم ..
http://www.almenpar.net/news.php?action=view&id=851
الأحد 22-06-2008 04:48 صباحا
المنبر نت - آراء و مقالات
ضياء الشريف
لأصوات دماء الاشتر وقع في قلب أبو عيسى .. بل كل قطرة تدق
كالناقوس في أذنيه ..
لكن ماذا يفعل ؟ .. و لا وقت للتفكير الطويل ..
" سأعمل ما طلبته مني ، و ما ضحيت بنفسك من أجله " .. هذا ما قاله أبو عيسى
لنفسه .. و هو ما سيقوم به على الفور ..
ارتباك العسكر ... سرعة الطقم .. زحمة الشارع .. كل ذلك ساعد أبا عيسى على
التمكن من الفرار .. و التواري عن الأنظار .. بعيداً ..
لكن أين سيذهب .. و بيته بالتأكيد سيُراقب ..
دعوه يمشي .. فما زال مرتبكا .. يلتقط أنفاسه .. و يستذكر ذلك المشهد الذي لن
يُمحى من مخيلته ما ظل حيّا ..
ضوء الشمس .. و الناس .. و الحرية .. كل ذلك لم يستطع أن يناغي فؤاد أبا عيسى
.. ليس حنينا إلى السجن و لا إلى القضبان .. بل إلى تلكم الأيام التي رسمت في
ذهنه معالماً لطريق جديد .. الطريق الذي سيمشيه أبو عيسى من اليوم ..
http://www.almenpar.net/news.php?action=view&id=851

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......