علاقة السادة الأشراف بالمذهب الزيدي

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

ألإمام الحسين بن على بن الحسن المثلث ( صاحب فخ ).
ظهر بالمدينة المنورة وخرج مع من بايعه من المؤمنين إلى مكة ايام الخليفة العباسي الملقب بالهادي (169هـ إلى170هـ) والذي جهز ضد الامام جيشاً بقيادة محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس واقتتل الجمعان يوم التروية 8 ذي الحجة 169هـ واستشهد الامام الحسين بن علي وهو مـُحرم وكثير ممن معه من أهل البيت وشيعتهم .
3ـ ألإمام محمد بن ابراهيم بن اسماعيل .
كانت دعوته بالكوفة في 10 جماد اول سنة 199هـ وتمكن من السيطرة على الكوفة وارسل دعاته إلى مختلف الامصار ، فقد ارسل اخاه الامام القاسم الرسي إلى مصر ، وارسل الولاة إلى كثيرمن البلدان فارسل ابراهيم بن موسى واليا على اليمن والذي تمكن منها كما ارسل الحسين بن الحسن الافطس واليا على مكة ولم يمنعه احد وتمكن من اقامة الحج في تلك السنة 199هـ كما ارسل إلى غيرها من البلدان كالاهواز وواسط والبصرة وذلك في عهد المأمون العباسي ، وقد استمر الحسين بن الحسن الافطس والياً على مكة إلى عام 200هـ وقد ذكر صاحب ( خلاصة الكلام) ان الحسين بن الحسن الافطس الح على الامام محمد بن جعفر الصادق في الخروج لمبايعته إلا انه كره ذلك اول الامر ، وهذا ما يشير الية الامام عبدالله بن حمزة في كتابة الشافي عند ذكرة لخروج الامام محمد بن جعفر الصادق والذي سبق الاشارة اليه , وحين تمت دعوة الامام محمد بن جعفر وخرج بمكة في شهر ربيع اول عام 200هـ والذي تمكن خلالها من السيطرة على مكة والمدينة مولياً عليها الحسين بن الحسن الافطس ، إلى ان اُجهضت ثورته من قبل الجيوش العباسية عام 201هـ واضطر للتسليم بعد ان ستشهد اغلب من ناصرة
4ـ الامام محمد بن جعفر الصادق .
السابق الاشارة اليه وقد ولى على مكة الحسين بن الحسن الافطس إلى ان تمكن العباسيين بجيوشهم وما اقترفوه من جرائم من السيطرة على مكة والقضاء على ثورة الامام محمد بن جعفر .
5ـ ابراهيم بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفرالصادق .
ولاة الامام محمد بن ابراهيم على اليمن وتمكن منها وذلك عام 199هـ إلا ان ثورة الامام محمد بن ابراهيم والامام محمد بن محمد زيد بعد ان إجهضتا باستشهاد الاول وإلقاء القبض على الثاني ومصالحته عاد ابراهيم بن موسى الكاظم من اليمن متوجها نحو مكة بقواته ووصل اليها عنوة وذلك بعد ان تمكن العباسيون من إخراج الامام محمد بن جعفر الصادق والحسين بن الحسن الافطس وذلك عام 202م كما يشير إلى ذلك صاحب (خلاصة الكلام ) إلا أن المأمون العباسي تمكن مرة اخرى من السيطرة على مكة ونزعها من يد ابراهيم بن الامام موسى الكاظم .
6ـ ألامام اسماعيل بن يوسف (الاخيضر)بن ابراهيم بن موسى الجون.
خرج بسواد المدينة المنورة عام 250هـ وتغلب عليها وعلى مكة المكرمة ولكنة توفي عام 252هـ إثر مرض الم به ، فخلفه اخاه محمد بن يوسف الذي تولى امر مكة وتحارب مع ابي الساج والي العباسيين وعندما غُلبَ فر إلى خارج مكة ، وقد تناقلت إمارة مكة بعده إلى ولده ابراهيم بن محمد واخيه محمد بن محمد ويوسف بن محمد بن يوسف الاخيضر والذي استمرت ولاية مكة في عقبه إلى ان انتهى أمر بنو الاخيضر وذلك عام 350هـ استمرت الفترة في معظمها بنزاع مع القرامطة الذين تمكنو من السيطرة على مكة لفترات عدة خلال نفس الفترة وكان الاشراف من بني الاخيضر كلما اُخرجوا من مكة نزحوا إلى اليمامة , وذلك خلال صراعهم مع القرامطة إلى ان تمكن بنو موسى من السيطرة على مكة وستاتي الاشارة اليهم لاحقا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلاصة الكلام في بيان امراء البلد الحرام ـ للسيد زيني دحلان ص8 طبعة المطبعة الخيرية بمصر 1305ه

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

أمراء مكة وذكر دولة الأشراف بها


أولا : بنو الأخيضر


ذكرنا آنفا أئمة أهل البيت الذين تمكنوا من السيطرة على مكة ولاكنهم لم يستمروا في حكمها بسبب القضاء على ثوراتهم كما أشرنا إلى الإمام إسماعيل بن يوسف الذي تمكن من السيطرة على مكة عام (250هـ) وعقبه بعد ذلك الأشراف الحسنيون الذين تعاقبوا على إمارة مكة لمدة 99عام إعتبارا من عام (251هـ) إلى (350هـ) والذين سكنوا اليمامة ومكة وإختلفوا مع القرامطة وهؤلاء الأشراف هم المعروفون ببني الاخيضر (نسبة لجدهم يوسف الملقب الاخيضر) وهو من أولاد إبراهيم بن موسى (الجون) من أحفاد عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الامام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وأول من حكم مكة منهم هو احد ائمة الزيدية سابق الذكر وهو الامام اسماعيل بن يوسف . واخر من حكم من آل الاخيضر هو الشريف محمد بن جعفر بن احمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر والذي إستولى القرامطه في عهدة على مكة . وانتهى بذلك عهد بنو الاخيضر .



ثانيا : بنو موسى (الموسويون)

وهم من اولاد موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن الامام الحسن المثنى سبط رسو الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهم اول من ملك مكة المكرمة دون منازع وذلك بعد إنقراض دولة بنو الاخيضر وجلاء القرامطة , فقد حكموا من عام (350هـ) الى( 453هـ) واول من ملك مكة منهم هو الشريف/ جعفر بن محمد بن الحسين (او الحسن) بن محمد الثائر بن موسى الثاني . واخر من ماك مكة منهم الشريف / تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح الحسن بن جعفر , والذي توفي دون ان يخلفه احد .
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشريف ابي الفتوح وهو الحسن بن جعفر بداء ولايته بدعوته للامامه على طريقة اسلافه من ائمة الزيدية في عهد الحاكم بامر الله الفاطمي بمصر وكذا القائم العباسي وذلك عام(395هـ) ولكن دعوته حوصرت وحورب من قبل الحاكم بامر الله الفاطمي والقائم العباسي ثم استقر بمكة اميرا لها .
كما ان والده سلطان الحجاز تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح ترجم له صاحب مطلع البدور والذي عد فيه رجالات الزيدية وقال عنه (كان من اوعية العلم ومن صدور الملك وغايات الفتره مؤيلا للعصابة الزيدية ..) وهو الذي حكم مكة من العام (430 _ 464هـ) .
وعند إنتهاء ملك بنو موسى عام (464هـ) انتقل ملك مكة إلى بني الهواشم الملقبون ببني فليته الآتي ذكرهم.
ثالثاً : الهواشم ( بنو فليته).
بعد وفاة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح عام 464هـ دون ان يخلفه احد انتقلت إمارة مكة إلى اسرة بني هاشم التي عرفت فيما بعد باسرة بني فليته حيث تمكن الشريف ـ محمد بن جعفر ( ابوهاشم ) بن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحسين ( او الحسن ) بن محمد الثائر بن موسى الثاني ـ من إقامة حكمه على مكة المكرمة بعد صراع مع الاشراف من بني الطيب وقد ظلت امارة مكة شاغرة دون امير عند التنازع وسنشير لاحقا إلى بني الطيب .
واستمرت الولاية في الهواشم اكثر من 138 عاماً من (464هـ إلى598هـ) تولى الامارة فيها 13أميرا اولهم الشريف/ محمد بن جعفر سابق الذكر وثالثهم الشريف فليته بن القاسم ( ابوهاشم ) بن محمد بن جعفر ، واستمرت الامارة في اولادة إلى اخر من تولى منهم وهما الشريفان داوود واخيه مكثر بن عيسى بن فليته.
وقد عد المورخ الزيدي ـ العلامة علي بن عبدالله بن القاسم في كتابة (بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ) ـ عد جميع هؤلاء الشرفاء من ظمن طبقات مخرجي المذهب عند ذكره لطبقات محصلي المذهب الزيدي وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 320هـ ـ 600هـ وقد اشار الامام عبدالله بن حمزه ان بعضهم كان يرجى للامامة .
ويشير بعض المؤرخين إلى ان اخر عهد الاشراف من بني فليته قد سأت بسبب تدخل الحاكم الصليحي في اليمن ومحاولة سيطرته على مكة بواسطة ( علي بن عمر الرسولي ) الذي حكم اليمن فيما بعد واسس الدولة الرسوليه فيها.
كما ان البعض يعزي الضعف إلى سؤ الادارة الامر الذي دعا الشريف الكبير ابو عزيز ( قتادة ) إلى السيطرة على مكة وحكمها واستمرت في عقبه إلى عهد الشريف الحسين بن على(1932م) الذي نزحت اسرته الحاكمة إلى الاردن والعراق في التاريخ المعاصر.
رابعاًُ: بنو الطيب .
اشرنا سلفا إلى ان مكة استمرت شاغرة طيلة سبع سنوات بعد وفاة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح عام 464هـ تنازع فيها الاشراف من آل بني الطيب وبني موسى ، وتولى فيها من بني الطيب الشريف ( حمزه بن وهاس بن ابي الطيب داوود ين سليمان ) وهو من ذرية سليمان بن عبدالله بن موسى الجون ـ الجد الجامع لجميع اشراف الحجازـ ، ويذكر زيني دحلان بعض من تولى امر مكة من بني الطيب وهم :
ابوالطيب محمد بن ابي الفاتك ، وابو هاشم بن جعفر بن عبدالله بن ابي هاشم ، وهو من ذرية موسى الجون ومن سلالة الشريف حمزه بن وهاس الشريف/ عُلَي بن عيسى بن حمزه بن وهاس ، وهو القائل لابيات الشعر المعروفة والمشهورة في موقفة من قضية (فدك) : :
أتموت البتول غضبى ونرضى ؛ ماكذا يفعل البنون الكرام
ويشير المولى العلامة / مجد الدين المؤيدي أن عُلَي ـ على صيغة التصغيرـ بن عيسى بن حمزه ( من مشائخ القاضي شمس الدين عالم الزيدية جعفر بن احمد بن عبدالسلام وهو الذي حث القاضي العلامة شيخ الاسلام زيد بن الحسن البيهقي ـ المتوفي عام 542هـ ـ على الخروج الي اليمن لنصرة الحق وهو الذي حمل الزمخشري على تاليف كتابة ( الكشاف ) وكان معاصرا للامام احمد بن سليمان الذي استقام له الامر باليمن في القرن الخامس الهجري ) وإلى هذا يشير العلامة / علي عبدالكريم الفضيل شرف الدين ان عُلَي بن عيسى كان معاصرا للشريف هاشم بن فليته ( الملقب قاسم ) وهو يومئذ امير مكة وساق قصة ذكر فيها انه عندما بلغه ان قوما من الزيدية من خارج اليمن وصلوا إلى مكة وسجنوا فكتب الشريف عُـلـَي بن عيسى إلى الشريف هاشم بن فليته يتشفع في القوم فوهبهم له وامر باخراجهم اليه , ومما جاء في تشفعه إلى الامير هاشم بن فليته مدحهم بانهم ( زيدية ) وذلك بقوله شعرا:
ولم يعدلوا خلقاً بكم آل محمد ٍ؛ ولا ا نكروا اذ انكر الناس حيدرا

خامسا : بنو قتادة

إن اول حاكم من اشراف مكة بعد ان انتهت سيطرة وولاية بنو فليته هو الشريف / ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم ـ ويتصل نسبة بموسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون .
تمكن من الامر على مكة وانفرد بها كلية دون منازع او معارضة من العام 601هـ إلى617هـ معاصرا بذلك الامام الاعظم عبدالله حمزه .
وقد تولى الشريف قتادة امر مكة والحرمين وتوسع في امارته إلى غرب الجزيرة وشمالها ( شبه الجزيرة العربية ) ماعدا اليمن والتي كانت في ولاية الامام عبدالله بن حمزه كما ان جميع اشراف مكة وحكامها من عقبه منذ دلك التاريخ إلى زمن خروجهم من الحجاز ايام الملك عبدالله بن الشريف الحسين بن على عام (1932م ) والذي نزح عقبه إلى الاردن والعراق ، وكان الشريف قتادة كما يصفه صاحب( مطلع البدور في تراجم رجال الزيدية ) احد أعضاد الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزه وان الامام استعان به وارسل للامام من اعوانه جماعات لنصرة الامام عبدالله بن حمزه ، كما ارسل اليه الامام بهدية نفيسة متمثلة في الفرس اليمنية ، وامره الامام ببناء قبة على قبر الامام الحسين بن علي ( صاحب فخ ) المتوفي عام 160هـ .
ويورد الاديب اليمني الكبير الاستاذ / احمد الشامي بعض المراسلات الادبية والشعرية بين الامام عبدالله بن حمزه والشريف قتادة وفيها يحث الامام الشريف على نصرته .
كما انه عند وفاة الشريف قتاده اصر ولده الشريف راحج على الصلاة عليه بإمام من ائمة الزيدية وفقا لمذهب الزيديه ، وسنورد لاحقا بعض من تولى من احفاد الشريف قتاده كالشريف / رميثه والذي نقلت الينا المصادر التاريخية نصوصا في نصرته للمذهب واعلانه لزيديته اكثر وضوحا ممن تعقبه .


مصادر الزيدية التاريخية التي تشير إلى العلاقات بين
أئمة أهل البيت في اليمن وأشراف مكة والمدينة

في البداية نذكر بان موضوع البحث يقتصر على دراسة العلاقات بين أئمة اهل البيت في اليمن ـ الحكام منهم ـ وبالتالي فاننا نستبعد المصادر التي تخص أئمة اهل البيت الذين لم يتمكنوا ـ لسبب او لاخر ـ من القيام بامر الامة ولم يتمكنوا من الحكم ، وكذا نستبعد المصادر التي تشير إلى علاقات اشراف مكة والمدينة بحكام اليمن من غير اهل البيت الزيدية ، وبالتالي فاننا نشيربداية إلى اهم تلك المصادر وهي :

الفرع الاول : السير الخاصة بائمة اهل البيت ( الزيدية ) في اليمن.

والتي تعتبر من اهم المراجع التي ترصد المكاتبات فيما بينهم ، وبما ان اليمن تنفرد ـ دون غيرها من الدول الاسلامية التي قامت فيها دويلات اسلامية ـ بثروة كبيرة من المخطوطات التي تنقل لنا سير الائمة والحكام ، حيث يوجد اكثر من ثلاث وخمسين سيرة إمام من أئمة اليمن وهذا العدد الذي تمكن الباحث الكبير العلامة عبدالله الحبشي من رصدة إلى عام 1997م مؤكدا ان هذا العدد لا يوجد في اي دولة اخرى من الدول العربية والاسلامية ، كما ان هذه السير ترصد التاريخ الاسلامي في اليمن بالتعاقب وتغطي فترة زمنية تمتد من العام 284هـ إلى1380هـ
وبما أن اغلب هذه السير ماتزال مخطوطة إلى هذا التاريخ ـ فما طبع منها بتحقيق لايتجاوز عدد احد الاصابع ، الاولى منها سيرة الامام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام (284هـ إلى298هـ) وهو اول إمام يحكم اليمن ، والثانية سيرة الاميرين ذي الشرفين وهي السيرة التي تؤرخ للفترة التي حكم فيها ابناء الامام القاسم العياني (395هـ إلى410هـ ) والثالثة سيرة الامام القاسم بن علي العياني ( 390هـ إلى394هـ) والرابعة سيرة الامام المنصور بالله عبدالله بن حمز مطلع القرن السادس الهجري ، وسيرتا الامام المنصور بالله محمد حميد الدين وولدة الامام يحيى حميد الدين ـ فاننا نوصي في هذا الصدد إلى ضرورة طباعة وتحقيق السير المتعلقة بائمة اهل البيت في اليمن لتكون في ايادي جميع الباحثين .
وكمثال على اهمية هذه السير فيما يتعلق برصد العلاقات المذهبية والسياسية بين اشراف مكة وحكام اليمن من ائمة اهل البيت نشير إلى طرف مما ورد بسرة الامام المنصور بالله القاسم بن علي العياني .
فالسيرة تشير إلى وصول بعض الاشراف من مكة إلى اليمن بسبب اضطهاد العباسيين لهم وتذكر مدى اهتمام واحترام الامام لهم واستقبالهم ومنحهم العطايا ، كما تشير السيرة إلى تدخل الامام القاسم العياني بالمصالحة بين الاشراف من آل الطيب وبعض بني عمومتهم ، كما تشير السيرةإلى ذكر قصة زواج الامام عبدالله الكامل باعتبارة جد الاشراف الحاكمين في مكة وكذا الواصلين للامام وتنفرد السيرة بايراد تفاصيل عن حياة الامام عبدالله الكامل بن الحسن المثنى ـ لتمثل مرجعا نادرا عن سيرة الامام عبدالله المحض ابو الائمة ـ كما تشير السيرة إلى تدخل امام اليمن لفض النزاع بين اشراف مكة الحسنيون واشراف المدينة المنورة ـ آنذك ـ الحسينيون.
الفرع الثاني : تراجم رجال الزيدية ( أئمة الزيدية وعلمائها وفقهائها ) .
وهي من اهم المصادر التاريخية في معرفة طبقات الزيدة في كل عصر ومصر وهي ما تعرف بالتراجم ، حيث يذكر فيها طبقات علماء ومقرري المذهب في مختلف العصور ، ومن الجدير ذكرة ان المكتبات اليمنية تحوي مخطوطات كثيرة في هذا العلم ، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ طبقات الزيدية المسماة ( نسمات الاسحار في طبقات رواة الفقة والاثار ) وهي المعروفة بالطبقات الكبرى ، تاليف صارم الدين ابراهيم بن القاسم (ت 1143هـ).
2ـ الطبقات الصغرى ، تاليف العلامة يحيى بن الحسين بن الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي ، مخطوطة منتشرة في معظم المكتبات .
3ـ مطالع البدور ومجمع البحور في تراجم رجال الزيدية ، تاليف القاضي العلامة / احمد بن صالح ابوالرجال ( ت 1092هـ) مخطوطة في اربع مجلدات .
4ـ بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ، تاليف العلامة / علي بن عبدالله بن القاسم بن الامام المؤيد بالله محمد بن الامام المنصور بالله ، تحوى تراجم علما الزيدية إلى عصر المؤلف ( 1124هـ) .
وغيرها من كتب ومراجع التراجم الغنية بها المكتبات اليمنية العامة والخاصة وجلها مخطوط .
وكمثال على اهمية كتب التراجم لبيان العلاقات المذهبية والاصول التي تنحدر منها سلالة اشراف مكة والمدينة والتي تمثل اصول وائمة الزيدية واستمرار هذه الصلات عبر العصور سياسيا وفقهيا وفكريا ً نورد بعض الاشارات التي تضمنها كتاب ( مطالع البدور ومجمع البحور ) في هذا الصدد ثم بعض الاشارات من كتاب ( بلوغ الارب وكنوز الذذهب في معرفة المذهب ) على النحو التالي :
اولا : مما جاء في كتاب ( مطالع البدور )

الجزء الاول من الكتاب ترجم لأكثر من (353) عالم من علماء الزيدية يبدأ من حرف (الاف) بمن اسمه (الحارث) بالترتيب الابجدي , ويبدأ الجزء الثاني بمن اسمه الحسن وهكذا ...
في الجزء الثاني ص16
(من صورة مخطوطة موجودة بجامعة صنعاء) ترجم ( للحسن بن جعفر الحسني ) امير مكة والد الشريف شكر بن ابي الفتوح باعتبارة من كبار علماء الزيدية وانه ادعى الامامة ولقب بـ(الراشد بالله وذلك في زمن الحاكم العبيدي فكانت امور اخرها اضمحلال امره ثم رجع إلى الحجاز واستمر في حكمها حتى مات عام(420هــ) وساق مرثاة رئيس الزيدية ( علي بن عيسى بن حمزة ) وهو من اشراف مكة (آل الطيب) .
ـ الجزء الثاني ص 94
من نفس المخطوطة السابقة ص 166 من صورة مخطوطة اصلها بالجامع الكبير بصنعاء ، ذكر في ترجمة الفقية العلامة ( الحسين بن محمد الذويد الصعدي ) ولهذا العالم احد شروح كتاب الازهار للامام احمد بن يحيى المرتضى ، وكان معاصرا للامام يحيى شرف الدين(912هـ958هـ) حفيد الامام احمد بن يحيى المرتضى وكان المذكور اميرا للحجاج اليمانيين آنذاك ـ وساق في ترجمتة ترحيب اشراف مكة وتاييدهم لمذهبة في معاوية ونصرتهم لصاحب الترجمة ـ وذلك ايام الشريف ( ابو نمى الثاني ) .
ـ الجزء الثاني ص 176
ترجمة للامير الخطير حامي الحرمين سلطان الحجاز العلامة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد والذي قال عنه ( كان من اوعية العلم ومن صدور الملك وغايات العترة ومؤئلا للعصابة الزيدية ...) وهذا الشريف المكي الذي حكم مكة بعد والدة من عام 430هـ إلى464هـ ، وقد عدة صاحب التراجم من رجال الزيدية ومن اهم انصارهم .
ـ الجزء الرابع ص 57 ،
ذكر ترجمة العلامة برهان الملة ابوالقاسم محمد الشقيفي اليمني .
ساق ابو الرجال في ترجمته انه ( قد ذكره المؤرخون للحرم الشريف وذكر ابن الجزري في ترجمة الشريف ( رميثة بن ابي نمى ) انه لما توفي سنة 746هـ بمكة وقت صلاة الجمعة ـ وساق في الحكاية اصرار الشريف عجلان بن رميثة على ان يصلي علية ابو القاسم ابن الشقيف الزيدي مع ممانعة قاضي مكة شهاب الطبري ـ فأصر الشريف عجلان على ان يصلى على والدة على مذهبه ـ اي الزيدي ـ وكادت تكون فتنة ) ، وذكر ابو الرجال ان في ذلك الوقت كان هناك مقام للزيدية بين يدي الركن الاسود يصلى فيه الشرفاء ووجوة الزيدية ويعلن فيه بالدعاء لامام الزيدية ( محمد بن المطهر ) وذكر ابن الجزري انه وصل مرسوم إلى السيد عطيفة الذي تنازع مع اخية عجلان بتبطيل مقام الزيدية )
كما ساق الدعاء الذي كان يجهر به الشريف في صلاة الصبح ويتظمن دعائه لامام الزيدية وكذلك بعد صلاة المغرب إلى ان وصل إلى مكة العسكر المصري المجرد لليمن ونصره للملك المظفر الرسولي صاحب اليمن في عام 725هـ فانتقل الشريف إلى وادي خارج مكة ) انتهى من المطالع .
ـ الجزء الرابع ص 60 ،
ترجمة الشريف ( ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم ) سلطان الحرم وقال عنه ( من اكابر العلماء وكان يعرف بالنابغة وعند كثير من الناس .... استعظم على بني العباس مع تطبيقهم على ما قصى ودنى وكانت ايامة ايام الناصر العباسي ( 600هـ إلى622هـ ) وكان يصرح بانه احق بمنصب الخلافة منه وهو كذلك ... كما كان ـ احد اعضاد الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزه (594هـ إلى614هـ) واستعان به الامام وخـرج من مواليه وقراباته جماعات بين يدي الامام المجاهد للجهاد ... ثم ذكر القصائد التي بينه وبين الامام والمراسلات .
وانه امره الامام بتشييد مقام قبر الامام الشهيد الحسين بن علي الفخي (169هـ) ففعل ذلك عن راي الامام عبدالله بن حمزه .
ثم ساق في ترجمته وذكر وفاته سنة 617هـ بعد وفاة الامام عبدالله بن حمزه بثلاث سنوات وذكر خلاف ابناء الشريف حسن بن قتادة والشريف راجح بن قتادة ومساعي الامير الناصر لدين الله محمد بن الامام عبدالله بن حمزه في اصلاح ذات بينهم والمراسلات التي دارت بينهم من اجل ذلك .
وهذا الشريف هو الذي حكم مكة وينبع والحجاز ونجد ، واستمرت امارة مكة وما حولها في يده ومن بعده في عقبه إلى عهد الشريف الحسين بن علي الذي انتقل ابنه الشريف جلالة الملك عبدالله الى الاردن بعد سيطرة اسرة آل سعود للحجاز عام 1932م .
ـ الجزء الرابع ص218 ،
ذكر ترجمة موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله الكامل ، باعتباره من كبار علماء الزيدية وذكر في معرض ترجمته قصته مع المعتز العباسي ( 252هـ إلى257هـ ) الذي سعى للاجهاز عليه وارساله إلى بغداد وقصة نجدة بني فزارة له ولولده ادريس بن موسى .
وهذا الشريف هو الجد الجامع للاشراف الذين حكموا مكة سواء من آل الهواشم وبنو فليته وبنو قتادة والذين استمرت فيهم إمارة مكة إلى عهد الشريف الحسين بن علي جد الاشراف الحاكمين للاردن حاليا .
وكثيرة هي المواضع التي تشير إلى تراجم الاشراف وعلاقاتهم باصول ائمةاهل البيت ( الزيدية ) وتمسكهم بمذهب اهل البيت وكذا صلاتهم المذهبية والسياسية بالحكام من أئمة اهل البيت في اليمن ، وقد نقلنا البعض للاختصار وعدم التطويل لان الاستقصاء معناه نقل جميع تراجم اسلاف الاشراف المدونة في بطون كتب التراجم المتعلقة برجالات الزيدية وعلماء المذهب وأئمته لانهم منهم ومن ارومتهم المشتركة ودوحتهم المحمديه الاصل .



ثانيا : ماورد في كتاب ( بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ) .

للعلامة علي بن عبدالله بن القاسم ـ صورة مخطوطة لدى مكتبة والد الباحث السيد / محمد محمد زيد حفظهم الله وابقاهم .
ـ ص 119،
جاء في معرض ذكره لطبقات أئمة المذهب وفقهاء الزيدية وهو القسم الثاني من طبقة المحصلين للمذهب ـ وهي الفترة الزمنية التي تبداء من بعد الامام الناصر احمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام إلى عصر الامام عبدالله بن حمزه (320هـ إلى عام 610هـ )
ساق المؤلف في ذكر طبقات المحصلين للمذهب وقال ومنهم : ( من اشراف مكة :
1ـ الشريف الفضل ابو السعود بن حاجب
2ـ الشريف وهاس
3ـ الشريف العلامة المبرز ابي الحسين عـُلي بن عيسى بن حمزه بن وهاس وهو الشريف الذي صنف الزمخشري كتابة الكشاف في عهده وبامره .
4ـ الشريف محمد بن عبدالله العفيفي الحسني .
5ـ الشريف ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى .
6ـ الشريف عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الامام الحسن بن الامام علي عليهم السلام.
7ـ الاشراف والنجباء من بني حرب .
8ـ الاشراف بني علي وبني احمد وبني فليته واولاد ابو الفتوح
9ـ الامير الفضل نظام الدين يحيى بن علي بن فليته الحسني وكان ممن يرجى للامامة والقيام بامرها وحفظ بيضة الاسلام .( وهذا كان معاصرا للامام عبدالله بن حمزه وقد ذكره الامام عبدالله بن حمزه ) .
10ـ محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن ابي هاشم .
11ـ محمد بن الحسين بن محمد بن محمد بن موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى .
12ـ الامير قاسم بن هاشم بن محمد بن جعفر بن هاشم بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله المحض .
13ـ فليته بن قاسم بن محمد بن جعفر .
14ـ مالك بن فليته بن قاسم بن جعفر .
15ـ مكثر بن عيسى بن فليته بن قاسم بن محمد بن جعفر .
16ـ الشريف ابو قتادة الحسني .
17ـ بني المهناء ومن ولد المهنى الشيخ الامام المحدث احمد بن المعلي بن الحسين بن المهناء .
18ـ ومن ولده محمد بن يحيى بن محمد بن داوود ـ الشيخ محيي الدين عبدالقادر الجيلاني .
19ـ الحسن بن محمد بن داوود ، وهو الامير الذي انتهت اليه ولاية الحرم الشريف بعد ابيه .
20ـ ومن ولده جعفر بن الحسن بن محمد بن الحسن ثلاثة ابي الفتوح ويحيى والحسن .
21ـ ومن ولد ابي الفتوح الامير شكر .
كما ذكر صاحب كتاب ( بلوغ الارب ) من طبقات المحصلين للمذهب من اولاد موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى ( احد عشر عالما ) وهم المعروفون ببني الطيب .
1ـ الشريف غانم بن يحيى بن حمزه السليماني .
2ـ الشريف ابو السعود .
3ـ الشريف علي بن دريب السليماني .
4ـ الفقية الفاضل ابوالقاسم بن شبيب الحسني .
5ـ الشريف الامير المطهر بن احمد بن سليمان ، واخوه الامير يحيى بن احمد بن سليمان .
6ـ الشريف خالد بن قطب الدين وولده دريب بن خالد وولده احمد بن دريب وولده يوسف العزيز بن احمد ثم صنوه ..... انتهى من بلوغ الارب.

ومما سبق يلاحظ ان اغلب من ذكر من الشرفاء هم ممن تولى امارة مكة من الاشراف وقد عدهم من محصلي المذهب الزيدي ـ اي من كبار علماء المذهب المجتهدين الذين كان لهم دور مشهور ومشهود في الفكر الزيدي ـ وإن كان بعض ممن ذكر لم يتولى الامارة إلا انه قد ذكر الجميع وهذا يدل على كثرة العلماء بين اشراف مكة والمدينة المنورة آنذاك وانهم من كبار علماء المذهب المعروفين لدى رجال وأئمة المذهب , وهنا لا نحتاج ان ندلل على وجود علاقة مع اشراف مكة والمدينة بائمة المذهب الزيدي فالواضح انهم في تلك الحقبة هم رجال المذهب وأئمته ومن اكابر علماء المذهب الزيدي الذي ظل محتفظا بخط ومنهج اهل البيت وفي مقدمتهم الامام علي عليه السلام .
وفي هذا الصدد ننبه إلى العمل الذي قمنا به في هذا المبحث حيث تم اسقاط جميع من ذكر في مشجرات الاشراف الخاصة بانساب اهل البيت والتي اخرجها النسابة الكبير ( عبدالباسط جحاف ) وكذلك مشجر مشاهير البضعة البماركة للباحث ، وتم التعرف على انساب من ذكرو من محصلي المذهب . وتاكدنا من صحة جميع من ذكرو وهم موجودين في مشجر ذرية الامام عبدالله المحض وهوالمشجر الجامع لجميع اشراف مكة والمدينة الحسنيون ومن تناسل منهم إلى يومنا هذا ومن مشاهيرهم في عصرنا ،
ـ جلالة الملك الحسين بن طلال ملك المملكةالاردنية الهاشمية وابنه جلالة الملك عبدالله الثاني .
ـ جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية وابنه جلالة الملك محمد الخامس . ونسبة يتصل بالامام عبدالله المحض .
ـ السيد العلامة المجاهد الكبير محمد حسين فضل الله ، بلبنان وغيرهم من مشاهير بضعة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم .
وهذا ما اوردنا من المرجعين باختصار منوهين الى ان فيهما من الاشارت الكثير ا لتي تحتاج إلى نقل كل التراجم .

الفرع الثالث : كتب تارخ اليمن الاسلامي .

من اهم المصادر التي تتعلق بموضوع البحث كتب التاريخ التي اهتمت بتدوين تاريخ اليمن الاسلامي ، وهي في الحقيقة كثيرة ولايمكن حصرها في مثل هذةالورقة البحثية ومن اراد ذلك فعلية الرجوع إلى كتاب مصادر الفكر الاسلامي في اليمن للعلامة المحقق الكبير عبدالله الحبشي وغيرها من الاصدارات التي عنيت بفهرست المخطوطات اليمنية ، ومؤخرا صدر مرجع خاص بمؤلفات الزيدية يمكن الاعتماد عليه للباحث المحقق عبدالسلام الوجيه .
وننوه هنا الى ان فترة الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي (1006هـ ) قد شهدت نموا ثقافيا وادبيا وفكريا واسعا مما جعل فترة ولاية الامام القاسم ومن جاء بعده تمثل رافدا للمكتبة الاسلامية عموما واليمنية خصوصا وذلك نتيجةالاستقرار السياسي الذي شهدته اليمن في تلك الفترة الزمنية وبالتحديد فترة ما بين عهد الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم والامام المؤيد بالله الصغير بن الامام المتوكل علىالله اسماعيل ،
ففي هذه الفترة شهدت المكتبة الاسلامية في اليمن تطورا ملحوظا وكثرت فيها المؤلفات الفكرية وعني فيها بكتابة التاريخ وظهرت كتب ومراجع مطولة عن التاريخ الاسلامي عموما واليمن خصوصا وظهر مورخين مشهورين كالجرموزي و يحيى بن الحسين والشرفي وغيرهم .
ولا يعني هذا ان الفترة السابقة لم يكن فيها نتاج ثقافي بل على العكس فقد ظل الفكر الزيدي في كل العصور رافدا اساسيا للفكر الاسلامي وما عصر الامام القاسم إلا نتاج لحركة ثقافية واسعة شهدتها اليمن في عهد الام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ، وكان الامام القاسم احد نتاج هذا العصر الذي شهد ازدهارًا وتوسعا في إنشاء الدارس العلمية في مختلف بقاع اليمن ، وكما كان عصرالامام شرف الدين عصر عطاء ثقافي كان كذلك نتاج لما قبله وهو عصر الامام المهدي احمد بن يحيى المرتضى ( جد الامام شرف الدين ) والذي شهد له الجميع بالتفوق العلمي وغزارة الانتاج الثقافي والفكري بحيث يعتبره كبار علماءالمذهب ـ وبحق ـ هو من اخرج المذهب إلى حيز الوجود كما قال عنه العلامة المقبلي ، ويعلق على ذلك الاستاذ الدكتور / احمد محمود صبحي بان المذهب الزيدي استطاع ان ينجب كبار المجتهدين في الوقت الذي عقمت سائرالمذاهب الاسلامية بسبب فتح باب الاجتهاد لدى الزيدية ، وهكذا فان العطاء العلمي والنمو الثقافي استمر لدى علماء الزيدية دون انقطاع طوال فترات التاريخ الاسلامي حتى مع انقطاع دولتهم من حين لاخر ومع محارة الاخرين لهم في معظم بقاع العالم الاسلامي الذي امتد فكرهم اليها .
وهنا نشير الى بعض المصادر المتعلقة بالموضوع والتي تم طبعها محيلين الى تفاصيل ما جاء فيها الى فهارسها وخاصة فيما يتعلق بذكر اشراف مكة والمدينة ولكن ننوه في البداية الى ان اغلب من ارخ لليمن قد دأب على ذكر احداث مكة والمدينة بالذات ظمن احداث مكة التي يهتمون برصدها عند رصد تاريخ اليمن في العهد الاسلامي لاسباب منها عدم وجود الفكر القطري آنذاك وكذا باعتبارها قلب العالم العالم الاسلامي ونظرا لقربها مع استمرار العلاقات الدائمة بولاة مكة مع حكام اليمن وتبعيتهم الغالبه لمن حكم اليمن او موالاتهم لهم ، ويذهب جانب من المؤرخين الى ابعد هذا ويعتبرون مكة من ظمن اليمن جغرافيا فهذا العلامة عبدالله الشماحي في تاريخه الانسان اليمن والحضارة عندما يحدد اليمن جغرافيا ينقل لنا تحديديها من بعض المؤرخين القداماء ويعتبر حدود اليمن تبداء شمالا من الركن اليماني بالكعبة المشرفة ولذا نجد ميل المؤرخين لمتابعة اخبار امراء مكة ظمن احداث اليمن وكذا يهتم بعض المؤرخين لرصد اهم الاحداث في بعض البلدان الاسلامية وخاصة الهامة منها والمشهورة باعتبار ان تاريخ اليمن الاسلامي جزء من تاريخ العالم الاسلامي ولم تكن هناك حدود ولا فواصل الا بعد ان استوطن المحتل الاجنبي وداس التراب العربي وخرج مخلفا بديلا عنه من يتمسك بتلك الحدود وتلك التقسيمات التي اضعفت المسلمين الى يومنا هذا .
عودا على بدء نشير الى بعض الكتب التي اهتمت باخبار الاشراف ومنها :
1ـ تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الهجري 1045هـ ـ 1090هـ
المسمى ( تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى ) تاليف عبدالله على الوزير ، تحقيق محمد عبدالرحيم جازم ، مركز الدراسات والبحوث اليمني ط الاولى 1405هـ
من خلال الفترة الزمنية التي ارخ لها الكاتب يتبين لنا متابعة احداث الاشراف :
الشريف / المحسن بن الحسين
الشريف / بركات ( شريف مكة )
الشريف / زيد بن محسن
الشريف / سعد بن زيد
الشريف / حمود بن عبدالله
وهذه الفترة هي المعاصرة لحكم الامام المؤيد محمد بن القاسم واخوه الامام المتوكل على الله اسكاعيل ثم المؤيد الصغير محمد بن اسماعيل والامام المهدي احمد بن الحسن بن القاسم.

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

2ـ تاريخ اليمن عصر الاستقلال عن الحكم العثماني الاول من سنة 1056هـ ـ 1160هـ ، تاليف العلامة محسن بن الحسن بن القاسم بن احمد بن الامام المنصور بالله القاسم ( الملقب ابو طالب) ، تحقيق العلامةعبدالله الحبشي ، مطابع المفضل للاوفست ط الاولى 1411هـ 1990م
هذا المرجع يؤرخ لنفس المرحلة التاريخية السابقة مع الامتداد الى عصرالمهدي عباس بن المنصور الحسين ، ولذا فالمرجع يؤرخ لنفس الاشراف السابقين مع ذكر احداث الشريف مسعود بن سعيد ,
وسنورد بعض ما جاء فيها مما يتعلق بموضوع بحثنا القصير باختصاروذلك بعد ذكر بعض المراجع الاخرى التي تمثل اهم مصادر البحث في هذا الموضوع .

اشراف وامراء مكة الذين استعانوا بأئمة اليمن
( في القرن العاشر الهجري )

بداء النفوذ العثماني على منطقة الحجاز وتحديدا مكة والمدينة منذ عام 922هـ ايام الشريف بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان والذي بادر بارسال مفاتيح مكة المكرمة صحبة ابنه الشريف ابو نمى الى السلطان سليم الاول في مصر وذلك عقب انتصار الاخير واستيلائه على سوريا وفلسطين في معركة دابق سنة 922هـ 1516م وسيطرته على مصر وقضائه على الدولة المملوكية عام 923هـ 11517م في معركة الريدانية .
وقد بقي شرفاء وامراء مكة منهم تابعين للادارة العثمانية مدة 401عاما انتهت عام 1917م حين اصبح الشريف الحسين بن علي حاكما على الحجاز بعد ثورته العربية ضد النفوذ العثماني ، والحقيقة ان الاشراف في محافظتهم على الوجود العثماني وبقاء الشرافة والإمارة بايديهم طوال الوجود العثماني قد ساهم في بقاء الدولة الاسلامية موحدة وقويه في ظل الادارة العثمانية وان الثورة العربية ضد الوجود العثماني وضعف الاخيرة قد ادى الى هزيمة المسلمين وضعف دولتهم وكذا الى ضعف العرب وبداية النفوذ الصهيوني في المنطقة العربية .
ومع حرص الدولة العثمانية على سيطرتها للحجازـ وتحديدا مكة المكرمة والمدينة المنورة لما لها من اهمية معنوية كبيرة في مد نفوذهم وخلافتهم الى العالم الاسلامي ـ فان ائمة الزيدية في اليمن آنذاك كان لهم دورا بارزا وتاثيرا على المجريات والاحداث ا لسياسية في مكة وذلك نتيجة العلاقات السياسية والفكرية التي توحدهم وتربطهم باشراف مكة والمدينة .
وفي هذا الصدد يؤكد المرخ العثماني اسماعيل حقي في كتابة عن امراء مكة في العهد العثماني انه ( لم تتدخل الدولة العثمانية حتى عهد قوتها في مسالة انتخاب امراء مكة المكرمة وتركت للشرفاء انفسهم لكي ينتخبوا من بينهم الشخص اللائق للامارة ثم تصادق الدولة على امارة ذلك الشخص اذا ما قبلته وبسبب التنافس بين بعض الشرفاء كانت الدولة تعين احيانا اثنين من الشرفاء لتولي امارة مكة المكرمة بصورة مشتركة ) , وفي الواقع اذا لم تكن الادارة العثمانية تتدخل في فترة من الفترات في مسالة تحديد الشريف الذي يتولى امارة مكة فانها فيما بعد قد عملت على التدخل بصورة واضحة فيمن يتولى امارة مكة من الشرفاء شريطة اعلانه الصريح بتبعيته السياسية والمذهبية بالاستانه كما سنرى لاحقا.
وبسبب علاقات الاشراف بأئمة اهل البيت في اليمن ـ خاصة بعد قيام الامام المنصور بالله القاسم بن محمد(1009هـ) ومن بعده الامام المؤيد والمتوكل اسماعيل اللذين استطاعا في عهديهما ان يحداء من النفوذ العثماني في اليمن ومن هذا العهد يذكر المؤرخ العثماني ( ان تسلط ائمة الزيدية قد بداء في مسالة تحديد امراء مكة من الاشراف وحمايتهم وكذا بداء التنافس بين الخلافة العثمانية والدولة الزيدية في اليمن على الخطابة في مكة المكرمة ) وبهذا السبب نجد ان كثيرا من الاشراف الذين تولوا امر مكة وكانوا في نزاع مع السلطان العثماني كانوا يلجأون الى امام الزيدية لطلب العون المادي والعسكري لحسم النزاع او لتقوية نفوذهم ورد ومنع اي تدخل عثماني محتمل .
وكثيرا ما ترحج جانب الشريف الذي استعان بالقوات اليمنية وإن كان هناك من ضعف موقفه لسبب او لاخر مما يضطره الى اعلان الولاء الظاهري للاستانة مع بقاء علاقاتهم السياسية والمذهبية مع امام الزيدية وسنورد هنا بعض الاشراف الذين استعانوا بامام الزيدية في اليمن واضظرت الدولة العثمانية خوفا من سقوط سيطرتها على مكة والمدينة من قبول ولايتهم شريطة اعلان ولائهم للخلافة العثمانية ومنهمالاشراف الاتي ذكرهم :
1ـ الشريف محسن بن حسين بن الشريف ابو نمى بن بركات .
وصل الى اليمن في عهد الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي (1009هـ ـ 1029هـ) لطلب المساعدة المالية وذلك من اجل عمه الشريف ادريس بن حسن بن ابي نمى محمد والذي تولى امارة مكة بعد وفاة اخيه الشريف ابو طالب عام ( 1012هـ ) وجاء مرسوم تعيينه من السلطنة العثمانية بالاشتراك مع اخيه الشريف فهد وابن اخيه الشريف محسن بن حسين ـ وبسبب كثرة تجاوزات الشريف فهد ومشاغباته ـ فقد ارسل ابن اخيه محسن بن حسين الى اليمن عام 1019هـ لطلب المساعدة ورحب الامام المنصور بالله بوصول هذا الشريف واعاده الى مكة بما طلب واستقر الامر للشريف ادريس مع ابن اخيه الشريف محسن بن حسين .
كما ان الشريف محسن بن حسين قد تولى امر مكة بالاشتراك مع عمه منذ العام1012هـ الى العام الذي عزل فيه عمه ادريس بسبب خلافاته مع الاشراف وذلك عام 1034هـ وصدر القرار من اسطنبول بتولي الشريف محسن بن حسين منفردا من هذا العام الى 1037هـ والذي عـُزل فيه من الباشاء احمد والذي عاد منكسرا من اليمن وعين بدلا عنه الشريف احمد بن عبدالمطلب مما دفع الشريفان للتصادم واخفق جانب الشريف محسن بن حسين واضظر للعودة الى اليمن ووصل الى الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم عام 1038هـ واستقر في صنعاء وتوفي بها وقبر في باب السباح وعمر على قبرة قبة عرفت بقبة الشريف محسن واستقر ولده الشريف زيد بن محسن في اليمن الى عام 1040هـ حيث عاد اميرا على مكة وتولى الامارة من بعد والده ومن بعده ذريته استمرت ولايتهم اكثر من قرن وعرفوا بالزيدية كما سنشير لاحقا .
‌2ـ الشريف زيد بن محسن بن حسين .
استمر الشريف زيد بن محسن منذ خروج والده الى اليمن عام 1037هـ الى عام 1040هـ ايام الامام المؤيد بالله الكبير محمد بن القاسم ، ثم استدعاه الشريف عبدالله بن الحسن والذي صدر قرار بتوليه امارة مكة عام 1040هـ وذلك باجماع الاشراف ولنزاهته وعدم دخوله في النزاع على الامارة ونظرا لعدم رغبته في القيام بامر الامارة فقد طلب اشراك ولده محمد بن عبدالله بن الحسن , والشريف زيد ين محسن والذي طُلب من اليمن فتولى الامارة بالاشتراك مع محمد بن عبدالله للمرة الاولى وعمرة 24عاما وبعد وفاة الشريف محمد بن عبدالله عام 1041هـ فقد اننفرد الشريف زيد بن محسن بالامارة على مكة الى ان توفي عام 1077هـ .
يذكر صاحب تاريخ اليمن المسمى ( طبق الحلوى ) ص 93 في احداث سنة1054هـ ان الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم كتب فيها الى الشريف زيد ين محسن يطب منه فيها الانتماء اليه ويرغبه في الاقبال عليه وان يضرب باسمه السكة ويخطب له بمنبر مكة فاجابه الشريف بالامتثال وانه يبادر بالارسال غير ان رسول الامام توفي في الطريق قبل الوصول الى صنعاء .
ويشير المؤرخ عبدالله الوزير صاحب طبق الحلوى ان ( الذي عرف من قرائن الاحوال للاشراف ان ذلك الجواب إنما هو تادب لا اعتراف )
فهو يبين اعتذارهم عن الاجابة لطلب الامام المؤيد ويشير الى ان الامام المؤيد كان قد ارسل الى الشريف محسن بن حسين اثناء ولايته على مكة وطلب منه ذلك الطلب ووعد الامام بذلك غير ان ما اعاقه هو الخلاف الذي دار بينه وبين بقية الاشراف والذي ادى الى عزله من السلطان العثماني وتعيين منافسه الشريف احمد بن عبدالملطلب الامر الذي يوحي بان تقرب الشريف من ائمة الزيدية باليمن كان سببا في عزله من قبل السلطان العثماني الامر الذي يبرر للشريف زيد بن محسن بن حسين من الاعتذار بلطف عن رسالة الامام ولم يخل هذا الاعتذار من بقاء العلاقات بينه وبين الامام في اليمن على احسن وجه فقد استمرت علاقاتهم ومساعدات أئمة الزيدية قائمة له ومتى طلب ذلك حتى توفي الشريف زيد بن محسن عام 1077هـ ورثاه شاعر الزيدية ابراهيم بن صالح الهندي بقصيدة طويلة
3ـ الشريف سعد بن زيد بن محسن
الشريف سعد بن زيد احد اقوى الشخصيات التاريخية التي ظهرت في القرن العاشر الهجري والذي تولى امارة مكة وكان سعد كريما ذو عزم وحرص ونفوذ كبير على البدو وكانت جميع الامور في يده كما يصفه المؤرخ التركي اسماعيل حقي .
تولى امارة مكة بعد وفاة والده زيد عام 1077هـ وعزل للمرة الاولى عام 1082هـ ثم تولى الامارة ثلاث مرات كانت الخلافة العثمانية تقرر عزله حينا وتضطر اليه اخرى , فتعيده بقرار وجموع السنوات التي تولاها 16 عاما اخرها عام 1129م.
وقد عاصر هذا الشريف الامام المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم الذي شهدت اليمن في عهده استقرارا سياسيا على جميع مناطقها وامتد نفوذه الى عمان شرقا والى عسير ونجران وجيزان وقد كانت له علاقات قويه مع الشريف سعد بن زيد .
اهم الاحداث التي يرصدها المؤرخين باجماع ان الشريف سعد بن زيد دعاء للامام المتوكل على الله اسماعيل في خطبة الجمعه واعلن ولائه لامام اليمن واذن ب( حيى على خير العمل ) وكتب خصومة الى الاستانه يبلغون السلطان ان الشريف قد بان من حكومة السلطان واعلن ولائه للزيدية ، ومعروفة كم هي حساسية الاستانه بالزيديه آنذاك بسبب المتاعب التي تلقاها الاتراك بدخولهم اليمن وبسبب مناهضة الزيديه لهم فقد جهز السلطان العثماني جيشا قوامه اربعين الفا من المقاتلين لاعادة الحجاز الى ولايته ، فبلغ ذلك الشريف وابرق الى الامام يستعين به ، فتشاور الامام مع ابن اخيه احمد بن الحسن والذي اشار عليه بالاعتذار وان يترك الترك ماتركوه ، فاعتذر الامام للشريف وخذله فاضطر الاخيرالى الاستسلام للمحمل العثماني قبل وصولهم ، فاصر الوالى العثماني على عزله اولا والزامه بالحضورالى الاستانه وهنا اشترط عليه السلطان العثماني إن اراد العودة الى إمارة مكة ان يعلن التزامة بالمذهب الحنفي ففعل ذلك وكتب تعهد بذلك وبعدها اصدر السلطان امرا باعادة ولايته مرة اخرى .
ومن حينها كانت المعارضة للشريف تلتزم بالمذهب الزيدي والامراء مضطرين لاعلان التزامهم بالمذهب الحنفي تبعا للدولة العثمانية وعندما جات الوهابية بالقوه الى الحجاز كان نصيب الاشراف ان ينقسم ولائهم من اجل استقرارهم بمذهب الدولة التي تفرضه جبرا عليهم وما بقي منهم الا القليل يعلم بمذهب اسلافهم من ائمة اهل البيت( وقليل ماهم )

حسن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 266
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 7:57 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة حسن زيد »

جذور مذهب أهل البيت(ع) الزيدية
بأشراف مكة

دولتهم بالحجاز
و
علاقاتهم السياسية والمذهبية بأئمة الزيدية في اليمن
( المصادر التاريخية )

عباس محمد زيد•
إستمرت مكة المكرمة خاضعة في ولايتها وتبيعتها السياسية والإدارية للولاه الأمويين منذ سقوط الخلافة الراشدة بعد إستشهاد ألإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عام (40هـ) إلىنهاية الدولة الأموية عام (132هـ) بإستثناء الفترة التي سيطر فيها عبد الله بن الزبير على مكة والمدينة بعد وفاة يزيد بن معاوية من العام (64هـ الى73هـ) وبظهور السفاح العباسي على المسرح السياسي كأول خليفة للدولة العباسية التي إستمرت قرون عدة وإمتدت لتشمل مساحات شاسعة من الدول الإسلامية دخلت مكة المكرمة ظمن ولايته ومن بعد أخيه ابي جعفر المنصور العباسي ومن جاء بعده من أحفاده الذين كانوا يعينون والي مكة من قبلهم إلى أيام الخليفة العباسي الملقب المستعين (247هـ-252هـ) والذي ضعفت سيطرته على مكة بسبب نجاح وتمكن حركات أهل البيت وثوراتهم من السيطرة على مكة وذلك من قبل الإمام اسماعيل بن يوسف ( الاخيضر) بن موسى الجون ـ سابق الذكر ـ وذلك عام 250 هـ .
ومع تمكن الخلفاء العباسيين من السيطرة على مكة فترة حكمهم الاولى ( من عام 132هـ إلى252هـ) إلا أن مكة شهدت خلال هذه الفترة ثورات عدة قادها أئمة أهل البيت (ع) في مكة بالذات وغيرها ، تمكن بعظهم من السيطرة على مكة عدة اشهر إلى ان اجهظت ثوراتهم من قبل ولاة العباسيين والذين اعادوا سيطرتهم بالقوة على مكة وتتبعوا ائمة أهل البيت وشيعتهم ومن ناصرهم بالتقتيل والطرد بغرض فرض سيطرة العباسيين على اهم بقاع العالم الاسلامي ( مكة المكرمة).
ونورد هنا أسماء أئمة اهل البيت(ع) الذين تابعوا ألإمام الاعظم زيد بن علي في ثوراتهم ضد الظلم والجور والطغيان وخرجوا بعد وجود الناصر لهم وحضور الحاضرين معهم وتمكنوا من السيطرة على مكة ، وهم بالترتيب الزمني :
1ـ ألإمام محمد بن عبدالله ( النفس الزكية ) (ع)
اعلن امرة بالمدينة المنورة وسيطر عليها وتوجة إلى مكة المكرمة وتمكن منها وذلك في العام 145هـ وذلك في عهد ابي جعفر المنصور العباسي وهو الخليفة الثاني من بني العباس .
2ـ ألإمام الحسين بن على بن الحسن المثلث ( صاحب فخ ).
ظهر بالمدينة المنورة وخرج مع من بايعه من المؤمنين إلى مكة ايام الخليفة العباسي الملقب بالهادي (169هـ إلى170هـ) والذي جهز ضد الامام جيشاً بقيادة محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس واقتتل الجمعان يوم التروية 8 ذي الحجة 169هـ واستشهد الامام الحسين بن علي وهو مـُحرم وكثير ممن معه من أهل البيت وشيعتهم .
3ـ ألإمام محمد بن ابراهيم بن اسماعيل .
كانت دعوته بالكوفة في 10 جماد اول سنة 199هـ وتمكن من السيطرة على الكوفة وارسل دعاته إلى مختلف الامصار ، فقد ارسل اخاه الامام القاسم الرسي إلى مصر ، وارسل الولاة إلى كثيرمن البلدان فارسل ابراهيم بن موسى واليا على اليمن والذي تمكن منها كما ارسل الحسين بن الحسن الافطس واليا على مكة ولم يمنعه احد وتمكن من اقامة الحج في تلك السنة 199هـ كما ارسل إلى غيرها من البلدان كالاهواز وواسط والبصرة وذلك في عهد المأمون العباسي ، وقد استمر الحسين بن الحسن الافطس والياً على مكة إلى عام 200هـ وقد ذكر صاحب ( خلاصة الكلام) ان الحسين بن الحسن الافطس الح على الامام محمد بن جعفر الصادق في الخروج لمبايعته إلا انه كره ذلك اول الامر ، وهذا ما يشير الية الامام عبدالله بن حمزة في كتابة الشافي عند ذكرة لخروج الامام محمد بن جعفر الصادق والذي سبق الاشارة اليه , وحين تمت دعوة الامام محمد بن جعفر وخرج بمكة في شهر ربيع اول عام 200هـ والذي تمكن خلالها من السيطرة على مكة والمدينة مولياً عليها الحسين بن الحسن الافطس ، إلى ان اُجهضت ثورته من قبل الجيوش العباسية عام 201هـ واضطر للتسليم بعد ان ستشهد اغلب من ناصرة
4ـ الامام محمد بن جعفر الصادق .
السابق الاشارة اليه وقد ولى على مكة الحسين بن الحسن الافطس إلى ان تمكن العباسيين بجيوشهم وما اقترفوه من جرائم من السيطرة على مكة والقضاء على ثورة الامام محمد بن جعفر .
5ـ ابراهيم بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفرالصادق .
ولاة الامام محمد بن ابراهيم على اليمن وتمكن منها وذلك عام 199هـ إلا ان ثورة الامام محمد بن ابراهيم والامام محمد بن محمد زيد بعد ان إجهضتا باستشهاد الاول وإلقاء القبض على الثاني ومصالحته عاد ابراهيم بن موسى الكاظم من اليمن متوجها نحو مكة بقواته ووصل اليها عنوة وذلك بعد ان تمكن العباسيون من إخراج الامام محمد بن جعفر الصادق والحسين بن الحسن الافطس وذلك عام 202م كما يشير إلى ذلك صاحب (خلاصة الكلام ) إلا أن المأمون العباسي تمكن مرة اخرى من السيطرة على مكة ونزعها من يد ابراهيم بن الامام موسى الكاظم .
6ـ ألامام اسماعيل بن يوسف (الاخيضر)بن ابراهيم بن موسى الجون.
خرج بسواد المدينة المنورة عام 250هـ وتغلب عليها وعلى مكة المكرمة ولكنة توفي عام 252هـ إثر مرض الم به ، فخلفه اخاه محمد بن يوسف الذي تولى امر مكة وتحارب مع ابي الساج والي العباسيين وعندما غُلبَ فر إلى خارج مكة ، وقد تناقلت إمارة مكة بعده إلى ولده ابراهيم بن محمد واخيه محمد بن محمد ويوسف بن محمد بن يوسف الاخيضر والذي استمرت ولاية مكة في عقبه إلى ان انتهى أمر بنو الاخيضر وذلك عام 350هـ استمرت الفترة في معظمها بنزاع مع القرامطة الذين تمكنو من السيطرة على مكة لفترات عدة خلال نفس الفترة وكان الاشراف من بني الاخيضر كلما اُخرجوا من مكة نزحوا إلى اليمامة , وذلك خلال صراعهم مع القرامطة إلى ان تمكن بنو موسى من السيطرة على مكة وستاتي الاشارة اليهم لاحقا.








أمراء مكة وذكر دولة الأشراف بها


أولا : بنو الأخيضر


ذكرنا آنفا أئمة أهل البيت الذين تمكنوا من السيطرة على مكة ولاكنهم لم يستمروا في حكمها بسبب القضاء على ثوراتهم كما أشرنا إلى الإمام إسماعيل بن يوسف الذي تمكن من السيطرة على مكة عام (250هـ) وعقبه بعد ذلك الأشراف الحسنيون الذين تعاقبوا على إمارة مكة لمدة 99عام إعتبارا من عام (251هـ) إلى (350هـ) والذين سكنوا اليمامة ومكة وإختلفوا مع القرامطة وهؤلاء الأشراف هم المعروفون ببني الاخيضر (نسبة لجدهم يوسف الملقب الاخيضر) وهو من أولاد إبراهيم بن موسى (الجون) من أحفاد عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الامام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وأول من حكم مكة منهم هو احد ائمة الزيدية سابق الذكر وهو الامام اسماعيل بن يوسف . واخر من حكم من آل الاخيضر هو الشريف محمد بن جعفر بن احمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر والذي إستولى القرامطه في عهدة على مكة . وانتهى بذلك عهد بنو الاخيضر .



ثانيا : بنو موسى (الموسويون)

وهم من اولاد موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن الامام الحسن المثنى سبط رسو الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهم اول من ملك مكة المكرمة دون منازع وذلك بعد إنقراض دولة بنو الاخيضر وجلاء القرامطة , فقد حكموا من عام (350هـ) الى( 453هـ) واول من ملك مكة منهم هو الشريف/ جعفر بن محمد بن الحسين (او الحسن) بن محمد الثائر بن موسى الثاني . واخر من ماك مكة منهم الشريف / تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح الحسن بن جعفر , والذي توفي دون ان يخلفه احد .
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشريف ابي الفتوح وهو الحسن بن جعفر بداء ولايته بدعوته للامامه على طريقة اسلافه من ائمة الزيدية في عهد الحاكم بامر الله الفاطمي بمصر وكذا القائم العباسي وذلك عام(395هـ) ولكن دعوته حوصرت وحورب من قبل الحاكم بامر الله الفاطمي والقائم العباسي ثم استقر بمكة اميرا لها .
كما ان والده سلطان الحجاز تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح ترجم له صاحب مطلع البدور والذي عد فيه رجالات الزيدية وقال عنه (كان من اوعية العلم ومن صدور الملك وغايات الفتره مؤيلا للعصابة الزيدية ..) وهو الذي حكم مكة من العام (430 _ 464هـ) .
وعند إنتهاء ملك بنو موسى عام (464هـ) انتقل ملك مكة إلى بني الهواشم الملقبون ببني فليته الآتي ذكرهم.
ثالثاً : الهواشم ( بنو فليته).
بعد وفاة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح عام 464هـ دون ان يخلفه احد انتقلت إمارة مكة إلى اسرة بني هاشم التي عرفت فيما بعد باسرة بني فليته حيث تمكن الشريف ـ محمد بن جعفر ( ابوهاشم ) بن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحسين ( او الحسن ) بن محمد الثائر بن موسى الثاني ـ من إقامة حكمه على مكة المكرمة بعد صراع مع الاشراف من بني الطيب وقد ظلت امارة مكة شاغرة دون امير عند التنازع وسنشير لاحقا إلى بني الطيب .
واستمرت الولاية في الهواشم اكثر من 138 عاماً من (464هـ إلى598هـ) تولى الامارة فيها 13أميرا اولهم الشريف/ محمد بن جعفر سابق الذكر وثالثهم الشريف فليته بن القاسم ( ابوهاشم ) بن محمد بن جعفر ، واستمرت الامارة في اولادة إلى اخر من تولى منهم وهما الشريفان داوود واخيه مكثر بن عيسى بن فليته.
وقد عد المورخ الزيدي ـ العلامة علي بن عبدالله بن القاسم في كتابة (بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ) ـ عد جميع هؤلاء الشرفاء من ظمن طبقات مخرجي المذهب عند ذكره لطبقات محصلي المذهب الزيدي وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 320هـ ـ 600هـ وقد اشار الامام عبدالله بن حمزه ان بعضهم كان يرجى للامامة .
ويشير بعض المؤرخين إلى ان اخر عهد الاشراف من بني فليته قد سأت بسبب تدخل الحاكم الصليحي في اليمن ومحاولة سيطرته على مكة بواسطة ( علي بن عمر الرسولي ) الذي حكم اليمن فيما بعد واسس الدولة الرسوليه فيها.
كما ان البعض يعزي الضعف إلى سؤ الادارة الامر الذي دعا الشريف الكبير ابو عزيز ( قتادة ) إلى السيطرة على مكة وحكمها واستمرت في عقبه إلى عهد الشريف الحسين بن على(1932م) الذي نزحت اسرته الحاكمة إلى الاردن والعراق في التاريخ المعاصر.
رابعاًُ: بنو الطيب .
اشرنا سلفا إلى ان مكة استمرت شاغرة طيلة سبع سنوات بعد وفاة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح عام 464هـ تنازع فيها الاشراف من آل بني الطيب وبني موسى ، وتولى فيها من بني الطيب الشريف ( حمزه بن وهاس بن ابي الطيب داوود ين سليمان ) وهو من ذرية سليمان بن عبدالله بن موسى الجون ـ الجد الجامع لجميع اشراف الحجازـ ، ويذكر زيني دحلان بعض من تولى امر مكة من بني الطيب وهم :
ابوالطيب محمد بن ابي الفاتك ، وابو هاشم بن جعفر بن عبدالله بن ابي هاشم ، وهو من ذرية موسى الجون ومن سلالة الشريف حمزه بن وهاس الشريف/ عُلَي بن عيسى بن حمزه بن وهاس ، وهو القائل لابيات الشعر المعروفة والمشهورة في موقفة من قضية (فدك) :
أتموت البتول غضبى ونرضى ؛ ماكذا يفعل البنون الكرام
ويشير المولى العلامة / مجد الدين المؤيدي أن عُلَي ـ على صيغة التصغيرـ بن عيسى بن حمزه ( من مشائخ القاضي شمس الدين عالم الزيدية جعفر بن احمد بن عبدالسلام وهو الذي حث القاضي العلامة شيخ الاسلام زيد بن الحسن البيهقي ـ المتوفي عام 542هـ ـ على الخروج الي اليمن لنصرة الحق وهو الذي حمل الزمخشري على تاليف كتابة ( الكشاف ) وكان معاصرا للامام احمد بن سليمان الذي استقام له الامر باليمن في القرن الخامس الهجري ) وإلى هذا يشير العلامة / علي عبدالكريم الفضيل شرف الدين ان عُلَي بن عيسى كان معاصرا للشريف هاشم بن فليته ( الملقب قاسم ) وهو يومئذ امير مكة وساق قصة ذكر فيها انه عندما بلغه ان قوما من الزيدية من خارج اليمن وصلوا إلى مكة وسجنوا فكتب الشريف عُـلـَي بن عيسى إلى الشريف هاشم بن فليته يتشفع في القوم فوهبهم له وامر باخراجهم اليه , ومما جاء في تشفعه إلى الامير هاشم بن فليته مدحهم بانهم ( زيدية ) وذلك بقوله شعرا:
ولم يعدلوا خلقاً بكم آل محمد ٍ؛ ولا ا نكروا اذ انكر الناس حيدرا

خامسا : بنو قتادة

إن اول حاكم من اشراف مكة بعد ان انتهت سيطرة وولاية بنو فليته هو الشريف / ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم ـ ويتصل نسبة بموسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون .
تمكن من الامر على مكة وانفرد بها كلية دون منازع او معارضة من العام 601هـ إلى617هـ معاصرا بذلك الامام الاعظم عبدالله حمزه .
وقد تولى الشريف قتادة امر مكة والحرمين وتوسع في امارته إلى غرب الجزيرة وشمالها ( شبه الجزيرة العربية ) ماعدا اليمن والتي كانت في ولاية الامام عبدالله بن حمزه كما ان جميع اشراف مكة وحكامها من عقبه منذ دلك التاريخ إلى زمن خروجهم من الحجاز ايام الملك عبدالله بن الشريف الحسين بن على عام (1932م ) والذي نزح عقبه إلى الاردن والعراق ، وكان الشريف قتادة كما يصفه صاحب( مطلع البدور في تراجم رجال الزيدية ) احد أعضاد الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزه وان الامام استعان به وارسل للامام من اعوانه جماعات لنصرة الامام عبدالله بن حمزه ، كما ارسل اليه الامام بهدية نفيسة متمثلة في الفرس اليمنية ، وامره الامام ببناء قبة على قبر الامام الحسين بن علي ( صاحب فخ ) المتوفي عام 160هـ .
ويورد الاديب اليمني الكبير الاستاذ / احمد الشامي بعض المراسلات الادبية والشعرية بين الامام عبدالله بن حمزه والشريف قتادة وفيها يحث الامام الشريف على نصرته .
كما انه عند وفاة الشريف قتاده اصر ولده الشريف راحج على الصلاة عليه بإمام من ائمة الزيدية وفقا لمذهب الزيديه ، وسنورد لاحقا بعض من تولى من احفاد الشريف قتاده كالشريف / رميثه والذي نقلت الينا المصادر التاريخية نصوصا في نصرته للمذهب واعلانه لزيديته اكثر وضوحا ممن تعقبه .


مصادر الزيدية التاريخية التي تشير إلى العلاقات بين
أئمة أهل البيت في اليمن وأشراف مكة والمدينة

في البداية نذكر بان موضوع البحث يقتصر على دراسة العلاقات بين أئمة اهل البيت في اليمن ـ الحكام منهم ـ وبالتالي فاننا نستبعد المصادر التي تخص أئمة اهل البيت الذين لم يتمكنوا ـ لسبب او لاخر ـ من القيام بامر الامة ولم يتمكنوا من الحكم ، وكذا نستبعد المصادر التي تشير إلى علاقات اشراف مكة والمدينة بحكام اليمن من غير اهل البيت الزيدية ، وبالتالي فاننا نشيربداية إلى اهم تلك المصادر وهي :

الفرع الاول : السير الخاصة بائمة اهل البيت ( الزيدية ) في اليمن.

والتي تعتبر من اهم المراجع التي ترصد المكاتبات فيما بينهم ، وبما ان اليمن تنفرد ـ دون غيرها من الدول الاسلامية التي قامت فيها دويلات اسلامية ـ بثروة كبيرة من المخطوطات التي تنقل لنا سير الائمة والحكام ، حيث يوجد اكثر من ثلاث وخمسين سيرة إمام من أئمة اليمن وهذا العدد الذي تمكن الباحث الكبير العلامة عبدالله الحبشي من رصدة إلى عام 1997م مؤكدا ان هذا العدد لا يوجد في اي دولة اخرى من الدول العربية والاسلامية ، كما ان هذه السير ترصد التاريخ الاسلامي في اليمن بالتعاقب وتغطي فترة زمنية تمتد من العام 284هـ إلى1380هـ
وبما أن اغلب هذه السير ماتزال مخطوطة إلى هذا التاريخ ـ فما طبع منها بتحقيق لايتجاوز عدد احد الاصابع ، الاولى منها سيرة الامام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام (284هـ إلى298هـ) وهو اول إمام يحكم اليمن ، والثانية سيرة الاميرين ذي الشرفين وهي السيرة التي تؤرخ للفترة التي حكم فيها ابناء الامام القاسم العياني (395هـ إلى410هـ ) والثالثة سيرة الامام القاسم بن علي العياني ( 390هـ إلى394هـ) والرابعة سيرة الامام المنصور بالله عبدالله بن حمز مطلع القرن السادس الهجري ، وسيرتا الامام المنصور بالله محمد حميد الدين وولدة الامام يحيى حميد الدين ـ فاننا نوصي في هذا الصدد إلى ضرورة طباعة وتحقيق السير المتعلقة بائمة اهل البيت في اليمن لتكون في ايادي جميع الباحثين .
وكمثال على اهمية هذه السير فيما يتعلق برصد العلاقات المذهبية والسياسية بين اشراف مكة وحكام اليمن من ائمة اهل البيت نشير إلى طرف مما ورد بسرة الامام المنصور بالله القاسم بن علي العياني .
فالسيرة تشير إلى وصول بعض الاشراف من مكة إلى اليمن بسبب اضطهاد العباسيين لهم وتذكر مدى اهتمام واحترام الامام لهم واستقبالهم ومنحهم العطايا ، كما تشير السيرة إلى تدخل الامام القاسم العياني بالمصالحة بين الاشراف من آل الطيب وبعض بني عمومتهم ، كما تشير السيرةإلى ذكر قصة زواج الامام عبدالله الكامل باعتبارة جد الاشراف الحاكمين في مكة وكذا الواصلين للامام وتنفرد السيرة بايراد تفاصيل عن حياة الامام عبدالله الكامل بن الحسن المثنى ـ لتمثل مرجعا نادرا عن سيرة الامام عبدالله المحض ابو الائمة ـ كما تشير السيرة إلى تدخل امام اليمن لفض النزاع بين اشراف مكة الحسنيون واشراف المدينة المنورة ـ آنذك ـ الحسينيون.
الفرع الثاني : تراجم رجال الزيدية ( أئمة الزيدية وعلمائها وفقهائها ) .
وهي من اهم المصادر التاريخية في معرفة طبقات الزيدة في كل عصر ومصر وهي ما تعرف بالتراجم ، حيث يذكر فيها طبقات علماء ومقرري المذهب في مختلف العصور ، ومن الجدير ذكرة ان المكتبات اليمنية تحوي مخطوطات كثيرة في هذا العلم ، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ طبقات الزيدية المسماة ( نسمات الاسحار في طبقات رواة الفقة والاثار ) وهي المعروفة بالطبقات الكبرى ، تاليف صارم الدين ابراهيم بن القاسم (ت 1143هـ).
2ـ الطبقات الصغرى ، تاليف العلامة يحيى بن الحسين بن الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي ، مخطوطة منتشرة في معظم المكتبات .
3ـ مطالع البدور ومجمع البحور في تراجم رجال الزيدية ، تاليف القاضي العلامة / احمد بن صالح ابوالرجال ( ت 1092هـ) مخطوطة في اربع مجلدات .
4ـ بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ، تاليف العلامة / علي بن عبدالله بن القاسم بن الامام المؤيد بالله محمد بن الامام المنصور بالله ، تحوى تراجم علما الزيدية إلى عصر المؤلف ( 1124هـ) .
وغيرها من كتب ومراجع التراجم الغنية بها المكتبات اليمنية العامة والخاصة وجلها مخطوط .
وكمثال على اهمية كتب التراجم لبيان العلاقات المذهبية والاصول التي تنحدر منها سلالة اشراف مكة والمدينة والتي تمثل اصول وائمة الزيدية واستمرار هذه الصلات عبر العصور سياسيا وفقهيا وفكريا ً نورد بعض الاشارات التي تضمنها كتاب ( مطالع البدور ومجمع البحور ) في هذا الصدد ثم بعض الاشارات من كتاب ( بلوغ الارب وكنوز الذذهب في معرفة المذهب ) على النحو التالي :
اولا : مما جاء في كتاب ( مطالع البدور )

الجزء الاول من الكتاب ترجم لأكثر من (353) عالم من علماء الزيدية يبدأ من حرف (الاف) بمن اسمه (الحارث) بالترتيب الابجدي , ويبدأ الجزء الثاني بمن اسمه الحسن وهكذا ...
في الجزء الثاني ص16
(من صورة مخطوطة موجودة بجامعة صنعاء) ترجم ( للحسن بن جعفر الحسني ) امير مكة والد الشريف شكر بن ابي الفتوح باعتبارة من كبار علماء الزيدية وانه ادعى الامامة ولقب بـ(الراشد بالله وذلك في زمن الحاكم العبيدي فكانت امور اخرها اضمحلال امره ثم رجع إلى الحجاز واستمر في حكمها حتى مات عام(420هــ) وساق مرثاة رئيس الزيدية ( علي بن عيسى بن حمزة ) وهو من اشراف مكة (آل الطيب) .
ـ الجزء الثاني ص 94
من نفس المخطوطة السابقة ص 166 من صورة مخطوطة اصلها بالجامع الكبير بصنعاء ، ذكر في ترجمة الفقية العلامة ( الحسين بن محمد الذويد الصعدي ) ولهذا العالم احد شروح كتاب الازهار للامام احمد بن يحيى المرتضى ، وكان معاصرا للامام يحيى شرف الدين(912هـ958هـ) حفيد الامام احمد بن يحيى المرتضى وكان المذكور اميرا للحجاج اليمانيين آنذاك ـ وساق في ترجمتة ترحيب اشراف مكة وتاييدهم لمذهبة في معاوية ونصرتهم لصاحب الترجمة ـ وذلك ايام الشريف ( ابو نمى الثاني ) .
ـ الجزء الثاني ص 176
ترجمة للامير الخطير حامي الحرمين سلطان الحجاز العلامة تاج المعالي شكر بن ابي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد والذي قال عنه ( كان من اوعية العلم ومن صدور الملك وغايات العترة ومؤئلا للعصابة الزيدية ...) وهذا الشريف المكي الذي حكم مكة بعد والدة من عام 430هـ إلى464هـ ، وقد عدة صاحب التراجم من رجال الزيدية ومن اهم انصارهم .
ـ الجزء الرابع ص 57 ،
ذكر ترجمة العلامة برهان الملة ابوالقاسم محمد الشقيفي اليمني .
ساق ابو الرجال في ترجمته انه ( قد ذكره المؤرخون للحرم الشريف وذكر ابن الجزري في ترجمة الشريف ( رميثة بن ابي نمى ) انه لما توفي سنة 746هـ بمكة وقت صلاة الجمعة ـ وساق في الحكاية اصرار الشريف عجلان بن رميثة على ان يصلي علية ابو القاسم ابن الشقيف الزيدي مع ممانعة قاضي مكة شهاب الطبري ـ فأصر الشريف عجلان على ان يصلى على والدة على مذهبه ـ اي الزيدي ـ وكادت تكون فتنة ) ، وذكر ابو الرجال ان في ذلك الوقت كان هناك مقام للزيدية بين يدي الركن الاسود يصلى فيه الشرفاء ووجوة الزيدية ويعلن فيه بالدعاء لامام الزيدية ( محمد بن المطهر ) وذكر ابن الجزري انه وصل مرسوم إلى السيد عطيفة الذي تنازع مع اخية عجلان بتبطيل مقام الزيدية )
كما ساق الدعاء الذي كان يجهر به الشريف في صلاة الصبح ويتظمن دعائه لامام الزيدية وكذلك بعد صلاة المغرب إلى ان وصل إلى مكة العسكر المصري المجرد لليمن ونصره للملك المظفر الرسولي صاحب اليمن في عام 725هـ فانتقل الشريف إلى وادي خارج مكة ) انتهى من المطالع .
ـ الجزء الرابع ص 60 ،
ترجمة الشريف ( ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم ) سلطان الحرم وقال عنه ( من اكابر العلماء وكان يعرف بالنابغة وعند كثير من الناس .... استعظم على بني العباس مع تطبيقهم على ما قصى ودنى وكانت ايامة ايام الناصر العباسي ( 600هـ إلى622هـ ) وكان يصرح بانه احق بمنصب الخلافة منه وهو كذلك ... كما كان ـ احد اعضاد الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزه (594هـ إلى614هـ) واستعان به الامام وخـرج من مواليه وقراباته جماعات بين يدي الامام المجاهد للجهاد ... ثم ذكر القصائد التي بينه وبين الامام والمراسلات .
وانه امره الامام بتشييد مقام قبر الامام الشهيد الحسين بن علي الفخي (169هـ) ففعل ذلك عن راي الامام عبدالله بن حمزه .
ثم ساق في ترجمته وذكر وفاته سنة 617هـ بعد وفاة الامام عبدالله بن حمزه بثلاث سنوات وذكر خلاف ابناء الشريف حسن بن قتادة والشريف راجح بن قتادة ومساعي الامير الناصر لدين الله محمد بن الامام عبدالله بن حمزه في اصلاح ذات بينهم والمراسلات التي دارت بينهم من اجل ذلك .
وهذا الشريف هو الذي حكم مكة وينبع والحجاز ونجد ، واستمرت امارة مكة وما حولها في يده ومن بعده في عقبه إلى عهد الشريف الحسين بن علي الذي انتقل ابنه الشريف جلالة الملك عبدالله الى الاردن بعد سيطرة اسرة آل سعود للحجاز عام 1932م .
ـ الجزء الرابع ص218 ،
ذكر ترجمة موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله الكامل ، باعتباره من كبار علماء الزيدية وذكر في معرض ترجمته قصته مع المعتز العباسي ( 252هـ إلى257هـ ) الذي سعى للاجهاز عليه وارساله إلى بغداد وقصة نجدة بني فزارة له ولولده ادريس بن موسى .
وهذا الشريف هو الجد الجامع للاشراف الذين حكموا مكة سواء من آل الهواشم وبنو فليته وبنو قتادة والذين استمرت فيهم إمارة مكة إلى عهد الشريف الحسين بن علي جد الاشراف الحاكمين للاردن حاليا .
وكثيرة هي المواضع التي تشير إلى تراجم الاشراف وعلاقاتهم باصول ائمةاهل البيت ( الزيدية ) وتمسكهم بمذهب اهل البيت وكذا صلاتهم المذهبية والسياسية بالحكام من أئمة اهل البيت في اليمن ، وقد نقلنا البعض للاختصار وعدم التطويل لان الاستقصاء معناه نقل جميع تراجم اسلاف الاشراف المدونة في بطون كتب التراجم المتعلقة برجالات الزيدية وعلماء المذهب وأئمته لانهم منهم ومن ارومتهم المشتركة ودوحتهم المحمديه الاصل .



ثانيا : ماورد في كتاب ( بلوغ الارب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ) .

للعلامة علي بن عبدالله بن القاسم ـ صورة مخطوطة لدى مكتبة والد الباحث السيد / محمد محمد زيد حفظهم الله وابقاهم .
ـ ص 119،
جاء في معرض ذكره لطبقات أئمة المذهب وفقهاء الزيدية وهو القسم الثاني من طبقة المحصلين للمذهب ـ وهي الفترة الزمنية التي تبداء من بعد الامام الناصر احمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام إلى عصر الامام عبدالله بن حمزه (320هـ إلى عام 610هـ )
ساق المؤلف في ذكر طبقات المحصلين للمذهب وقال ومنهم : ( من اشراف مكة :
1ـ الشريف الفضل ابو السعود بن حاجب
2ـ الشريف وهاس
3ـ الشريف العلامة المبرز ابي الحسين عـُلي بن عيسى بن حمزه بن وهاس وهو الشريف الذي صنف الزمخشري كتابة الكشاف في عهده وبامره .
4ـ الشريف محمد بن عبدالله العفيفي الحسني .
5ـ الشريف ابو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى .
6ـ الشريف عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الامام الحسن بن الامام علي عليهم السلام.
7ـ الاشراف والنجباء من بني حرب .
8ـ الاشراف بني علي وبني احمد وبني فليته واولاد ابو الفتوح
9ـ الامير الفضل نظام الدين يحيى بن علي بن فليته الحسني وكان ممن يرجى للامامة والقيام بامرها وحفظ بيضة الاسلام .( وهذا كان معاصرا للامام عبدالله بن حمزه وقد ذكره الامام عبدالله بن حمزه ) .
10ـ محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن ابي هاشم .
11ـ محمد بن الحسين بن محمد بن محمد بن موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى .
12ـ الامير قاسم بن هاشم بن محمد بن جعفر بن هاشم بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله المحض .
13ـ فليته بن قاسم بن محمد بن جعفر .
14ـ مالك بن فليته بن قاسم بن جعفر .
15ـ مكثر بن عيسى بن فليته بن قاسم بن محمد بن جعفر .
16ـ الشريف ابو قتادة الحسني .
17ـ بني المهناء ومن ولد المهنى الشيخ الامام المحدث احمد بن المعلي بن الحسين بن المهناء .
18ـ ومن ولده محمد بن يحيى بن محمد بن داوود ـ الشيخ محيي الدين عبدالقادر الجيلاني .
19ـ الحسن بن محمد بن داوود ، وهو الامير الذي انتهت اليه ولاية الحرم الشريف بعد ابيه .
20ـ ومن ولده جعفر بن الحسن بن محمد بن الحسن ثلاثة ابي الفتوح ويحيى والحسن .
21ـ ومن ولد ابي الفتوح الامير شكر .
كما ذكر صاحب كتاب ( بلوغ الارب ) من طبقات المحصلين للمذهب من اولاد موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى ( احد عشر عالما ) وهم المعروفون ببني الطيب .
1ـ الشريف غانم بن يحيى بن حمزه السليماني .
2ـ الشريف ابو السعود .
3ـ الشريف علي بن دريب السليماني .
4ـ الفقية الفاضل ابوالقاسم بن شبيب الحسني .
5ـ الشريف الامير المطهر بن احمد بن سليمان ، واخوه الامير يحيى بن احمد بن سليمان .
6ـ الشريف خالد بن قطب الدين وولده دريب بن خالد وولده احمد بن دريب وولده يوسف العزيز بن احمد ثم صنوه ..... انتهى من بلوغ الارب.

ومما سبق يلاحظ ان اغلب من ذكر من الشرفاء هم ممن تولى امارة مكة من الاشراف وقد عدهم من محصلي المذهب الزيدي ـ اي من كبار علماء المذهب المجتهدين الذين كان لهم دور مشهور ومشهود في الفكر الزيدي ـ وإن كان بعض ممن ذكر لم يتولى الامارة إلا انه قد ذكر الجميع وهذا يدل على كثرة العلماء بين اشراف مكة والمدينة المنورة آنذاك وانهم من كبار علماء المذهب المعروفين لدى رجال وأئمة المذهب , وهنا لا نحتاج ان ندلل على وجود علاقة مع اشراف مكة والمدينة بائمة المذهب الزيدي فالواضح انهم في تلك الحقبة هم رجال المذهب وأئمته ومن اكابر علماء المذهب الزيدي الذي ظل محتفظا بخط ومنهج اهل البيت وفي مقدمتهم الامام علي عليه السلام .
وفي هذا الصدد ننبه إلى العمل الذي قمنا به في هذا المبحث حيث تم اسقاط جميع من ذكر في مشجرات الاشراف الخاصة بانساب اهل البيت والتي اخرجها النسابة الكبير ( عبدالباسط جحاف ) وكذلك مشجر مشاهير البضعة البماركة للباحث ، وتم التعرف على انساب من ذكرو من محصلي المذهب . وتاكدنا من صحة جميع من ذكرو وهم موجودين في مشجر ذرية الامام عبدالله المحض وهوالمشجر الجامع لجميع اشراف مكة والمدينة الحسنيون ومن تناسل منهم إلى يومنا هذا ومن مشاهيرهم في عصرنا ،
ـ جلالة الملك الحسين بن طلال ملك المملكةالاردنية الهاشمية وابنه جلالة الملك عبدالله الثاني .
ـ جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية وابنه جلالة الملك محمد الخامس . ونسبة يتصل بالامام عبدالله المحض .
ـ السيد العلامة المجاهد الكبير محمد حسين فضل الله ، بلبنان وغيرهم من مشاهير بضعة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم .
وهذا ما اوردنا من المرجعين باختصار منوهين الى ان فيهما من الاشارت الكثير ا لتي تحتاج إلى نقل كل التراجم .

الفرع الثالث : كتب تارخ اليمن الاسلامي .

من اهم المصادر التي تتعلق بموضوع البحث كتب التاريخ التي اهتمت بتدوين تاريخ اليمن الاسلامي ، وهي في الحقيقة كثيرة ولايمكن حصرها في مثل هذةالورقة البحثية ومن اراد ذلك فعلية الرجوع إلى كتاب مصادر الفكر الاسلامي في اليمن للعلامة المحقق الكبير عبدالله الحبشي وغيرها من الاصدارات التي عنيت بفهرست المخطوطات اليمنية ، ومؤخرا صدر مرجع خاص بمؤلفات الزيدية يمكن الاعتماد عليه للباحث المحقق عبدالسلام الوجيه .
وننوه هنا الى ان فترة الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي (1006هـ ) قد شهدت نموا ثقافيا وادبيا وفكريا واسعا مما جعل فترة ولاية الامام القاسم ومن جاء بعده تمثل رافدا للمكتبة الاسلامية عموما واليمنية خصوصا وذلك نتيجةالاستقرار السياسي الذي شهدته اليمن في تلك الفترة الزمنية وبالتحديد فترة ما بين عهد الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم والامام المؤيد بالله الصغير بن الامام المتوكل علىالله اسماعيل ،
ففي هذه الفترة شهدت المكتبة الاسلامية في اليمن تطورا ملحوظا وكثرت فيها المؤلفات الفكرية وعني فيها بكتابة التاريخ وظهرت كتب ومراجع مطولة عن التاريخ الاسلامي عموما واليمن خصوصا وظهر مورخين مشهورين كالجرموزي و يحيى بن الحسين والشرفي وغيرهم .
ولا يعني هذا ان الفترة السابقة لم يكن فيها نتاج ثقافي بل على العكس فقد ظل الفكر الزيدي في كل العصور رافدا اساسيا للفكر الاسلامي وما عصر الامام القاسم إلا نتاج لحركة ثقافية واسعة شهدتها اليمن في عهد الام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ، وكان الامام القاسم احد نتاج هذا العصر الذي شهد ازدهارًا وتوسعا في إنشاء الدارس العلمية في مختلف بقاع اليمن ، وكما كان عصرالامام شرف الدين عصر عطاء ثقافي كان كذلك نتاج لما قبله وهو عصر الامام المهدي احمد بن يحيى المرتضى ( جد الامام شرف الدين ) والذي شهد له الجميع بالتفوق العلمي وغزارة الانتاج الثقافي والفكري بحيث يعتبره كبار علماءالمذهب ـ وبحق ـ هو من اخرج المذهب إلى حيز الوجود كما قال عنه العلامة المقبلي ، ويعلق على ذلك الاستاذ الدكتور / احمد محمود صبحي بان المذهب الزيدي استطاع ان ينجب كبار المجتهدين في الوقت الذي عقمت سائرالمذاهب الاسلامية بسبب فتح باب الاجتهاد لدى الزيدية ، وهكذا فان العطاء العلمي والنمو الثقافي استمر لدى علماء الزيدية دون انقطاع طوال فترات التاريخ الاسلامي حتى مع انقطاع دولتهم من حين لاخر ومع محارة الاخرين لهم في معظم بقاع العالم الاسلامي الذي امتد فكرهم اليها .
وهنا نشير الى بعض المصادر المتعلقة بالموضوع والتي تم طبعها محيلين الى تفاصيل ما جاء فيها الى فهارسها وخاصة فيما يتعلق بذكر اشراف مكة والمدينة ولكن ننوه في البداية الى ان اغلب من ارخ لليمن قد دأب على ذكر احداث مكة والمدينة بالذات ظمن احداث مكة التي يهتمون برصدها عند رصد تاريخ اليمن في العهد الاسلامي لاسباب منها عدم وجود الفكر القطري آنذاك وكذا باعتبارها قلب العالم العالم الاسلامي ونظرا لقربها مع استمرار العلاقات الدائمة بولاة مكة مع حكام اليمن وتبعيتهم الغالبه لمن حكم اليمن او موالاتهم لهم ، ويذهب جانب من المؤرخين الى ابعد هذا ويعتبرون مكة من ظمن اليمن جغرافيا فهذا العلامة عبدالله الشماحي في تاريخه الانسان اليمن والحضارة عندما يحدد اليمن جغرافيا ينقل لنا تحديديها من بعض المؤرخين القداماء ويعتبر حدود اليمن تبداء شمالا من الركن اليماني بالكعبة المشرفة ولذا نجد ميل المؤرخين لمتابعة اخبار امراء مكة ظمن احداث اليمن وكذا يهتم بعض المؤرخين لرصد اهم الاحداث في بعض البلدان الاسلامية وخاصة الهامة منها والمشهورة باعتبار ان تاريخ اليمن الاسلامي جزء من تاريخ العالم الاسلامي ولم تكن هناك حدود ولا فواصل الا بعد ان استوطن المحتل الاجنبي وداس التراب العربي وخرج مخلفا بديلا عنه من يتمسك بتلك الحدود وتلك التقسيمات التي اضعفت المسلمين الى يومنا هذا .
عودا على بدء نشير الى بعض الكتب التي اهتمت باخبار الاشراف ومنها :
1ـ تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الهجري 1045هـ ـ 1090هـ
المسمى ( تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى ) تاليف عبدالله على الوزير ، تحقيق محمد عبدالرحيم جازم ، مركز الدراسات والبحوث اليمني ط الاولى 1405هـ
من خلال الفترة الزمنية التي ارخ لها الكاتب يتبين لنا متابعة احداث الاشراف :
الشريف / المحسن بن الحسين
الشريف / بركات ( شريف مكة )
الشريف / زيد بن محسن
الشريف / سعد بن زيد
الشريف / حمود بن عبدالله
وهذه الفترة هي المعاصرة لحكم الامام المؤيد محمد بن القاسم واخوه الامام المتوكل على الله اسكاعيل ثم المؤيد الصغير محمد بن اسماعيل والامام المهدي احمد بن الحسن بن القاسم.
2ـ تاريخ اليمن عصر الاستقلال عن الحكم العثماني الاول من سنة 1056هـ ـ 1160هـ ، تاليف العلامة محسن بن الحسن بن القاسم بن احمد بن الامام المنصور بالله القاسم ( الملقب ابو طالب) ، تحقيق العلامةعبدالله الحبشي ، مطابع المفضل للاوفست ط الاولى 1411هـ 1990م
هذا المرجع يؤرخ لنفس المرحلة التاريخية السابقة مع الامتداد الى عصرالمهدي عباس بن المنصور الحسين ، ولذا فالمرجع يؤرخ لنفس الاشراف السابقين مع ذكر احداث الشريف مسعود بن سعيد ,
وسنورد بعض ما جاء فيها مما يتعلق بموضوع بحثنا القصير باختصاروذلك بعد ذكر بعض المراجع الاخرى التي تمثل اهم مصادر البحث في هذا الموضوع .

اشراف وامراء مكة الذين استعانوا بأئمة اليمن
( في القرن العاشر الهجري )

بداء النفوذ العثماني على منطقة الحجاز وتحديدا مكة والمدينة منذ عام 922هـ ايام الشريف بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان والذي بادر بارسال مفاتيح مكة المكرمة صحبة ابنه الشريف ابو نمى الى السلطان سليم الاول في مصر وذلك عقب انتصار الاخير واستيلائه على سوريا وفلسطين في معركة دابق سنة 922هـ 1516م وسيطرته على مصر وقضائه على الدولة المملوكية عام 923هـ 11517م في معركة الريدانية .
وقد بقي شرفاء وامراء مكة منهم تابعين للادارة العثمانية مدة 401عاما انتهت عام 1917م حين اصبح الشريف الحسين بن علي حاكما على الحجاز بعد ثورته العربية ضد النفوذ العثماني ، والحقيقة ان الاشراف في محافظتهم على الوجود العثماني وبقاء الشرافة والإمارة بايديهم طوال الوجود العثماني قد ساهم في بقاء الدولة الاسلامية موحدة وقويه في ظل الادارة العثمانية وان الثورة العربية ضد الوجود العثماني وضعف الاخيرة قد ادى الى هزيمة المسلمين وضعف دولتهم وكذا الى ضعف العرب وبداية النفوذ الصهيوني في المنطقة العربية .
ومع حرص الدولة العثمانية على سيطرتها للحجازـ وتحديدا مكة المكرمة والمدينة المنورة لما لها من اهمية معنوية كبيرة في مد نفوذهم وخلافتهم الى العالم الاسلامي ـ فان ائمة الزيدية في اليمن آنذاك كان لهم دورا بارزا وتاثيرا على المجريات والاحداث ا لسياسية في مكة وذلك نتيجة العلاقات السياسية والفكرية التي توحدهم وتربطهم باشراف مكة والمدينة .
وفي هذا الصدد يؤكد المرخ العثماني اسماعيل حقي في كتابة عن امراء مكة في العهد العثماني انه ( لم تتدخل الدولة العثمانية حتى عهد قوتها في مسالة انتخاب امراء مكة المكرمة وتركت للشرفاء انفسهم لكي ينتخبوا من بينهم الشخص اللائق للامارة ثم تصادق الدولة على امارة ذلك الشخص اذا ما قبلته وبسبب التنافس بين بعض الشرفاء كانت الدولة تعين احيانا اثنين من الشرفاء لتولي امارة مكة المكرمة بصورة مشتركة ) , وفي الواقع اذا لم تكن الادارة العثمانية تتدخل في فترة من الفترات في مسالة تحديد الشريف الذي يتولى امارة مكة فانها فيما بعد قد عملت على التدخل بصورة واضحة فيمن يتولى امارة مكة من الشرفاء شريطة اعلانه الصريح بتبعيته السياسية والمذهبية بالاستانه كما سنرى لاحقا.
وبسبب علاقات الاشراف بأئمة اهل البيت في اليمن ـ خاصة بعد قيام الامام المنصور بالله القاسم بن محمد(1009هـ) ومن بعده الامام المؤيد والمتوكل اسماعيل اللذين استطاعا في عهديهما ان يحداء من النفوذ العثماني في اليمن ومن هذا العهد يذكر المؤرخ العثماني ( ان تسلط ائمة الزيدية قد بداء في مسالة تحديد امراء مكة من الاشراف وحمايتهم وكذا بداء التنافس بين الخلافة العثمانية والدولة الزيدية في اليمن على الخطابة في مكة المكرمة ) وبهذا السبب نجد ان كثيرا من الاشراف الذين تولوا امر مكة وكانوا في نزاع مع السلطان العثماني كانوا يلجأون الى امام الزيدية لطلب العون المادي والعسكري لحسم النزاع او لتقوية نفوذهم ورد ومنع اي تدخل عثماني محتمل .
وكثيرا ما ترحج جانب الشريف الذي استعان بالقوات اليمنية وإن كان هناك من ضعف موقفه لسبب او لاخر مما يضطره الى اعلان الولاء الظاهري للاستانة مع بقاء علاقاتهم السياسية والمذهبية مع امام الزيدية وسنورد هنا بعض الاشراف الذين استعانوا بامام الزيدية في اليمن واضظرت الدولة العثمانية خوفا من سقوط سيطرتها على مكة والمدينة من قبول ولايتهم شريطة اعلان ولائهم للخلافة العثمانية ومنهمالاشراف الاتي ذكرهم :
1ـ الشريف محسن بن حسين بن الشريف ابو نمى بن بركات .
وصل الى اليمن في عهد الامام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي (1009هـ ـ 1029هـ) لطلب المساعدة المالية وذلك من اجل عمه الشريف ادريس بن حسن بن ابي نمى محمد والذي تولى امارة مكة بعد وفاة اخيه الشريف ابو طالب عام ( 1012هـ ) وجاء مرسوم تعيينه من السلطنة العثمانية بالاشتراك مع اخيه الشريف فهد وابن اخيه الشريف محسن بن حسين ـ وبسبب كثرة تجاوزات الشريف فهد ومشاغباته ـ فقد ارسل ابن اخيه محسن بن حسين الى اليمن عام 1019هـ لطلب المساعدة ورحب الامام المنصور بالله بوصول هذا الشريف واعاده الى مكة بما طلب واستقر الامر للشريف ادريس مع ابن اخيه الشريف محسن بن حسين .
كما ان الشريف محسن بن حسين قد تولى امر مكة بالاشتراك مع عمه منذ العام1012هـ الى العام الذي عزل فيه عمه ادريس بسبب خلافاته مع الاشراف وذلك عام 1034هـ وصدر القرار من اسطنبول بتولي الشريف محسن بن حسين منفردا من هذا العام الى 1037هـ والذي عـُزل فيه من الباشاء احمد والذي عاد منكسرا من اليمن وعين بدلا عنه الشريف احمد بن عبدالمطلب مما دفع الشريفان للتصادم واخفق جانب الشريف محسن بن حسين واضظر للعودة الى اليمن ووصل الى الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم عام 1038هـ واستقر في صنعاء وتوفي بها وقبر في باب السباح وعمر على قبرة قبة عرفت بقبة الشريف محسن واستقر ولده الشريف زيد بن محسن في اليمن الى عام 1040هـ حيث عاد اميرا على مكة وتولى الامارة من بعد والده ومن بعده ذريته استمرت ولايتهم اكثر من قرن وعرفوا بالزيدية كما سنشير لاحقا .
2ـ الشريف زيد بن محسن بن حسين .
استمر الشريف زيد بن محسن منذ خروج والده الى اليمن عام 1037هـ الى عام 1040هـ ايام الامام المؤيد بالله الكبير محمد بن القاسم ، ثم استدعاه الشريف عبدالله بن الحسن والذي صدر قرار بتوليه امارة مكة عام 1040هـ وذلك باجماع الاشراف ولنزاهته وعدم دخوله في النزاع على الامارة ونظرا لعدم رغبته في القيام بامر الامارة فقد طلب اشراك ولده محمد بن عبدالله بن الحسن , والشريف زيد ين محسن والذي طُلب من اليمن فتولى الامارة بالاشتراك مع محمد بن عبدالله للمرة الاولى وعمرة 24عاما وبعد وفاة الشريف محمد بن عبدالله عام 1041هـ فقد اننفرد الشريف زيد بن محسن بالامارة على مكة الى ان توفي عام 1077هـ .
يذكر صاحب تاريخ اليمن المسمى ( طبق الحلوى ) ص 93 في احداث سنة1054هـ ان الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم كتب فيها الى الشريف زيد ين محسن يطب منه فيها الانتماء اليه ويرغبه في الاقبال عليه وان يضرب باسمه السكة ويخطب له بمنبر مكة فاجابه الشريف بالامتثال وانه يبادر بالارسال غير ان رسول الامام توفي في الطريق قبل الوصول الى صنعاء .
ويشير المؤرخ عبدالله الوزير صاحب طبق الحلوى ان ( الذي عرف من قرائن الاحوال للاشراف ان ذلك الجواب إنما هو تادب لا اعتراف )
فهو يبين اعتذارهم عن الاجابة لطلب الامام المؤيد ويشير الى ان الامام المؤيد كان قد ارسل الى الشريف محسن بن حسين اثناء ولايته على مكة وطلب منه ذلك الطلب ووعد الامام بذلك غير ان ما اعاقه هو الخلاف الذي دار بينه وبين بقية الاشراف والذي ادى الى عزله من السلطان العثماني وتعيين منافسه الشريف احمد بن عبدالملطلب الامر الذي يوحي بان تقرب الشريف من ائمة الزيدية باليمن كان سببا في عزله من قبل السلطان العثماني الامر الذي يبرر للشريف زيد بن محسن بن حسين من الاعتذار بلطف عن رسالة الامام ولم يخل هذا الاعتذار من بقاء العلاقات بينه وبين الامام في اليمن على احسن وجه فقد استمرت علاقاتهم ومساعدات أئمة الزيدية قائمة له ومتى طلب ذلك حتى توفي الشريف زيد بن محسن عام 1077هـ ورثاه شاعر الزيدية ابراهيم بن صالح الهندي بقصيدة طويلة
3ـ الشريف سعد بن زيد بن محسن
الشريف سعد بن زيد احد اقوى الشخصيات التاريخية التي ظهرت في القرن العاشر الهجري والذي تولى امارة مكة وكان سعد كريما ذو عزم وحرص ونفوذ كبير على البدو وكانت جميع الامور في يده كما يصفه المؤرخ التركي اسماعيل حقي .
تولى امارة مكة بعد وفاة والده زيد عام 1077هـ وعزل للمرة الاولى عام 1082هـ ثم تولى الامارة ثلاث مرات كانت الخلافة العثمانية تقرر عزله حينا وتضطر اليه اخرى , فتعيده بقرار وجموع السنوات التي تولاها 16 عاما اخرها عام 1129م.
وقد عاصر هذا الشريف الامام المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم الذي شهدت اليمن في عهده استقرارا سياسيا على جميع مناطقها وامتد نفوذه الى عمان شرقا والى عسير ونجران وجيزان وقد كانت له علاقات قويه مع الشريف سعد بن زيد .
اهم الاحداث التي يرصدها المؤرخين باجماع ان الشريف سعد بن زيد دعاء للامام المتوكل على الله اسماعيل في خطبة الجمعه واعلن ولائه لامام اليمن واذن ب( حيى على خير العمل ) وكتب خصومة الى الاستانه يبلغون السلطان ان الشريف قد بان من حكومة السلطان واعلن ولائه للزيدية ، ومعروفة كم هي حساسية الاستانه بالزيديه آنذاك بسبب المتاعب التي تلقاها الاتراك بدخولهم اليمن وبسبب مناهضة الزيديه لهم فقد جهز السلطان العثماني جيشا قوامه اربعين الفا من المقاتلين لاعادة الحجاز الى ولايته ، فبلغ ذلك الشريف وابرق الى الامام يستعين به ، فتشاور الامام مع ابن اخيه احمد بن الحسن والذي اشار عليه بالاعتذار وان يترك الترك ماتركوه ، فاعتذر الامام للشريف وخذله فاضطر الاخيرالى الاستسلام للمحمل العثماني قبل وصولهم ، فاصر الوالى العثماني على عزله اولا والزامه بالحضورالى الاستانه وهنا اشترط عليه السلطان العثماني إن اراد العودة الى إمارة مكة ان يعلن التزامة بالمذهب الحنفي ففعل ذلك وكتب تعهد بذلك وبعدها اصدر السلطان امرا باعادة ولايته مرة اخرى .
ومن حينها كانت المعارضة للشريف تلتزم بالمذهب الزيدي والامراء مضطرين لاعلان التزامهم بالمذهب الحنفي تبعا للدولة العثمانية وعندما جات الوهابية بالقوه الى الحجاز كان نصيب الاشراف ان ينقسم ولائهم من اجل استقرارهم بمذهب الدولة التي تفرضه جبرا عليهم وما بقي منهم الا القليل يعلم بمذهب اسلافهم من ائمة اهل البيت( وقليل ماهم )


الخلاصة

تم تحرير هذه الابحاث القصيرة لطلاب جامعة آل البيت بعمان في العام 1997م وطبع بعضها ولم يطبع البعض الاخر ، وذلك في كتيب بعنوان الزيدية من اصدارات جامعة ال البيت ،
جردنا البحث من اي نصوص تحليلة ليكون امام الباحثين الرجوع الى المصادر الرئيسية للبحث خاصة وان اثبات العلاقة المذهبية بين اشراف مكة والزيدية لاتحتاج الى جهد كبير فاسلافهم هم ائمة الزيدية الاوائل ، والى القرن الثامن الهجري كان الاشراف هم علماء المذهب ومخرجيه ومن كبار طبقاته ، وفي القرن العاشر رائينا ان وجود الدولة العثمانية قد ساهم في ربطهم رسميا بمذهب الدولة العثمانية الذي انتشر في العالم الاسلامي باتشار دولتهم التي وحدت العام الاسلامي قرون عديده فكان لهم ذلك الفضل .
وممكن الرجوع الى المصادر التي تم تحقيقها ففيها ما يشفي ويغني كل باحث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عباس محمد زيد




















إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“