مغازلة الموت - شعر

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
علي أحمد شرف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 22
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 22, 2004 7:52 pm
اتصال:

مغازلة الموت - شعر

مشاركة بواسطة علي أحمد شرف »

مغازلة الموت الحبيب :!:
لما غدا الغزل في البنات تمُجُّهُ الطباع السليمة هذه الأيام ولا تستسيغُه؛ إذْ هي مشغولة بجرحها الطري الطازج في قلب أمتنا المسلمة، أعني .. في فلسطين- كان الغزل الذي أنشأته هذه المرة مختلفا جدا! إنه غزل في الموت، الموت الذي أصبح أهم من الحياة، الموت الذي أصبح باب الخلاص من يد الطغاة، والمنجى من براثن الظالمين، الموت الذي اشتراه كل استشهادي في فَلَسطين، وسيظل عشقنا لهذا الحبيب الجديد القديم دائما؛ وإن علا صوت اللوم والعذل من رقيب (أمريكا الصهيونية).
ولأجل هذا أهدي هذه القصيدة إلى أبطال الانتفاضة المؤمنة؛ أغازل فيها الموت الذي أحببناه سويا.

يا حبيبي؛ بسرعةٍ جُدْ بقُبْلةْ
تغسلُ القلبَ غَسلةً بعد غَسلة

قَلَّمَا نامَ عاذلونا فبادرْ
وانتهِزْها إذنْ سُويعاتِ غفلَةْ

كُنْ إذا ما ضَمَمْتُ صَدْركَ نحوي
مُرضِعي سلسبيلَ ثغرِكَ كلَّهْ

كيف يحيا الرضيعُ دونَ رَضَاعٍ؟
أم بِلا الرِّيقِ كيفَ يحيا المُوَلَّهْ؟

*** * ***
عِفْتُ هَذِيْ الحَيَاةَ مِن كُلّ قلبي
ليسَ فيها سِوى الهُداةِ المضِلَّةْ

عِفْتُها إذْ حكى غيابُك عنها
"وردةَ" الظلمِ في رياضِ المذلَّةْ

"وردةً" ريحُها لَجيفةُ ميتٍ
-لو رأيتَ الجحيمَ- تُشبهُ شكلَهْ

"وردةً" صوتُها صُرَاخُ الضّحايا
مِنْ فَلَسْطِينَ أرضُنا المُسْتَحَلَّةْ

"وردةً" فاقتِ القبيحَ، وحاكَتْ
مِنْ دِماءِ الضَّعيفِ أَرْوَغَ بَدْلَةْ

رُمْتُ قطفاً لها لأُهديكها؛ إن..
مَّا اجْتمعنا معاً بأجمل ِ حفلَةْ

*** * ***
أين سافرتَ قبلَ موعدِ وصلي؟
عُدْ.. وأَمهِلْني للُقياكَ مُهلَةْ

فاشتياقي عَلا عَلى كُلِّ حقدٍ
يُرهِبُ اليومَ كُلَّ عَذْل ٍ وعذلَهْ

يرتوي من سناه كُلُّ محُِبٍّ
و"المصلي" يحميه في كل قِبْلَةْ

*** * ***
أيُّها الموتُ؛ يا ربيعَ الأماني
طالَ حَبْلُ الجفا، متى ستفلَّهْ!

إنني في الرِّباط مِن قبلِ أهلي
بعدي الأم،ُّ والكهولُ؛ وطفلَهْ

مرحباً.. لو أتيتَ تلقى محُِباً
يتمنىّ الإبَا.. ولو نصفَ ليلَةْ

لو تفضَّلْتَ كي نعيشَ سوياً
مِن سواك الحياةُ دوماً مُخَلَّةْ
لن يبرح الطغيان ذئبا ضاريا = مادام يعرف أنكم أغنامُ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“