بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة
5/5/2008م
تناقض واضح ومكشوف ومفضوح تعيشه السلطة هذه الأيام ولكن أهدافه أكثر وضوحا، فهي في الوقت الذي تعلن بنزول لجنة رئاسية جديدة بديلة عن السابقة للتحاور والتفاوض كما تدعي كذباً وهي ترسل من جانب آخر قوافل من التعزيزات العسكرية إلى ( محافظة صعدة ).
ففي الوقت الذي تظهر على شاشة التلفزيون اللجنة الرئاسية لأول مرة ..! لتعلن أنها نزلت لاستئناف الحوار وأنها ستكون حيادية، ترى على امتداد الخطوط التي تصل إلى (محافظة صعدة ) حملات ممتدة من الترسانة العسكرية والتي تتألف من راجمات الصواريخ بأعداد كبيرة وقوافل من ناقلات الجند والأسلحة والذخائر ، كل هذا لا يدع المراقب والمتابع يقف متعجباً بل ولا يقف حتى العامّي كذلك ؟ فيكفيه أن يرى ببصره تلك السيول من الحملات العسكرية على الخطوط بعد الحملات الإعلامية في الأيام الماضية وإعلان الحرب والتدمير على أبناء صعدة ، كل هذه ليست تثير العجب، ولا الاستغراب فقد ألف الناس كذبهم وتظليلهم طيلة السنين الماضية ، بل وأصبحت حملاتهم العسكرية وحربهم أكثر ألفةً فلا عاد الناس يصدقون إعلامهم ولا يهابون حملاتهم، فقد أصبحت مقارعتهم جزء من أعمالهم وبين هذا وذاك تبرز اللجنة الرئاسية على شاشة التلفزيون لتعلن استئناف الحوار .
فكل من يسمع ويبصر فقط يعرف أن ذلك ليس إلا استثمار لوقت التهدئة حتى إنجاز انتخابات المحافظين ، واستكمال التعزيزات العسكرية ثم تنتهي صلاحيتها وتعلن الفشل والحدة وعدم طاقتها للحوار .... ويبدأ الحرب .
فقد أصبح كل هذا مكشوفاً ومفضوحاً ويكفينا من كل ذلك (الله) وقناعة الناس بالإنصاف من قبلنا ، وقبولنا للحوار وأن الحرب ليست هدفاً ولا رغبة لنا ولكنها للدفاع فقط عندما يعتدون علينا ويستخدمون الحل العسكري كما يزعمون، ولكن لا نقول أنهم نسوا أن الحل العسكري لا يجدي نفعاً وأنه لا يمكن أن يوصل إلى حل المشكلة وإنما يزيدها تفاقماً ويزيدنا قوة ويلتف الناس حولنا لأنهم يعرفون عدوانيتهم علنا ، لو كان ذلك حلاً لأنهونا في حرب واحدة دون أن يكلفوا أنفسهم العناء وتطول عليهم الفترة والصراع، ليسوا جاهلين بهذا فهم يعرفون أكثر من غيرهم ولكن القرار أصبح بيد الذين يلِغون في الدماء ويمتصون من صديد الجرحى فيجري لهم المال ويكسبون النياشين ليس بما قدموه للبلد، بل على العكس بما يدمروه من ديارهم ويقتلون من أبنائهم.
ليست صعدة وحدها من يتضرر من الحرب بل كل ذلك على حساب الشعب في استنزاف اقتصاده وجميع قواه ، فإلى أي هاوية يريدون أن يوصلوا هذا الشعب ؟ بعدما أوصلوه إلى هذه الحالة، حتى لقمة العيش أصبح توفيرها شيئاً صعباً لدى المواطنين فكيف سيكون حال الناس بعد حرب تريد السلطة أن تشنها، ومن المعروف لدى العالم كيف ستكون ضراوتها إن أوقدها المتاجرون بالدماء وكم ستضيف من مآسي إلى ما هو حاصل الآن .
وما سيل الحملات العسكرية المتدفقة إلى صعدة إلا دليل على ذلك ، وما استمرار اعتداءاتها في مناطق ( مديرية حيدان ) لليوم العاشر على التوالي من فرض الحضر على المواد الغذائية من دخول المنطقة التي لا يستطيع المواطنون توفيرها مع عدم الحصار لشدة الغلاء وكذا استمرار القصف بأنواع الأسلحة عليهم ففي هذا اليوم نذكر بعض ما يدور على أرض الواقع ونوجزه فيما يلي :
1- نزلت قوة عسكرية كبيرة من (العاصمة صنعاء) إلى ( محافظة صعدة ) وقال شهود عيان أن أكثر من (30) قطعة عسكرية نزلت إلى المحافظة بينها قافلة من راجمات الصواريخ وأخرى من الأسلحة والذخائر وأخرى من أفراد الجيش ، وكانت قد أفادت مصادر عن وصول تعزيزات عسكرية من الأسلحة والذخائر والأفراد من طريق تهامة يوم أمس الأحد .
2- يستمر إطلاق النار منذ ثلاثة أيام على المواطنين في ( منطقتي المصاعبة وآل ساري ) من قبل المواقع العسكرية في المعلقة التي تم النزول منها من قبلنا بعد الاتفاق ، وقد انقطع المواطنين عن أعمالهم ومزارعهم بسبب استمرار إطلاق النار بدون مبرر على المنطقتين ، وهي تابعة (لمديرية سحار).
3- تستمر التعزيزات إلى موقع ( قارة ) العسكري ( بمديرية مجز ) ويبدأ الجيش باستحداث مواقع عسكرية جديدة في السلاسل الجبلية والتجهيزات الحربية فيها، وللعلم من أنها تطل على القرى والبيوت والمزارع الواسعة .
4- التهديدات للمواطنين في (حارة الملز ) إحدى الحارات في أطراف (مدينة ضحيان ) لينزحوا من بيوتهم حتى يتخذها الجيش ثكنات عسكرية .
5- الضرب العشوائي ليلاً من النقاط والمواقع العسكرية بشكل متقطع ، من نقطة (العند )وموقع (صما).
6- استحداث نقطة عسكرية جديدة هذا اليوم في ( سوق العند ) والذي أصبح فيه ثلاث نقاط عسكرية لوحده ، على الخط العام وهو يشغل مساحة محدودة .
7- وبعد الاعتداء على بيت الوشلي بجانب (العند) والتمركز فيه لعدة أيام قام الجيش الليلة بتفجيره وتهديمه دون أي مبرر .
8- وفي الساعة السابعة مساء هذه الليلة تم إطلاق النار بمعدل ( 14.5) على سيارة أحد المواطنين المارة بالخط إلى (مطرة )من موقع (المفراخ) العسكري .
وما ذكر في هذا التقرير ليس إلا نموذجاً وإلا فتصرفات السلطة واستعراضاتها العسكرية على المواطنين مما يعطل أعمالهم وينظرون الجرائم التي تقبل السلطة على اقترافها ولو لم يكن إلا تعطيلاً للموسم الذي يجني فيه أبناء ( محافظة صعدة ) ثمار مزارعهم فيقبلون على نهبها والاعتداء عليها وأخيراً حرقها بنيران الأسلحة .
والله المستعان ..
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
الاثنين 29/ ربيع الثاني/1429هـ
تقرير عن تناقض السلطة
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك