من يسيطر على الوساطة ...
محمد عبد السلام
حرب صعدة بين السلطة والحوثيين منذ عام 2004م وحتى اليوم تعاقب عليهاعشرات الوساطات وشارك فيها كل اطياف المجتمع اليمني وربما لا يوجد مسئول او شيخ او عالم الا وادلى بدلوه في هذه الوساطات لكن سرعان ما تنبثق وساطه من تلك الوساطه وتتفرخ اللجان الفرعية وما يتبع ذلك من مسميات حتى احيانا تكون اللجنة في عملها وتنبثق لجنة اخرى من قبل رئيس الجمهورية وكان الشيخ فارس مناع وسيط الى الحوثي يوم عيد الغدير من هذا العام وهناك اللجنة الرئاسية وبعث بعدها لجنة اخرى وهكذا لجان خلف لجان ووساطات تتلوها وساطات ...
المتسائل يقول ما هذا الذي يحدث اليس من المفترض ان تسمتر وساطة واحدة وتنتهي على اقل تقدير ببيان توضح فيه ما وصلت اليه اما من اتفاق او فشل ولكن هذا ما لم يحدث ابدا منذ الوساطة الاولى التي فيها جدبان وهشول واخرها التي عفى عنها الرئيس الجندي واخوانه .
مما يوحي بدون ادنى شك ان اياد خفية تلعب بادوار الوساطات وتسيطر عليها سيطرة تامه من قبل القيادة الشمالية الغربية ممثلة بقائدها الفذ / علي محسن الاحمر ، الذي ما ان تنعقد وساطة الا وسيطر عليها بشتى الوسائل وبمختلف الاتجاهات ونرى الوساطه في بداية نزولها الى صعدة تتكلم بمسؤلية ووطنية وحيادية وتبدي رغبة في حقن الدماء وما ان تستمر ايام واذا ببياناتها ولهجتها تتغير 180درجة الى الوراء ويتغير ذلك التوجه الى خطاب عسكري بحت ، حتى لجنة العلماء خلال الحرب الرابعة في بيانها الختامي كان بيانا عسكريا من الدرجة الاولى لاحظ ذلك من تابعه .
الجندي يظهر في قناة الجزيرة مباشر ليقول ان الاصوات التي تدعوا الى الحرب هي اصوات نشاز ، وغير مسئولة وان لجنته تقوم بعمل وطني كبير اهم شيئ اسهمت فيه حتى اللحظة حسب قوله هو ايقاف نزيف الدم اليمني ، وان من يشككون في الاتفاق هم مرضى ويريدون ان يدمروا الوطن .
وفجأة بعد افتعال البند السابع يظهر لنا الجندي وقد وقع فيما نهى عنه وتغير اسلوب خطابه فيقول في تصريح لصحيفة اخبار اليوم ان التمرد نهايته الفشل ، وان السلطة قدمت وقدمت بل ودافع عن علي محسن الاحمر بانه قدم الكثير من التنازلات !! واصبح يدافع عن طرف في القضية بكل قوه وان الحوثي ومن معه لم يلتزموا ولم يقدموا أي شيئ ، وان الحسم العسكري بدأ يلوح في الافق ..
لا يخفى على أي متابع لقضية صعدة من اول طلقه الى اخر صعقه ان من بيده المفاتيح ويملك الاسرار والقرار هو علي محسن الاحمر ، وانه ذو طابع سلفي ممتاز ، يقاتل في صعدة اشباعا لرغبته ونزولا عند قناعته العنصرية الطائفية ، وكنت قد توقعت في ( اتفاق الدوحه المخاطر والتوقعات ) ان وجود على الاحمر لا يمكن ان يكتب لهذا الاتفاق النجاح والاستمرارية مطلقا لانه يقاتل بطابع نكهته طائفية وعنصرية بحته .
ولا يخفى ما لهذا الاخطبوط من نفوذ في كل دوائر السلطة والقبائل والقوات المسلحة وما له من دعم محلى وخارجي سعودي بالدرجة الاولى وما يصرفه من اموال تفوق ميزانية الدولة عشرات المرات وما يوزعه من اراض وهبات ، تجعلنا اكثر تأكيدا انه من يسيطر على مجريات اللجان المشكلة وانه من يغوي افرادها ويعرقل مسيرتها بكل ما لديه من وسائل .
ونعود مرة اخرى لنقول انه لو شكلت كل يوم لجنة وهذا القائد بيديه قضية صعده فانه من المستحيل ان يحل السلام والامن محافظة صعدة او يكتب لاي لجنة التوفيق والنجاح في مهامها ابدا .
ولوا اردات السلطة فعلا حل قضية صعده فانه يجب عليها قبل كل شيئ ابعاد هذا العنصر الذي يتحكم بما يجري في صعده حتى على مستوى تعيين مدراء المدارس التعليمية ، ومن ثم سيكون هناك انفراج وتبادل للثقه بين الطرفين وممكن بعدها لقضية صعده ان تحل ويسود فيها الامن والاستقرار .