ألاخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله
أرجو ملاحظة الفرق بين معنى التفضيل والتفضل
وأظن والله أعلم أن معنى قول الحق سبحانه وتعالى (إني فضلتكم على العالمين) تفضلت عليكم بما لم لم أتفضل به على غيركم وهذا لايعنى أنهم عند الله أفضل بل تعني أن فضل الله عليهم أعظم من فضله عليهم ومن المؤكد أن تفضل الله على بعض بالجمال أو الرزق أو القدرة على الفهم والإدراك أو القوة دون البعض الآخر مسألة واضحة ولكن هل يعني أن من تفضل الله عليه أكثر أنه أفضل عند الله؟
لايوجد أي تلازم بل على العكس فكلما كان فضل الله على قوم أعظم كانت مسؤليتهم عن ذلك يوم القيامة أعظم وبهذا نفهم العدل الإلهي أي أن الحساب سيكون على قدر النعمة المعطاة
أرجو أن تتأملوا هذا المعنى وتناقشوه ولكم الفضل
التفضيل والتفضل
التفضيل والتفضل
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
السلام عليكم و رحمة الله
لم أفهم المقصود من هذه الجملة بالذات:
به من الفرق بين التفضيل و التفضل فهو واضح في حد نفسه
إلا أن ذلك لا يستفاد من الآية الشريفة حيث أن الوارد فيها: و أني فضلتكم على العالمين
و الظاهر المستفاد منها أني جعلتكم أفضل من غيركم و لم يقل: و أني تفضلت عليكم...
قال في القاموس: و فَضَّلَهُ تَفْضيلاً: مَزَّاهُ
لم أفهم المقصود من هذه الجملة بالذات:
و أما ما تفضلتمبل تعني أن فضل الله عليهم أعظم من فضله عليهم

إلا أن ذلك لا يستفاد من الآية الشريفة حيث أن الوارد فيها: و أني فضلتكم على العالمين
و الظاهر المستفاد منها أني جعلتكم أفضل من غيركم و لم يقل: و أني تفضلت عليكم...
قال في القاموس: و فَضَّلَهُ تَفْضيلاً: مَزَّاهُ
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
السلام عليكم و رحمة الله
قد يكون المقصود من التفضيل هو التمييز بمعنى أني ميزتكم عن غيركم بجعل أغلب الأنبياء منكم.... والله اعلم وأعتقد أن معنى القاموس يؤيد ذلك.
وبذلك أتفق مع الأخ حسن بان ذلك مسئولية أعظم.
والسلام عليكم و رحمة الله
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 241
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 12:21 am
- مكان: اليمن - صنعاء
لسان العرب 1729
فإِن أَردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناسِ ولم تقل خَيْرَةُ، وفلانٌ خَيْرُ الناس ولم تقل أَخْيَرُ، لا يثنى ولا يجمع لأَنه في معنى أَفعل. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: فيهنّ خَيرات حِسان؛ قال: المعنى أَنهن خيرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ، قال: وقرئ بتشديد الياء. قال الليث: رجل خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فاضلة في صلاحها، وامرأَة خَيْرَةٌ في جمالها ومِيسَمِها، ففرق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتج بالآية؛ قال أَبو منصور: ولا فرق بين الخَيِّرَة والخَيْرَة عند أَهل اللغة، وقال: يقال هي خَيْرَة النساء وشَرَّةُ النساء؛ واستشهد بما أَنشده أَبو عبيدة:
ربلات هند خيرة الربلات
وقال خالد بن جَنَبَةَ: الخَيْرَةُ من النساء الكريمة النَّسَبِ الشريفة الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثيرة المال التي إذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وقوله في الحديث: خَيْرُ الناس خَيْرُهم لنفسه؛ معناه إذا جامَلَ الناسَ جاملوه وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بمثله. وفي حديث آخر: خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله؛ هو إِشارة إِلى صلة الرحم والحث عليها.
ابن سيده: وقد يكون الخِيارُ للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث.
والخِيارُ: الاسم من الاخْتِيارِ. وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً: كان خَيْراً منه، وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه؛ الأَخيرة نادرة. ويقال: ما أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه، وهذا خَيْرٌ منه وأَخْيَرُ منه. ابن بُزُرج: قالوا هم الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ من الشَّرَارَة والخَيَارَةِ، وهو أَخْير منك وأَشر منك في الخَيَارَة والشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف.
وقالوا في الخَيْر والشَّرِّ: هو خَيْرٌ منك وشَرٌّ منك، وشُرَيْرٌ منك وخُيَيْرٌ منك، وهو شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله. وخارَ خَيْراً: صار ذا خَيْر؛ وإِنَّكَ ما وخَيْراً أَي إِنك مع خير؛ معناه: ستصيب خيراً، وهو مَثَلٌ. وقوله عز وجل: فكاتبوهم إِن علمتم فيهم خيراً؛ معناه إِن علمتم أَنهم يكسبون ما يؤدونه. وقوله تعالى: إِن ترك خيراً؛ أَي مالاً. وقالوا:لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذي الخَيْرِ. وروى ابن الأَعرابي:لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ، قال: والوجه الجر، وكذلك جاء في الشَّرِّ. وخار الشيءَ واختاره: انتقاه؛ قال أَبو زبيد الطائي:
رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّينِ مُخْتارُ إِنَّ الكِرامَ، على ما كانَ منْ خُلُقٍ،
وقال: خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار؛ وقال الفرزدق:
وجُوداً، إذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَمـاحَةً
أَراد: من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر، تقول: اخترته من الرجال واخترته الرجالَ. وفي التنزيل العزيز: واختار موسى قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا؛ وليس هذا بمطرد. قال الفراء: التفسير أَنَّه اختار منهم سبعين رجلاً، وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم، فلما جازت الإِضافة مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا: اخْتَرْتُكم رَجُلاً واخترت منكم رجلاً
زهر الأكم في الأمثال و الحكم اليوسي
واسم التفضيل إنّما يضاف على ما هم بعض منه، غير إنّه إن كانت الرواية تأخير الجن أمكن أن يستسهل في التابع ما لا يسوغ في المتبوع.
الثاني: بيت النابغة الذي تبجح به وفخر به على حسان هو من جيد الشعر، وقد اعترضه الأصمعي في انتصاره للرشيد على البرامكة. فإنَ النهار سواء هو والليل في الإدراك واللحاق ولا مزية لليل حتى يخص بالذكر. وقصة محاضرتهم مشهورة. قلت: وأنت إذا علمت وأنصفت عرفت أن ليس لحاق النهار كلحاق الليل الذي تنقطع الحركات لإقباله ويستكن كل أحد لغشيانه، ويخضع تحت أطنابه: فتشبيه الملك به أحق. وليتنبه الأديب إلى كلام النابغة وانتقاداته ليعرف مبلغ شعراء الجاهلية في معرفة الشعر والغوص على المعاني ويقدرهم حق قدرهم في هذا الباب ويعرف أنَّ البلاغة طوع إيمانهم وإنها تدب على ألسنتهم دبيب النمل، وتجري منهم مجرى الدم وتسري في أفكارهم سريان العذب السلسال، حتى يعرف مقدار من تحداهم رب العزة بكلامه فأعجزهم، وأنهم لأمر ما عجزوا وأذعنوا. فلا يغتر الفتى الجاهل اليوم ويتوهم إذا سمع شقاشق أهل إعصاره أنَّ أولائك أغمار. وقولهم للإنسان غير المستوطن: بيته على ظهره. وأصله في السلحفاة. ومثله قول الشاعر:
من رآني فقد رآني ورحلي حيثما كنت لا أخلف رحـلا
و قد آن أن أذكر ما يتيسر من الأمثال الشعرية في هذا الباب وما يجري على نمطها. وينخرط في سفطها. قالوا:
يدل به على جيف الكلابِ ومن يكن الغراب له دلـيلا
يريدون أنَّ من اتخذ الدنيء مرتادا واللئيم قوادا فهو يسوقه إلى سخفه أو يقع به إلى حتفه. وقال الآخر:
مشت بين أثوابه العقربُ ومن لم يكن عقربا يتقـى
و هو مثل قول العامة: من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب. وقول أبن دريد:
و عز فيهم جانباه واحتمى من ظلم الناس تحاموا ظلمه
أظلم من حيات أنباث السفا وهم لمـن لان جـانـبـه
و قال مسكين الدارمي:
و سمين الجسم مهزول النسب رب مهزولٍ سمينٌ عـرضـه
أي رب وهزول البدن والجسم كريم الأب رفيع النسب صين الحسب، وبالعكس. وقال رجل من مذحج:
و أمنتم فأنا البعـيد الأجـنـبُ إنَّ السوية إن إذا استـغـنـيتـم
و إذا يحاس الحيس يدعى جندبُ وإذا تكون كريهة ادعـى لـهـا
لا أم لي إنَّ كـان ذاك ولا أبُ! هذا وجدكم الصغـار بـعـينـه
و المثل هو البيت الوسط وفي معناه مثل من أمثال النساء يقلن: الطرية للهاتي، والقسية لأخواتي. وقال النابغة:
على شعث أي الرجال المهذب؟ ولست بمستبق أخـا لا تـلـمـه
و مثله قول الآخر:
فأين من الأخوان من هو كامـلُ؟ وإن كنت لم تصحب سوى ذي كمالة
و قولي من قصيدة:
مر فعش مفردا عن الخلانِ وإذا تبتغي صـديقـا بـلا ذا
و قال أبو عبد الله بن شرف في معنى بيت النابغة:
فإنَ بدر الدجى لم يعط تكميلا ولا تعتب على نقص الطباع أخا
و قال لبيد:
و بقيت في خلف كجلد الأجربِ ذهب الذين يعاش في أكنافـهـم
و قال أبن شرف في معناه:
به وخـلـف مـرذولا فـمــرذولا كم خانني الدهر في أوفى الورى فمضى
و قال الآخر:
إذا اخضر منها جانب جف جانبُ ألا إنّما الـدنـيا غـضـارة أيكة
الغضارة: الطين اللازب الأخضر وتطلق أيضاً على الخصب والنعمة.
وقال أبن شرف في معنى البيت:
رطبا ويبسا وماجوجا ومعسولا ولم يزل ثمر الدنيا لقـاطـفـه
و قال الآخر:
على منهلٍ من ورده لقريبُ وإنَّ امرئ قد سار تسعين حجة
و قال الآخر:
على عيب الرجال ذوو العيوبِ وأجرا من رأيت بظهـر غـيب
و قال أبن شرف في معناه:
إلاّ على العيب والعوراء مجبولا ولم تجد قط عيابا ومـفـتـخـرا
و قيل للأحنف بن قيس: دلني على رجل كثير العيوب! فقال: اطلبه عيابا فانه لا يعيب الناس إلاّ بفضل ما فيه! وقال امروء القيس:
ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب وانك لم يفخر عليك كفـاخـر
فإِن أَردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناسِ ولم تقل خَيْرَةُ، وفلانٌ خَيْرُ الناس ولم تقل أَخْيَرُ، لا يثنى ولا يجمع لأَنه في معنى أَفعل. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: فيهنّ خَيرات حِسان؛ قال: المعنى أَنهن خيرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ، قال: وقرئ بتشديد الياء. قال الليث: رجل خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فاضلة في صلاحها، وامرأَة خَيْرَةٌ في جمالها ومِيسَمِها، ففرق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتج بالآية؛ قال أَبو منصور: ولا فرق بين الخَيِّرَة والخَيْرَة عند أَهل اللغة، وقال: يقال هي خَيْرَة النساء وشَرَّةُ النساء؛ واستشهد بما أَنشده أَبو عبيدة:
ربلات هند خيرة الربلات
وقال خالد بن جَنَبَةَ: الخَيْرَةُ من النساء الكريمة النَّسَبِ الشريفة الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثيرة المال التي إذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وقوله في الحديث: خَيْرُ الناس خَيْرُهم لنفسه؛ معناه إذا جامَلَ الناسَ جاملوه وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بمثله. وفي حديث آخر: خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله؛ هو إِشارة إِلى صلة الرحم والحث عليها.
ابن سيده: وقد يكون الخِيارُ للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث.
والخِيارُ: الاسم من الاخْتِيارِ. وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً: كان خَيْراً منه، وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه؛ الأَخيرة نادرة. ويقال: ما أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه، وهذا خَيْرٌ منه وأَخْيَرُ منه. ابن بُزُرج: قالوا هم الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ من الشَّرَارَة والخَيَارَةِ، وهو أَخْير منك وأَشر منك في الخَيَارَة والشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف.
وقالوا في الخَيْر والشَّرِّ: هو خَيْرٌ منك وشَرٌّ منك، وشُرَيْرٌ منك وخُيَيْرٌ منك، وهو شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله. وخارَ خَيْراً: صار ذا خَيْر؛ وإِنَّكَ ما وخَيْراً أَي إِنك مع خير؛ معناه: ستصيب خيراً، وهو مَثَلٌ. وقوله عز وجل: فكاتبوهم إِن علمتم فيهم خيراً؛ معناه إِن علمتم أَنهم يكسبون ما يؤدونه. وقوله تعالى: إِن ترك خيراً؛ أَي مالاً. وقالوا:لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذي الخَيْرِ. وروى ابن الأَعرابي:لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ، قال: والوجه الجر، وكذلك جاء في الشَّرِّ. وخار الشيءَ واختاره: انتقاه؛ قال أَبو زبيد الطائي:
رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّينِ مُخْتارُ إِنَّ الكِرامَ، على ما كانَ منْ خُلُقٍ،
وقال: خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار؛ وقال الفرزدق:
وجُوداً، إذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَمـاحَةً
أَراد: من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر، تقول: اخترته من الرجال واخترته الرجالَ. وفي التنزيل العزيز: واختار موسى قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا؛ وليس هذا بمطرد. قال الفراء: التفسير أَنَّه اختار منهم سبعين رجلاً، وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم، فلما جازت الإِضافة مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا: اخْتَرْتُكم رَجُلاً واخترت منكم رجلاً
زهر الأكم في الأمثال و الحكم اليوسي
واسم التفضيل إنّما يضاف على ما هم بعض منه، غير إنّه إن كانت الرواية تأخير الجن أمكن أن يستسهل في التابع ما لا يسوغ في المتبوع.
الثاني: بيت النابغة الذي تبجح به وفخر به على حسان هو من جيد الشعر، وقد اعترضه الأصمعي في انتصاره للرشيد على البرامكة. فإنَ النهار سواء هو والليل في الإدراك واللحاق ولا مزية لليل حتى يخص بالذكر. وقصة محاضرتهم مشهورة. قلت: وأنت إذا علمت وأنصفت عرفت أن ليس لحاق النهار كلحاق الليل الذي تنقطع الحركات لإقباله ويستكن كل أحد لغشيانه، ويخضع تحت أطنابه: فتشبيه الملك به أحق. وليتنبه الأديب إلى كلام النابغة وانتقاداته ليعرف مبلغ شعراء الجاهلية في معرفة الشعر والغوص على المعاني ويقدرهم حق قدرهم في هذا الباب ويعرف أنَّ البلاغة طوع إيمانهم وإنها تدب على ألسنتهم دبيب النمل، وتجري منهم مجرى الدم وتسري في أفكارهم سريان العذب السلسال، حتى يعرف مقدار من تحداهم رب العزة بكلامه فأعجزهم، وأنهم لأمر ما عجزوا وأذعنوا. فلا يغتر الفتى الجاهل اليوم ويتوهم إذا سمع شقاشق أهل إعصاره أنَّ أولائك أغمار. وقولهم للإنسان غير المستوطن: بيته على ظهره. وأصله في السلحفاة. ومثله قول الشاعر:
من رآني فقد رآني ورحلي حيثما كنت لا أخلف رحـلا
و قد آن أن أذكر ما يتيسر من الأمثال الشعرية في هذا الباب وما يجري على نمطها. وينخرط في سفطها. قالوا:
يدل به على جيف الكلابِ ومن يكن الغراب له دلـيلا
يريدون أنَّ من اتخذ الدنيء مرتادا واللئيم قوادا فهو يسوقه إلى سخفه أو يقع به إلى حتفه. وقال الآخر:
مشت بين أثوابه العقربُ ومن لم يكن عقربا يتقـى
و هو مثل قول العامة: من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب. وقول أبن دريد:
و عز فيهم جانباه واحتمى من ظلم الناس تحاموا ظلمه
أظلم من حيات أنباث السفا وهم لمـن لان جـانـبـه
و قال مسكين الدارمي:
و سمين الجسم مهزول النسب رب مهزولٍ سمينٌ عـرضـه
أي رب وهزول البدن والجسم كريم الأب رفيع النسب صين الحسب، وبالعكس. وقال رجل من مذحج:
و أمنتم فأنا البعـيد الأجـنـبُ إنَّ السوية إن إذا استـغـنـيتـم
و إذا يحاس الحيس يدعى جندبُ وإذا تكون كريهة ادعـى لـهـا
لا أم لي إنَّ كـان ذاك ولا أبُ! هذا وجدكم الصغـار بـعـينـه
و المثل هو البيت الوسط وفي معناه مثل من أمثال النساء يقلن: الطرية للهاتي، والقسية لأخواتي. وقال النابغة:
على شعث أي الرجال المهذب؟ ولست بمستبق أخـا لا تـلـمـه
و مثله قول الآخر:
فأين من الأخوان من هو كامـلُ؟ وإن كنت لم تصحب سوى ذي كمالة
و قولي من قصيدة:
مر فعش مفردا عن الخلانِ وإذا تبتغي صـديقـا بـلا ذا
و قال أبو عبد الله بن شرف في معنى بيت النابغة:
فإنَ بدر الدجى لم يعط تكميلا ولا تعتب على نقص الطباع أخا
و قال لبيد:
و بقيت في خلف كجلد الأجربِ ذهب الذين يعاش في أكنافـهـم
و قال أبن شرف في معناه:
به وخـلـف مـرذولا فـمــرذولا كم خانني الدهر في أوفى الورى فمضى
و قال الآخر:
إذا اخضر منها جانب جف جانبُ ألا إنّما الـدنـيا غـضـارة أيكة
الغضارة: الطين اللازب الأخضر وتطلق أيضاً على الخصب والنعمة.
وقال أبن شرف في معنى البيت:
رطبا ويبسا وماجوجا ومعسولا ولم يزل ثمر الدنيا لقـاطـفـه
و قال الآخر:
على منهلٍ من ورده لقريبُ وإنَّ امرئ قد سار تسعين حجة
و قال الآخر:
على عيب الرجال ذوو العيوبِ وأجرا من رأيت بظهـر غـيب
و قال أبن شرف في معناه:
إلاّ على العيب والعوراء مجبولا ولم تجد قط عيابا ومـفـتـخـرا
و قيل للأحنف بن قيس: دلني على رجل كثير العيوب! فقال: اطلبه عيابا فانه لا يعيب الناس إلاّ بفضل ما فيه! وقال امروء القيس:
ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب وانك لم يفخر عليك كفـاخـر
قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت و يطهركم تطهيرا)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ولفاطمة وحسن وحسين(اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس)
اللهم صلي على محمد وآل محمد
أهل البيت و يطهركم تطهيرا)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ولفاطمة وحسن وحسين(اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس)
اللهم صلي على محمد وآل محمد