اقتباس من التفجيراتُ والإستقرارُ لماذا؟، وكيف؟
للعلامه_ابراهيم الوزير
المساواةُ بين الأفراد والأفراد ، وبين الطوائف والطوائف ، وبين الشرائح والشرائح في الحُقوق والواجبات ، وبين المذاهب والمذاهب ، والدعاة والدعاة ، المساواةُ في الحُقوق والواجبات هي الطريقُ الصحيحةُ لعدم التميُّز ، وهي الطريقُ للقضاء على العُنصرية سواء إدعاءُ البعض بالتميُّز ، أو ظلمُ هذا البعض وتهميشه ، كـُـلُّ ذلك شيءٌ سيءٌ سيء ، ولا يُقضَى عليه بالتعصُّب والتهميش والسجون والإعتقالات بل بالمساواة في كـُـلِّ الحُقوق والواجبات.
ومن الضروري الإقتناعُ بأن القضاءَ على أيِّ مذهب وتبديله بالسلفيين المتعصِّبين الذين يُكَفـِّرون بقية المسلمين ويتهمونهم بالكُفر والإبتداع شيءٌ مستحيل ، إن ذلك سيجعلُ أصحابَ المذاهب الأصلية في اليمن وهُما الزيدية والشافعية يتعصبون لمذاهبهم أكثر وأكثر ، وأيضاً من المستحيل جداً نزعُ حُـبِّ آل رسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- المطهَّرين من نفوس أبناء اليمن ، إن الجلاوزةَ كانوا يَعتقلون أيَّ خطيب زيدي يَذكُرُ الإمامَ علياً بنَ أبي طالب ، ويُصلي عليه وعلى رسول اللـَّـه ، وعلى فاطمة الزهراء ، والإمام الحسن والإمام الحسين -عليهم وعلى رسول اللـَّـه أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم- آخر الخطبة الثانية في خطبتـَـي الجمعة ، إن الذي يُكَرِّرُ ذلك من خُطَبَاء الزيدية كما هي العادة يُسجَنُ ، ويُحقـَّـقُ معه ، وربما عُذّب ، ويُسأَلُ عن كـُـلِّ شيء ، ويبقى في السجن شهوراً أو عدةَ سنوات إذا كان قوياً ثابتاً على معتقداته ، ولا يُقالُ له سببَ اعتقاله وسجنه ، وإن ذكْرَ علي بن أبي طالب هو السببُ ، بل يُقالُ له : أنتَ تدعو إلى الفتنة ، أنت تفرِّقُ بين صفوف المسلمين . وهكذا كلامٌ عامٌّ ، ثم يُعَذَّبُ ويُضرَبُ ويُهانُ ، وفي الأخير يُطلـَبُ منه أن يَترُكَ الخطابة وأيَّ نشاط في التدريس أو التعليم أو أيِّ شيء فكري ، أو أن يتعهّدَ بذلك كتابياً ، فإذا تعهَّدَ بذلك أُطلق سَراحُه ، وخرَجَ تعباناً لا يستطيعُ النشاطَ في تعليم ولا تدريس ولا خطابة ولا أيِّ شيء ؛ لأنه ممنوعٌ وهكذا يُحارَبُ العُلماءُ والدُّعَاةُ من فئة معينة ، و»يمغمغوا« سراً بأيدي الجلاوزة ، أملاً في القضاء على المذهب اليمني العظيم ، وأملاً في القضاء على حُـبِّ أهل الكساء المطهرين من آل رسول اللـَّـه الكرام.
وهل يُعقلُ أن يوجدَ استقرارٌ في مثل هذه الظروف ، وهذه الأعمال ، أين دُعاةُ الأخوّة ؟ ، أين دعاة المحبة ؟، أين دُعاة الإستقرار ؟.
إن مُحاولةََ القضاء على حُـبِّ آل رسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- في اليمن ضرْبٌ من الجُنون ، إنها محاولةٌ فاشلةٌ بكل المقاييس ، كم سيكونُ حُكمُ الرئيس لهذا البلد ؟ ، وكم ستكونُ سيطرةُ الضباط الكبار الذين يُزَيِّنُون له هذا العملَ ، وهذا الأمل؟ ، لنفترضْ أن الرئيسَ/ علي عبداللـَّـه صالح سيَحكُمُ اليمنَ ثلاثينَ عاماً أخرى غير هذه الثلاثين هل يستطيعُ أن يقضيَ الجلاوزةُ في عهده هذا على حُـبِّ آل رسول اللـَّـه في اليمن -صَلـَّـى اللـَّهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ-.
إن هذا الأمرَ يحتاجُ إلى سياسة مستمرة لمدة مائة سنة على أقل تقدير ، بل إلى مائتـَي عام ، بل إلى أكثر ، بل إلى ما لا نهاية إلى يوم القيامة ، وذلك أن الرسولَ الأعظمَ -صَلـَّـى اللـَّهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- دَعَا لأهل اليمن دعاءً ستبقى آثارُه ما بقي الدهر.
لقد أعلنت قبائلُ اليمن إسلامَها بين يدي موفد رَسُول اللـَّـه أمير المؤمنين عليٍّ بن أبي طالب بعدَ أن دعاهم إلى ذلك ، فكتَبَ الإمامُ عليٌّ إلى رسول اللـَّـه في السنة العاشرة من الهجرة أن هَمدانَ »والمقصودُ كـُـلُّ قبائل اليمن« قد أسلمت عن بَكرة أبيها دونَ أن تـُسفـَكَ قطرةُ دم واحدة ، فسَجَدَ رسولُ اللـَّـه »كما جاء في كتب السنن المعتبرة« لله شكراً ، ثم رفع رأسَه وقال : »السلامُ على همدان ، السلامُ على همدان ، السلامُ على همدان« ثلاث مرات ، وهو سلامٌ من الرسول الأعظم سيد الأمة الإسلامية ، وسيد آل رسول اللـَّـه المطهرين ، وسيد العالمين ، وستبقى آثارُه إلى يوم الدين.
إن حُـبَّ آل رسول اللـَّـه في قلوب اليمنيين منحةٌ من اللـَّـه ، ولا تستطيعُ أيةُ قوة في الأرض القضاءَ على ذلك ؛ ولأنها إرادةُ اللـَّـه ، ولا رَادَّ لقضائه ، ولا مُعَقبَ لحُكمه ، ومَن ذا يستطيعُ أن يقفَ أمامَ إرادة اللـَّـه وقضائه جل وعلا ، تلك إرادةُ اللـَّـه أن يُعليَ مكانةَ أهل بيت رسوله -صَلـَّـى اللـَّهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- ، ولا يستطيعُ أحدٌ الوقوفَ أمامَ إرادة اللـَّـه ، وكلما سابهم سابٌّ ، أو شتمهم شاتمٌ زاد اللـَّـهُ تعالى في مكانتهم وقدرهم كما قال الشاعر العربي :
وإذا أراد اللـَّـهُ نشرَ فضيلةٍ
طُوِيت أتاحَ لها لسانَ حَسودِِ
إن المساواةَ في الحُقوق والواجبات دونَ تفضيل ، ودونَ محاولة من جهة السلطة للقضاء على هذا ، أو لدعم ذاك ، بل الجميعُ أمامَ القانون ، وأمام السلطة ، وأمامَ القيادة سواءٌ هي الطريقُ الصحيحةُ ، وما ناله هذا يجبُ أن ينالـَه ذاك ، وما حُجبَ عن هذا يجب أن يُحجبَ عن ذاك ، وهي طريقُ الإستقرار والأمن والإزدهار ، يقولُ اللـَّـهُ تعالى : (إنما المؤمنون إخوة).التفجيراتُ والإستقرارُ لماذا؟، وكيف؟
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 9&Itemid=0
الزيدية والشافعية يتعصبون لمذاهبهم أكثر وأكثر
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1606
- اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
- مكان: صنعاء حده
- اتصال:
الزيدية والشافعية يتعصبون لمذاهبهم أكثر وأكثر
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif