حطة .... أم حنطة ،، يافخامة الرئيس .؟

[الهاشمي اليماني]

بسم الله الرحمن الرحيم

وإذ قيل لهم أسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وأدخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون – صدق الله العلي العظيم ( الآيتين الكريمتين 161-162 سورة الأعراف)

خلال ليلة التاسع عشر من مارس 2008 ظهر القائد الرمز مكفهر الملامح عبوس يتكلف الإبتسامة تكلفا بأسنانه ترك التبغ والقات أثرا لايمحى ولايخفى .. ظهر مبشرا بقنوات تلفزيونية جديدة رغم أن أكثريتنا لم تعد تملك تلفزيون والدليل واضح بالأعداد المتكدسة من البشر ..
قال الرئيس أن قناة خصصت للوعظ الديني ،،، بالطبع نفهم التوجه وبعد تأسيس مركز منارات الفكري والذي أعطيت له صلاحيات مستجدة وهو السيطرة على طباعة الكتاب المدرسي وتلقين الجيل الجديد فكرا مناراتي .
لست أعلم هي مغالطة أم تكريس أم إنتهاز بعد إبتزاز ،، البلاد تمر بمسغبة والمسغبة كان يمكن تجنبها بل ولم تكن بقاموس بلاد اليمن حيث الإنتاج الزراعي الوفير الذي وحسب الإحصائيات الأخيرة أن زراعة القات إختلست مساحة إضافية تقدر 35% من المساحة القابلة للزراعة وإذا قلنا أن مساحة زراعة القات السابقة كانت حوالي 15% فإننا سنصل لنتيجة كارثية وهي أن نصف الأراضي الصالحة للزراعة قد إحتلتها نبتة القات .. إذا لاقمح ( حنطة ).. أما الطرق التي تم شقها عشوائيا دون تخطيط ولامراعاة لعادات حياتنا اليمنية فإنها قد جرفت أكثرية المدرجات الخصبة الصالحة للزراعة والمثل حي ببلاد الطعام ( ريمه ) حيث تتجلى فضاعة جرف التربة وتعرية الأرض من غطائها الأخضر وبعد أن كانت تسمى بلاد الطعام ستتحول لبلاد الصخور .
إقتصر وعض الرئيس القائد خلال تلك المناسبة على التذكير بمضار المبيدات الزراعية دون أن يتطرق للمسببات وهي شجرة القات التي جلبت تلك المبيدات لها ... الرئيس ربما كان يعبر عن تذمره للقات المغشوش رغم أنه وعلية القوم ببلادي وهم القدوة يملكون مزارع خاصة بهم في مختلف مناطق اليمن المناخية ، ويعني أنهم يحرصون على إستمرار تدفق أوراق النبتة المشئومة على مدار العام .. ولم يعودوا مضطرين لشرائه ..
الوعظ ونوعية الوعظ ... أو الوعظ الموجه أو الإنتقائي لن يكن على الإطلاق بديلا للرغيف .. وحطة كما جاء بالآية الكريمة كانت دعوة لغرض محمود وولوج للنعيم الذي به خيري الدنيا والآخرة ... أما مايحاول به الرمز إلهائنا عن تضور أبنائنا وإعطائنا مواعظ إنتقائية بعد وضع اللمسات المناراتية .. حتما سيكون الجواب (( حنطة )) ..

[علي الحضرمي]

مرحباً بعودتكم أستاذنا وكاتبنا الكبير
ومرحباً بقلمكم الذي إفتقدناه

سيدي قد ساورتني مشاعر الإشفاق الممزوجة بالغضب حينما شاهدت ذلك الوجه الجهنمي على شاشة الفضائحية اليمنية !!
والغريب أنه لازال يبشرنا بدزينة مكتملة من الفضائحيات ( إثني عشر قناة ) !!

ملايين الدولارات ستُصرف على الكذب الممنهج والزيف المبرمج !
في الوقت الذي يحلم فيه الأغلبي ةمن هذا الشعب المطحون بالحصول على كيس قمح رخيص !!

ليست المشكلة في القات ولا في غيره !
المشكلة هي في هذه العقلية العصاباتية الإجرامية التي إنتزت على كرسي الحكم في غفلة من التأريخ !

[الهاشمي اليماني]

سيدي الكريم ... إستوقفني شئ من الوساوس خلال تقييمنا للأراضي الزراعية المهدرة والتي بسبب قلة القدوة تحولت لمزارع قات وتم إهمال الحنطة وغيرها من المحاصيل السيادية وأقول ألسيادية لأن من لايملك قوته لايملك سيادته ..
لكن لو فكرنا مثلا بعقلية المؤامرة ... هل يعقل أن يأتي تحليل القات وحتى خلال الصلوات متزامنا مع تهريب الأفيون إلى الصين ... نعرف عن حرب الأفيون التي شنها الإنجليز على الصينيين لتمزيقهم وتشتيت أفكارهم والإستيلاء على ثرواتهم وضمان عدم نهوضهم ... وفي نفس الوقت نعرف من السير أن الإنجليز نزلوا بجزيرة بوشهر الإيرانية قبل ثلاثة قرون وأحتلوها ثم بدؤا يخططون لمستقبل المنطقة من حكم مصالحهم لإستغلال شبه القارة الهندية ،، ونزولهم ببوشهر كان لتأمين الطريق ،،، والتي من أجلها حاصروا اليمن (الزيدية) لما يوازي ثلاثة قرون ، حصار وإحتواء وتأليب ..
القات تم تحليله بفتوى من شيخ الإسلام الشوكاني ، وكان للعالم الجليل "إبن حروية " الكثير من التحفظات على فتاوى الشوكاني وقد الف حينها كتابه الشهير " الغطمطم " كرد على الشوكاني .... وبالطبع نعرف قصة مأساة العالم إبن حروية وصلبه حتى الموت وبفتوى شوكانية ..
فهل كانت إيحائات الإنجليز تقف خلف تحليل القات من أجل تدمير الإقتصادي اليمني والذي حاليا بحال يرثى له ...؟؟؟ أكثر من تساؤل وأكثر من محطة تأمل ... نأمل أن تأتي التحليلات المعاصرة بما يفيد .