رداً على الدكتور ناصر محمد ناصر(أفهموا الزيدية)

[شرف الدين المنصور]

افهموا الزيدية بقراءتهالابمايقرأ لكم غيركم(إبراهيم الديلمي)
الأربعاء , 5 مارس 2008 م
قرأت في العدد السابق من صحيفة (الوسط) وتحديدا في صفحتها الأخيرة مقالا معنونا بـ"اتفاق صعدة ومستقبل الوحدة الوطنية للدكتور ناصر محمد ناصر". في البدء استغربت من الأسلوب الذي ورد به المقال وتصورت لوهلة أن صاحبه ليس الدكتور ناصر الذي أتابع غالبا مقالاته التحليلية التي يسطرها على صفحات (الوسط) والتي أتفق معه في مجملها وإن كانت لي بعض الملاحظات عليها، مرجع استغرابي يعود إلى أني سبق وأن قرأت للدكتور/ ناصر في إحدى مقالاته -إن لم تخني الذاكرة- أنه يجب التنسيق بين فعاليات الاحتجاجات السلمية في الجنوب والحركة الحوثية في صعدة من أجل التصدي للمشروع الذي تعمل عليه السلطة والذي سيودي باليمن إلى الهاوية.
كما يعود استغرابي أيضا إلى وجود حملة منظمة في هذه الأيام تتبناها بعض التيارات والشخصيات والتي يوجد لديها عداء أيديولوجي وعرقي مع الزيدية والهاشميين مستخدمة في هذه الحملة إمكانيات هائلة (إعلامية وسياسية في المقام الأول) بهدف عرقلة تنفيذ الاتفاق الذي أوقف نزيف الدم اليمني برعاية قطرية مشكورة تمهيدا للقضاء عليه فيما بعد كما يبدو.
وكنت أعتقد -ولا زلت أتمنى- أن لا يكون الدكتور ناصر من ضمن تلك الجوقة التي سبق ذكرها والتي لحسابات مستقبلية غير وطنية ولا إنسانية تريد إضعاف النظام الحالي بكافة الوسائل الممكنة متبعة في ذلك ما تشربته من مبادئ فاسدة (ميكيافيللية وبراجماتية) غير مدركة أنها ستوصل اليمن إلى نفق مخروب وليس مظلما فحسب - أو ربما أنها تعمل لمصلحة قوى استخباراتية معادية لليمن ولصالح دول معينة عرفت بعدم محبة الخير والاستقرار لبلدنا العزيز.




ولكن بالعودة إلى أرشيفي الخاص من جريدة (الوسط) وبعد مراجعة مقالات الدكتور ناصر وجدت فيها تحاملا غير موضوعي على ما يسمى بالحركة الحوثية في صعدة، كنت أرجعته إلى قلة بضاعته ومعرفته بما لدى الحوثيين -والذي له الحق في الاختلاف معهم فيما يطرحونه - ولكن كان من المفترض بالدكتور ناصر الاطلاع على ما لدى الحوثيين خاصة بعد دعوة قائدهم/ عبد الملك الحوثي الجميع لمعرفة ما لديهم كما عرض على الجميع أيضا قراءة ملازم أخيه/ حسين بدر الدين الحوثي (رحمه الله) وعدم الحكم المسبق عليهم إلا بعد معرفة ما هم عليه بالفعل لا بما ينسبه إليهم الآخرون ولكن في المقال الأخير المشار إليه وجدت أن الدكتور ناصر قد تجاوز نقده للحوثية كظاهرة برزت مؤخرا من أوساط الزيدية ووجه انتقاداته الغير موضوعية كذلك للزيدية المدرسة الفكرية العظيمة والتي لا يعرف قدرها إلا من اطلع عليها وهنا أحيل الدكتور ناصر إلى قراءة كتب وتراث الزيدية أيضا لكي لا يصدر أحكامه المسبقة عليها.
وقبل الخوض في إيراد الملاحظات على مقاله الأخير أقول له: من أين جاءت فكرة وجود اتفاق مغاير لما هو معلن -خاصة بعد إعلانه من قبل رئيس الوزراء في اجتماعه الأخير بقيادات المشترك - ألم تصدر تلك الدعاوى من دعاة الحرب الذين نعرفهم جميعا ومن الصحف الصفراء الحاقدة على الوطن؟!
عموما أعود إلى المقال الأخير وأبرز ما لاحظته رفض الدكتور ناصر، الشديد لفكرة إنشاء جامعة لتدريس الفقه الزيدي بدعوى أن جامعة مثل هذه سترفع شعارات وأفكار الزيدية الإمامية وهي شعارات وأفكار أكثر انغلاقا من شعارات وأفكار السلفية، إذ أنها تجمع بين التعصب الديني والتعصب السلالي كما يدعي!! وهنا أود أن أسأله ما هي مظاهر هذين التعصبين المنسوبين للمدرسة الزيدية وما هو الذي نسب للزيدية من أعمال إرهابية تستهدف المجتمع أو تستهدف الأجانب وما هي الفتاوى التي صدرت من قبل علماء الزيدية تكفر الآخرين؟ وما هو الإرهاب أصلا؟
إن الحملات على الزيدية في اليمن امتدت لسنوات غير قليلة ماضية وجاءت حرب صعدة تتويجا لتلك الحملات، وها هي الحملات تستمر ولم يصدر عن أي من الشخصيات العلمية الزيدية أي بيان تكفيري ضد الآخر ولم يقم أي من الزيدية بتفجير نفسه في الأسواق أو السياح.
ثم إن كثيرا من الزيدية والهاشميين هم من قاموا بالثورة ودافعوا عنها وقتلوا في سبيلها من أجل أهدافها والتي من أبرزها إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات وهذا ما ينفي التعصب السلالي أو الديني المزعوم على أبناء الزيدية.
كما أن الدكتور ناصر يؤكد على العداء المتأصل بين الزيدية والسلفية وأقول له نعم إن هذا حاصل ولكن لماذا وجد؟
إن الزيدية تحس بالغبن والظلم الشديدين نتيجة القمع السلطوي والتكفير الذين تعرضت لهما من قبل الإخوة السلفيين وبرعاية رسمية وبدعم خارجي ولكنها مع ذلك لم تقابل ذلك إلا بالصبر والإعراض والصفح الجميل عسى الله أن يهدي إخواننا وبني جلدتنا ويركزوا جهودهم معنا للتصدي لأعداء الأمة من الصهاينة وأعوانهم الأمريكيين.. وأقصى ما قامت به الزيدية هو الرد العاقل عبر الكتابات الصحفية وإصدار الكتب التي تحاول الرد على اتهامات الآخرين حتى لقد اتهمت الزيدية وعلماؤها وكذلك الساسة والمفكرون من أبنائها بالجبن والخوف إلى أن قال قائلهم بأن الزيدية لم يعد لها وجود وأن اليمن قد أصبح من دول السنة والجماعة كما قرأت!!ثم إن الدكتور ناصر يحذر من إفراز هاتين المؤسستين (جامعة الإيمان والجامعة المزعومة للزيدية) فأقول أين هذه المجاميع الممثلة للزيدية في سوق الوعاظ والخطباء؟ ألم يتم إقصاء وعزل خطباء الزيدية وجرى تهميش خيرة علمائها ومفكريها وقضاتها من أجل إحلال البديل عنهم والذي يجاهر بالتكفير والتفسيق للزيدية نفسها ولكل متشيع لآل البيت على امتداد العالم.- أليس من الإنصاف السماح للزيدية بتدريس الفقه الزيدي تحت إشراف الدولة ومن خلال المؤسسات التعليمية الحديثة ليس لأبناء الزيدية فحسب بل لكل أبناء اليمن والعالم الإسلامي؟- أليس من الظلم أن لا تستفيد الأمة الإسلامية من تراث قد يساهم في النهوض بها من واقعها المر الذي تعيشه؟ - أليس من الإجحاف والانتقاص لتاريخ اليمن واليمنيين أن تدرس مدارس فكرية دخيلة على اليمن وتمنع الزيدية والتي لها أكثر من ألف عام من التواجد على أرض اليمن جنبا إلى جنب مع الشافعية؟ - إن الحديث عن المؤسسة التعليمية وضرورة بقائها مؤسسة وطنية تبنى مناهجها على احتياجات المجتمع العلمية والمهنية وعلى منظومة القيم الجامعة لا المفرقة التي تقبل بالمختلف.. الخ ألا توجد هذه الاحتياجات المجتمعية داخل المدرسة الزيدية؟ أم أنها حكر على الآخر المستورد؟-لماذا لا يتم إيراد مثل هذا الكلام الجميل إلا في سياق التحذير من الزيدية لا غيرهم؟-لماذا هذا هل لأن الزيدية هي المذهب الوحيد الذي لا يمنح درجة الاجتهاد إلا لمن أحاط بالمذاهب الإسلامية الفقهية جميعها وقد يختار قوله من إحدى هذه المذاهب وإن خالف المذهب الزيدي.
-بعد كل ما أورده الدكتور ناصر أراه يقر بحق الشرائح في التعبير عن أفكارها ورؤاها في إطار الدستور والقانون حتى بامتلاك الصحف والإذاعات وقنوات التلفزة وغيرها وهنا يقال أين هذه الصحف والقنوات التي تمتلكها الزيدية؟ ألم تغلق صحف مثل الشورى والأمة بدعوى زيديتهما، إن الزيدية اليوم محرومون حتى من تنظيم أنفسهم حتى في المجال السياسي أيها الدكتور النجيب وما الإجراءات التي نالت حزبي اتحاد القوى والحق عنا ببعيدة بدعوى أن الجناح العسكري لهما هو الذي يقاتل في صعدة!!-إن الدكتور ناصر وهو الذي لم يتلفت بعد إلى مخرجات الواقع الفكري على مستوى العالم لن يكون أقل انغلاقا وأقل عدائية للعصر من السلفية لأنه لم يدرك بعد أن ثورة الاتصالات وما تنتجه القنوات والصحف والإعلام العالمي وما أفرزته العولمة قد أصبح هو المسيطر على عقول أجيالنا وأبنائنا وناشئتنا ولن تكون الجامعة الزيدية إن وجدت إلا محاولة لإعادة أجيالنا إلى الفكر الإسلامي الأصيل بالتعاون مع المدارس الفكرية والتنويرية في العالم الإسلامي لمواجهة المخطط الاستعماري الجديد بقيادة أمريكا وإسرائيل وبمعاونة الأذناب من الأنظمة العربية الخانعة.أختم مقالي هذا بالتندر من دعوة الدكتور ناصر للمجتمع وقواه الحية إلى عدم السكوت على إقدام النظام على تحويل المؤسسة التعليمية إلى تركة بين الفرقاء المذهبيين للحفاظ على كرسي مهتز وسلطة مهترئة كما زعم!!-هل الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي وارتهان البلاد للخارج والتفريط بالسيادة الوطنية وغيرها لم يعد مهما الانتباه لخطرها على مستقبلنا جميعا وأصبح الهم الوحيد هو القضاء على الزيدية وعدم السماح لهم حتى بتدريس معتقداتهم وما يؤمنون به.-هل أصبح ما يعانيه اليمنيون من ظلم وقهر مجرد مزحة في مقابل الخطر الزيدي المزعوم.-هل ما يتعرض له المستضعفون في غزة بسيط وشيء عادي لا ينبغي الالتفات إليه لأن الزيدية قد يفكرون في تعليم معتقداتهم؟-هل أصبحت الرسوم الدنماركية وما تعرض له رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لا يستحق الذكر لأن الزيود قد يتجرؤون على تثقيف أبنائهم وتعليمهم ثقافة ومعتقدات يدينون الله بها؟ -هل الأساطيل الزيدية والبوارج العسكرية الحوثية أكثر خطرا على الأمة من أمريكا وإسرائيل.-هنيئا أيها الزيدية لقد احتليتم فلسطين والعراق وأفغانستان وهددتم إيران وسوريا ولبنان وأنزلتم فرقاطاتكم العسكرية وجنودكم المجهزة بأحدث السلاح لأنكم تريدون الحفاظ على هويتكم عبر إنشاء جامعة لم تفكروا حتى بإنشائها.
-تحية إكبار وإجلال لكم أيها الأفذاذ من أبناء الوطن اليمني العظيم لتصديكم لأكبر خطر يواجه الامة وهم الزيدية والشيعة والحوثيون وجامعتهم التي ستنافس الجامعات العريقة في اليمن والتي من الممكن أن تساهم في خلق أجيال وأجيال أكثر انغلاقا وجمودا وتعصبا مما هو موجود!!

[مواطن صالح]

[img]افهموا%20الزيدية%20بقراءتهالابمايقرأ%20لكم%20غيركم[/img]

شكر ا اخى شرف على النقل