باحث من صعدة يكتب عن الأسباب لبروز الظاهرة الحوثية

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر الهمداني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 418
اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
اتصال:

باحث من صعدة يكتب عن الأسباب لبروز الظاهرة الحوثية

مشاركة بواسطة ناصر الهمداني »

باحث من صعدة يكتب عن الأسباب التاريخية والسياسية والمذهبية لبروز الظاهرة الحوثية

03/02/2008 م - 02:41:21

الاشتراكي نت / متابعات
---------------
طرح احد الباحثين رؤية مختلفة عن ما هو سائد في الاعلام الرسمي والمعارض حول طبيعة الظاهرة التي اصبحت تعرف بـ(الحوثية) أوبجماعة الحوثي التي تم مواجهتها عسكريا من قبل الدولة في اربعة حروب مند يوليو2004م وحتى يوليو2007م الحوثية او ما
وجاء في مقالة للكاتب عبد الملك العجري نشر الجزء الاول منه في صحيفة الشارع ان هنالك اسباب تاريخية وسياسية ومذهبية ساهمت مجتمعة في بروز حسين بدر الحوثي وانصاره في منطقة مران بمحافظة صعدة
وفيما انتقد العجري دور السلطة في قصر تعاملها مع الجماعة عبر الوسائل الامنية والعسكرية اشار الى وجود ما يشبه الاضطهاد التاريخي لاتباع المذهب الزيدي مند ثورة سبتمبر وسقوط حكم الائمة في 1962م و فاقم من مشاعر الغبن تحالف الدولة في الشمال مع قوى اقليمية ومحلية تعتنق المذهب السلفي الوهابي مشيرا الى ضعف الديمقرطية والخلافات التي عصفت بحزب الحق وغيرها من الاسباب التي ساهمت في اتساع تاثير حسين الحوثي وجماعته في صعدة ومناطق اخرى من اليمن ولاهمية المقال يعيد الاشتراكي نت نشره على النحو التالي
-----------------------------

عبد الملك العجري
Alejri77@hotmail.com
تدل المؤشرات على الأرض على أن مرحلة جديدة ومختلفة عن سابقاتها من الصراع قد بدأت بالفعل وأن السلطات اليمنية أخطأت في تعاملها مع الأزمة في صعدة بنظرتها لها من ناحية جنائية وأمنية وتركيز اهتمامها على تجريم الحوثي وأتباعه وغياب النظرة الموضوعية للازمة كما هو الحال في الاتجاهات الحديثة في ميلها إلى التعامل مع أحداث العنف كظواهر اجتماعية وثقافية قبل كونها مشاكل جنائية.
فإدانة العنف- كما يقول د. الشرجي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء – باعتباره مناقضا لثوابت العقل الإنساني ولطبيعة الإنسان العاقلة ومنافيا للأخلاق البشرية هو أمر غير علمي وغير واقعي، فالتعامل العلمي والواقعي مع ظاهرة العنف يتطلب ابتداء تحليل البنية الثقافية للمجتمع بهدف الكشف عن مصادر العنف فيه وطبيعة انعكاساته على العلاقات الاجتماعية والسياسية بين القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع، وهو ما أكدت عليه التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة في التعامل مع مشاكل العنف لاسيما في إقليم شرق المتوسط. فالتناقضات الكامنة في الهياكل الاجتماعية والسياسية والثقافية هي التي تؤسس للعنف وتهيئ له، ولهذا السبب ونظرا لعوامل الاختطار المتعلقة بالعنف والآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها العنف أجريت العديد من البحوث والدراسات في أكثر من بلد لتحليل دوافع الاضطرابات المدنية ودوافع العنف الجمعي، فتبين أن إحباط الآمال الناتج عن النضال من اجل الحقوق المدنية وانعدام العدالة والمساواة والديمقراطية في المجتمع واعتماد سياسة تمييزية وطبيعة العلاقة القائمة بين الثقافة السائدة والثقافات الفرعية في المجتمع تمثل الخلفية النفسية والاجتماعية التي تقف وراء أحداث العنف والاضطرابات المدنية.
وباعتقادي وبناء على ما سبق فان قراءة لأحداث العنف التي مرت بها صعدة من منظور نفسي اجتماعي والاستفادة من الاتجاهات النظرية في هذا المجال ربما تساعد في إزالة الكثير من جوانب اللبس والغموض الذي أحاط بها وتقدم تفسيرا أكثر واقعية يساعد على وضع الاستراتيجيات المناسبة والكفيلة بالحيلولة دون تكرارها ووضع حلول أكثر ديمومة من الحلول المؤقتة، ومع أن الأمر يتطلب دراسة علمية معمقة وجادة لكن هذا لا يمنع من محاولة القراءة الأولية لعوامل هذا الصراع.
ولفهم الظاهرة الحوثية فإنه لا يمكن عزلها عن السياق النفسي والاجتماعي للزيدية في اليمن، الذي نشأ عقب قيام ثورة 26 من سبتمبر وطبيعة العلاقة التي قامت بينها (أعني الزيدية) وبين الأنظمة المتعاقبة بعد الثورة. وإنكار البعض وجود علاقة بين الحوثية والزيدية أمر غير دقيق فليس أدل على ذلك من حدوثها في صعدة العاصمة الروحية والفكرية للزيدية وانحدار زعيمها من أسرة علمية زيدية عريقة، لكن هذا لا يعني أن كل زيدي حوثي بالضرورة فالحوثية في الزيدية كالجارودية والصالحية فيها، وإذا شئنا الدقة فالحوثية ما هي إلا التعبير الفج والعنيف عن هذا السياق النفسي الاجتماعي الذي وجدت الزيدية نفسها فيه عقيب قيام الثورة والإرهاصات التي سبقتها والتي تلتها فهي إحدى نتائج هذا الوضع وحالة من حالات عدة أنتجتها العوامل النفسية الاجتماعية التي حكمت العلاقة بين الثورة والزيدية، وهو ما يميز، وان بشكل عام، بين الحوثيين وبقية الزيدية. هذه العوامل وان كانت لا تقود بالضرورة إلى العنف، فهي، كما تسميها أدبيات علم النفس الاجتماعي، عوامل مهيئة أو استعدادية، لكن خطورتها أنها في كثير من الأحيان لا تحتاج إلا لسبب بسيط يعمل عمل البارود للوقود المعد والمهيأ أصلا للاشتعال، وفي قضيتنا يمكننا أن نحدد أهم العوامل التي أدت إلى تفجير الصراع:
جذور العداء والهجمة الشرسة على الزيدية
العامل الأول: الخوف على الهوية.
من المعروف أن السلوك العنيف يرتكبه الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان إزاء هويتهم ومكانتهم الاجتماعية. والدراسات في هذا المجال تفيد أن شعور أعضاء جماعة بالتعرض للتهديد أو للإصابة بالأذى يولد مشاعر عدائية تجاه مصدر الأذى والتهديد.
وعامل الخوف على الهوية الزيدية ارتبط بشكل واضح بقيام ثورة 26 سبتمبر وما شكلته من تحد صعب جعل الهوية الزيدية على المحك، وتساءل البعض عن مستقبل الفكر الزيدي والخسارة التي خسرها بسقوط نظرية الإمامة. والواقع انه، وبالنظر إلى النزعة العقلانية للفكر الزيدي المناصر للعقل وحرية الاختيار، كان من المقدر لها أن تجعل العلاقة بين الفكر الزيدي والنظام الجمهوري أكثر توافقا وانسجاما. ولا ننسى أن ثورة 1948، هي، في حقيقتها، انقلاب سياسي داخل البيت الزيدي كما يصفها البعض، لكن الذي حدث –كما يحدثنا د.المقالح- انه في أواخر الخمسينيات، حين اشتد الصراع بين المعارضة الوطنية ونظام الإمام احمد، وصل الأمر ببعض المعارضين إلى هجاء الفكر الزيدي واتهامه بالتعصب والجمود. ويضيف: "أن الكراهية للنظام الملكي يومئذ ساعدت تعزيز الاعتقاد بأن الزيدية ما هي إلا مذهب الأئمة الحاكمين".
في السنوات الأولى للثورة كانت ممارسات مثل التصفيات التي طالت شخصيات علمية زيدية، إثارة فتنة عنصرية عدنانية قحطانية تولى كبرها البيضاني، واتهام كل ما هو زيدي بالملكية والرجعية، واستبعاد العلامة المطاع والعلامة المنصور من مجلس قيادة الثورة... تلك الأعمال ألقت بظلالها على الأهداف الحقيقية للثورة وجعلت بعض الشخصيات الزيدية تنظر إلى الثورة نظرة سلبية، وأخذ بعض من شاركوا في ثورة 1948، يراجعون حساباتهم. وهذا -أعني الخوف على مستقبل الفكر الزيدي- يفسر لنا لماذا كانت صعدة آخر محافظة تعترف بالنظام الجمهوري.
بدء انطلاق الفتوحات السلفية للمعاقل الزيدية
العامل الثاني: الشعور بالحرمان النسبي وانعدام المساواة.
يرتبط هذا العامل بثمانينيات القرن المنصرم والصراع مع التيار السلفي والمكاسب التي حققها والامتيازات الاجتماعية والاقتصادية التي حصل عليها والاحتضان الرسمي لرموزه مقارنة بوضع الزيدية الواقع على هامش النظام السياسي وهذا ما نعنيه بالحرمان النسبي.
ففي هذه المرحلة استطاع التيار السلفي الاستفادة من حدثين هامين على الصعيدين المحلي والإقليمي واستغلالهما لصالحه. الأول: تمثل في الجبهة الوطنية وما شكلته من ضغط سياسي وعسكري على الدولة. والثاني: الإعلان عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران 1979، وما ولده من مخاوف عميقة لدى الأنظمة العربية التي رأت في الثورة الإيرانية خطرا يتهددها وتشيعا دينيا وسياسيا لشعوبها.
فكان الوقوف بوجه المد الماركسي والمد الشيعي يمثل هدفا مشتركا للنظام السعودي والتيار السلفي في اليمن، ومن هنا عملوا -أي السلفيون- بالتنسيق مع المملكة على استغلال عجز الدولة أمام الواقع الذي فرضته الجبهة وحاجتها إليهم في هذين المدين. وقد أثار السلفيون والسعودية مخاوف الدولة من أي تواصل إيراني زيدي, الأمر الذي جعل الدولة تحتضن التيار السلفي وتبارك عمله وتدعمه بالمال والسلاح، فضلا عن المال السعودي الذي أخذ يتدفق عليهم بسخاء.
واستطاعوا أن يستغلوا هذه الفترة لتحقيق أهدافهم الخاصة وذلك بتوسيع قاعدتهم واستغلال موارد الدولة في بناء مؤسسات تعليمية تخدم توجههم، ونجحوا في السيطرة على وزارة التربية والتعليم.
وخلال هذه المرحلة انتشروا بشكل واسع في مختلف أنحاء اليمن، وتمكنوا من شن هجمة شرسة على الزيدية، والقيام بفتوحات سلفية للمعاقل الزيدية وصلت هذه المرة إلى صعدة وهو أمر له دلالته فصعدة هي العاصمة الروحية والفكرية للمذهب الزيدي والحصن الحصين والملاذ الآمن له. فتاريخيا وفي كل حالات المد والجزر والتوسع والانكفاء للمد الزيدي كانت صعدة هي الحد الأدنى للطموحات الزيدية التي لا يمكن التنازل عنها، ولكن هذا الثابت التاريخي تعرض للاختراق على أيدي السلفية الوهابية، وهو ما جعل الزيدية ينظرون إليهم كخطر حقيقي يتهدد وجودهم، وشعروا بان الدولة تنظر إليهم بطريقة غير عادلة إن لم تكن تمييزية، ففي حين يتمتع التيار السلفي بكل تلك الامتيازات والإمكانات الاقتصادية الهائلة والمعاهد العلمية المنتشرة في كل مكان في ظل احتضان رسمي، كانت تهمة الولاء تطارد الزيدية –وهي التهمة التي لاحقت الشيعة في عموم المنطقة العربية منذ قيام الثورة الإيرانية –حيث قامت الأجهزة الأمنية بملاحقة الناشطين السياسيين من أبناء الزيدية وفرض رقابة شديدة على المطبوعات الزيدية الشحيحة في الأصل.
أيضا في هذه المرحلة لم يكن للزيدية أي وضع اقتصادي يذكر أو تجمع سياسي أو منظمة قانونية ولا يمتلكون مؤسسة تعليمية واحدة، حتى المعهد الذي درس فيه الحوثي ورفاقه في عاصمة الزيدية كان معهدا سلفيا يدرس فيه المنهج السلفي.
هذه السياسة التي انتهجتها الدولة قوبلت بالاستياء والامتعاض من قبل جمهور الزيدية وولدت لديهم الشعور بالحرمان والإقصاء والتهميش وانتقاص الحقوق.
الحرب على الزيدية بعد الوحدة
العامل الثالث: الفشل المتكرر والشعور بالإحباط.
يرتبط هذه العامل بتسعينيات القرن المنصرم والإعلان عن قيام الوحدة اليمنية في مايو1990، والمناخ السياسي الجديد الذي أقر التعددية السياسية والحرية الإعلامية والفكرية.
وكغيرهم قرر مجموعة من الناشطين السياسيين والشخصيات الزيدية الاستفادة من المناخ الجديد في إعادة تنظيم أنفسهم سياسيا وثقافيا وفكريا والمشاركة الايجابية والفاعلة في الحياة السياسية.
لكن الفشل كان حليف كل التجارب التي كانت تتعثر من أول خطوة ومنها أو على رأسها تجربتا حزب الحق والمراكز الصيفية.
وقفت وراء هذا الفشل عوامل داخلية عدة كالافتقار إلى الإمكانيات المادية والاقتصادية اللازمة لمثل هذه المشاريع، إضافة إلى افتقاد القيادة التنفيذية في الحزب قواعد الممارسة السياسية وقصور التنظيم، وكذلك الحال بالنسبة للمراكز الصيفية. وأخرى خارجية حيث كان الخوف من تكوين قوة سياسية فاعلة ومؤثرة تمتد إلى معظم المناطق المعروفة تاريخيا بانتمائها للزيدية يدفع بالقوى الكبرى في البلد (المؤتمر-الإصلاح) إلى التآمر على هذه التجارب لخنقها في مهدها ووضع العراقيل أمامها، وقد زادت حدة هذه المخاوف بعد الحضور اللافت للنظر والحشد الجماهيري الضخم في مخيم الفتح بالحمزات الذي دعا إليه حزب الحق وحضره ما يزيد على 20 ألف مواطن من مختلف مدن وقرى محافظة صعدة والوفود المشاركة من محافظات أخرى، فارتعدت له فرائص الثنائي (المؤتمر-الإصلاح) وأعلنوها حربا ضروسا سخروا لها كل إمكانيات الدولة بالترغيب والترهيب حينا وباستخدام الوظائف العامة حينا آخر، ووجهوا ضربات موجعة ومتتالية إلى هذا الحزب الوليد.
وتأتي انتخابات 1993، فيظهر الحزب أداء متواضعا بعدها يتعرض لموجات من الانسحابات الجماعية. وبسرعة ينتقل من مرحلة الولادة مباشرة إلى مرحلة الشيخوخة فالموت وان لم يعلن عنه بشكل رسمي، لتلحق به بعد فترة المراكز الصيفية التي كانت بدورها قد تعرضت لتصدعات داخلية عملت أطراف رسمية على تغذيتها.
وهكذا فشل يتلوه فشل من بعده فشل، وتموت الأحلام بعد ولادتها وتتبخر الأماني والآمال ويضيع النضال من اجل نيل الحقوق، وتتحكم في النفوس مشاعر الإحباط والنفور من العمل المنظم وتفضيل الأعمال الفردية.
وقبل أن ننهي حديثنا أود أن أشير إلى عامل آخر يتفاعل مع كل العوامل السابقة وهو حجم الأقلية أو الشعور القلوي، كما يسميه الباحث والمفكر عبد الإله بلقزيز، الذي يلازم الجماعات الصغرى، ومنها الزيدية الخائفة على نفسها من الذوبان في المحيط الكبير، ويدفعها نحو إنتاج عصبيتها الطائفية والتحصن ضمن أسوار كيانها.
وفي حلقة قادمة سنعرف كيف استقبل الحوثي هذه العوامل وتعامل معها


http://www.aleshteraki.net/news.php?act ... ewsID=3537
صورة
من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“