نجي على طبق البيض ذيه من السنينه

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

نجي على طبق البيض ذيه من السنينه

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

صورة
"أم أحمد" امرأة تخطو نحو التسعين, وبعد لا تزال تعمل, تفترش الرصيف هي وطبق بيض مسلوق رفعته عن الأرض فوق برميل صغير, وإلى جانبها عدد من قوارير بلاستيكية يملؤها الحليب, وكيس خصصته لقشر البيض فهي لا تسمح لزبائنها برمي القشر على الأرض لذا تحافظ على نظافة مدينتها.
دوماً ستجدها في الركن عند بداية "باب السباح",امرأة تتشح السواد, طرحة كبيرة تغطي بها رأسها وتتخذها كلثام تغطي وجهها, فلا يبقى منه إلا عينان باسمتان غائرتان تحملان أوجاع سنوات وتعب طوال, وعباءة بالية لطخها التراب, لكنها تغطي بها جسدها النحيل بعناية, فلا يظهر منه إلا يدان منقوشتان بالعروق.
حينما سألتها عن اسمها همست في أذني به "....." وعادت لتسألني"باتكتبي اسمي في الصحيفة؟",..."ماشي لا تكتبيش اسمي قولي أم أحمد..هو ابني الكبير", وعن عمرها "قولي خمس وثمانين ..تسعين " تؤرخ ميلادها "إحنا من قبل الثورة".
كنت أحدثها , وهي ترتكز لحائط متسخ خلفها ,يبدو أنها لا تهتم لذلك كثيراً ,لكنها تتقي برد البلاط بقطعة كرتون استعارتها من رفقة الرصيف جوارها , وتحمل في يدها سبحة تحركها باستمرار, وحافظة نقود قماشية حرصت على تعليقها بخيط سميك حول عنقها ,وابتسامة رضا تملأ عينيها المتعبتين.
البيض المسلوق هو تجارتها الخاصة لكنها لا تبيع الحليب إلا إذا وفرته لها جارة بعيدة ,"أم أحمد" لا تملك "ماشية", إذا ما استطاعت تصريف الـ 10 قوارير فسعر واحدة هو نصيبها من البيع"إذا بعت عشر منهن لي واحدة" قالت.
تصحو السيدة المسنة مع الفجر, لتنطلق في السادسة والربع من السنينة مقر سكنها إلى باب السباح مكان عملها هذه الطريق الطويلة وهي تحمل طبق بيض مسلوق انتهت من إعداده صباحاً "نجي على طبق البيض ذيه من السنينه لهانا",وبالأمس اشترته من شارع الرقاص "اشتري البيض من الرقاص, وأنجحه في البيت قبل ما أجي لهانا ".
الربح زهيد لا يستحق كل هذا العناء ,يتراوح بين الـ100 والـ150 ريالاً يومياً, لكن هذا كل ما بوسعها توفيره بعد أن تشتري البيض, لم تكن تعمل من قبل توفي زوجها قبل 15 عاماً "خرجت اشتغل بعد ما مات زوجي هو كان يشقى علينا الله يرحمه".
نظرة واحدة تكفي لتعلم أن أسباباً أخرى دفعت بالمسكينة للرصيف, تبوح ببعضها "ولدي الكبير تاعب يرحم الله ما يقدرش يشتغل" لكنها تخفي علته, وتكمل مصنفة أولادها والثاني عسكري والثالث هو مطوع يدرس القرآن في المدرسة وبناتها"ثلاث متزوجات".
لا موعد محدد ـ تعود فيه لبيتها "أي حين ما كمل البيض رجعت للبيت", وأين تأكل غدائها "أكل عند أبني المريض هو متزوج ومرته تجهز الغداء وإذا تأخرت يبقو لي أكل".
لم يفارق المرح حديثها معي, ظلت مبتسمة طوال الدقائق التي جلست معها, وحينما سألتها عن البلدية قالت إنها لا تخشاهم كثيراً "هو الرزق على الله ما هو على حد".."وما يجوش هانا كثير, وإذا جوا عد أهرب" وتطمئن نفسها "ما عاد يجوش".
حينها فكرت في الطريقة التي ستنهض بها هذه المرأة والجهد الذي ستبذله لحمل عدتها هذه للهرب من البلدية ,أما انها ستتركها وتهرب, وإذا ما قررت ذلك من سيعطيها الـ100 ريال ذلك اليوم.
ودعتها شاكرة, فاستوقفتني كلماتها "قولي لهم يدوالي معاش".. فتساءلت :من هم ؟! "هاذوله إلي بيدوا معاشات للمساكين وإحنا مساكين".


http://www.newyemen.net/view.php?sid=401
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

لا حول ولا قوة إلا بالله

كل مظلوم ومهموم ومحروم هو ي ذمة من يتربعون على العرش ويتصدرون الأمر والنهي في كل أمور هذا الوطن المجروح !!

شكراً للنقل

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“