حديث الرئيس ساركوزي عن الطاقة ،،، ومستقبل القات ...!!

[الهاشمي اليماني]

الرئيس الفرنسي نيقولاي ساركوزي ،،، قال بمحاضرة خلال زيارته للسعودية كلاما رائعا وعقلانيا ومحذرا ، حيث فند إحتياج منطقة جزيرة العرب للطاقة الضرورية والمستمرة وهي الطاقة النووية ، وحدد ... حيث قال أن النفط سيختفي خلال أربعة عقود والغاز خلال قرن .. وبما أن جزيرة العرب فقيرة الموارد شحيحة الطبيعة .. سيكون الوضع أكثر من محرج ومربك ..
الماء ، سرالحياة يعتقد أنه سيكن الإعتماد على مياه البحر المحلاة ومعامل التحلية بحاجة لطاقة .. والماء بجزيرة العرب يشكل كابوسا ولكن ليس ككل الكوابيس بل قضية حياة أو موت ،، ومن المصادفات أن هذه القضية المصيرية تتهدد الكثير من بلدان العرب ،،، ففي حين يضماء الفلسطيني وأمام بيته بئرا تحول مياهها لجاره اليهودي وعندما يصدر نبرة ألم أو إحتجاج يتهم بالإرهاب وإنتهاك حقوق الإنسان ومحاربة السامية ، رغم ساميته لكن الكلام يجب أن يتم وفق معايير حالة إنعدام الوزن ..
وبأفريقيا نتحسس أرض الكنانة أم الدنيا مصر التي قد تصبح أما ثكلى عندما ينقص الماء أو يفقد ، فهذه الأم هي هبة النيل كما قال اليونان ... النيل الذي وهبها الحياة منابعه تبعث بها حياة غير عادية ، فأثيوبيا الذي قفز بها التعداد السكاني ليصل لمائة مليون أجزاء منها تنهار تحت وطئت العطش وتنميتها يتهددها الجفاف المتواتر بينما النيل ينساب مختالا ليصب بكرم وسخاء لأرض مصر ... بالطبع أثيوبيا هي قضية وقت وستجد الوسيلة التي بها تسيطر على مياهها وتكرر مقولة السياسي التركي " سليمان ديمريل " الذي قامت دولته بتحويل مياه نهري دجلة والفرات لإستثمارارت زراعية وصناعية ، فعلق على إحتجاجا جيرانه العرب بسوريا والعراق قائلا : تركيا لها منتهى الحرية بمياهها كما أن للعرب الحرية بالتصرف في نفطهم ...؟!
وديمريل كان يعرف أن العرب هم أضعف من أن يملكوا زمام المبادرة بأي شئ سواء أرضهم أو نفطهم .. لكنه ربما قال الكلام لحاجة في نفس يعقوب ولتبرير حسابات حان سدادها .
لن يذهب بنا التشائم أكثر من الموت عطشا بعد تصحر أراضينا ونضوب مياهنا وقلة حيلتنا وسؤحالتنا وإفلاس عقلياتنا من أي إبتكارات لحل الغاز مشاكلنا حيث فقدنا النهج والمنج ، وأعمى يقوده أعرج ... فعلية القوم قد حجزوا مقاعدهم بأرقى المنتجعات ولكنهم قلة ولن يحل رحيلهم المسغبة والضماء رغم مسابحهم ومطابخهم ..
لكن إذا تداعت عليكم الفتن فعليكم باليمن – شئ يعطينا فرحة أو بشارة رغم أن كل شئ باليمن حاليا لاينم عن ذلك ولايدع للتفائل فالمظاهرات تعم الشوارع وتهشيم الجماجم وتكسير السواعد على قدم وساق بصعــــــــــدة الغراء ولايبدو للوضع حلحلة .. وكأن القات قد تحكم في كل شئ وحيث إستزنزف المياه المخصصة للزراعة والبشر .. لكن بارقة الأمل تأتي عبر جارنا الحبشي أو أثيوبيا والذي جائت منها إبتكار قد يحيل أيامنا أفراح وليالي ملاح وينفخ جيوبنا بالذهب والمجوهرات وينهي مآسينا عبر سنوات القحط والشتات ..
وقبل إستعراض النباء نستعرض أنباء الطاقة ، حيث تم إستثمار البلايين لتنمية وسائل بديلة لطاقة النفط ومنها إستثمار طاقة منتجة من مواد طبيعية مثل قصب السكر والذرة لإنتاج مادة الكحول وهي مادة قابلة للإشتعال وبالتالي وقودامعقول التكاليف وصديق للبيئة تسير به العربات والمركبات .. وهي الأهم بالعملية .. حتى وإن لزم الأمر وضع كمامات خاصة لتجنب عرف الكحول ..
الإبتكار الحبشي يقول أنه تم إبتكار نبيذ من شجرة القات .... والنبيذ هو الخمر والخمرة هي الكحول .. ونعوذ بالله منها كمسكر ولكن بها منافع سنستغلها ... ولعل المنفعة الكبرى ستكن إستعمالها كطاقة .. وبالتالي ستفتح لنا الطاقة باليمن ومن أوسع المنافذ .. فالقات تعمم بكل شبر بأرض السعيدة التي تكاد قريبا أن تستورد الكراث والبسباس نتيجة لمزاحمة القات ... ولن يطل بنا المقام والوضع كهذا إشراقا أن ينبري لنا برغم شيخوخته المفرطة أحد الوجوه المعروفة مفاخرا متبجحا بقاتنا (( هذا من منجزات الثورة في بلادي )) وبالفعل سيصبح القات منجزا عندما يتحول لوقود سيارات وينبذ حالة الوقوف بأفواهنا لساعات طوال سنوات ..
لاشك أنها ستهبط علينا باليمن ثروات وثروات ، وسنصبح ممن يتقرب إليهم الباشوات وحتى الهلافيت ، وسيتم تقليد ملابسنا حيث سيتغزل البعض بكوفية الخيزران أو الطاقية العوازل .. وسكون هناك نبوغ وتفنن بمآزرنا ( المعوز – الفوطة – المقطب ) حيث ستغدو الموضة السائدة وكذا الحبوة ستجدها على كل صدر بمن فيهم نجوم هوليوود ، وسيقدم طبقي اللخم والسلتة على موائد مطعم مكسيم الباريسي الشهير .. وياليلة النور هلي ..
بقي علينا التفكير بالماء وكيف سنسقي قاتنا الموعود ...

[أحمد يحيى]

أستاذنا الأديب الناقد العملاق

"الهاشمي اليماني"

التميز سمتكم الدائمة مهما كان الموضوع الذي يطرح

ونتمنى ألا نصل إلى ما ختمتم به إبداعيتكم النقدية الساخرة

ويمكننا أن "نستسقي" بلا أن نتحلى بتلك المكانة دون المرور بالمراحل

التي صورتموها كمؤهلات للمكانة التي نمقتها حقاً

طبعاً "نستسقي" الله المطر والهداية والرحمة والعقل
والعون على الاقلاع عن القات و"حوايجه"


تحياتي وخالص تقديري ومودتي