لهذا يا فخامة الرئيس أنا سجين أرجو أن أجد لديكم أذناً صاغية
الأربعاء 1/9/2004 القاضي/ محمد علي لقمان
فخامة الأخ رئيس الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم تحية وتقدير وبعد... أنا القاضي/ محمد بن علي لقمان الذي يرزح حالياً في السجن بتهم لم تحدث ولم يقع منها شيء تهم حاكها ونسج خيوطها عصابة ممن تشمئز نفوسهم من إقامة ميزان العدل وتطبيق القانون عصابة يتصنعون لكم الولاء وسمومهم تدب إليكم في الخفاء وليس خفياً عليك حالهم فأنت على يقين من نفاقهم في لحن قولهم. فخامة الأخ الرئيس: أنني كنت قد صرحت معتقداً في أكثر من مجلس في حوار حول رأيي في شخصكم فقلت أن لكم عندي مكانة وفضلاً في مقام عمر بن الخطاب ولعلي قلت وأبي بكر فغضب مني من غضب وأندهش من أندهش ولم أدر أن ذلك سب للصحابة عند البعض جعله يدعي ضدي وبقدرة قادر يصبح شاهداً ضدي وأني أسب الصحابة وأثير فتنة وانكر الأحاديث التي تقول أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بال قائماً...إلخ ويربطون بذلك أني أنكر ولايتك إلى آخر إفكهم. يا فخامة الرئيس: إنك صرت رئيساً للبلاد بالاقتراع فائزاً بالأغلبية وكنت أنا أحد المصوتين لصالحك فهل ضرك من لم يصوت لك كما لا أظنك غضبت منهم ولم تعتبر ذلك إنكاراً لولايتك وبقرار منك توليت القضاء وبقرار منك أعزل فإذا أنا أنكرت بول النبي صلى الله عليه وسلم قائماً فأنكر علي أناس واعتبروا ذلك مني ضلالاً وبدعة فما الذي يمنعهم من أن يمتعو أنفسهم بإثارة غضبك ضدي باختلاق أكاذيب أنا على يقين لو نقلت إليك أو سمعتها من قائليها في ظرف غير الذي ربطوها به لفضحتهم على الملأ وجعلتهم عبرة لكل أفاك أثيم. فخامة الأخ الرئيس: منذ توليت القضاء لم أترك جهداً في تحري الحق والحكم بالعدل ولم تحدثني نفسي أن أحابي أو أتهاون في تطبيق القانون والالتزام به قدر طاقتي ووسعي ولا تفارق ذاكرتي كلماتك في اللقاء الذي جمعك بأربعة من القضاة كنت أنا واحداً منهم في حديقة قصر الرئاسة ولعل ذلك في عام 1997م حينما قلت لنا في ردٍ على بعض ما نشكو إليك. أريدكم أن تطبقوا القانون بحزم ويجب أن تكونوا أقوياء أريدكم أن تمارسوا عملكم بقوة وصرامة ولا تبتئسوا من التهديدات أو غيرها ومن يقول لكم أنه على اتصال بي أو يدعي أنه مدعوم من الرئيس لا تصدقوه هكذا كان كلامك وهكذا فهمناه أو ربما أنا هكذا فهمته، ومنه علمتُ وأستقر في نفسي أنك تكره المنافقين والدجالين بل وتعرفهم وتعرف أساليبهم ومكائدهم ومكرهم وما يحيكونه للصادقين والبسطاء أمثالي فهل ذنبي أنه أستقر في نفسي كلام سمعته أذني مباشرة من فمك وعن قرب فاستشعرت منه الثقة في عملي والطمأنينة من مقرب أو كائد يتربص لي رغم عظيم المشقة التي لم أبرح مكابدتها طوال مدة عملي من الجهات التي يفترض بها أن تكون الأكثر حرصاً والأشد التزاماً بالقانون وتجاوباً مع القضاء فإذا هو لدى بعض أفرادها أمر من العلقم وأثقل من الجبال وإلى هذه الجهات يلجأ من يؤذيهم العدل وبها ينتصرون على مثلي لتوافقهم في القناعات وتلاقيهم في المصالح التي تتنافى مع مبادئ الحق والعدل. فخامة الأخ الرئيس: إن كانوا قد أغروك فإن الحلم عند الغضب يدفع الشر كله عن الراعي ورعيته وبه تمتاز الحقائق عن الأباطيل وتنكشف أقنعة الكاذبين وتمويهاتهم ولا أنكر فخامتك بأني ذهبت إلى قرية بيت القانص مساراً في الثامن عشر من شهر الحجة الماضي لحضور حفل الغدير بدعوة من أهل الدار والبلد فلبيت الدعوة ولست بأكثر من ضيف أسيء إليه وإلى فكره ورأيه ممن لا تقبل نفوسهم ذكر فعل رسول الله وقوله رغم تسليمهم بصحته ولم يصدر أو يقع مني أو المضيفين إساءة لأحد لأن أسوتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أنكر فخامتك بأني زيدي المذهب أحترم رأي غيري وعقيدته وفكره وأحترم جميع المذاهب الإسلامية ولا أقول بتكفير ناطق بالشهادة ولم أتعامل مع أحد في قضائي بغير ميزان الحق والدليل ولعل فخامتكم على يقين من ذلك أو هو ما أرجوه ولست ممن يدعو إلي نزاع أو يرى الخلاف منهجاً في رأي أياً كان ذلك الرأي والتوجه لما أجده في نفسي من حب للحوار ورغبة في النظر والاستدلال ولم يخطر ببالي أن مجاهرتي برأيي في الحوار وقناعتي بحق الآخر فيه يدفع بنفوس مسكونة بمرض الحقد والكراهية لنسج أكاذيبها ضدي لقناعتي الكاملة أن احترام الإنسان لإنسانيته هو السبب بل الأساس الذي قام عليه التكريم الإلهي له. فخامة الأخ الرئيس: لقد بلغ التهويل والكيد بي لديك ممن اصطدموا بإجراءاتي وعملي كقاضٍ ورأوا ذلك إساءة في حقهم وإضراراً في مصالحهم حداً جعلني في مهب ريح غضبك وأنا في غفلة من مكرهم وكيدهم لم أدر ما يدبر لي إلا حين أصبحت في غياهب السجون بأن صوّروني خصماً مباشراً لك وهم بذلك إنما ينقمون لحقدهم الذي أكلتهم ناره حتى وجدوا في ما أفتروه ضالتهم. إني أناشدك بمسؤوليتك التي حملتها أمام الله إلا ما نظرت في الأمر بروية وتثبت فلعل صوت من يكيد بي أقرب إليك فأنا بحاجة إلى حلمك قبل أن تزداد بي وطأة الظلم الذي أرادوه فكل ما نسب إلي باطل لا أساس له حاكه خصوم العدل وأعداء الاستقامة والنزاهة في العمل ولا حقيقة لشيء مما قالوه أو روجوه فهلا كنت لي عوناً في إثبات براءتي مع أني بريء لم يثبت ضدي شيء مما طرح ضدي حتى لا تكون فخامتك عوناً لمن كادوا بي ومكروا بي وهم أمكر بك وأعظم نفاقاً يستخدمون بمكرهم كل سبب يقدرون عليه للنيل ممن يريدون ولا تحوي صدورهم لك ذرة إخلاص. الأخ رئيس الجمهورية: أضع أمام فخامتك مستندين آملاً أن تطلعوا عليهما بتأمل لتدرك أن ما ألصقوه بي كذب وبهتان مطلق ولو أن وقتك يتسع لوضعت بين يديك الكثير وقد كان يكفيني عقوبة في حال شككتم في سلامة مسلكي يوماً عزلي عن العمل فكما أن منك كانت ولايتي فبيدك أيضاً عزلي فأنا اليوم أحاكم محاكمة عرجاء لم يحفظ لي فيها حق قانوني ولم يقبل لي دفع أو طلب وهكذا تسير وما أظن فخامتكم هكذا تريدون أو ترضون أملي في حلمكم وحكمتكم كبير. ولن تغيب على فطنتكم أساليب بعض النواحي ومنها حراز في الكيد لمن يعيّن للعمل في الناحية فلهم في ذلك تاريخ وقد اكتوى بنارهم الكثير وكان أول المتضررين حسب ما أعلم القاضي/ عبدالكريم العرشي فاسألوه لتتجلى لكم حقيقة الأساليب الممقوتة لمن تضررت مصالحهم من إقامة العدل والإنصاف في الناحية، والسؤال الذي تتضح من خلاله الحقيقة أمام فخامتكم هو لماذا لم يتوفر ضدي شهود إلا من محل عملي فقط؟ أليس في ذلك ما يدل دلالة قاطعة على المكر والكيد. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.. أخوكم: القاضي/ محمد علي لقمان رئيس محكمة حراز
لهذا يا فخامة الرئيس أنا سجين أرجو أن أجد لديكم أذناً صاغية
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك