لثام الطوارق .. " ضمن حلول مشاكل مدينة تعز "

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

لثام الطوارق .. " ضمن حلول مشاكل مدينة تعز "

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

لثام الطوارق ضمن حلول مشاكل تعز ... لعل بعضنا لايعرف عن قبائل الطوارق وغيرها من القبائل التي تقطن الصحراء الكبرى بالجزائر وما جاورها من البلدان ،، حيث يضع فتيان هذه القبائل لثاما يلف الرأس والوجه بقطعة قماش طويلة تطوى كالعمامة ولايستثنى سوى فتحة للعينيين لغرض الرؤية ... وحتى عندما ينام الطارقي ( البدوي ) يضع اللثام على وجهه ولا يميطه إلا عند الأكل والشرب .. ويلازمه اللثام طوال حياته ... والتقليد هذا فرضته الطبيعة القاسية للصحراء حيث تتطاير الأتربة والرمال لذا يجب حماية الوجه من لسعاتها الحادة ،،، وبالطبع يشتهر عن الطوارق حبهم الجم للصمت والوقاروالتأمل وقلة مشاغباتهم وقد يكن ذلك سببا آخر أكثر وجاهة ومنطقا ناتج عن وضع اللثام ، والحكمة تقول إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ..
تعز المدينة اليمنية الحالمة ذات الطقس الجناني ( من مصدر الجنة ) لاحر بها ولابرد إنها فردوس بكل ماتعنيه الكلمة ،،، تقع هذه المدينة الإستراتيجية بخاصرة الوطن اليمني بنقطة هامة وحاسمة تتحكم بمعظم أقاليم البلاد ،، ولذا كانت عاصمة لأكثر من دولة يمنية كان آخرها دولة الإمام أحمد والذي إختارها مقرا وسكنا لطيب المقام بها وجمال الطبيعة والطباع ... وأستطاع الإمام أحمد أن يهمش أكبر مشكلة كانت تؤرق المواطن التعزي على مدار حياته ،،، حيث كان التعزي يولد بأسنان سوداء قذرة دون قذراة ودون أن يكن مدخنا أو ماضغ قات كما جرى في العادة تشخيص سبب قذارة الأسنان ببلاد اليمن الميمون .. وقد أبلى الباحثون بلاء حسنا بالبحث عن الأسباب والمسببات وكانت المياه هي السبب... بالرغم أنه بالسابق لم تكن تعزتشكو من قلة المياه حيث كانت تنساب متدفقة بلاحسيب ولارقيب و كان مخزون المياه الجوفية مصان ولم تكن تحفر الأبار العشوائية الغير مدروسة ... المياه كان بها نقص لعناصركيميائية حيوية ،،، وقد تم الإستعانة حينها بخبراء المياه لتعويض النقص فتم إضافة المادة الكيميائية ،،، وظهرت أسنان بيضاء جميلة لأهل تعز ولأول مرة بتاريخهم مما حدى بالبعض للإبتسام حتى دون أن يسمع نكتة .. وآخر ... وأخص هنا عمال المطاعم ، العامل يفتح فمه في نداء مستمر لحد الإزعاج وقد يستمر بالصراخ وينسى طلب العميل .. والحالة الأخيرة ومن حكم المتابعة للحالة التي هي نشازا بالنسبة للبيئة اليمنية ،، فإذا ما سنحت لك فرصة فتدخل مطعما تعزيا فإننا ننصح بشئ من القطن لحماية طبلتي أذنيك إذا ماكانت حساسة إزاء الأصوات المرتفعة .. ويقال أن تلك العادة أي صراخ النادل بشكل مزعج ربما تم إستيرادها خلال حكم الدولة الرسولية حيث كان العديد ممن يعملون بالخانات ( الفنادق والمطاعم ) من أبناء الشقيقة مصر ، بحكم إرتباط الرسوليين بمصر .. ولم يكن لبياض أسنانه المستجد شئنا يذكر بالقضية المزعجة ..
شكى لي أحد الأصدقاء ممن زاروا مدينة تعز من حدة نبرات أصوات عمال المطاعم ،،، حيث أن الطعام الطازج والرائع يمكن العزوف عنه بكل طيبة خاطر والمحافظة على طبلة الأذن سليمة ... والبعض قال أن العامل بالمطعم التعزي يفتح فمه بالصراخ ويتكلم أكثر مما يستوعب وبالتالي تطلبه فاصوليا فيأتيك بسلتة أو العكس أو تسأله خبزا فيأتيك بماء ..
قد يستغرب الناس لوعرفوا أن مديريات ومناطق شاسعة باليمن لم يكن بها مطاعم ومقاهي على الإطلاق .. ليس لعدم ضرورتها بل أن العامة تعودوا على كرم ضيافة بعضهم البعض .... ففي م صعـــــــــــــــدة الغراء كانت المقاهي فقط بالعاصمة ومقاهي من نوع خاص أشبه بالضيافة الفندقية ... وكان صاحب المقهى لايحدد سعرا ولايسئل النازل الدفع ... وكان النازل بالمقهى يعامل معاملة الضيف تماما ... أما بالأرياف فإن القرويين يستضيفون كل عابر سبيل ويطعمونه ويؤوونه إن كان الوقت ليلا ويصل الأمر أن يعطوه زادا للمراحل القادمة .. ومن المعيب على قرية أو بيت لاتطعم عابر السبيل أو تأويه ... وبالهجر أو القرى كانت المساجد تأوي عشرات الطلبة الذين يحصلون علومهم بحلقات العلم بمساجد الهجر ... وكانت كل أسرة تستضيف طالب طوال فترة إقامته والتي قد تمتد لسنوات ، وتطعمه وتكسيه كسائر أفراد الأسرة ..
لم يكن للمقاهي والمطاعم حيزا يذكر بالريف اليمني ، وكان إطعام الضيف يتم في صمت ووقار ماعدى عدة كلمات ترحيبية بالضيف العزيز .
وكما شاهدنا التقاليد اليمنية التي تلتزم الصمت كنوع من التهذيب ، إلا أن المدرسة التعزية شذت ، ولكون تعز ذات تأثير لايقاوم من كل النواحي فإن صراخ المطاعم قد يصبح سمة يمنية ... وكان سابقا يشار للمطعم اليمني أو التعرف عليه من خلال روائح التوابل والأعشاب التي عادة ما تصاحب الطعام اليمني .. وبالطبع لن يكن الأمر سارا عندما يخبرني أحدهم أن هناك مطعما يمنيا تمكن من معرفته من خلال سماع الأصوات العالية التي تصم الآذان ..
تعز حاليا تعاني الكثير من المعضلات ومنها المياه والتكدس السكاني وعشوائية التخطيط العمراني ... والضوضاء .... ومنها نبرات الأصوات البشرية العالية .
وندلي بدلونا المتواضع لنساهم في حل المعظلة العويصة ولو بكتابة كلمات ومن منطلق أضعف الإيمان .. ننصح بدعوة عمال المطاعم التعزية بإرتداء اللثام الطوارقي ... فبه كل المنافع ،،، ومنها الرقي بتصنيع الطعام حيث يضمن عدم تسرب بكتيريا أو جراثيم عبر فتحات التنفس للعامل ، وفي نفس الوقت اللثام معيقا فعالا للأصوات العالية التي تعودعليها القوم بمطاعم تعز .. وليكن اللثام من القماش الأبيض فيكن مظهره رائعا وصحيا ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“