كنيسة كويتية تختلس لحنا يمنيا ،، مرحلة إتهام الفنانين بإقتباس أو إختلاس ألحاننا التراثية أو المستجدة بيدو أنها تتوارى حيث وصل الأمر لمراحل أعلى ..
الكنيسة الإنجيلية الكويتية وفرقتها تترنم بلحن " اليمن بلادنا " شئ يثير فخرنا كيمنيين لولا تغاضي القوم عن مصدر اللحن ... وخلال أزمتنا الإقتصادية الحالية كان بإمكان الكنيسة الحصول على الحان أكثر وأشمل وأقوى تأثيرا ..
ولحن النشيد العسكري بدوره كان مقتبسا ولكن من عبقري يمني هو القمندان لحن الدحفة المعروف
ليتني واحبيبي بالتقي بك واهلي في السمر ساعة هنية لها شان
ليه مقلوب مني وين طبعك الأولي قط ما شفتك ولايوم حردان
إقتسمنا المحبة نصيب وافي عبدلي مادخل فينا عزيبي ولابان
ياعسل في طنوبه مرح من ذاقه سلي للشفاء منك على الريق فنجان
بامعك وأنت سؤلي حيث ما حليب ولاعاد با الحوطة ولا الشيخ عثمان
في رياض الحسيني ياصباح الباكري غن سمعني شجى نغمة الدان
حيثنما الراح وافي فيه والماء صافي ليش مايسجع غبش قمري البان
( حمينية الدحفة للقمندان لحنا وشعرا – المصدر : المصدر المفيد في غناء لحج الجديد )
بالطبع لاحصانة للقمندان في ألحاننا الملطوشة لغرض الإستعمال العسكري ..
الكنيسة الكويتية تاريخيا أقيمت من قبل الإرساليات الإنجلية كما أحاطتنا بذلك قناة الوثائقية العاملة ضمن قنوات الجزيرة .. حيث وصل المبشرين بأواخر القرن التاسع عشر لتؤسس مشفى ومأوى أيتام وبالطبع الكنيسة – المدرسة ،، كانت الكويت حينها صحراء قاحلة غير مسكونة والتجمعات التي وفدت كانت تخدم مجال الملاحة البحرية المحمية من قبل الإنجليز الذين رفعوا علم الحماية على تلك البقعة ومن ثم على السفن الشراعية فنشطت التجارة وتوافد البشر ... وبالتالي كان للكنيسة دور إجتماعي رائد متجذر .
ولعله من حسن الحظ أن تكن هذه الكنيسة إنجيلية والتي أفرزها فكر المصلح المسيحي الشهير مارتن لوثر والذي كثر الجدل حول هويته الفكرية حيث إعتبره كهنة المسيحية حينها مهرطقا ومرتدا .. بينما يراه البعض متأثرا بالإسلام ... حيث تركزت أفكاره على نبذ الوساطة بين الرب والرعية عبر الرهبان ثم إستهجانه لصكوك الغفران التي كانت تصدرها الكنيسة .. ، وكذا الحرية الشخصية للفرد حيث أباح لنفسه ولأتباعه الزواج والطلاق والذي كان يعتبره الكهنة التقليديين من أقدس الأشياء وأباحه بين أتباعه ... وهكذا شهدنا من ينهج طريق المسلمين ولو بخطوات بسيطة ... وتبلورت الحركة الإصلاحية كما أطلق عليها لتفرز عددا من الطوائف لعل أهمها طائفة المورمون المتواجدة بأميريكا حيث تمتنع هذه الطائفة عن شرب الخمور وتبيح تعدد الزوجات للرجل ، ولها طريقة للصيام والصدقة وجمع الزكوات وكأنها أكثر الطوائف المسيحية تأثرا بالإسلام ،،، وخلال عملي مع الشركات الأميريكية ألتقيت بنفرا من هذه الطائفة وفهمت منهم أنهم يتركزون بمدينة سولت ليك ( بحيرة الملح ) سيتي ، بولاية يوتاه بالغرب الأميريكي .. تفاهمت مع سيدة متدينة عن نظرتهم للدين فوجدتها متحمسة ،،، وقالت لي إننا ( تقصد المورمون ) نقتبس طقوسنا من السيد المسيح ..؟ وقد أجبتها أننا نؤمن بالسيد المسيح ( رسول الله ) وأننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. فالتفتت لي السيدة لتقول لي " إنكم متأثرين بالمورمون " وحاولت إفهامها عبثا أن عمر طائفتها لايتعدى الأربعة قرون ثم شرحت لها الإنصهار الفكري الذي تم بين الإسلام والمسيحية بأوروبا ، وأن اللوثرية متأثرة بالإسلام ... وعدتني السيدة المنشغلة على الدوام بقرآئة المزيد عن الإسلام ..
عودة للكنيسة الكويتية والتي في الحقيقة ليست الوحيدة بالمنطقة رغم ريادتها ، فهناك كنائس شيدت بالبحرين ، ثم بمستعمرة عدن البريطانية ... لكن تلك الكنائس كانت عديمة الجدوى ولم تسفر عن نتائج أو تثمر رعية وأتباع ، ففي البحرين كانت النتيجة صفرا والأتباع جئ بهم من خارج الجزيرة وكذا بعدن ، ولو أن من تسموا بالمسيحيين العدنيين يثيرون شيئا من الغبار من أماكن إقامتهم بالهند وبريطانيا .
بكل تأكيد لم تطمح الكنيسة خلال حكم الأئمة الزيود لإيجاد موطئ قدم بالمناطق اليمنية المستقلة أو المحتلة رغم القوة التي كانت تساندها وتحميها وتتحدث بإسمها ، رغم وجود تسامح ديني متجذر حيث أن اليهود اليمنيين كانت لهم معابدهم ونواديهم ومدارسهم ولم يتنغص عيشهم على الإطلاق حتى عند إعتصارهم الخمر كان المسلم يمر ويغطي أنفه ويشيح بنظره عما يفعله اليهودي .. كان اليهود تحت الذمة وتلك مسئولية كان اليمنيين بحجمها ، وهنا فارق بين من يأتي على ظهر بارجه ويفرض رفع علم بلاده ومن يقبل بالتعايش ..
وفي يومنا هذا ترى هل سنجد من يفرض علينا مراكز دينية غريبة ... ربما سنشهد أكثر من نشاط يتم التمهيد له والتهيئة عبر تشويه فترات معينة من التاريخ اليمني أو طمسها ، بالرغم أن ذلك العمل يؤدي بنقص بارز بسلسلة الحضارة و التاريخ والفكر اليمني يشوهه وبالتالي يشوشه ثم يلغيه ،، ..
الخلاصة : ألحاننا غزيرة ومتوفرة وحاليا مبذولة بكل طيبة خاطر .. ومن شاء فاليغترف شريطة أن يعترف .
كنيسة كويتية تختلس لحنا يمنيا ..!؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: