" مرعوه فصرعوه " ... هكذا قيل عن موت حمارنا ..!؟

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

" مرعوه فصرعوه " ... هكذا قيل عن موت حمارنا ..!؟

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

مرعوه فصرعوه ..... هكذا حدثتني أمي عن قصة حياة حمار أبي ومأسات موته ... حمار تميز بخصال لا تجيدها حتى الصافنات الجياد ،،، كان لايرفس الصغار حتى بعنفوان شبابه ماعدى فترات كان يتعرض بها لنوبات الغرام الغريزي حين تتواجد أتان لها إستعداد للتناسل ،، حينها كنا نفقد زمام الحمار ونستسلم أمام جموحه وعنفوانه ، كان ضخم الجسم أبيض الشعر ..
مات الحمار وقامت الأسرة كاملة بسحبه من المذود وأخذوه بعيدا عن المنزل ... كنت حينها طفلا وقد على بكائي ونحيبي بينما كنت أتبع الموكب الجنائزي المهيب ، وكنت أحس أن قلبي يتقطع كلما سحبت جثة الحمار على الأحجار والتي كانت تخدش فروته البيضاء .... وضعوها بمكان بعيد ولم تمض دقائق حتى هوت عشرات النسور من الفضاء ، وحينها كدت أن أبعدها عن الجثة ... وتيقض أبي ليضمني بحنان ويبعدني وبحبيبات من الزبيب يلهيني .... وبمنديله يمسح فيض دموعي الغزار ،، ثم يسلمني لحضن أمي الدافئ والتي كانت تبكي لبكائي وتردد (( مرعوه فصرعوه )) وتعني أن حمارنا تعرض لعين حسود فكان الموت الزؤام حتفه المحتوم .
ولم تهدر أمي وقتها حيث أوصت أحدهم بإعداد عزيمة ( تعويذة ) ومالبثت أن علقتها بعنقي وبكلامها لي بلهجة الجد تحثني على المحافظة عليها والتمسك بها كلما خرجت من المنزل أيا كان إتجاهي ،، وعللت ذلك بحرصها الشديد للدفاع عني بقولها ( العين ياولدي تقتل الجمل ) .. وقد حملت ذلك على محمل الجد فحمارنا نفق ،،، كانت الرواية عن أمي التي حينها كان أبي يبتسم بتعبير واضح فهمته ولكن بعد عقود ..
وباليوم التالي كانت هناك طائرة تعبر الأجواء أمام جبلنا الأشم ، وربما أنها كانت المرة الأولى التي أشاهد بها طائرة ... وبتفكير الطفل وحداثة قصة الحمار سألت أبي سؤالا : هل سيتعمد أحدهم أن يصيب الطائرة بالعين ... ضحك أبي لحد القهقهة ... وكان من الصعوبة عليه أن يقنعني أن الطائرة لاتمر بمخاطر من هذا النوع .
بعد عقود فهمت ضحكة أبي ، وخاصة أنه أعلمني أن أفعى لدغت الحمار ومات مسموما كأي ملدوغ .. وتزامن الكلام مع قرآئات عن الحضارة المصرية القديمة ومدى ثقافة تكريس مفهوم العين بتلك الحضارة حيث النقوش التي تحتوي التعاويذ ، وفي نفس الوقت تجعل الشعوب البدائية للمشعوذ ( الساحر) منزلة إجتماعية عالية وتخصه بالهيبة والطاعة العمياء لحد كبير ...
القبائل الأفريقية وحتى الساعة وبأي مناسبة ومنها طلب المطر أو الصيد أو حتى صنع آلة موسيقية كناي أو مزمار فإنهم يهرعون لساحر القبيلة ، الذي يقوم بدوره بعمل تعويذة لتلك الآلة ومنها ذبح تيس أسود أو دجاجة بيضاء وترش الآلة بدم الضحية ..
بالطبع لانجزم أن الأفارقة بعملهم الجاهلي هذا يتناقضون مع شعوب بدائية أخرى ، فعندما تعود للوراء ولأزمنة ليست بالسحيقة أي خلال فترة تاريخ الميلاد ... كانت الشعوب السلتية ببريطانيا وأوروبا تقدم أضاحي بشرية تختارها بعناية شديدة ويعني مثلا أن تكن الأضحية البشرية أشقر ناصع البياض ... وقد وجدت الكثير من الأضحيات بين أوحال المستنقعات ببريطانيا وكانت تذبح كالشياه .. والسلتيك إقتبسوا عادتهم هذه من مجتمعات أوروبية أخرى أهمها القبائل الجرمانية الإسكندنافية والتي كانت تعتبر الأضاحي البشرية نوعا من التطهر والتبرك إطاعة للسحرة ( الكهنة ) الذين كانوا يشرفون على تلك الطقوس ... وبالطبع أوروبا تراجعت عن تلك العادات عقب دخول المسيحية إليها وتلك فترة كافية لتجعل من أوروبا اليوم تختلف كليا عن الأمس البائس التعيس بالطبع .
وعند إكتشاف الأميريكيتين عبر المستكشف البرتغالي بيزارو لجبال الأنديز ليغزو مملكة " الإنكا " بمائة وخمسين رجل فيهزم جيش عرمرم به عشرات الألوف من الرجال المدججين بالسلاح والعتاد ... ولكن لماذا تمت هزيمتهم بالعدد البرتغالي الضئيل ... كان الإنكا وبكل مناسبة يبحثون في مجتمعهم عن أضاحي بشرية تقدم لإلهتهم في طقوس موسمية .. وكان يتم الإختيار من طبقات المجتمع المختلفة ، وبالتالي كان الإنكا مجتمعا جبل على الرعب منذ نعومة أظافره ،،، فكانت هزيمتهم ساحقة ماحقة حتى أن مدنهم إختفت عن الوجود حيث تشتتوا مذعورين بالغابات وماتوا بالأوبئة التي جلبها الرجل الأبيض لأميريكا ..
ولعله من الجدير بالذكر أن اليمانون في نفس الفترة تعرضوا لغزو برتغالي لمدينة الأسعى (الشحر – حضرموت ) .. لكن الأهالي لم يكونوا كالإنكا حيث إستبسلوا بمقاومة البرتغاليين بالحجارة والعصي حتى طردوهم عن المدينة ،، وتلك ملحمة بطولية خالدة لليمنيين ..
وعدت لإبتسامة أبي محللا المعنى ،،، المصريين وارثي حضارة بها الآداب والعلوم وكافة نواميس النهضة الإنسانية وحتى بعد تدمير منارة الأسكندرية حرق كتب الفاطميين ،،، وهناك طبعا العين والسحر،،، والمهم بالأمر هو إسقاط تفسيرهم لتلك القضية على ثقافتنا الحديثة وخلقهم من أسطورتهم واقعا ملموسا .. حتى غدت كتب الشعوذة تنافس كتب الأدب والمعرفة وببلادنا اليمن الميمون وصلت لرواج أعلى من الكتب النفعية العامة ..
وعدت لعالم الطفولة الجميل ..... وتساؤله البرئ ،،،، لماذا لايسقط العيّان الطائرة أو يوقف الصواريخ ... وفي كبري وبعد وقوع أعنف الحملات علينا من قبل أعدائنا ... أليس من الطريف العودة لكي نحلم بمجموعة من العيانة توقف زحف طائرات الميراج الإسرايلية بستينات القرن الماضي ،، وصواريخ كروز بالقرن الواحد والعشرون .... أليس من المنطقي أن تستخدم العين إيجابا ... أم أن تلك السجية ( الخنفشارية ) مفتونة ومتيمة لحد الوله بجسد العربي ومواشيه وحواشيه وحميره .. ومتاعه .... ولاتبارحه أو تسلوه .... وحتى بالقرن الواحد والعشرين وعصر الذرة والفضاء والإنترنت ..

تبع اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 67
اشترك في: السبت نوفمبر 03, 2007 3:10 am
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة تبع اليماني »

السلام عليكم سيدي الكريم

بالنسبه للكهنه فقد عاثوا في الارض فساد ذكر الدكتور مصطفى محمود

في برنامجه سلسه العلم والايمان ان الفراعنه كان موحدين وذكر ادله

كثيره يمكن انكم تشوفوها من موقع youtube.com


http://www.youtube.com/watch?v=W3v8u2li ... re=related


هذا رابط اول جزء وشرح دور الكهنه في حرف الناس التوحيد من اجل الفوائد

التي تعود عليهم من القربان وما الى ذالك.


ايضاء هناك فليم اخرجه الممثل الامريكي ميل جبسون عن شعب الاتكا


واسم الفليم Apocalypto انصحكم بمشاهدته يحكي حال الهنود الحمر


قبل اكتشاف القاره الامريكيه .


كان وضع مخيف .......
لا يوجد

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“