رسالة الجاحظ في تفضيل علي عليه السلام

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

رسالة الجاحظ في تفضيل علي عليه السلام

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

رسالة الجاحظ في تفضيل علي عليه السلام مقتبس من "الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: ج 2 - ص 94"

قال: هذا كتاب من أعتزل الشك والظن، والدعوى والأهواء، وأخذ باليقين والثقة من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وبإجماع الأمة بعد نبيها عليه السلام مما يتضمنه الكتاب والسنة وترك القول بالآراء، فإنها تخطئ وتصيب، لأن الأمة أجمعت أن النبي صلى الله عليه وآله شاور أصحابه في الأسرى ببدر، واتفق على قبول الفداء منهم فأنزل الله تعالى:

(ما كان لنبي أن يكون له).

فقد بان لك أن الرأي يخطئ ويصيب ولا يعطي اليقين، وإنما الحجة لله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة من كتاب الله وسنة نبيها، ونحن لم ندرك النبي صلى الله عليه وآله ولا أحدا من أصحابه الذين اختلفت الأمة في أحقهم، فنعلم أيهم أولى ونكون معهم كما قال تعالى: (وكونوا مع الصادقين) ونعلم أيهم على الباطل فنجتنبهم؟

وكما قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا).

حتى أدركنا العلم فطلبنا معرفة الدين وأهله. وأهل الصدق والحق، فوجدنا الناس مختلفين يبرأ بعضهم من بعض، ويجمعهم في حال اختلافهم فريقان:

أحدهما، قالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله مات ولم يستخلف أحدا، وجعل ذلك إلى المسلمين يختارونه، فاختاروا أبا بكر.

والآخرون، قالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله استخلف عليا، فجعله إماما للمسلمين بعده وادعى كل فريق منهم الحق. فلما رأينا ذلك وقفنا الفريقين لنبحث ونعلم المحق من المبطل؟

فسألناهم جميعا: هل للناس؟؟ من وال يقيم أعيادهم، ويحيي زكاتهم، ويفرقها على مستحقيها، ويقضي بينهم، ويأخذ لضعيفهم من قويهم ويقيم حدودهم؟

فقالوا: لا بد من ذلك.

فقلنا: هل لأحد يختار أحدا فيوليه، بغير نظر من كتاب الله وسنة نبيه؟

فقالوا: لا يجوز ذلك إلا بالنظر.

فسألناهم جميعا عن الإسلام الذي أمر الله به؟

فقالوا: إنه الشهادتان، والإقرار بما جاء من عند الله، والصلاة، والصوم، والحج - بشرط الاستطاعة - والعمل بالقرآن يحل حلاله ويحرم حرامه.

فقبلنا ذلك منهم لإجماعهم.

ثم سألناهم جميعا:

هل لله خيرة من خلقه، اصطفاهم واختارهم؟

فقالوا: نعم.

فقلنا: ما برهانكم؟

فقالوا: قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم).

فسألناهم: من الخيرة؟

فقالوا: هم المتقون.

فقلنا: ما برهانكم؟

فقالوا: قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

فقلنا: هل لله خيرة من المتقين؟

قالوا: نعم، المجاهدون بأموالهم بدليل قوله تعالى: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة).

فقلنا: هل لله خيرة من المجاهدين؟

قالوا جميعا: نعم - السابقون من المهاجرين إلى الجهاد بدليل قوله تعالى:

(لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل).

فقبلنا ذلك منهم لإجماعهم عليه، وعلمنا أن خيرة الله من خلقه المجاهدون السابقون إلى الجهاد. ثم قلنا:

هل لله منهم خيرة؟

قالوا: نعم. قلنا: من هم؟

قالوا: أكثرهم عناء في الجهاد. وطعنا وحربا وقتلا في سبيل الله، بدليل قوله تعالى: (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره).


(وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).

فقبلنا منهم ذلك، وعلمنا وعرفنا: أن خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد عناء، وأبذلهم لنفسه في طاعة الله، وأقتلهم لعدوه.

فسألناهم عن هذين الرجلين - علي بن أبي طالب وأبي بكر - أيهما كان أكثر عناء في الحرب، وأحسن بلاء في سبيل الله؟

فأجمع الفريقان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان أكثر طعنا وحربا وأشد قتالا، وأذب عن دين الله ورسوله.

فثبت بما ذكرنا من إجماع الفريقين، ودلالة الكتاب والسنة أن عليا أفضل.

وسألناهم - ثانيا - عن خيرته من المتقين؟

فقالوا: هم الخاشعون، بدليل قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب). وقال تعالى: (وأعدت للمتقين الذين يخشون ربهم).

ثم سألناهم: من الخاشعون؟

فقالوا: هم العلماء، لقوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).

ثم سألناهم جميعا: من أعلم الناس؟

قالوا أعلمهم بالقول، وأهداهم إلى الحق، وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: (يحكم به ذوا عدل منكم) فجعل الحكومة لأهل العدل. فقبلنا ذلك منهم، وسألناهم عن أعلم الناس بالعدل من هو؟

قالوا: أدلهم عليه.

قلنا: فمن أدل الناس عليه؟

قالوا: أهداهم إلى الحق. وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى).

فدل كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام والإجماع: أن أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم، وإذا كان أتقاهم كان أخشاهم. وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم، وإذا كان أعلمهم كان أدل على العدل، وإذا كان أدل على العدل كان أهدى الأمة إلى الحق، وإذا كان أهدى كان أولى أن يكون متبوعا، وأن يكون حاكما لا تابعا ولا محكوما.

وأجمعت الأمة - بعد نبيها صلى الله عليه وآله - أنه خلف كتاب الله تعالى ذكره وأمرهم بالرجوع إليه إذا نابهم أمر، وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وآله فيتدبرونهما ويستنبطوا منهما ما يزول به الاشتباه فإذا أقرأ قارؤكم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار). فيقال له:

أثبتها، ثم يقرأ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي قراءة ابن مسعود - إن خيركم عند الله أتقاكم - (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب).

فدلت هذه الآية على أن المتقين هم الخاشعون.

ثم يقرأ فإذا بلغ قوله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).

فيقال له: اقرأ حتى ننظر هل العلماء أفضل من غيرهم أم لا؟

فإذا بلغ قوله تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) علم أن العلماء أفضل من غيرهم.

ثم يقال: اقرأ، فإذا بلغ إلى قوله:

(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).

: قد دلت هذه الآية على أن الله قد اختار العلماء وفضلهم ورفعهم درجات، وقد أجمعت الأمة على أن العلماء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.


الذين يؤخذ عنهم العلم كانوا أربعة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن العباس وابن مسعود، وزيد بن ثابت.

وقالت طائفة: عمر، فسألنا الأمة:

من أولى الناس بالتقديم إذا حضرت الصلاة؟

فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: يؤم القوم أقرؤهم. ثم أجمعوا على أن الأربعة كانوا أقرأ من عمر فسقط عمر، ثم سألنا الأمة: أي هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب الله، وأفقه لدينه فاختلفوا، فأوقفناهم حتى نعلم. ثم سألناهم:

أيهم أولى بالإمامة؟

فأجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كان عالمان فقيهان من قريش فأكبرهما سنا وأقدمهما هجرة. فسقط عبد الله بن العباس.

وبقي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه.
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

لا أعتقد أن هذه الرسالة حقا لأبي عثمان الجاحظ رحمه الله ، لا لمحتواها والذي يختلف مع ما نسب إلى الجاحظ من مذهبه في التفضيل، لكن لأن الأسلوب يختلف تماما عن أسلوب الجاحظ المتميز والذي يعرفه كل من قرأوا كتب أبي عثمان .
والجاحظ ممن دخلوا مجالس الطغاة ، بحجة أنهم لا يفعلون شيئا سوى المناظرة ، ولا يعينون الظالم على فعله ، وهو أمر انتقده وأرفضه وأدين كل من قام به .
إلا أنه لا شك في علم الجاحظ وعقله وفكره ، والذين وصفوه بالتقلب لم يحسنوا قراءة كتبه ، أو قرأوا البعض وتركوا البعض .
من ذلك وصفه بأنه ناصبي لكتابه العثمانية وقد أجاب الجاحظ في مقدمة الحيوان على كل الاتهامات التي قيلت فيه ، حيث أن الجاحظ ألف كتبا تعليمية يعرض فيها أراء المذاهب حكاية دون الرد عليها ، وإنما يقدم عرضا لمذهب ما من أقوال أصحابها .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

سيف الاسلام الهادوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 7
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 31, 2003 6:53 am
اتصال:

تعقيب حول رسالة الجاحظ

مشاركة بواسطة سيف الاسلام الهادوي »

اخي واصل
السلام عليكم
اخي العزيز انا معك ان الرساله في تفضيل الاما م علي ليست للجاحظ حيث اني وجدت نصها في مجموع رسائل الامام زيد ( كتاب تثبيت الامامه ص 177ط1 مركز اهل البيت للدراسات )
ارجو الرجوع اليها
ودمتم سالمين
[color=black][/color]

سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

نريد رساله الاصليه

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منمنكم ينقل لنا الرساله الاصليه
اتمنا لكم التوفيق
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

جميل

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

أخي واصل هذه الرسالة أنت تعرف أنها مروية في شرح نهج البلاغة وقد رد عليها أبو جعفر الإسكافي أعني العثمانيه
أتمنى أخي واصل أن تثبت لنا صحة قولك أن الجاحظ كان يؤلف كتبا تعليمية ؟ و رسالته العثمانيه هل هي من تلك الكتب و تمثل رأيه أم لا ؟
ولكم مني جزيل الشكر والسلام على الجميع
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أخي الحبيب السماوي
لندع أبا عثمان الجاحظ يرد بنفسه وقد أشرت من قبل إلى موضع كلامه وهو ما قدم به كتابه الحيوان حيث قال :-
(وعبتَني برسائلي الهاشميّات، واحتجاجي فيها، واستقصائي معانيَها، وتصويري لها في أحسَن صورة، وإظهاري لها في أتمِّ حلية، وزعمتَ أنّي قد خرجتُ بذلك من حدِّ المعتزلة إلى حد الزيديّة، ومن حدّ الاعتدال في التشيُّع والاقتصاد فيه، إلى حدِّ السرف والإفراط فيه، وزعمتَ أنّ مقالة الزيدية خطبة مقالةِ الرافضَة، وأنّ مقالة الرافضة خطبة مقالة الغاليَة، وزعمتَ أنّ في أصل القضيّة والذي جَرَتْ عليه العادة، أن كلَّ كبير فأوّلهُ صغير، )
هذا رد أبي عثمان على من اتهمه بتجاوز حد الاعتدال في التشيع والاقتصاد فيه لأنه كتب رسائل في الهاشميين.
وقال رحمه الله بعد ذلك :-
(وعبتَني بحكاية قولِ العثْمانِيَّة والضِّرَارية، وأنت تسمعني أقول في أوَّل كتابي: وقالت العثمانية والضراريَّة، كما سمعتَني أقول: قالت الرافضة والزيدية، فحكمتَ عليَّ بالنصْب لحكايتي قول العثمانية، فهلاَّ حكمتَ عليّ بالتشيُّع لحكايتي قول الرافضة وهلا كنتُ عندَك من الغالِية لحكايتي حجج الغالية، كما كنتُ عندك من الناصِبة لحكايتي قولَ الناصِبة وقد حكينا في كتابنا قولَ الإباضيَّة والصُّفْرية، كما حكينا قولَ الأزارقة والزيدية،، وعلى هذه الأركان الأربعة بُنِيَت الخارجية، وكلُّ اسمٍ سواها فإنما هو فرعٌ ونتيجةٌ، واشتقاقٌ منها، ومحمولٌ عليها، وإلاَّ كنَّا عندَك من الخارجية، كما صرنا عندَك من الضِّرَاريَّة والناصِبَة، فكيف رضيتَ بأن تكون أسرع من الشيعة، أسرع إلى إعراض الناس من الخارجية، اللهم إلا أن تكون وجدتَ حكايتي عن العثمانيَّة والضِّراريَّة أشبعَ وأجمعَ، وأتَمَّ وأحكم، وأجود صنعة، وأبعد غاية، ورأيتني قد وهَّنت حقَّ أوليائك، بقدر ما قوَّيتُ باطل أعدائك ولو كان ذلك كذلك، لكان شاهدك من الكتاب حاضراً، وبرهانك على ما ادعيت واضحا.)
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

شكرا

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

أخي واصل أشكرك جدا جدا . :lol: :lol:
وسلامي لك
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“