نحن بني العباس نجلس على الكراسي .

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

نحن بني العباس نجلس على الكراسي .

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

تزوير التاريخ وزرع الشكوك ... هذه الظاهرة ليست حديثة بل ومألوفة ،،، وغالبا ما يأتي جيل آخر فيكتب عن التزوير والمزور ويصم المشكك ويعيد الحق لنصابه حتى وإن كان بالوقت الضائع ولم يعد لذلك الحق مطالب ..
في ما رواه علماء الحفريات عن الحضارة المصرية القديمة أكثر من عبرة .. فأحد الفراعنة القدامى هزم أمام الحيثيين ( سكان الشام القدماء ) حيث كان المصريين يعتمدون على البرونز بصنع أسلحتهم ففاجئهم الحيثيين بتقنية جديدة هي الحديد .. فكان ماكان ،، ولكن الفرعون عاد لمصر ليلزم الجميع من كهنة المعابد وحتى العامة بالأسواق أن يمجدوا إنتصاره ...!! وكان من ضمن القصائد التي مجدت ذلك الإنتصار الخنفشاري قصيدة جدارية قال صائغها (الفشار) أن مصر حشدت للقتال عشرات الاف العربات التي تجرها الخيول .. وعندما نقب علماء التاريخ وجدوا أن الإسطبلات التي تنطلق منها العربات لاتستوعب أكثر من خمسمئاة عربة ،، ومن الحضارة المصرية تلقينا دروس ... ومنها الفرعون ( الملك ) إخناتون وكان يوحد الله ،، بخلاف أسلافه ونعتقد أنه تأثر بتجار البخور اليمنيين ،، واليمنيين كانوا أعرق أمة بهذا المجال رغم الشوائب .. إخناتون قتله الكهنة وتأمروا مع بقية الطامحين ... فطمسوا إرثه الحضاري وكنسوه وأعادوا الوثنية وعبدوا البشر كإلاه ، وزيفوا الكثير عن حياة إخناتون .. الحقيقة ظهرت وبالقرن العشرين على يدي علماء الحفريات ..
لايمكننا الخوض بالتجربة خلال الدولة (الإمبراطورية ) الإسلامية ، فالعباسي طمس الأموي وكلاهما أبلى بلاء حسنا بالتبرير ... ووصل الأمر لداخل البيت نفسه ..
نحن بني العباس نجلس على الكراسي
وماصاحب هذه العبارة من لغط وزراعة شكوك خلال المناطحة بين الأمين والمأمون العباسيان .. لاشك أننا محظوظون وبالطبع بقدرة الله وبحفظه ،، فنجوم كانت تبرز لعل أكثرها لمعانا الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الأموي ... ثم المعتصم العباسي... ولنصل بالنهاية لمحمد الفاتح العثماني ... فلم تندثر المعالم ولم يهناء المختلس بالغنيمة ..
الكراسي والجلوس عليها ثم تخليد ذلك الجلوس أيا كان لم نكن متفردين بين الأمم بهذا الطموح البشري الذي أحيانا لايبالي بأي حاجز يقف أمامه ، إما بهدمه أو الإلتفاف حوله وكلا الأمرين سيئ ... الكراسي تفرز أكثر من حجمها فتتخبط أمم وتتوه ولايعرف ذلك إلا بعد حين وبعد فوات الأوان حيث يصبح التصحيح ضربا من المحال ومواز للخيال ..
ومن الدروس المعاصرة هو الدرس الإسباني ... حيث كانت الأندلس البوابة التي عبر الغرب من خلالها للولوج لعالم التمدن الحديث الذي ينعمون به على حساب شقائنا .. وشقاء كثيرا من أمم العالم .
نشبت الحرب الأهلية الإسبانية بعد أن شاخت إسبانيا وأصبحت رجل أوروبا المريض .. وكان سبب شيخوختها تلك هي التخمة المفرطة ، أي التضخم الإقتصادي ، وبالتالي ترهلت وبرزت الفوارق الإجتماعية وتعمق الصراع الطبقي مابين فقير معدم لايحوز نقير أو قطمير يحسب حينها من طبقة الحمير ،،، وثري يطأ الحرير ويصنع من الذهب النظاروالجواهر سرير وبحديقته الغناء للماء خرير ويملك الناقة والبعير، يعيش حياة التبذير وفي قصوره أمير إبن أمير يجذب حوله التطبيل والتزمير ويرافقه المزمار والنفير ...
في هذه البهرجة أو اللغط إشتعلت الحرب الإسبانية وثار الفقراء أسوة برفاقهم الأوروبيين حيث البلاشفة الروس أشعلوها نارا على الإقطاع بالشرق وبالوسط يتململ الميزان ...
ويبرز للميدان فارس له بالمكر دراية وإلمام أكثر من مما يحتوي من البأس والشجاعة والإقدام ... كان ذلك هو الجنرال فرانسيسكو فرانكو .. قاده الإلهام للإستعانة بأشباه الأيتام ... كانوا من المغاربة البسطاء الذين لم يعرفوا طبائع اللئام ... فساهموا ككرام للدفع بفرانكو للأمام ووضعوا بين يديه للسلطة زمام ، فتحكم الرجل بزمام الأمور بأسبانيا وتغلب على منافسيه ونصب المقاصل وكسر المفاصل والعظام وحكم إسبانيا متفردا متجبرا متكبرا أكثر من نصف قرن من الزمن ..
فرانكوا لم يقابل جميل المغاربة بالإمتنان بل حرص على تثبيت وتكريس نفوذ أسبانيا بسبتة ومليلة الواقعتان على التراب المغربي ... وكونه ينتسب لليار الوطني الإسباني فقد واصل الماضي الشائن للإسبان مع العرب بحاضر أكثر مشينة ولؤما .. حيث ربط تواجد العرب بأسبانيا بما نطلق عليه فترة الإحتلال الأجنبي مساويا بينهم بين قبائل القوط الألمانية والتي كان الرومان يطلقون عليهم البربر (الهمج) والتي حكمت شبه الجزيرة الإيبيرية ( أسبانيا والبرتغال ) ردحا من الزمن... هكذا عاد أنصار فرانكو المغاربة البسطاء بخفي حنين بل وبإحتلال لجنوبهم الصحراوي ولشمالهم المقابل لأسبانيا ..
وخلال حكم فرانكو تشطت ثقافة تهين العرب وتقزم دورهم الحضاري وتشكك بكامل إرثهم وتتهكم على عاداتهم الإجتماعية ويصل الأمر حتى للدين الحنيف ..
تناسوا قصر الحمراء وجامع قرطبة وبرج الخيرالد بأشبيلية ...
وباليمن الميمون توجد لدينا بالتأكيد صورا مشابهة لسلوك الجنرال فرانكو وإن تكن المقارنة غير دقيقة وبها شيئ من التفاوت من هنا وهناك ... فلعل التشكيك بدور الأئمة الحضاري والتهكم عليهم ومحاولة طمس كل جميل تركوه رغم بروزه للعيان ومحاولة تخليد منافسيهم لسبب المنافسة وحسب وتمجيد أعمالهم بالتزامن مع إهمال أعمال الأئمة وحرق إرثهم (الأئمة) الثقافي رغم إعتباره كنزا ثقافيا يمنيا وتراثا يخص أمة اليمن .. وتعمد الإسائة له يشبه محاولة نزع فقرات من العمود الفقري للجسم الحي ...
مضى نصف قرن .. فنجد من يردد بقوله " تخلف" وهو لايعلم أويتجاهل أن اليمن كانت محاصرة وتشتعل الحروب حواليها وبها .. وكانت موانئها وسواحلها مكتنزة بالسفن الحربية الأجنبية والتي كانت من حين لإخر لاتبخل بزخات قنابل مدافعها على المدن اليمنية إن لم يطاء جنودها المسلحين جيدا قطعا من سواحلها وخاصة التي لاتشكل بها الكثافة السكانية عوائق حيث أشتهر الفرد اليمني بالمقاومة حتى وإن كان لايملك إلا عصى أو هراوة ..
بعض المشككين يطالب بكهرباء خلال تلك الحقبة رغم أن الكهرباء لم تكن متوفرة حينها بكثير من بلدان أوروبا والبعض طالب بمطارات ، بينما الأخوين رايت كانا يجدان العمل على إختراعهما الشهير (الطائرة) ... قالوا لا منشئات وهم يتكلمون من دار الوصول ( القصر الجمهوري ) ويفخرون بصور دار الحجر ، ويستوردون عبر ميناء الحديدة والذي أنشئ سريعا بعد جلاء سفن المحتل الأجنبي الذي طالما منع علينا عمل ميناء بحري ... ومن الميناء إستطعنا الوصول لصنعاء ولابد من صنعاء وإن طال السفر وعبر درب سلس تدب عليه وسيلة مواصلات عصرية ..
إذا هل سيئول مصير المشككين لمصير فرانكو ... فرانكو إستسلم للأمر الواقع وأنهى جلوسه على الكرسي حيث كان هناك من يطالب به ... أما باليمن فلامطالب ،،، لأن الجميع مطالب ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“