السحر 000 هل له حقيقة وتأثير ؟!(( أرجو الإجابة))

إستقبال الأسئلة والإستفسارات من المشاركين،وعرض أهمها على العلماء ، مع امكانية مشاركة الجميع ...

هل تعتقد أن للسحر - الفك والربط - حقيقة وتأثير ؟؟

نعم
2
22%
لا
5
56%
لا أدري
2
22%
 
إجمالي الأصوات: 9

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

السحر 000 هل له حقيقة وتأثير ؟!(( أرجو الإجابة))

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

السادة الكرام؛
السلام عليكم ورحمة الله؛

لعل من أسخن ما يدور في أوساط المجتمعات البدائية - أي مجتمعاتنا - هو موضوع >السِحْر<. فكم من بيوت خُرّبَت، وأسر فُكّكت، وأرحام قُطّعت بسبب هذه الخرافة - من وجهة نظري المبدئية التي لا أكاد أجزم بها -. وأنا الآن في طور البحث والتدقيق عن هذا الموضوع - ومواضيع اجتماعية أخرى كـ"تلبس الجن" -، وأحاول الحصول على إجابات موثّقة من الناحيتين الشرعيّة والطبيّة، ومما لفت نظري أثناء تقليب صفحات الكتب والإنتر نت قول القاضي العلامة الجليل شرف الدين والملة الحسين بن أحمد السياغي في روضه النضير: ( ... واختلفوا في أنه - أي السحر - هل له حقيقة أو لا، فذهبت العترة وأكثر الفقهاء إلى أنه لا حقيقة له ولا تأثير لقوله تعالى {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} ... ) [باب حد الساحر والزنديق/ط2/ج4/ص241].

أرجو أن تشاركوني آرائكم، وأرجو أن أعرف ما ذا يرى علمائنا الأجلاء بخصوص هذا الموضوع - طلب خاص للإدارة الكريمة - ؟

تحيـــاتي ،،،

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

لقد أعلنها أئمة الإسلام وعلمائه منذ البداية ان السحر في حد ذاته لا تأثير له ، وإنما يأتي التأثير من خلال عمل مادي ، مثلا هناك من يزعم أنه قد عقد عقدة ونفث فيها ليفرق بين زوجين ثم يعمد إلى كل طرف فيلقي في نفوسهم البغض والكراهية والشك وكل ما يساعده في تحقيق ذلك .
أما أن يكتب طلاسم أو ينفث في عقد دون فعل مادي فكل هذا لا أساس له من الصحة وهذا ما نص عليه كتاب الله في أكثر من آية حيث نص على أن السحر مجرد تخييل (قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )
(قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى )
وللأسف هذه القضية دمرت أسر ونفوس كثيرة كما تقول أخي الحبيب وهي عندنا في مصر منتشرة بكثرة وقد قابلت حالات تؤمن بهذه الخرافات منها والله أساتذة جامعات ، ومنهم من يذهب إلى أشخاص جهال يدعون التدين ، ومنهم من تصل به الوقاحة للذهاب إلى الكنائس وما أدراك ما يحدث هناك من كفر .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

شكر الله لك أخي الحبيب واصل، وحبذا لو تخبرني بتفسير قوله تعالى: &وأتمنى أن أحصل على آراء ومعلومات أخرى من باقي الإخوة الفضلاء ،،،
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أخي الحبيب أبو المجد
هذه الآية جاءت في سياق توبيخ بني إسرائيل الذين اختارهم الله لتقديمهم كنموذج لأمة أكرمها الله فأهانت نفسها ، وجعل سبحانه وتعالى تقديم هذا النموذج في أول سورة من المصحف الشريف .
ولذلك أخي الفاضل يجب أن تقرأ الآية في سياقها لتفهمها الفهم الصحيح وهذا مع بقية آيات المصحف الشريف ، فقبل هذه الآية
{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ &إذن تقدم لنا الآيات ملمحا من ملامح هذه الأمة (بني إسرائيل ) وهي رفضهم لكتب الله وتحريفهم لها واستبدالها بكتب الشعوذة الخرافات ، فقد تركوا كتب الله واتبعوا ما تتلوا شياطينهم وهم أحبارهم وقد سبقت هذه الآية آيات تتحدث عن قادة الكفر بالشياطين (إذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن) ويجوز أن يكون المقصود هو ما أوحى إليهم الشياطين عن طريق الوسوسة من كفر وإهانة للأنبياء حيث زعموا ان ما أكرم الله به نبيه سليمان إنما هو من عمل الشياطين لأن سليمان تقرب إليهم ولا تزال أخي الفاضل تباع على الأرصفة عندنا في صر كتب عنوانها (السحر السليماني ) يزعمون انها تعلم السحر -أي أن كثيرا من المنتسبين للإسلام أصبحوا مثل اليهود- ، لقد ترك هؤلاء اليهود كتب الله الله وألفوا كتبا في السحر والشعوذة يخدعون بها الناس ، واستغلوافي ذلك ما تعلمه أهل بابل من الملكين هاروت وماروت عندما أرسلهما الله لإنقاذ أهل بابل من خداع السحرة والمشعوذين بتعليمهم حيلهم لتصبح مكشوفة لدى الجميع كما يقول الشاعر
عرفت الشرلا للشر .. لكن لتوقيه
ومن لم يعرف الخير ..من الشر يقع فيه.
ولو أنك قرأت كتب اليهود كالمقرا (العهد القديم) او التلمود وخاصة التلمود ستجد حكايات طويلة وكثيرة عن السحر كما ان في التلمود وصفات سحرية .
والاية الكريمة جاءت بمثال وهو التفريق بين الأزواج وهو أمر لا يحتاج إلى تمائم وعزائم وعقد ، وإنما بعض الحيلة البسيطة جدا جدا ، كما أفهم من قوله عز وجل (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أن المراد أنه لا حقيقة للسحر في ذاته وإنما من خلال أعمال مادية وفق المنظومة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وهو المراد بإذن الله ، أي أنهم لا يأتون بسحر يناقض نواميس الكون وقوانين الطبيعة .
تبقى نقطة أريد أن أذكرها لا أدري هل أذكرها من باب الفكاهة أم من باب الأسى ، وهي أنني ناقشت مرة أحد شباب الحشوية في السحر ورغم أنه في كلية الهندسة يعني شاب جامعي ويدرس مواد علمية إلا أنه نقل لي نصا من أحد علماء الحشوية يقول أن عقيدة أهل السنة والجماعة ان السحر حقيقة في ذاته وان الساحر يمكنه أن يقلب الرجل لحمار والحمار لرجل .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

يعجز لساني عن شكرك أخي واصل ، أشكر لك مرة أخرى (على فكرة .. حلوه .. قال ايه قال يقلب الراجل حمار ... جته نيله :lol: )
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

الشكر لك أخي الحبيب على فتح الموضوع .
المهم هناك من صوت بنعم أي أنه يعتقد أن للسحر تأثير في ذاته فأرجو أن يتحدث لنا ويشرح وجهة نظره .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

ZEID BEN ALI
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 43
اشترك في: الثلاثاء مايو 11, 2004 1:37 pm
مكان: Sweden

مشاركة بواسطة ZEID BEN ALI »

اخي الحبيب واصل
لا اعتقد ان الرجل الذي يؤمن بذلك يمكن يقلب الى حمار لا بالسحر ولا بغيره لانه حمار اصلاً. كل ما في الامر انه وبفعل مادي، كما ذكرتَ، سيعود الى اصله :)
أشــداءَ على الكفـــارِ رحمـــاءَ بينهــم

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

أتمنى أن أرى مشاركة أكبر في التصويت وإبداء الرأي ، وكذلك أتمنى رؤية ما في جعبة الإدارة الكريمة !!

والله يا إخوان إن هذا الموضوع حساس ، ومجتمعاتنا في حاجة ماسّة لإزالة ركام هذه الخرافات !!!
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسمه تعالى
أخوتي السلام عليكم هذه مشاركة متواضعة مني وبعد تعليقكم عليها اجود بما عندي علما أني لا أختلف معكم كثيرا فيما تفضلتم من طرح مشكور حول هذا الموضوع واتمنى على الجميع المشاركة دعما لمبحث سيدي أبو مجد الدين ما لم سوف اقترح على سيدي أبو مجد الدين تبني رأي المخالف لمناقشة الموضوع من جميع نواحيه لتعم الفائدة والسلام عليكم

نص المشاركة الاولى :-
جاء في لسان العرب لابن منظور ما لفظه

سحر: الأَزهري: السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة
منه، كل ذلك الأَمر كينونة للسحر، ومن السحر الأُخْذَةُ التي تأْخُذُ
العينَ حتى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما يُرَى وليس الأَصل على ما يُرى؛
والسِّحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ، فهو سِحْرٌ، والجمع
أَسحارٌ وسُحُورٌ، وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه، ورجلٌ
ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ، وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِينَ، ولا
يُكَسَّرُ؛ والسِّحْرُ: البيانُ في فِطْنَةٍ، كما جاء في الحديث: إِن قيس
بن عاصم المِنْقَرِيَّ والزَّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ وعَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ
قدموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَل النبيُّ، صلى الله عليه
وسلم، عَمْراً عن الزِّبْرِقانِ فأَثنى عليه خيراً فلم يرض الزبرقانُ بذلك،
وقال: والله يا رسول الله، ، إِنه ليعلم أَنني أَفضل
مما قال ولكنه حَسَدَ مكاني منك؛ فَأَثْنَى عليه عَمْرٌو شرّاً ثم قال:
والله ما كذبت عليه في الأُولى ولا في الآخرة ولكنه أَرضاني فقلتُ بالرِّضا
ثم أَسْخَطَنِي فقلتُ بالسَّخْطِ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
إِن من البيان لَسِحْراً؛ قال أَبو عبيد: كأَنَّ المعنى، والله أَعلم،
أَنه يَبْلُغُ من ثنائه أَنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصْدُقُ فيه حتى
يَصْرِفَ القلوبَ إِلى قوله ثم يَذُمُّهُ فَيَصْدُق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ
إلى قوله الآخر، فكأَنه قد سَحَرَ السامعين بذلك؛ وقال أَن الأَثير: يعني
إِن من البيان لسحراً أَي منه ما يصرف قلوب السامعين وإِن كان غير حق،
وقيل: معناه إِن من البيان ما يَكْسِبُ من الإِثم ما يكتسبه الساحر بسحره
فيكون في معرض الذمّ، ويجوز اين يكون في معرض المدح لأَنه تُسْتَمالُ به
القلوبُ ويَرْضَى به الساخطُ ويُسْتَنْزَلُ به الصَّعْبُ. قال الأَزهري:
وأَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشيء عن حقيقته إِلى غيره فكأَنَّ الساحر لما
أَرَى الباطلَ في صورة الحق وخَيَّلَ الشيءَ على غير حقيقته، قد سحر الشيء
عن وجهه أَي صرفه. وقال الفراء في قوله تعالى: فَأَنَّى تُسْحَرُون؛ معناه
فَأَنَّى تُصْرَفون؛ ومثله: فأَنى تؤْفكون؛ أُفِكَ وسُحِرَ سواء. وقال
يونس: تقول العرب للرجل ما سَحَرَك عن وجه كذا وكذا أَي ما صرفك عنه؟ وما
سَحَرَك عنا سَحْراً أَي ما صرفك؟ عن كراع، والمعروف: ما شَجَرَك
شَجْراً. وروى شمر عن ابن عائشة
(* قوله: «ابن عائشة» كذا بالأَصل وفي شرح
القاموس: ابن أبي عائشة). قال: العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يزيل
الصحة إِلى المرض، وإِنما يقال سَحَرَه أَي أَزاله عن البغض إِلى الحب؛
وقال الكميت:
وقادَ إِليها الحُبَّ، فانْقادَ صَعْبُه *بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّبِ
يريد أَن غلبة حبها كالسحر وليس به لأَنه حب حلال، والحلال لا يكون
سحراً لأَن السحر كالخداع؛ قال شمر: وأَقرأَني ابن الأَعرابي للنابغة:
فَقالَتْ: يَمِينُ اللهِ أَفْعَلُ إِنَّنِي ***رأَيتُك مَسْحُوراً، يَمِينُك فاجِرَه
قال: مسحوراً ذاهِبَ العقل مُفْسَداً. قال ابن سيده: وأَما قوله، صلى
الله عليه وسلم: من تَعَلَّمَ باباً من النجوم فقد تعلم باباً من السحر؛
فقد يكون على المعنى أَوَّل أَي أَن علم النجوم محرّم التعلم، وهو كفر، كما
أَن علم السحر كذلك، وقد يكون على المعنى الثاني أَي أَنه فطنة وحكمة،
وذلك ما أُدرك منه بطريق الحساب كالكسوف ونحوه، وبهذا علل الدينوري هذا
الحديث.
والسَّحْرُ والسحّارة: شيء يلعب به الصبيان إِذ مُدّ من جانب خرج على
لون، وإِذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف، وكل ما أَشبه ذلك:
سَحَّارةٌ.
وسَحَرَه بالطعامِ والشراب يَسْحَرُه سَحْراً وسَحَّرَه: غذَّاه
وعَلَّلَه، وقيل: خَدَعَه. والسِّحْرُ: الغِذاءُ؛ قال امرؤ القيس:
أُرانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ،***ونُسْحَرُ بالطَّعامِ وبالشَّرابِ
عَصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ،***وأَجْرَأُ مِنْ مُجَلِّجَةِ الذِّئَابِ
أَي نُغَذَّى أَو نُخْدَعْ. قال ابن بري: وقوله مُوضِعين أَي مسرعين،
وقوله: لأَمْرِ غَيْبٍ يريد الموت وأَنه قد غُيِّبَ عنا وَقْتُه ونحن
نُلْهَى عنه بالطعام والشراب. والسِّحْرُ: الخديعة؛ وقول لبيد:
فَإِنْ تَسْأَلِينَا: فِيمَ نحْنُ؟ فإِنَّنا
عَصافيرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ
يكون على الوجهين. وقوله تعالى: إِنما أَنتَ من المُسَحَّرِين؛ يكون من
التغذية والخديعة. وقال الفراء: إِنما أَنت من المسحرين، قالوا لنبي
الله: لست بِمَلَكٍ إِنما أَنت بشر مثلنا. قال: والمُسَحَّرُ المُجَوَّفُ
كأَنه، والله أَعلم، أُخذ من قولك انتفخ سَحْرُكَ أَي أَنك تأْكل الطعام
والشراب فَتُعَلَّلُ به، وقيل: من المسحرين أَي ممن سُحِرَ مرة بعد مرة.
وحكى الأَزهري عن بعض أَهل اللغة في قوله تعالى: أَن تتبعون إِلا رجلاً
مسحوراً، قولين: أَحدهما إِنه ذو سَحَرٍ مثلنا، والثاني إِنه سُحِرَ وأُزيل
عن حد الاستواء. وقوله تعالى: يا أَيها السَّاحِرُ ادْعُ لنا ربك بما
عَهِدَ عندك إِننا لمهتدون؛ يقول القائل: كيف قالوا لموسى يا أَيها الساحر
وهم يزعمون أَنهم مهتدون؟ والجواب في ذلك أَن الساحر عندهم كان نعتاً
محموداً، والسِّحْرُ كان علماً مرغوباً فيه، فقالوا له يا أَيها الساحر على
جهة التعظيم له، وخاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر، إِذ جاء
بالمعجزات التي لم يعهدوا مثلها، ولم يكن السحر عندهم كفراً ولا كان مما
يتعايرون به، ولذلك قالوا له يا أَيها الساحر. والساحرُ: العالِمُ.
والسِّحْرُ: الفسادُ. وطعامٌ مسحورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه، وقيل: طعام مسحور
مفسود؛ عن ثعلب. قال ابن سيده: هكذا حكاه مفسود لا أَدري أَهو على طرح
الزائد أَم فَسَدْتُه لغة أَم هو خطأٌ. ونَبْتٌ مَسْحور: مفسود؛ هكذا حكاه
أَيضاً الأَزهري. أَرض مسحورة: أَصابها من المطر أَكثرُ مما ينبغي
فأَفسدها. وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إِذا كان ماؤه أَكثر مما ينبغي. وسَحَرَ المطرُ
الطينَ والترابَ سَحْراً: أَفسده فلم يصلح للعمل؛ ابن شميل: يقال للأَرض التي
ليس بها نبت إِنما هي قاعٌ قَرَقُوسٌ. أَرض مسحورة
(* قوله: «أرض مسحورة
إلخ» كذا بالأصل. وعبارة الأساس: وعنز مسحورة قليلة اللبن وأرض مسحورة
لا تنبت): قليلةُ اللَّبَنِ. وقال: إِن اللَّسَقَ يَسْحَرُ أَلبانَ الغنم،
وهو أَن ينزل اللبن قبل الولاد.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

الشكر لك موصول يا "سِيدَنَا" محمد ولا حرمنا الله مجهودكم. لي طلب بسيط - لو سمحت -؛ حبذا لو سألت أحداً من العلماء المجتهدين ممن حولكم في صنعاء المحمية عن هذا الموضوع بالذات حتى يعطي مبحثي دعماً إضافياً.

أشكرك مرة أخرى ...
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

الأخ الفاضل أبا المجد
هناك أمر هام يخاطب به هؤلاء المشعوذون الذين يدعون إخراج اجن من جسد الإنسان بالقرآن ، ويحتجون بأقوال بعض من سلفهم المتقدمين كابن تيمية مثلا ، فهذا الأمر الذي يدعونه لا يملكون عليه نصا قرآنيا أو حديثا شريفا ، أي أن ما يقومون به هو بدعة لم يفعلها النبي أو يقرها ولم يفعلها أحد من الصحابة ، وأقول لك أنك تستطيع ان تقول لهم بكل ثقة أعطوني حديثا صحيحا يقول أن النبي أو أحد الصحابة أمسك شخصا من رأسه أو أصبعه وقرأ عليه قرآنا فتكلم جني بلسانه أو فعل ما يفعله هؤلاء المشعوذون .
أما احتجاجهم بالآية الكريمة (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) فلا حجة لهم فيها لأنه حتى إن سلمنا بما يزعمون من أن المس هو مس جسدي فأين دليلهم على ان ما يقومون به هو العلاج الشرعي لذلك ؟؟ ففي كل الأحوال نعرف أن ما يقومون به هو بدعة وهم أكثر من يردد التحذير من البدعة حتى لو قال الشخص بعد الأذان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عنفوه أشد التعنيف بأنه يبتدع في الدين فكيف بما يتجرأون عليه ؟؟
وقبل تفسير الآية التفسير الصحيح أوضح أن العلاج الشرعي قد ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى (و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)
أما تفسير الآية فقد قال العلامة جار الله الزمخشري رضي الله عنه
{ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ &وأوضح من كلام العلامة الزمخشري ما ذكره العلامة فخر الدين الرازي وهو من أهل السنة في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب حيث عرض كلام الشيخ أبي علي الجبائي (هو قال الجبائي دون تحديد وذكر الشيخ أبي علي هو استنتاج مني ) مؤكدا عليه فقال :-
قال الجبائي: الناس يقولون المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه وهذا باطل، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم ويدل عليه وجوه:

أحدها: قوله تعالى حكاية عن الشيطان
{ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـ&[إبراهيم: 22] وهذا صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والقتل والإيذاء والثاني: الشيطان إما أن يقال: إنه كثيف الجسم، أو يقال: إنه من الأجسام اللطيفة، فإن كان الأول وجب أن يرى ويشاهد، إذ لو جاز فيه أن يكون كثيفاً ويحضر ثم لا يرى لجاز أن يكون بحضرتنا شموس ورعود وبروق وجبال ونحن لا نراها، وذلك جهالة عظيمة، ولأنه لو كان جسماً كثيفاً فكيف يمكنه أن يدخل في باطن بدن الإنسان، وأما إن كان جسماً لطيفاً كالهواء، فمثل هذا يمتنع أن يكون فيه صلابة وقوة، فيمتنع أن يكون قادراً على أن يصرع الإنسان ويقتله الثالث: لو كان الشيطان يقدر على أن يصرع ويقتل لصح أن يفعل مثل معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك يجر إلى الطعن في النبوّة الرابع: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يصرع جميع المؤمنين ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان، ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد، واحتج القائلون بأن الشيطان يقدر على هذه الأشياء بوجهين الأول: ما روي أن الشياطين في زمان سليمان بن داود عليهما السلام كانوا يعملون الأعمال الشاقة على ما حكى الله عنهم أنهم كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات.
والجواب عنه: أنه تعالى كلفهم في زمن سليمان فعند ذلك قدروا على هذه الأفعال وكان ذلك من المعجزات لسليمان عليه السلام والثاني: أن هذه الآية وهي قوله { يَتَخَبَّطُهُ &
والجواب عنه: أن الشيطان يمسّه بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، وهو كقول أيوب عليه السلام
{ أَنّى مَسَّنِىَ &[ص&{ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ &[الصافات: 65].

تحياتي لك ولأخي الحبيب زيد والأخ محمد .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

تميما للفائدة أنقل لك أخي الحبيب ما وجدته في أحد اتفاسير الزيدية يسمى بتفسير الأعقم ولا أدري من هو والتفسير موجود ضمن الموقع الرائع جدا جدا www.altafsir.com
({ إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبطه الشيطان } يعني المصروع، قوله تعالى: { من المس } أي من الجنون، وقيل: مسه الشيطان بالاذاءِ والوسوسة لأن العرب يزعمون ان الشيطان يتخبط الانسان وان الجني يمسه فيختلط عقله ولو كان يقدر على ذلك لكان يتخبط جميع المؤمنين مع شدة عداوته لهم )
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

على الراس والعين وقريبا إن شاء الله ترى جواب

سيدي العلامة / محمد بن محمد المنصور
وسيدي حمود عباس المؤيد

وأيضا مشاركة متواضعة مني والسلام عليكم جميعا
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »


بسم الله الرحمن الرحيم

في مجموع الامام القاسم بن ابراهيم صلوات الله عليه
ما نصه في باب مسائل القاسم عليه السلام.

= = =
- وسألت: يرحمك الله عن: &والسحر أمر لا يكون ولا يواتي أهله، إلا بعظيم من الكفر والأئمة فيه والمعلمون له، فهم الشياطين، الكفرة الظالمون، ولذلك يقول منهم مَن علَّمه، مَن يريد أن يتعلمه، لا تكفر ليكفر إذا كفر بإقدام وتصميم بعد النهي بالتوقيف، والإبانة للكفر والسحر والتعريف، فكفرُ أهله بعد المعرفة بالتصميم ككفر إبليس فيما صمم من الكفر بالسحر.
وقوله: &
أقو وقد أوضح الامام الهادي الى الحق في الفاخرة جنس ابليس ببيان أوضح من هذا فقال :
قصة آدم عليه الصلاة والسلام


سئل الهادي إلى الحق يحي بن الحسين صلوات الله عليه عن قول الله تبارك وتعالى:&فقال: معنى قوله: &وقوله: &قلت: فما الدليل على أن إبليس من الجن؟
قال: قول الله جل ذكره: &قلت: فهل أمرت الجن كلها بالسجود، أم خص الله إبليس بذلك دونهم؟
قال: لم يأمر الله سبحانه أحداً منهم إلا إبليس فقد أمره الله بالسجود دونهم.


قال القاسم في المجموع الكبير
80- وسألت: عمن يسكن في الهواء بين الملائكة والإنس ؟
والجن والإنس فهما كما قال الله الثقلان، فالملائكة صلوات الله عليهم سماويون، والإنس كلهم جميعا أرضيون، والجن بين السماء والأرض هوائيون.

= = =
من المجموعة الفاخرة
كيف تكون وسوسة إبليس إلى الآدمي؟
وسألت عن وسوسة إبليس: كيف تكون منه إلى الآدمي؟
والوسوسة منه فإنما هي المقاربة والمداناة، والمؤالفة والمساواة. وذلك أن إبليس اللعين بُني على الفطنة والذكاء، والسرعة والمعرفة بمعاني الأشياء التي ربما عرفها الآدميون، واستدركها منهم الفطنون. فيعرف إبليس اللعين في حركات الإنسان ووجهه، دلائل يستدل بها على ما أضمر في قلبه من المعاصي لربه، فإذا رأى تلك الدلائل والعلامات في وجهه، استدل بهن على بعض ضميره، فإذا رأى في علامات وجهه إضمار المعصية، وتبين له أنه قد همّ بغير الطاعة، واستبان ذلك من شواهد حركات الآدمي - كما استدرك كثيراً من ذلك الآدميون بعضهم من بعض، بما يرون من شواهد ذلك ودلالاته وعلاماته، حتى ربما فطن الإنسان لصاحبه ما يريد منه، وما يريد في كثير من أمره، وكذلك يستبين منه الغضب والرضى، والسرور والغم، يبين كل واحد من هذه الأشياء في وجه صاحبه، حتى يعرفه أهل الفطنة والفهم، بما يظهر من شواهده في وجه مضمره، وكل يتبين الفزع والرعب في وجه المرعوب والفزع لمن كان ذا فطنة، فكذلك وعلى ذلك وبالشواهد في وجوه أولئك يعرف إبليس اللعين ما أضمره صاحب المعصية والخطيئة من الآدمي - دانى قلبه وقاربه ولاصقه. وإبليس فهمُّه وإرادته ومعناه المعصية واللعنة، فإذا قارب هذا الشكل من إبليس شكل المعصية التي هي في قلب الآدمي، قويت نية الآدمي بالمعصية، لمقاربة ما في قلبه من المعصية لشكله، وهو إبليس، فيقوى الشكل بمقاربة شكله، والجنس بمقاربة جنسه، كما يقوى كل شيء بمدناة مثله أو مقاربة شكله.
فهذا معنى وسوسة إبليس، هو بالمقاربة والمداناة، لا بالمكالمة والمناجاة. ومثَل قوة المعصية في قلب الآدمي بمداناة شكلها من هذا اللعين الجني مثل الجمر؛ جعلت منها في بيت فيه جماعة خمسين رطلاً جمراً متوقداً يقد بعضه في بعض، ثم أتيت بمائة رطل أخرى جمراً متوقداً فألقيته إلى جنب ذلك الجمر الأول، فقوي عمل الأول بعمل الآخر، وقوي عمل الآخر بعمل الأول، واشتد عملهما وصعب أمرهما، حتى لا يطيق من في البيت أن يجلس فيه ولا يقوم، مع شدة ما فيه من حر النار وتلهبها، وقوة بعضها ببعض، فقوي عمل الجزئين لمقاربة أحدهما لصاحبه، إذ هما شكل واحد ومعنى واحد، ولو أفرد كل واحد منهما وفرق بينهما لم يكن عملهما متباعدين كعملها متقاربين. فعلى هذا ومثله من قوة الشكل بشكله تكون وسوسة إبليس لصاحبه الآدمي، المضمر لما أضمر إبليس، المشاكل له بالإضمار في عمله، والمقارب بإضماره له في فعله؛ فافهم معنى ما ذكرنا من معاني الوسوسة، وفطنة إبليس لما يفطن به في الأدمي من المعصية.
وقد قال غيرنا في ذلك بأقاويل، فزعموا أنه يجري في الآدمي مجرى الدم (في الأبشار) فاستحال ذلك عند من فهم؛، لأنه لا يجوز أن يدخل جسم في جوف جسم، فيجري في عروقه، ويجتمع في بدن واحد روحان، روح ساكن، وروح متحرك. هذا محال، أن يستجن في جسم واحد روحان. ولا يدخل في جسم جسم؛ لأن هذا لا يعرف في الأجسام ولا يتهيأ، ولا يثبت في العقول، فلما لم تقبله العقول استحال أن يكون شيئاً معقولاً.
وقال قوم: يلقى إبليس روح الآدمي عند جولانه في وقت منامه، فيأمره وينهاه، ويزين له ما يريده ويشاؤه، وقالوا: لا تكون الوسوسة من إبليس إلا من بعد النوم، يلقى روح الآدمي عند خروجه من بدنه، وجولانه بعد نومه، فيكون منه إليه ما ذكرنا، ويلقي إليه ما قلنا. فاستحال هذا من قولهم أيضاً، كما استحال القول الأول؛ لأنا نظرنا في هذا المعنى فوجدناه باطلا، وبطلانه أنا وجدنا الآدميين ربما أتوا في أنواع المعاصي وألوانها في مجلس واحد بألوان وهم أيقاظ غير نيام، فلما أن وجدناهم يعملون في مجلس واحد ألواناً كثيرة من المعاصي التي يخطر بعضها على قلوبهم بعد بعض، وتحدث في صدورهم حادثاً بعد حادث، وخاطراً بعد خاطر، لم يتعملوا قبل ذلك المجلس في شيء منها، ولم يضمروا جنساً من جنوسها، علمنا أن ذلك بوساوس الشيطان ومقاربته. ورأينا من كان كذلك يقظان غير نائم، والمعاصي تأتي منه أولاً فأولاً في مجلسه ذلك من قذف المحصنات، وشرب خمر، وقتل مسلم، وأخذ مال يتيم ومسكين، وضرب مؤمن، وسفك دم حرام، وشهادة زور، وكذب وبهتان، وتشبيه الله سبحانه وتجويره في فعله، وإكذاب لوعده ووعيده، وغير ذلك من ألوان الفسق، مما يأتي به كفرة الخلق، فلما رأينا هذه الأشياء تكون من فاعلها في أوقات وساعات لم يدخل بينها منه نوم ولا غفلة، استحال عندنا أن تكون وسوسة إبليس من بعد النوم وخروج الروح؛ لأن هذه المعاصي كلها في افتراقها وتشتيت أصنافها كانت منه في يقظة لا نوم فيها، واستحال عندنا قول من قال بهذا الثاني كما استحال قول من قال بالقول الأول ولم نجد باباً أصح ولا أثبت ولا أقوى ولا أجدر أن لا يكسره أحد أبداً مما قلنا من مداناة الشكل لشكله، وقوة الشبه لشبهه، ووجدناه ثابتاً عند أهل العقل، لا ينكره ولا يجحده من وهب لباً وفطنة وفهماً
.

من الفاخرة أيضا

المسألة السابعة والثلاثون: في سلطان الشيطان
ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله تبارك وتعالى لإبليس: &تمت مسألته

[color=وأما ما سأل عنه من قول الله عز وجل لإبليس: &فأما السلطان الذي ذكر الله عز وجل أنه ليس له على المؤمنين في قوله: &تم جواب مسألته


ومن الفاخرة أيضا
خلق الملائكة والشياطين
وسألت فقـلت: من أي شي خُلِقت الملائكة، ومن أي شي خلقت الشياطين؟
الجواب في ذلك: أن الملائكة فيما سمعنا وبلغنا - والله أعلم وأحكم - خلقت من الريح والهواء.
وأما الشياطين فخلقت مما قال الله وحكى من مارج من نار.
والمارج فهو: خالص لهب النار، والذي هو يمرج من لهبها، ويتقطع في الهواء منها عند ارتفاع اللهب وعلوه، فيذهب في الهواء قطعاً قطعا، وينفصل من اللهب تفصلاً يستبان ذلك ويعرف عند تأجج النار وتوقدها، وعظمها وارتفاع لهبها. فعند ارتفاع اللهب وعلوه، يخلص خالصه، ويمرج مارجه، ويتقطع المارج من اللهب، وينفصل مارج النار من لهبها، ويذهب في الهواء متقطعاً، وذلك فهو مارج النار الذي ذكر الرحمن أنه خلق منه الجان.
والجان فهي: الجن، والجن فهي الشياطين، وإنما سميت جناً وجاناً لاستجنانها عن أبصار الآدميين، واستجنانها فهو غيبتها، فلما كانت بغيبتها مستجنة سميت باستجنانها جاناً. ألا تسمع كيف قال إبليس في آدم عليه السلام حين يقول: &


سيدي أبو مجد الدين لعلي قد ذهبت بعيدا
لكن هذه المعلومات لا تخلو من فائدة.
كلي أمل أن تنجح في معالجة هذه الظاهرة القبيحة التى أخذت تنتشر بين افراد المجتمع وتستفحل ويكثر انصارها واتباعها والسلام عليكم

صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

الأخ الفاضل محمد الغيل
لا أعتقد أن فيما ذكرته زيادة لا فائدة فيها للموضوع قيد البحث بالعكس فكلها أدلة تحتاج من الحبيب الكستباني أن يقوم بجمعها وترتيبها ليستخرج منها الأدلة المسكتة ، فمثلا الحديث عن خلق الجن وكيفيته يوضح أن الجني لو مس الإنسان لأحرقه فكيف بالدخول في مسامه والاستقرار في جسده .
وأوضح أن قوله (والجن بين السماء والأرض هوائيون. ) هو إجابة عن سؤال عن مكانهم وليس مادة خلقهم وهو دليل آخر أن الجن لا يصعدون للسماء لا يصلون للأرض .
كذلك لفت انتباهي تأويل الإمام الرسي عليه السلام للآية (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) أنه قد يكون إنكارا ورواية عن اعتقاداتهم وكذبهم وليس تقريرا لأمر قد حدث بالفعل .
أرجو أن يقرأ الأخ الكستباني وكافة الأخوة الكلام بتدقيق وسوف يستخرجون منه الأدلة المسكتة بإذن الله .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الإستفسارات“