لفضائيتنا ،،، إعتماد المحلية المفرطة ،، خطاء .

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

لفضائيتنا ،،، إعتماد المحلية المفرطة ،، خطاء .

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

المحلية المفرطة ... بإستخدام اللهجة التي يقدم بها برامج تسلية رمضانية مثل برنامج " شرالبلية " يضيق أفق المعلومة ويحصرها بزاوية محددة مما يجعل النتيجة غير مضمونة الفعالية والوصول لفكر المشاهد والتأثير به ..
المحليّة المفرطة ... لاننفي جمال اللغة أو حسن التعبير أو طريقة النطق المعبر عن لهجاتنا اليمنية المحلية ،، كيف ..؟ ونحن مصدر اللغة العربية ومنبعها وقبل ذلك منبع السامية بلغاتها وما أفرزت من ثقافات ... جعلت إسكندنافيا بعيش بجوار القطب الشمالي أو لاتينيا يعيش بأقاصي أوروبا ينادى بعلي (الإسم) وينادي "إيلي"..........
ياعلي صحت بالصوت الرفيع * يامره لاتدبين القناع
لاشك أننا بالعصر الحالي نرى إنصهارا للهجات اليمن ، بمافي ذلك لهجة البرنامج المنوه عنه ... فبصنعاء العاصمة لم تعد تلك اللهجة المتميزة ... حيث كان هناك لهجتان بصنعاء ولاأصنفهما لهجتان بل تعريفان ،، فبالشارع لهجة تختلف عن المنتدى أو المدرسة ... حيث يشتهر المتعلم الصنعاني بلهجة بها من الأدب الجم مايمكننا القول بثقة أن تلك لهجة ملائكية ... ومن آداب تلك اللهجة أنه لايناديك بصيغة الفرد ... بل يقول أنتو وأنتم .. وهو مصطلح للتعظيم .. ثم نبرة الصوت تكن شبيهة بالهمس .. وفي نفس الوقت لغة الشارع نبرتها عالية وأصواتها مسموعة وبها ما بها ..
وإذا جزمنا بوجود أكثر من لهجة بمدينة واحدة ، فإننا نكن قد عرّفنا بوطننا اليمن ، أثرى البلدان ثقافة وتنوعا وطقسا وتضاريسا ... فرحلة بصعـــــــــــــــــــــدة الغراء ، تعطيك نموذجا ، فنبدائها من الشرق على حافة صحراء الربع الخالي وحيث تعتبر قطرة الماء مرادفا للدواء ..وبسرعة نصل لأخاديد بين الهضاب بها العيش الرغيد وباسقات النخيل تتمايل مختالة راقصة على نغمات الخرد الغيد .. فتصعد الأخدود فيستقبلك النسيم بالصعيدة حاملا رائحة الجللنار القادم عبر خمائل كروم الأعناب فتثمل وتعربد والحميا قابعة بالعنقود ، فيدفعك النسيم العليل للأعلى فتشم الزعتر والورد البلدي وتسمع عزف النسمات على أوتار شجر العرعر.. ويبطئ النسيم ويسرع ولكنه يدغدغ ثم مايلبث أن يلسع وبالتالي فإن غطاء صوفيا يصبح من الضروريات ، حيث تكن على إرتفاع ثلاثة الاف متر عن سطح البحر ويتجمد الماء نهارا بالشتاء .. وربما يلزمك من الأغطية (البطانيات ) ثلاثا تدعمها بموقد نار .. وتنزل من القمة لتواجه جنة من الإخضرار الساحر ، رائحة العشب تختلط برواح الأقحوان والكاذي والريحان ... وتكتفي عند النوم ببطانية واحدة .. وما تلبث أن تواصل النزول فتصل لخط الإستواء بالسهل التهامي حيث يضيق بك ثوبك خلال شهور القيض ..
شهدنا عدة مناخات بجبل واحد ، وعليه هناك عدة لهجات تفرضها العزلة وملابس يفرضها المناخ ... هذا الثراء التي يصل لحد التناقض لايبعد أحده عن الآخر سوى كيلومترات ..
وصف الراحالة العالميين هذه الحقيقة اليمنية بالمدهشة والفريدة ... منهم الرحالة الأميريكي أمين الريحاني ، في كتابه ملوك العرب ... وكذا الرحالة الألماني هانزهوليفرتز ..
إذا هنا يجب فهم لماذا نعترض على تكريس لهجة يمنية محلية بحد ذاتها ... لآنها لن تكن ذات قيمة معرفية شاملة بالوطن اليمني ناهيك عن من يشاهدنا من الخارج ... والحل هو اللهجة التوافقية والتي هي حاليا ما يستعمل بصنعاء ، شريطة أن لاتخلط بالمصرية أو غيرها من اللهجات وأن تعكس اعتزاز اليمني بجذوره الثقافية وتراثه وحضارته ...

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“