إنتهاء صلاحية الإستعمال ... كيف نفهمها ..؟

[الهاشمي اليماني]

إنتهاء صلاحية الإستعمال ... جُملة مفيدة كما تقول النحاة .. ولكن الجملة تأخذ منحى آخر ببعض البلدان ونحن من ضمنها ، حيث تعود العامة على كلمة " سابر " أي صالح أو كما يقول الأخوة بالشام " يمشي الحال " ولاشك أن كلمة سابر يرددها البعض من قبيل " لعل وعسى " مع العلم أن الخيبة والعواقب الوخيمة غالبا ما تكن ثمن ترديد " سابر " التي لاتأتي من سبر الأغوار ولكنها تساوي آمين ..
إنتهاء صلاحية الإستعمال ،، سواء لدواء أو غذاء أو مادة واقية ... ومنها المبيدات الحشرية ،، أسفر عن كوارث في شتى ميادين الحياة ..
بأفريقيا يموت الملايين سنويا ،، سواء بإنتهاء صلاحية الدواء أو الغذاء .. وكذا بالعالم العربي ويمننا الميمون بالمقدمة ..
حظنا العاثر أردانا في بؤرة بها الدواء المزيف والمبيدات المزيفة ،،، ونعني بالتزييف أنها ليست مطابقة لشروط التركيب الكيميائي وبالتالي هي سامة ومضرة .. وكارثة الكوارث أن تكن بتلك الصفة وفي نفس الوقت منتهية الصلاحية ... وحتى المزيف له صلاحية ( عمر إفتراضي ) وبعد أن كان سما يصبح سما ناقعا .
لاشك أن لوعي المواطن ودرجة تعليمه وتثقيفه دورا ، إما سلبا أو إيجابا .. لكن لانرى أمارات تنبئ عن وعي أو حتى إستيعاب أو حتى شئ من الفهم لدى معظم الناس ...
وتوصل المثقف وشبه المثقف وهو القارئ المطلع لنتيجة فحواها أن النهج والمنهج والإرشاد كلها تشجع على التقوقع والنكوص وتكريس الجهل .. والدليل لجؤ علية القوم لتعليم أبنائهم بأكاديميات أجنبية .. وبالطبع الواعين منهم .
من وضع النهج والمنهج ... وكذا صمم الإرشاد ،، فتش وستجده منتهية صلاحيته ،، ولنقل أن نشاطه الفكري العلمي العملي الإداري قد وصل لحده الأعلى وأخذ رسمه البياني يميل للهبوط وتعوزه الراحة والهدؤ وإفساح المجال لغيره .. ( إذا قبل ..؟) ..
يقال أن سر سرعة إيقاع الحياة الغربية المعاصرة هو مايطلق عليه النمطية .. والنمط يقتضي عمر إفتراضي ، ويعني إستبدال الشئ بإنتهاء عمره الإفتراضي ...
إذا ما تأملنا بحالنا ... ومانعانيه من أزمات حتى بأحسن البيوت وأرقاها وأغناها والتي ربما وجدنا بها من يعاني من سؤ التغذية ، ناهيك بمعدم يقبع القرفصاء على حصيرته ... كان لقضية إنتهاء صلاحية الإستعمال نصيب الأسد .. رسمنا البياني في كل شئ دون إستثناء دائم الهبوط ، وأحيانا يهبط بحدة .. ولاسبب ولامبررات سوى " إنتهاء صلاحية الإستعمال " ..
لم يكن رواد الفكر الإداري بل وفلاسفة التغيير للأفضل ، كالجنرال جورج واشنطن ، قائد الثورة الأميريكية ومؤسس دولة الولايات المتحدة الأميريكية ، لم يحد عن الحقيقة عندما حدد صلاحية الفترة الرئاسية بفترتين إنتخابيتين كل واحدة منهما أربع سنوات بعد موافقة الأمة عليه عبر إنتخابات حرة ..... أربع سنوات حيث يقول العلماء أنها فترة مثالية للإنتاج الفكري والمجهود الجسماني وتحمل المسئولية ... وبعدها يصبح المسئول طامحا للتملك وهي غريزة بشرية أو التوريث وتتكون حوله بطانة قد تكن هي من تسيره ... وبالتالي يمكن تصور سيناريوهات التبرير العديدة والمشاهد .... و كما أسلفت الرسم البياني هو الذي يفضح ...