يهودي ذمي نظم إلزاما حول بيان ( كون أفعال العباد من الله ) :
فقال :
أيا علماء الدين ذمَّي دينكم *** تحير دلوه لأوضح حجــة
إذا ماقضى ربي بكفري بزعمكم *** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي
قضى بضلالي ثم قال أرضَ بالقضاء *** فها أنا راضٍ بالذي فيه شُقوتي
دعاني وسدَّ البابَ عّني فهل إلى *** دخولي سبيل بيَّنوا لي قصَّتي
إذا شاء ربي الكفر مني شئته *** فهل أنا عاصٍ بإتباع المشيئةِ
فإن كنت بالمقضيّ ياقوم راضياً *** فربي لايرضى بسوءِ بلّيتي
فيا علماء الدين بالله أوضحوا *** جوابي وأشفوا بالبراهين علتي
فأجاب على هذا السؤال الإمام المطهر بن محمد المطهر (عليه السلام)
فقال :
سمعنا نداء المستغيث *** إلى علماء الدين في كل وجهة
بصوت فصيح مسمع كل عاقل *** ألا أشفوا جميعاً لي هيامي وعلتي
إذا ماقضى ربي بكفري بزعمكم *** ولمْ يرضَهُ مني فما وجه حيلتي
سؤالُ امرء ذي همة وشهامة *** وبعض ذكاء وانتباه وفطنة
على غرة في القوم منه بزعمه *** وزلة جهل لاتقاس بزلة
أضاف إلينا ما ندين بنفيه *** عن الله في سر وجهر وخفية
وأطلق إطلاقاً أعمّ بلفظه *** أكابر أهل الدين من كل فرقة
وما ذاك إلا مذهبٌ لعصابة *** تعامت عن الحق المبين وضلت
أضافوا إلى الرحمن قبح فعالهم *** لهم في خلال النظم أكبر شنعةِ
وحسبهم عاراً مقالك ملزماً *** فهل أنا عاصٍ بإتباع المشيئةِ
إذا شاء ربي الكفر مني شئته *** طوائف أهل الكفر من كل فرقةِ
وإن يتحاشى عن شناعة قولهم *** من الله علماً سابقاً في البريّةِ
على أننا لاننكر القول بالقضاء *** إلى الخلق طراً من أناسٍ وجنةِ
وأمراً بأفعال العبادة والتقى *** بأوضح برهانٍ وأظهرَ حجةِ
وهاك جواباً قامعاً كل شبهةٍ *** بأفعالهم خلقاً وإيجاب قدرة
إذا ماقضى ربّ العباد عليهم *** بوعد وإيعادٍ بنارٍ وجنةٍ ؟
فلِم بعث الرسل الكرام إليهم *** وليس الذي ينفي القبيح كمثبتِ
وكيف جواب الله للخلق إن أتَتْ *** تجادِلُهُ عن نفسها كلّ أمةِ
تقول إله الناس أنت وعدتنا *** مواعدَ صدق في كتاب وسنةِ
فإنك لاترضى حكومة جائر *** ولاتظلمَنَّ الخلق مثقال ذرّةِ
وجاءت براهين العقول شواهداً *** بأنك ذو جود وعدلٍ وحكمةِ
ففيم تعذبنا وأنت إلهنا *** قضيت علينا كل كفرٍ وفتنةِ
من كتاب الفتاوى ، للعلامة : عبد الرحمن بن حسين شايم المؤيدي
حفظه الله تعالى
يهودي يسأل، والإمام المطهر يجيبه
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
يهودي يسأل، والإمام المطهر يجيبه
رب إنى مغلوب فانتصر