الموضوع من صفحة (اَراء ومواقف)
هل حفظنا الدرس بعد مران وقبل مران
11/8/2004 العلامة/ محمد المطاع
قال الرئيس في حشد من العلماء في خضم آحداث مران يجب أن نتعلم. وضرب مثلاً بالمتعلم والعامل المرحوم احمد زباره. وانا اقول بمقولة الرئيس: يجب ان نتعلم ويجب ان تتسع صدورنا للتعليم ولا تأخذنا العزة بالاثم. فالتعليم واجب من المهد الى اللحد وما من عالم او متعلم الا وهناك من هو اعلم منه، وفوق كل ذي علم عليم. من التعليم ان تقول طاعة أولي الأمر واجبة لاسيما اذا ترتب على عدمها اضرار في الانفس او الممتلكات. وواجب على اولى الامر طاعة الله، اذ لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق.. وهنا كما يقال مربض الفرس. قد يقول المخالف ان ولي الأمر لم يطع الله، لهذا لم تجب طاعته. وقد يقول أولو الأمر هذا خاج عن طاعة اولى الامر يجب تأديبه. وهنا تتوسع الشُّقة بين الرؤيتين، والحل هو الاستجابة لأولي الأمر. ويأتي فورا دور العلماء الناطقين بالحق والذين لايخافون في الله لومة لائم، فان كان ولي الامر متعجرفاً كما اثبت لنا التاريخ القديم والحديث اوقفوه عند حده، واذا لم يقف تبرأوا منه، وان كان مستقيماً عطفوا المخالف وادبوه، وساندوا ولي الامر. والامور محسومة اذا كان عندنا الاستعداد للتعلم، وأتمنى ان نكون قد وعينا الدرس من مران وغير مران. ولو سألنا الدماء التي سالت على جبال مران والقرى التي هدِّمت، والأطفال والنساء التي افزعت والممتلكات التي دفنت او نهبت، والاموال التي اهدرت والسمعة التي خدشت، والمكانة التي اهتزت من المسئول عنها..؟ انا اقول اننا لم نتعلم ولم نحسب للعواقب، ولا توجعنا وتدمي قلوبنا الدماء التي حرمها الله وأحللنا سفكها. والله لو علمت ان ريشة عصفور ان أنا نتفتها دخلت النار ما نتفتها ولا اقتربت من هذا العصفور.. كيف لا وربي يقول لي «ومن قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعآً». اتقوا الله ياأمة محمد الذي قال ربه: «وما ارسلناك الا رحمة للعالمين» (أطل بأمر ربك يامحمد لتشاهد اجسام أمتك تنهشها السباع في مرَّان وتسحبها اليهود في فلسطين وتداس رقابها في العراق وفي الأفغان وانت الرحمة المهداة لأمتك) أين دوركم ياعلماء؟ لماذا لاتوقفوا النار قبل ضرامها. وانتم ياأولو الأمر اتقوا الله واتركوا العلماء يؤدون رسالتهم ويعلموكم رسالة السماء وسماحتها وعلوها وشموخها وعدلها ورحمتها. اتركوهم ولاتجرجروهم الى صفكم فليس من مصلحتكم ولا من مصلحة الامة ولا من مصلحة الاسلام جرجرتهم، وهم مسؤولون امام الله، نسمع فريقا مع المخالف وفريقاً مع السلطة، ما هذا ياعباد الله؟ الحق واحد لا يتجزأ والخط المستقيم خط واحد. ارجو ان نكون قد وعينا الدرس مواطنين وسلطة، أرجو من الرئيس ان يقبل منا كما نقبل منه. قبلنا منه ان نتعلم فهل يقبل منا ان يتعلم (ويجمع اولي الفهم من الصادقين من علماء، ومثقفين ومن اهل الحل والعقد وكل منّا له رأي صائب ويقول لهم تعالوا نناقش قضايا البلاد، وماهو صحيح اقررناه وماهو غلط نسفناه وابدلناه بالصحيح). يارئيسنا العالم يهتز وهزته سوف تدفننا تحت الانقاض لاننا مهزومون من الأصل، لماذا لانتعاون على الحياة سلطة ومواطنين ورئيسنا في المقدمة؟ انا أظن انه لايوجد من يحلم بالرئاسة غيرك، فلماذا التخوف من الحق، انت الرئيس فقط، اترك فرصة للكفاءة تشق طريقها وهي في مصلحتك ومصلحة الأمة واترك اولئك الذين رصيدهم هو المؤامرة والخداع والغش. ولو نقلت لك جزءاً مما يعانيه الناس لانزعجت. وهاهو مواطن يعلق على تحمل مسئوليتك ويقول بالحرف الواحد كما ترى اسأل الله ان يأخذ بيدك الى الخير والسلام. الاخ الرئيس قد يقال لك هذا تهويل وقد يقال اذا كانت نصيحة فلماذا لاتكون سرية. اجيب على هؤلاء واولئك بالرسالة المرفقة والمنشورة في الشورى، لتعرف ان ماتضمنت نصيحتي انما هو النزر القليل، وقد تجنبت مايوجع الرأس.. واليك الرسالة حرفيا تحت عنوان أبناؤك في خطر يارئيس. > > > الى رئيس الجمهورية. سمعنا خطابكم الذي ألقيتموه امام ضباط المعهد العالي للشرطة، والذي قلت فيه (أنت تهم على أسرتك وأسرتك مؤلفة من خمسة اشخاص كيف تطعمهم وكيف تلبسهم كيف تعالجهم ونحن نسهر الليالي كيف نؤكل 23 الى 24 مليون كيف اثبت لهم الامن والاستقرار كيف اوجد له الصحة كيف اوجد له الملبس والمآكل والمشرب. نحن نقدر شعورك النبيل تجاه ابنائك الأربعة والعشرين مليوناً ولكن (تعلم ان ستة مليون من ابنائك الذين تسهر على راحتهم مصابون بالملاريا) هل تعلم ان بلادك التي تحرص عليها وترعاها اصبحت مقلباً للنفايات السلعية وغير السلعية الناتجة عن التهريب المنظم الذي اغرق السوق بسلع غير صالحة للاستهلاك الادمي) هل تعلم بان ثلاثة مليون من رعاياك مصابون بفيروس الكبد وان 75 خمسة وسبعين في المائة من مواطنيكم أميّون وان 62 في المائة دون خط الفقر وان الاطفال دون العاشرة يهربون بالآلاف الى دول الجوار كرقيق وان 3500 طفل اعيدوا في الاسابيع الماضية من الحدود في طريقهم الى البيع والضياع، اما الامن الذي تحدثت عنه ايها الوالد الحنون فربما كنت تقصد أمن النخبة والخاصة المقربين، اما العامة من المواطنين فان اموالهم وحقوقهم تسلب دون رادع او خوف والمحاكم تزخر بالامثلة. واخيراً هل تعلم بما آل اليه الوضع الاخلاقي والقيمي في المجتمع من دمار وخراب بدأ بالفساد المالي والاداري في المرافق المختلفة وصولاً الى الانحلال القيمي والمتاجرة بالأعراض وتبني شبكات منظمة للدعارة والافساد. لذلك ادعوكم ايها الوالد علي عبدالله صالح لتفادي مايمكن تفاديه والمسارعة لبناء سفينة نجاة تقي من الطوفان القادم لا محالة. وانني إذ أناشد فيكم حس الابوة، علماً بأن ماذكر ماهو إلا غيض من فيض. ولدكم المخلص جميل الاصبحي الشورى العدد 494 التاريخ 16جمادى الآخرة الاربعاء. > > > تلكم هي الرسالة لتعرف ما حجب عنك اولئك الذين لايهمهم موت أمة ماداموا في سلام؛ وأمرهم الى الله.