نظرية داروين وطبخ الملوخيا ..

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

نظرية داروين وطبخ الملوخيا ..

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

نظرية النشؤ والإرتقاء ... لاتزال نظرية جدلية بن علماء الطبيعة وجدليتها وما أفرزت ، بلاشك ولاريب أنه يمكن إسقاط متشابهات لما ورد بتلك النظرية ذات البعد الجدلي الأزلي...
السير تشارلز داروين ، عالم الطبيعة الإنجليزي وصاحب النظرية أعطانا فرضيات وربطها بالتطور البطئ الغير مدرك حسب إيقاعاتنا السريعة ..
رحلة داروين إلى جزر جلالاباقوس الواقعة أمام سواحل دولة البيرو بأميركا الجنوبية ،، تلك الجزر المنعزلة التي وجد بها العالم طيورا من الساحل الأميريكي وسحلية الإيقوانا الأميريكية المعروفة ..
الطيور تطورت عن قريباتها الأميركية وكذا السحلية ... والسحلية تطورت لقسمين فما كان يسكن البراري بقي كما كان أقاربه بالقارة الأميريكية وأما سحلية السواحل فقد تعلمت الغوص بالبحر والإعتماد عليه في نواميس حياتها ... ومن هنا حكم السير تشارلز داروين على الحياة الحيوانية ونشأتها من خلال التطور البيئي ..
لا تسألوني كيف وصلت العصافير للجزر .. ولكن السحالي هي التي حيرت العلماء وأخيرا جاء الجواب الشافي بعد الدراسات المستفيضة ...
الحيوانات الجارحة مثل الصقور هي السبب بوصول سحالي الإيقوانا لجزر جالالاباقوس ... الصقور بالعادة عند بلوغ أفراخها سن النضج تقوم بجلب حيوانات حية لتعلمها كيفية إصديادها أو بمعنى آخر تدربها على عملية القتل لتعول نفسها .. وبوصول أكثر من سحلية حية مجلوبة من سواحل أميريكا القارية تسرب البعض من أعشاش الصقور وكونت مجتمع سحالي جلالاباقوس المعروف ..
فهمنا وحسب النظرية أن بيئة المعيشة هي عامل حاسم بالتطور وعرفنا من خلالها أن السحليات التي وجدت بالجزر الصخرية الشحيحة النبات تطورت لترعى النباتات البحرية ... ومن هنا تبادر لنا قياس طريف يخص جانب البشر ...
فهناك مثلا المطبخ المصري ( الشقيق) والذي تعبق به رائحة الثوم والبصل المحروق المحمص يجعل المرؤ يسير دون هدى ويستخدم حاسة الشم لإدراك الهدف وخاصة عندما تكن معدته فارغة ..
وشم الطعام والتلذذ به له قصص وحكايات لعل أظرفها قصة الفتى الفارغ الجيب يلتهم رغيفه أمام مشوى مطعم كباب ... صاحب المطعم شاهد الوضع ، فماكان منه سوى الإمساك بالفتى والذهاب به للقاضي .. بحجة أن الفتى المتسكع يستغل رائحة الكباب فيتأدم برائحته ملتهما الرغيف الناشف ... ولما فهم القاضي سبب مجئ المتخاصمين ... أخرج دينارا من جيبه وقرعه وأسمع صوت القرع لصاحب مطعم الكباب .. ثم سأله : أسمعت القرع ... ؟ قال نعم ،،، قال القاضي قرع الدينار ثمن رائحة الكباب ..
لاأخفي عليكم أعزائي أن لي شخصيا مواقف مع الطبخ الفائق الرائحة عبر حرق الثوم ... حيث أن زوجتي وبحكم زمن العشرة الطويل عزعليها ميلي للملوخية وغرامي وهيامي بل وتغزلي بهذا الطبق الشعبي رغم إسمه اليوناني الذي يعني ( وجبة الحيوان ) .. فماكان منها أي وزجتي ، سوى الذهاب لأهل الشأن وكانت جارتها المصرية خير من يسئل بهذا المقام .. عادت زوجتي شامخة الرأس عالية الراية (البيرق) ومعنوياتها حديد وكأنها أجهضت حرب طروادة .. وفاحت رائحة الثوم والبصل ببيتنا حتى وصل الأمر لطرق الجيران بابنا ... ولما تذوقت الملوخية كانت مرة الطعم .. حيث أن الثوم المحروق قد أفسد طبقي المفضل طعما ولم أتمكن من جمع ذرات الهواء المتناثرة التي طارت برائحة الثوم و التوابل ... وكانت المحرقة من نصيبي والرائحة من نصيب الحارة (الحي).. فعدت لذاكرتي وماكانت عليه عمتي من إجتهادات موفقة بطبخ الملوخيا حيث كانت تضع الثوم بحذروعناية شديدة وتغمسه أخضر طازجا بقدر الطعام وتغطيه سريعا ولما إستفسرتها قالت أن الثوم يطير كرائحة بالهواء ويفقد بالطعام إذا ما أحرق ،،، وبالفعل كانت عمتي على صواب فالثوم وغيرها من الأعشاب بها زيوت طيارة وفقدانها يقضي على فائدتها الغذائية والذوقية ..
وبالعودة لنظرية داروين والتطور عبر عادات الطعام .. ثم بتفحص المطبخ المصري وإعتماده على إصدار الروائح النفاذة .... يعني الإعتماد على الشم وقوة الأنف ... فهل يعني ذلك وبحسب نظرية داروين أن الإخوة بمصر ستتطور لهم أنوفا أشبه بخرطوم الفيل ... بالطبع هناك مؤشرات ولكنها ليست بالأنف بل بضخامة الجسم وتكدس الشحوم به وذلك ما يميز عالم الفيلة ..

الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

مشاركة بواسطة الحوراء »

السلام عليكم و رحمة الله


:D

من المؤسف حقاً أني لاحظت وجود مثل هذه الكتابة الآن وحسب...والحمد لله أيضاً لإيجادي لها ..


في الحقيقة لا أعلم كيف أصفها ....
ومن أوائل الضروريات أو المحببات إلى نفسي دائماً كانت ومازالت استخدام الفصحى بأسلوب جميل راق ٍ يمتعني ويعلمني في آن واحد حين أقرأ وهذا ما وجدته في هذه المقالة ...
و من بعد ذلك التناسق في عرض الأفكار و بساطتها في عمق معناها الجميل الهادف ..
و كذلك الربط بين الصور و التأملات و الفوائد و بطابع جميل فيه السلاسة و كذا القرب من الفهم المجرب لدى كل قارئ تقريباً ...

إن أردت أن أقيم هذه المقالة فهذا محال و يكفيني معذورةً أن أقول : " حقاً أريد أن أقرأ المزيد من كتاباتكم .... فهي تنمي عندي الكثير من الجوانب و بما أني أحب العربية ففي كتاباتكم لي الدروس الكثيرة ..."

أشكركم جزيل الشكر سيدي الهاشمي اليماني و بإذن الله لو صادفني موقف رأيت به ما رأيتموه و سردتموه في هذا الموضوع فسوف أعقب به من بعد إذنكم ... :)
ولا أخفي أيضاً اعجابي بالصورة التي ربطتم بها الموقف لديكم و تجربكم و تأملكم بالموضوع ككل ..جميــل .. رائع .. ومسل ٍ أيضاً ..

بوركتم سيدي و أتشوق لقراءة المزيد لكم ،،

تحيــاتي ،،
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“