
ألا أيها السكران ما أنت صانع *** إذا حلَّ خَطْبٌ لا محالةَ واقِعُ
هنالك لا مالٌ عُنيِتَ بجمعهِ *** ولا وَزَرٌ إلا التُقى لكَ نافِعُ
وفي هادم اللذَّاتِ أعظمُ زاجرٍ *** مَصَارعُ تتلُو بعدَهُنَّ مصارِعُ
تخَلَّوا عن الدنيا وباد نعيمُهم *** وضَمَّتْهُمُ بعدَ القُصورِ المضَاجِعُ
تُخَبِّرك الأجداثُ أنك راحلٌ *** وتلكَ الديارُ الخالياتُ البلاقِعُ
وعما قليلٍ أنت فيهنَّ ساكنٌ *** وقد أَقْفَرَتْ عنكَ القُرى والمجَامِعُ
أمَا لَكَ عقلٌ تستضيءُ بهديهِ؟ *** كأَنَّكَ في الأنعَامِ يا صاحِ راتِعُ
وآيات ربُّ العالمين منيرةٌ *** على خَلْقِهِ والبيِّناتُ قواطِعُ
أتى كلَّ قرنٍ للبرية منذرٌ *** وداعٍ إلى الرحمنِ للشركِ قامِعُ
إلى أن تناهى سرُّها عندَ أحمدٍ *** فنادى أمينُ الله مَنْ هو سامِعُ
وشَقَّ بفرقانِ الرسالةِ غَيْهَباً *** فأشرقَ بُرهانٌ من الوحيِ صادِعُ
ولما أبانَ اللهُ أمرَ نبيهِ *** وقد مُهِّدَتْ للمسلمِينَ الشرائِعُ
أقامَ أخاهُ المرتضى ووصيَّهُ *** وأوضحَهُ التنزيلُ إذْ هو راكِعُ
وبَلَّغَ ما أَوْحَى إليه إلهُهُ *** بأنَّ ذَوِي القُربى أمانٌ فتابِعُوا
ولايتُهُم فَرْضٌ على الخلق لازمٌ *** نجومُ سماءٍ في الأنام طوالعُ
فسِبْطَا رسولِ الله بعدَهما الرِّضى *** إمامان نصٌ ليس فيه منازعُ
وزيدٌ حَليفُ الذكرِ غالتْهُ أمَّةٌ *** فَلا قُدِّسَتْ بالرفضِ كَيفَ تُسَارِعُ
ويَحْيى بنُ زيدٍ عادَ للهِ ثائراً *** ومهديُّ أهلِ البيت منْ ذا يُدافِعُ
ويَتْلُوهُ إبراهيمُ ثُمَّ الحسينُ قدْ *** دعا بعدَهُ يحيى وللسمِّ جارعُ
وموسى بن عبداللهِ وابن محمدٍ *** فذاك علي إن دم الآل ضائع
وَنَالتْ لمَخْذُول الطُّغَاة ببَصْرةٍ *** ذُؤابَةُ إبراهيم غدراً طلائِعُ
وعيسى بنُ زيدٍ والحسينُ شقيقُهُ *** وأحمدُ من للفقه في الدين واضع
وإدريسُ سمَّتْهُ البغاةُ ونَجلَهُ *** مَصَابِيحُ دينِ اللهِ قتلاً تُتابِعُ
وصفوة إبراهيمَ جلَّى محمدٌ *** ومِنً بعدِهِ الرَّسِّيُّ نِعْمَ المبائعُ
تَخَلَّلَ ما بينَ الإمامينِ داعياً *** محمدٌ بنُ محمدٍ وهو يافِعُ
ومأمونُهُم سمَّ الرِّضَا وابنَ جعفرٍ *** محمداً الصوامَ فالخطبُ فاجِعُ
وَنَجْلُ سليمانَ الإمامُ محمدٌ *** وللقاسم المرضيِ كانَ التطاوُعُ
ومعتصمُ الأقوَامِ سَمَّ مُحمداً *** وذلكَ مَنْ في الطالَقَانِ يشايِعُ
ويحيى وإسماعيلُ ثم محمدٌ *** عليٌ حسينٌ أحمدٌ إذ تُتَايِعُ
وبالحَسَنِ الداعِيِّ ثمَّ مُحمدٍ *** أخيه ثَوَتْ في الظالمين الزَعازِعُ
وأَظْهَرَ أعلامَ النبوةِ ذائداً *** عن الدينِ يحيى بنُ الحسينِ يقارِعُ
وَعَاصَرَهُ في الجيلِ أفضلُ قائمٍ *** وأبسلُ من يدعى إذا انحازَ هالعُ
كذا الحسنُ بنُ القاسم الفردُ بعده *** فَلَمْ يبقَ في جَيلانَ للحقِ مانِعُ
وأسباطُ يحيى المرتضى وشَقِيقُهُ *** بسيفيهمَا ما إِنْ تُعَدُّ الوَقَائِعُ
ويتلُوهُما المنصورُ يحيى وصِنْوُهُ *** هو القاسِمُ المختارُ والخطبُ رائِعُ
ويوسُفُ من أَبْنَاءِ يحيى بنِ أحمدٍ *** ومنتصرٌ باللهِ بالسيفِ خافِعُ
ومن في عِيَانٍ أعْلَنَ الدينَ وابنُهُ *** وقد خانه من للديانة خالع
وفي حقل صنعاء خيلة قد تواردت *** وأدرت اماما لم يكن عنه دافع
وَدَاعِي الهُدَى المَهْدِيُّ وَهْو مُحَمْدٌ *** رَضِيعُ لِبَانِ العلم للعدلِ رافِعُ
وَجَعْفَرٌ القَّوامُ وابناه بعده *** نجوم الهُدَاةِ الثَّائِرُون السَّواطِعُ
وَبالأخَوَيْنِ الهاشِميين أحمدٍ *** ويحيى تداعتْ عن ذُرَاهَا البدائِعُ
ومستظهر ثم الحُقَيْنِيُّ منهمُ *** بِحَارُ عُلومٍ زَاخِراتٌ هَوامِعُ
ونفسٌ زكتْ والناصرانِ تتابعَا *** أبو الفتحِ والشهمُ الحُسَينُ المُسَارِعُ
مُوَفَّقُنَا ثم ابنُهُ وأبو الرِّضَا *** فَكَم غُرِيَتْ بالسيفِ منهمْ أصَابِعُ
وَسَارَ على منهاجِ ألِ محمدٍ *** أبو طالبٍ والفرْعُ للأصلُ تابِعُ
وَقامَ بأثقالِ الإِمامةِ أحمدٌ *** سليلُ سليمانٍ فلِلهِ بارِعُ
ودعوةُ عبدالله عمَّ سَنَاؤُهَا *** هو القائمُ المنصورُ للعلمِ كارِعُ
ويَحيى الإمامُ بنُ المُحسنِ ثُمَّ مَنْ *** بِذِيبينَ مقتولاً فما فازَ خادِعُ
فَيَا أحمدُ المهديُّ من آلِ هاشمٍ *** خَصِيمُكَ عن رضوانَ مولاهُ شاسعُ
ويحيى السراجِيُّ دعَا بعد أحمدٍ *** وَأودَتْ عِدَاةُ الأخسرِينَ قوارِعُ
وَمَأسُورُ أهلِ البغيِ والحَسَنُ الذي *** لأنْوَارِهِ في الخافقينِ مطَالِعُ
وَمَن ظلَّلَتْهُ السُّحْبُ والمهديُّ ابنُهُ *** تَلَى نَجلُهُ ثم انثنَى وَهوَ طائِعُ
وجَمُّ العلومِ البَحْرُ يحيَى بنُ حمزةٍ *** وَعارضَهُ الأقوامُ واللهُ سامِعُ
وقَامَ عليٌ وابنُهُ النَّاصِرُ الذي *** أُبيدَتْ بيمنَاهُ الأمورُ الشنائِعُ
وبرَّزَ في مضمَارِ آلِ محمدٍ *** عليٌّ فهادِي الخلقِ بالفضلِ دارِعُ
وقدْ سبقَ المهديُّ من غيثِ علمهِ *** ومن بحرهِ الزخار تصفو الشرائِعُ
وقد ضَرَبَا صفحاً عن القائم الذي *** أُبيدَ بِهِ مَنْ في الخليقةِ خانِعُ
وَمِنْ بعدهِ قامَ الإمامُ مطهرٌ *** وفي عصرهِ المهديُّ والكلُّ وازعُ
ووالدنَا من أنبأتْ بوفاتهِ *** ملائكةٌ سُكَّت بذاكَ المسامعُ
وصفوتُه ثمَّ الإمامُ محمدٌ *** أقامَا قناةَ الدينِ والأمرُ شائِعُ
وفي شرفِ الدينِ الإمامِ ابنِ شمسهِ *** تَبَيَّنَ سرٌ للإمامةِ لامِعُ
وسبطُ الإمامِ الناصرِ المجدُ بعدهُ *** فمُدَّتْ على الإسلامِ منهُ صنائِعُ
وهادِي الورى والناصرُ الحَسَنُ الذِي *** لهُ أسَرَ الأروامُ فالكلمُ باخِعُ
وَطهّرهَا المنصُورُ شرقاً ومغرِباً *** فأعداءُ ربِّ العالمينَ صَعَاصِعُ
وَثلَّ عُرُوشَ الظالِمِينَ وَأورِدَت *** على التُّرْكِ منهُ المرهفَات اليَلامِعُ
وَعَالمُ أهلِ البيتِ للألفِ خاتمٌ *** هوَ القائمُ الداعي إلى اللهِ ضارِعُ
وَبَدرُ الهداةِ الأكرمينَ محمدٌ *** مؤيدُ دينِ اللهِ فالنورُ ساطعُ
ومِنْ بعدُ إسماعيلُ أكرمْ بِهِ فتىً *** وَنجلُ أخيهِ أحمد العي يانِعُ
وعَارَضَ إِسمَاعيلَ ناصرُ دينِنَا *** إِمامٌ لأطرافِ الشمائلِ جامِعُ
وبِالقاسِمِيَ البَحرِ والفَذِّ قَاسِمٌ *** وَسِبطُ الحسَين البدرُ فاضت منابِعُ
وَمَن أيَّدَ الدِّينَ الحنيفَ محمدٌ *** سلالةُ إسماعيلَ نِعْمَ المُتَابِعُ
وَفِي الكِبْسِ إسماعيلُ من آلِ حمزةٍ *** وَقَامَ السِّرَاجِيُّ الشهيدُ يُبَايِعُ
وَقَامَ الحُسَينُ بن المؤيد والذي *** أصيب بِهمدانٍ فخاب المخادعُ
وزَلْزَلَ أركَانَ الضلال ابن هاشم *** إمَامُ الهُدَى المَنصورُ للظلمِ رادِعُ
ومن بعده البدرُ الأغر محمد *** أَقَرَّ لَهُ الأعْلامُ حَتَّى المُنَازِعُ
وَقَد نَعَشَ الإسلامَ إذْ قام مُحسِنٌ *** إمَامٌ رَؤُفٌ أحمديٌ مُصَارِعُ
وَوَافَى عَلَى رَأسِ الثلاثِ مُجَدِدٌ *** تَفَجَّرُ مِنْهُ للأنَامِ اليَنَابِعُ
هُوَ المُرتَدِي بُرْدَ الإمَامَةِ دَاعِياً *** إلى اللهِ للنَّفْسِ الشَّرِيفَةِ بَائِعُ
محمدٌ بنُ القاسمِ السابِقُ الرِّضَى *** إمَامُ الهُدى بَحْرٌ مِنْ العِلْمِ وَاسِعُ
وإذْ حُبس الأعلام قام ابن عمهِ *** هو القائم الهادي وحلت وقائعُ
وَسَلَّ على الأعْدَاء سَيْفاً مُهَنَّداً *** مُحَمَّدٌ المنصورُ فالضِّدُ خاضِعُ
وأوردَ أهلَ البَغْيِ حوضاً مِنْ الرَّدى *** وَدَارَ بهم كَأسٌ من السُّمِّ ناقِعُ
عَلَى هَذه حَتَّى مضى لسبيله *** وَمَا لقضَاءِ الله في الخلق مانع
وَهَذَا إمَامُ العَصرِ يَحْيَى ظُباتُهُ *** لَهَا فِي قِلالِ الظَّالِمينَ مَوَاقِعُ
وَعَاصَرَهُ الهَادِي ثُمَّ صَفَتْ لَهُ *** وَمَا هُوَ إلا في السَّعَادَاتِ طَالِعُ
وَيَعْلَمُ مَا قَد كَانَ أوْ هُوَ كَائِنُ *** مُصَوِّرُنَا سُبْحَانَهُ جُلَّ صَانِعُ
وَصَلَّى كَمَا يَرْضَى وَسَلَّمَ رَبُّنَا *** عَلى أحْمَدٍ وَالآلِ مَا قَامَ رَاكِعُ