مطلوب للعدالة الاباضية (علي بن أبي طالب) - لقطات من كتاب الخ

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مطلوب للعدالة الاباضية (علي بن أبي طالب) - لقطات من كتاب الخ

مشاركة بواسطة المغيرة »

المقدمـــــــــــــــــــة

نحن اليوم نسلط عدستنا على كتاب نشر في الآونة الأخيرة لنأخذ منه لقطاتنا الفوتوغرافية النقدية 00 وربما لم يلق هذا الكتاب رواجا كبيرا في العالم الاسلامي إلا أن أهميته تكمن في تعرضه لحقبة معينة من التاريخ الاسلامي ربما قد أغفلها الكثير من المهتمين بأحداث الفتنة 00 فنحن نجدهم يركزون مثلا على أحداث السقيفة ومقتل عثمان ومعركة الجمل وبعض أجزاء معركة صفين 00 إلا أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا قد سلط الضوء الأكثر على موضوع التحكيم وعلى الفئات التي نشأت بعد التحكيم وناقش نظرة كل فئة 00 وسلط الضوء الاكثر على الفئة التي عرفت بإسم ( الخوارج ) 00 والكتاب في الأصل هو رسالة ماجستير قدمها مؤلفها ( ناصر السابعي ) في احدى جامعات الأردن 0

وقد كنا عزمنا منذ زمن على أن نقف بعض الوقفات مع مؤلف الكتاب إلا ان المشاغل قد شغلتنا عن ذلك 00 وقد سررنا غاية السرور عندما وجدنا أخونا القدير ( المعتمد في التاريخ ) قد بدا حلقات في مناقشة هذا الكتاب 00 لذا عزمنا على تنفيذ مشروعنا القديم تعضيدا لأخينا المعتمد ونسأل الله التوفيق والسداد 00

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

المصادر التاريخية الخارجية

مشاركة بواسطة المغيرة »

المصــــــــادر التـــــــاريخية الخــــــــــارجية
قال السابعي تحت عنوان المصادر الأصيلة : (( ويمكن تقسيم مصادر هذا القسم إلى مصادر خارجية وغير خارجية وذلك باعتبار مصادر الخوارج في هذا المجال قسيما مشتركا لكل من المصادر السنية والشيعية ))


لوحظ في هذا البحث اعتماد المؤلف على مصادر (الخوارج ) على حد تعبيره واعتبرها قسيما مشتركا للمصادر السنية والشيعية 00 وقد جرنا هذا الأمر لمراجعة بعض المصادر التي ذكرها في كتابه وعدها من مصادر الخوارج 00 وآثرت أن أعرض على القاريء الكريم نموذجا من هذه المصادر وذلك لكي يلمس بنفسه مدى المصداقية التي تتحلى بها هذه المصادر فضلا عن اتخاذها مرجعا أساسيا في دراسة ما 0
وقد وقع اختياري على كتاب (( الجواهر المنتقاة في اتمام ما أخل به كتاب الطبقات )) لأبي القاسم بن إبارهيم البرادي (ت8101407م) 00 فقد لاحظت على هذا الكتاب أنه ينقل روايات غاية في الشذوذ والنكارة والغريب أن السابعي قد اعتمد بعضها في دراسته وخالف منهجيته التي اختطها لنفسه 00 ولاحظت أيضا أن مؤلف روايات الكتاب كان يمزج بين الروايات ويقدم ويؤخر حسبما يحلو له لكي يظهر في الأخير بقصص ممسوخة عن الواقع الحقيقي 00 ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد اطلع عليه أحد الباحثين كما يذكر ذلك السابعي في كتابه ص 56 ألا وهو د0 هشام جعيط وقد قال عن الكتاب – بحسب نقل السابعي – (( لايجوز اعتماده اطلاقا في كل مايتعلق بالنهروان )) 0

وإليك بعض الأمثلة من روايات هذا الكتاب :-
1- رفع المصاحف ( فلما سمع ذلك منهم أهل الوهن مثل الأشعث بن قيس وغيره من جبناء أهل العراق قاموا إليه فقالوا يا أمير المؤمنين أنصفك القوم 0 وخرجت طائفة من أصحاب علي فقالوا لا حكم إلا لله والله ماكتاب الله يريدون وتقلدوا سيوفهم واعتقلوا رماحهم وقالوا لعلي قد مضى الحكم في معاوية واصحابه وهم كفار حتى يرجعون إلى كتاب الله 0فجاء الأشعث يسير في الاحياء يعرض عليهم فمر برايات حنظلة فحمل عليه عروة بن أدية 00 )ص112
طبعا يستطيع كل قاريء أن يلاحظ مدى المغالطة والمخالفة الموجود في هذه الرواية فمن المعروف أن نداء لا حكم إلا لله قد جاء متاخرا جدا عن حادثة رفع المصاحف وأول من نادى به هو عروة بن ادية على بعض الروايات 00 وهناك روايات أخرى تنسب هذا النداء لغيره 00المهم أن الروايات الاخرى في المصادر الثانية لا تذكر موضوع النداء هذا 00ومن جهة أخرى نلاحظ أن صانع هذه الرواية قام بنسبة العبارة الشهيرة التي قالها الإمام علي (ع) إلى هذه الطائفة وهي عبارة ( والله ماكتاب الله يريدون ) 00وأخيرا فإننا نلاحظ أن مخرج هذه الرواية يختتم المشهد بقصة مرور الأشعث على الأحياء وبحسب تعبير الرواية أنه ( كان يعرض عليهم ) 00وهذه القصة قد حدثت في ظرف لاحق وهو بعد أن كتب كتاب القضية مر الأشعث يمر على القبائل يعرض عليهم الكتاب 00ولكن الذي صاغ هذه الرواية تورط عند هذه النقطة فلم يعرف كيف يكمل القصة فجعل الجملة عائمة هكذا ولم يذكر ماذا كان الأشعث (يعرض عليهم )؟؟!!


2- خطبة الأشتر النخعي (( وعن النخعي – يعني الأشتر – 000 قال خدعتم وانخدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود كنا نظن أن فراركم من الدنيا وصلاتكم وصيامكم زهدا وشوقا إلى الآخرة 00))ص112

هذا المقطع من الخطبة ذكره مؤلف الكتاب على أنها الخطبة التي ألقاها الأشتر النخعي على أولئك الممتنعين عن القتال من جيش الإمام علي ولكن يبدو أن الراوي فاته أن الخطبة تحوي ما ينقض كلامه وجهده في اخفاء الحقائق 00 فكما يلاحظ القاريء أن خطاب الأشتر كان موجها إلى ( أصحاب الجباه السود ) ومن المعلوم أن هذه الصفة كانت متوفرة في القراء الذين طالبوا بوقف القتال 00 ولذا تجد صاحب كتاب الأخبار الطوال يعلق على نص الخطبة مباشرة بقوله (( وكان مسعر بن فدكي وابن الكواء وطبقتهم من القراء الذين صاروا بعد خوارج كانوا من أشد الناس في الإجابة إلى حكم المصحف )) 00 فضلا عن أن هناك رويات كثيرة تذكر أن الطائفة التي جاءت إلى علي مطالبة بوقف القتال كانت قد اسودت جباههم من أثر السجود 00 وهذا المعنى قد نص عليه القلهاتي في كتابه الكشف والبيان وهذا المصدر هو مصدر إباضي اعتمده السابعي في دراسته وقد جاء فيه ان أهل النهروان اشتهروا بجباههم السوداء 00 بقي أن نشير إلى أن الطبعة التي وقعت بين أيدينا من كتاب الجواهر مكتوب فيها بدلا من كلمة (الجباه ) كلمة (الحياة) وهذا غالبا أنه خطأ مطبعي والكتاب يزخر بمثل تلك الغلطات 00فمثلا يسمي الأشتر ب( الأشطر ) ويسمي صعصة بن صوحان ب( صعصة بن صفوان ) وهكذا 00وقد وجب علينا التنبيه إلى ذلك 0

3- محاورة علي لأهل النهروان (( فلما سمع ذلك علي مخاصمتهم أقبل على قوم كانوا ممن ولي أمر معاوية بصفين فاستنقذهم الله بإخوانهم من المسلمين بعد ما قدموا إلى الكوفة فقال لهم علي ألستم تعلمون أن القوم دعونا إلى كتاب الله فأتيتموني فقلتم لا نقاتل قوما دعوان إلى كتاب الله فقلت لكم أن هذا من القوم خديعة فقعتم في رحالكم فقلت لكم دعوني أبعث رجلا مني لا تعقد علي عقدة إلا حلها فأتيتموني بأبي موسى الأشعري 00)) ص124
((فلما سمعوا ذلك منه وما اعطاهم من نفسه كبروا وكبر الناس ))
((ثم نظر القوم في أمرهم فقالوا اما علي فقد خرجت بيعته من أعناقنا للذي من حدثه فانظروا رجلا تولوه أمركم فلما سمع علي ذلك من قولهم قال لهم اناشدكم الله يا معشر المسلمين أن تسلموني إلى أحد ))ص125
طبعا صانع الرواية هنا يصورلنا الحادثة الشهيرة التي حاجج فيها الإمام علي عليه السلام أهل النهروان وكيف أنه واجههم بأنهم هم الذين أجبروه على التحكيم وعصوا أمره 00 ولكن يبدو أن صانع الروايات هنا لم يعجبه الحال فاظطر إلى ابتكار مشهد عاطفي يبدأ وينتهي بمهزلة مضحكة 00 ففي أول الرواية يقول صاحبنا مانصه (أقبل على قوم كانوا ممن ولي أمر معاوية بصفين فاستنقذهم الله بإخوانهم من المسلمين بعد ما قدموا إلى الكوفة ) بمعنى أنه لم يخاطب الجيش كاملا بل خاطب فئة معينة كانت تتولى معاوية في صفين وأنقذهم الله بإخوانهم من أهل حروراء بعد أن رجعوا إلى الكوفة 00 وتستمر الكذبة بأن هذه الفئة المتولية لمعاوية هي التي أجبرت علي على التحكيم وأجبرته أيضا على اختيار أبي موسى 00 وينتهي المشهد بأن أهل النهروان فرحوا باعترافات علي فكبروا وكبر الناس 00 ثم بداوا يفكرون في إمام جديد 00 وأخذ علي يتوسل إليهم ويناشدهم ألا يسلموه إلى أحد !! ومن الواضح جدا أن صانع الرواية أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد 00فهو من جهة أراد ان يبرأ أهل القراء من تهمة اجبار علي على التحكيم ورماها في ملعب الناس المتولين لمعاوية 00ومن جهة أخرى أراد أن يخلص من الرواية التاريخية الشهيرة التي تنص على أن علي كان يوجه اللوم لأهل النهروان في أنهم هم من أجبره على التحكيم في احتجاجاته عليهم 0

ولكن الحقيقة هي أن الإمام فعلا قد خاطب فرقة دون فرقة 00ذلك لأن أهل النهروان قد التحق بهم أناس آخرون 00 ولكنهم لم يكونوا ممن تولوا أمر معاوية كما يحب ان يصور لنا الرواي 00بل على العكس 00 هم كانوا من الناس الذين قعدوا في الكوفة ولم يشتركوا في حرب صفين أساسا 00 وقد ذكر هذه الحقيقة المبرد في كتابه الكامل ص 235 حيث قال مانصه وهو يتحدث عن عدد أهل النهروان :- (( وكان عددهم ستة آلاف، وكان منهم بالكوفة زهاء ألفين ممن يسر أمره ولم يشهد الحرب)) 000 ولذا نجد في نهج البلاغة نصا يفيد هذا المعنى 00حيث يروي الشريف الرضي مانصه :
((ومن كلام له عليه السلام قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة، فقال عليه السلام: أكلّكم شهد معنا صفّين فقالوا: منّا من شهد ومنّا من لم يشهد. قال: فامتازوا فرقتين، فليكن من شهد صفّين فرقةً، ومن لم يشهدها فرقةً حتّى أكلم كلاًّ بكلامه.)) ثم تستمر الرواية ويقول فيها مانصه (( ثمّ كلّمهم عليه السلام بكلامٍ طويلٍ منه: ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلةً وغيلةً، ومكراً وخديعةً: إخواننا وأهل دعوتنا، استقالونا واستراحوا إلى كتاب الله سبحانه، فالرأي القبول منهم والتنفيس عنهم. فقلت لكم: هذا أمرٌ ظاهره إيمانٌ وباطنه عدوانٌ، وأوّله رحمةٌ وآخره ندامةٌ. فأقيموا على شأنكم، وألزموا طريقتكم، وعضّوا على الجهاد بنواجذكم. ولا تلتفتوا إلى ناعقٍ نعق: أن أجيب أضلّ، وإن ترك ذلّ. وقد كانت هذه الفعلة، وقد رأيتكم أعطيتموها )) وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الخطاب كان موجها لأولئك الذين شهدوا الحرب مع علي يوم صفين واجبروه على التحكيم 00 ولذلك لم يشأ الإمام توجيه الكلام لمن لا ذنب له 00 وهذا يتسق مع الرواية التي جاءت عند البلاذري والتي رد فيها أهل النهروان على علي بقولهم :-(( إنما قلت لنا ما قلت وقد تاب إلى الله من كان منا مائلاً إلى الحكومة، وعادلهم إلى المنابذة ونصب الحرب، فإن تبت وإلا اعتزلناك))00 فالرواية تنص على أن ليس كلهم كان مائلا إلى التحكيم 0

وقبل أن ننهي تعليقنا على هذه الرواية نحب ان نلفت الانتباه إلى أن هذه الرواية على تهافتها ومخالفتها للواقع قد استشهد بها السابعي في كتابه صفحة 111 وقد قال عنها مايلي (( فإن الرواية المتسقة مع الاحداث هي رواية البرادي)) !!


وهناك في كتاب البرادي روايات أخرى كثيرة ظاهرة الصنعة والوضع 00فمثلا في صفحة 127 يروي ما يلي عن علي أنه أراد أن يتوجه إلى الحكمين 00(( فأمر بجمل له أن يشد عليه اذ مال فمات فتطير علي من سببه فأقام )) وهذه الرواية تنص على ان الإمام كان ممن يتطيرون والعياذ بالله 00 أضف إلى ذلك رواية بكائه على قتلى النهروان المضحكة 00 ورواية استخراجه لرجل قطعت يده أثناء المعركة وزعم لأصحابه بان ذلك شيطان فلما اعترض ونبهه إلى أن الرجل هو مولى لأحد صحابة رسول الله زجره الامام وقال له ( ويحك إن الحرب خدعة ) وهذا يعني أن الإمام كان يكذب على أصحابه والعياذ بالله !!

عموما نخلص في نهاية الأمر أن هذه المصادر لاتنفع أن تكون معتمدا ومستندا لباحث ينشد الحقيقة لأنها صيغت باسلوب معين وبكيفية مقصودة ولا تفي للمنهجية حقها 0

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »


بسم الله الرحمن الرحيم
لكي يكون ردكم عليه ذو قيمة ارى أن تسندو اقوالكم وتنسبوها الى مصادر معينة
ثم أذا ثبت تهافة ما ذهب اليه بسبب التناقض الحاصل فلا بد من تصحيح ما أورده بمنهج علمي
مثلا الاتيان بشاهد من كتب الخوارج .
او ان ما ذهب اليه كان مخالفا لما أجمع عليه أهل السير والتواريخ .
وهذا يقتضي منكم أن تبحثو في العديد من المراجع التاريخية سواء كان مؤلفوها من الشيعة أو المعتزلة أو الخوارج أو السنة .
تقبلو خالص تحياتي والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


الاخ الأستاذ محمد الغيل 000شكرا لتعقيبك 0 بالنسبة لاسناد الأقثوال فإننا حاولنا بذل جهدنا في هذا الشأن وربما يعود السبب لاستعجالنا في أننا اغفلنا توثيق المصادر بالشكل العلمي واكتفينا بذكر عناوين الكتب 00 كما أرجو التركيز على أننا آثرنا أن تكون مناقشتنا له على شكل لقطات ربما قد تكون تمهيدا لنا ولآخرين غيرنا لاعداد بحث متكامل ومتناسق فأرجو التنبه لهذا الشان 0 اما بالنسبة لمصادر الخوارج فقد قمنا بمناقشة احدها ووصلنا إلى نتيجة عدم نفعها في هذا الخصوص 00 واخيرا بالنسبة لاعتماد المصادر المتنوعة فنحن نحاول قدر الامكان أن نلتزم بالمصادر التي اعتمدها صاحب البحث الأصلي (ناصر السابعي ) لكي تكون أبلغ في الحجة والدليل 00وإن عثرنا على دليل في غير مصادر صاحب البحث فإننا نضيفه لبحثنا 0 وعموما نشكر لكم حسن تواصلكم وفي انتظار تعقيباتكم الهادفة والمثمرة ودمتم 0

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أعتقد أن موضوع الأخ المغيرة أو المعتمد لن يكون مفيدا طالما لن نسمع وجهة النظر الأخرى ، ولست أدري هل تفضلا بطرح هذين الموضوعين في شبكة سبلة العرب أو المجرة أم لا فمنذ بداية هذ1ه المجالس لم أزر أي منتدى آخر (سوى المسار طبعا) لكن أرجو إن كان الأخ المغيرة ناقش مع أخوتنا من أهل الاستقامة الكتاب أن يضع رابطا لنرى ردهم على ما سيذكره أو على ما ذكره المعتمد .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،ـ،


الأخ الفاضل واصل بن عطاء المحترم 00 شكرا على المشاركة 00 إما بالنسبة لاستفسارك عن طرحنا للموضوع في سبلة العرب أو المجرة فهذا ما لم نقم به 00 حيث أنني آثرت هذه المرة عرض الموضوع قدر الإمكان في منتدى وسطي لا يتعصب فيه لأي جهة او طائفة معينة 00 وقد لمست هذا الشأن في هذا المنتدى المبارك 00 فهو على الرغم من أنه منتدى للاخوة الزيدية إلا أنني اجد فيه تقريبا كل الآراء والتوجهات الفكرية 00 فالزيدي والاثنا عشري والمعتزلي والسني وحتى الاباضي يستطيع طرح وجهة نظره بكل حرية في هذا المنتدى بدون ازعاج أو تعصب من المشرفين 0 0
وهذا ما تفتقر إليه الكثير من المنتديات ذات التوجهات المذهبية ومن ضمنها سبلة العرب 00 هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد علمنا أن الكثير من الاخوة الاباضية يتطلعون إلى نشر فكرهم ونتاجهم ويتوقون إلى الخروج من العزلة التي فرضت عليهم طوال القرون الماضية 00 وفي نظري أن هذه فرصة لهم لكي يعرضوا ما لديهم أمام مختلف التوجهات والأفكار وبدون ازعاج المشرفين أو مؤامرات المشاركين 0 0 وقد قمت فعلا بابلاغ بعض الاخوة من الاباضية عن هذا الموضوع وتركت الدعوة مفتوحة وطلبت منهم ايصال الدعوة للاخ السابعي 00 وإن كنت أتمنى مشاركة الأخ ناصر السابعي شخصيا 00خاصة وأنه موجود على النت ويشارك في سبلة العرب 00 وعلى كل حال فإن هذا المنتدى لا يخلو من الاباضية وبإمكانهم المشاركة وطرح وجهة نظرهم ونحن مرحبين بكل رأي 0 أخيرا بقي أن أشير إلى أنه يهمني أن أسمع كل وجهات النظر حول هذه القضية التاريخية المحورية 00لذا فالدعوة مفتوحة للمشاركة لجميع الاخوة الزيدية والمعتزلة والاثناعشرية والصوفية والسلفية والاباضية 0 ودمتم موفقين 0

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

2- توقف القتال يوم صفين عند السابعي
قال السابعي (( أدرك الإمام علي - كرم الله وجهه - الغرض من رفع المصاحف على الرماح فألح ابتداء على مواصلة القتال وعدم الاغترار بما صنعه الشاميون، فإنهم - كما قال الإمام علي - "ما رفعوها إلا خديعة ودهناً ومكيدة"، كما كان عدد من جيش الإمام علي رافضاً وقف القتال والاستجابة إلى دعوة أهل الشام ومنهم أكثر قادته وخيرة أصحابه0

ولكن سرعان ما أجاب قسم كبير من أهل العراق إلى فكرة الاحتكام إلى القرآن وترك القتال، وفيهم أيضاً بعض أكابر أصحاب الإمام علي. وأخيراً بعد حوار وجدال بين الإمام علي وأصحابه توقف القتال ووضعت الحرب أوزارها
))

في هذه اللقطة نجد المؤلف يقوم بتقديم وتأخير بعض الحوادث التأريخية ويختزل بعض الحقائق ويخرج لنا في نهاية الأمر صورة جديدة للأحداث لا تمت للواقع التاريخي بصلة 00 فالعبارة التي استشهد بها السابعي من مقولة الإمام علي (ع) قيلت بعد اصرار القسم الكبير من جيش الإمام لوقف القتال وفي أثناء الحوار والجدال الذي دار بين علي والفئة الراغبة في وقف القتال وليس قبل ذلك 00 وهذا ماتتفق عليه الكثير من المصادر 00 لاحظ النص التالي :-
(( فلما رأى الناس المصاحف قد رفعت، قالوا: نجيب إلى كتاب الله ونثيب إليه، فقال علي رضي الله عنه: ما رفعوها إلا خديعة، فقالوا له: ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله، فقال: إني إنما أقاتلهم بحكم الكتاب، فقال له مسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي في عصابة معهما من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك: يا علي، أجب إِلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلا ندفعك برمتك إلى القوم، أو نفعل ما فعلنا بابن عفان إنه أبى علينا أن نعمل بما في كتاب الله فقتلناه، والله لتفعلنها أو لنفعلنها بك.))
المنتظم لابن الجوزي – النويري في نهاية الأرب – المختصر لابي الفداء


هذا من جهة 00 ومن جهة أخرى نجد المؤلف - في حاشية الصفحة - يعرض أربعة أسماء فقط للفئة التي طالبت بوقف القتال وهم ( الأشعث بن قيس و سفيان بن ثور وخالد بن معمر وعثمان بن حنيف ) 00 والملاحظ ان الأسماء الثلاثة الأخيرة اعتمد فيها على مصدر واحد فقط ألا وهو كتاب الإمامة والسياسة 00 وهذا مخالف للمنهج الذي اختطه المؤلف لنفسه 00 حيث ذكر المؤلف في مقدمة كتابه وهو يتحدث عن منهجه في قبول ورد الروايات التاريخية مانصه
(( مايتعلق بإثبات الحوادث التاريخية يكون الاعتماد على القرائن لا على دراسة أسانيدها كأن تتفق المصادر على حادثة ما ))
00 ونحن بدورنا نطالب المؤلف بأن يلتزم بمنهجه هذا 00 ونتساءل عن سبب اعراضه عن ذكر الأسماء الأخرى التي اتفقت المصادر وتظافرت القرائن على اصرارها على وقف القتال والإجابة الى التحكيم مثل زيد بن حصين الطائي والذي جعله السابعي في مقدمة أسماء الصحابة الذين شاركوا في النهروان 00 ومثل مسعر بن فدكي قاتل ابن خباب 00 ومثل حرقوص بن زهير وزرعة بن البرج اللذان واجههما علي بأنهما كانا ممن عصى أمره باستمرار القتال عندما أراد توجيه أبي موسى وقالا له (( إتق الله وسر إلى عدوك وعدونا، وتب إلى الله من الخطيئة؛ وارجع عن القضية )) فرد عليهما الإمام بقوله )) [أما عدوكم فإني أردتكم على قتالهم وأنتم في دارهم فتواكلتم ووهنتم وأصابكم ألم الجراح فجزعتم وعصيتموني، وأما القضية فليست بذنب ولكنها تقصير وعجز أتيتموه وأنا له كاره، وأنا أستغفر الله من كل ذنب) وهذه الحادثة قد ذكرها البلاذري نصا وذكرها أيضا ابن الجوزي في المنتظم وذكر ما نصه :
(( فقال له حرقوص: تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا، قال لهم: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني، وقد كتبنا بيننا وبين القوم كتاباً وشرطنا شروطاً وأعطينا عليها عهوداً ومواثيقاً، وقد قال الله تعالى: "وأوفُوا بعَهْدِ اللَّهِ إذَا عَاهَدتم وَلاَ تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوكِيدهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إن الله يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، فقال حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه، فقال له علي: ما هو ذنب ولكن عجز من الرأي، وضعف من العمل وقد نهيتكم عنه ))
00 وعبدالله بن وهب الراسبي الذي اعترف خطيا بأنه وجماعته كانوا ممن رضي بالحكومة أول الأمر حيث قال في رسالته التي ذكرها البلاذري : ((فلما حميت الحرب وذهب الصالحون: عمار بن ياسر، وأبو الهيثم بن التيهان، وأشباههم اشتمل عليك من لا فقه له في الدين ولا رغبة في الجهاد؛ مثل الأشعث بن قيس وأصحابه واستنزلوك حتى ركنت إلى الدنيا، حين رفعت لك المصاحف مكيدة فتسارع إليهم الذين استنزلوك، وكانت منا في ذلك هفوة ثم تداركنا الله منه برحمته )) 00 أضف إلى ذلك أن الباذري قد ذكر ان الراسبي كان من ضمن الوفد الذي جاء إلى علي ليثنيه عن ارسال الأشعري وقد كان رد الإمام عليهم بقوله : ((: فارقنا القوم على شيء فلا يجوز نقضه )) 00 وهذه العبارة تكشف أن قضية التحكيم هي أمر تم بموافقة واقرار من الجميع ولذا استخدم الإمام ضمير الجمع 0 أما بالنسبة للنص الذي ورد في كتاب الإمامة والسياسة والذي جاء فيه مانصه : ((فلما سمع علي قول الأشعث ورأى حال الناس قبل القضية، وأجاب إلى الصلح، وقام إلى عليّ أناس، وهم القراء منهم عبد الله بن وهب الراسبي في أناس كثير قد اخترطوا سيوفهم، ووضعوها على عواتقهم، فقالوا لعلي: اتق الله، فإنك قد أعطيت العهد وأخذته منا، لنفنين أنفسنا أو لنفنين عدوّنا، أو يفيء إلى أمر الله، وإنا نراك قد ركبت إلى أمر فيه الفرقة والمعصية لله، والذل في الدنيا، فانهض بنا إلى عدونا، فلنحاكمه إلى الله بسيوفنا. حتى يحكم الله بيننا وبينهم، وهو خير الحاكمين، لا حكومة الناس. 0)) فهذه الواقعة ربما تكون قد وقعت بشكل متأخر عن ساعة الحدث الرئيسي وهو رفع المصاحف ومجيء القسم الأكبر من القراء 00 وربما قام المؤلف بتقديم هذه الحادثة إلى وقت متقدم على حدوثها 0وهذا يحصل عند الرواة00 خاصة أن نفس الكتاب قد ذكر ما يناقض هذه الرواية 00 حيث جاء فيه ان علي قد خاطب اهل النهروان واتهمهم بأنهم هم من أجبره على قبول التحكيم 00حيث جاء فيه مانصه : (ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة، وأخبرتكم أن طلب القوم لها مكيدة، وأنبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإني أعرف بهم منكم، قد عرفتهم أطفالاً، وعرفتهم رجالاً، فهم شر رجال، وشر أطفال، وهم أهل المكر والغدر، وإنكم إن فارقتموني ورأيي، جانبتم الخير والحزم، فعصيتموني وأكرهتموني،
حتى حكمت
) 00 وجاء في نفس المصدر أيضا مايفيد أن القراء كان لهم دور في اختيار أبي موسى الأشعري وذلك في قول الإمام علي (إن الأنصار والقراء أتوني بأبي موسى، فقالوا: ابعث هذا، فقد رضيناه، ولا نريد سواه، والله بالغ أمره. ) وهذا يفيد ان القراء كانوا مؤيدين للتحكيم ويناقض الرواية الأولى 00 وأخيرا فإن نفس المصدر - وهو كتاب الإمامة والسياسة - قد أورد ما يفيد ان الراسبي كان ممن أجبر الإمام على قبول التحكيم 00فقد أورد ابن قتيبة تحت عنوان ( ماكتب علي لأهل العراق ) رواية تنص على أن الراسبي وعدد من أصحاب علي دخلوا عليه وسألوه عن أبي بكر وعمر فرد عليهم بقوله (وقد تفرغتم لهذا? وهذه مصر قد افتتحت، وشيعتي فيها قد قتلت? إني مخرج إليكم كتاباً أنبئكم فيه ما سألتموني عنه ) وجاء في هذا الكتاب الذي كتبه للراسبي وصحبه مانصه : (فلما عضهم السلاح، ووجدوا ألم الجراح، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها، فنبأتكم أنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإنما رفعوها إليكم خديعة ومكيدة، فامضوا على قتالهم، فاتهمتوني، وقلتم: اقبل منهم، فإنهم إن أجابوا إلى ما في الكتاب والسنة جامعونا على ما نحن عليه من الحقِ، وإن أبوا كان أعظم لحجتنا عليهم، فقبلت منهم، وخففت عنهم )00
00لذا فإننا نرجح أن الرواية التي أوردها صاحب الكتاب والتي استشهد بها السابعي هي رواية تم تقديم زمن حدوثها على فرض صحتها 0




وإضافة إلى تلك الأسماء التي لم يذكرها السابعي نجد أنه يعرض عن ذكر الحقيقة القائلة أن عددا غفيرا من القراء الذين اسودت جباههم من السجود قد جاء مطالبا من علي وقف القتال وارجاع الأشتر
وهذا ما اتفقت عليه الكثير من المصادر التاريخية 00 وعليه فإنه يتوجب على السابعي الالتزام بمنهجيته التي افترضها على نفسه 0

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

- اختيار أبي موسى الأشعري
قال السابعي ( وبعد مناقشات ومداولات وقع اختيار أهل العراق على أبي موسى الأشعري ممثلاً لهم، بينما كان أهل الشام قد اتفقوا على اختيار عمرو بن العاص )


هنا نجد الباحث قام مجددا باختزال بعض الحقيقة والتي كان يفترض ذكرها وذلك من أجل اعطاء صورة كاملة عن تسلسل الأحداث 00 ألا وهي أن الفئة التي كانت تناقش وتصر على اختيار أبي موسى هي نفس الفئة التي أصرت سابقا على وقف القتال ألا وهي فئة القراء 00 وبحسب ما تفترضه منهجية الباحث فإن المصادر والقرائن تتفق على هذا المعنى 00 وإليك نماذج من تلك الروايات والقرائن :
1

- أنساب الأشراف للبلاذري : وحدثني المدائني، عن عامر بن الأسود، وإسماعيل بن عياش، عن أبي غالب الجزري، قال: لما صار الناس إلى الحكومة وأن يختاروا رجلين، قال معاوية: قد رضيت عمرو بن العاص. وقال علي: قد رضيت عبد الله بن العباس، فقال الأشعث: ابن عباس وأنت سواء لا يرضى القوم. قال: فأختار الأشتر، قال: إذا والله يعيدها جذعة وهل نحن إلا في بلية الأشتر، قال: فشداد بن أوس. فقال معاوية: لا يحكم فيها يثربي. فقال الأشعث وجميع القراء: فابو موسى فإنه لم يحضر حربنا، فقال علي: إنه قد خذل الناس عني وفعل ما فعل، فأبوا أن يرضوا إلا به. فكتب إلى أبي موسى في القدوم وكان ببعض البوادي حذراً من الفتنة فقال له الرسول: إن الناس قد اصطلحوا وقد حكموك. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قدم على علي، فقال الأشعث: لو لم يأتك ما طعن معك برمح ولا ضرب بسيف.


2- العقد الفريد لابن عبد ربه : قال: ثم اجتمع أصحابُ البرانس، وهِم وجُوه أصحاب عليّ، على أن يقدّموا أبا موسى الأشعري، وكان مُبرنساً، وقالوا: لا نرضى بغيره، فقدَّمه عليِّ.


3- العقد الفريد لابن عبد ربه : قالواٍ: إنّ عليَّا لما اختلف عليه أهلُ النهروان والقُرى وأصحابُ البَرانس، ونَزلوا قريةً يقال لها حَرُ وراء، وذلك بعدَ وَقعَة الجمل، فرجع إليهم عليُّ بن أبي طالب فقال لهم: يا هؤلاء، مَن زعيمُكم? قالوا: ابن الكَوًاء. قال: فَليَبرُز إليَّ. فَخرج إليه ابنُ الكَوَاء، فقال له عليّ: يا بن الكَوَّاء، ما أخرجَكم علينا بعد رضاكم بالحَكمين، ومُقامكم بالكوفة
وفي نفس الرواية أيضا قال الإمام مانصه :

(( وأما إرسالي المُنافق وتَحْكيمي الكافر، فأنت أرسلتَ أبا موسى مُبَرْنَساً، ومعاوية حَكّم عَمْراً، أتيت بأبي موسى مُبرنساً، فقلت: لا نَرضى إلا أبا موسى، فهلا قام إليِّ رجل منكم فقال: يا عليّ، لا نُعطَى هذه الدنيّة فإنها ضلالة. ))

وقال أيضا في نفس المصدر ونفس الرواية :-
(( قال عليّ: فمتى سُمِّي أبو موسى حَكَماً: حين أُرسل، أو حين حَكَم? قال: حين أُرسل. قال: أليس قد سار وهو مُسلم، وأنتَ ترجو أن يَحكم بما أنزل الله?
قال: نعم.
))

4- المنتظم لابن الجوزي : فقال الأشعث وأولئك الذين صاروا خوارج بعد: فإنا رضينا بأبي موسى الأشعري، فقال علي: إنكم عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن، إني لا أرى أن أولي أبا موسى، فقال أولئك: إنا لا نرضى إلا به،



5- مروج الذهب للمسعودي : وقال الأشعث ومن ارتد بعد ذلك إلى رأي الخؤارج: رضينا نحن بأبي موسى الأشعري، فقال على: قد عصيتموني في أول هذا الأمر فلا تعصوني الآن، إني لا أرى أن أولي أبا موسى الأشعري، فقال الأشعث ومن معه: لا نرضى إلا بأبي موسى الأشعري، 7-

6- المختصر لأبي الفداء :
وكان غالب تلك العصابة الذين نهوا عن القتال قراء، ولما كفوا عن القتال سألوا معاوية: لأي شيء رفعت المصاحف? فقال: تنصبوا حكماً منكم وحكماً منا، ونأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله، ثم نتبع ما اتفقا عليه، فوقعت الإجابة من الفريقين إِلى ذلك.
فقال الأشعث بن قيس وهو من أكبر الخوارج: إِنا قد رضينا بأبي موسى الأشعري.
فقال علي: قد عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن. لا أرى أن أولي أبا موسى.
فقالوا: لا نرضى إِلا به0


7- الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري : فاجتمع قراء أهل العراق وقراء أهل الشام، فقعدوا بين الصفن، ومعهم المصحف يتدارسونه، فاجتمعوا على أن يحكموا حكمين، وانصرفوا.
فقال أهل الشام: قد رضينا بعمرو.
وقال الأشعث ومن كان معه من قراء أهل العراق: قد رضينا نحن بأبي موسى.
فقال لهم علي: لست أثق برأي أبي موسى، ولا بحزمه، ولكن أجعل ذلك لعبد الله بن عباس.



8- الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري :- فقال علي: إن الأنصار والقراء أتوني بأبي موسى، فقالوا: ابعث هذا، فقد رضيناه، ولا نريد سواه، والله بالغ أمره.

هكذا نخلص إلى أن القراء الذين كان لهم الدور الأبرز في قبول التحكيم 00كان لهم دورا آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو اختيار أبي موسى الأشعري حكما ممثلا للجانب العراقي 0 وهذه القضية ليست قضية عابرة بل هي قضية أساسية كان يفترض بالباحث تسليط الضوء الأكثر عليها 0

المعتمد في التاريخ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 161
اشترك في: الخميس يونيو 17, 2004 7:31 pm

مشاركة بواسطة المعتمد في التاريخ »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

مولانا المغيرة الله يحفظكم ويرعاكم سر على بركة الله عز وجل.

الاخ واصل بن عطاء لقد وضعت وصلتين في موضوعي الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي أطلب فيها من الاباضية مناقشتي في أهل النهروان

وإليك الوصلتين من موضوعي الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي:
إقتباس:
=============================================================
في الحلقات القادمة سنتعرف على الذي طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال يوم صفين.

وقد ناقشنا هذا الموضوع في السبلة العمانية مركز الاباضية وانتهى الموضوع بغلقه بعد أن تدخل إبن البولندية الشاذلي بالموضوع وحوره عن مساره.

هذا هو الموضوع الأول:
دعوة مفتوحة للجميع لمعرفة الحق: من الذي طلب من الإمام علي يوم صفين وقف القتال؟
http://omania.net/avb/showthread.php?t=127007

وهذا هو الموضوع الثاني:
أيها الاباضية: أخبرونا عن أفعال وبطولات أهل النهروان في حياة رسول الله
http://omania.net/avb/showthread.php?t=126216

=========================================================

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،



حياكم الله مولانا المعتمد 00 و أغتنم الفرصة لكي أجدد دعوتي لكل راغب في النقاش او البحث سواء كان من الاباضية أو غيرهم ونحن قلوبنا واسعة لكل رأي ذي قيمة 0 ودمتم موفقين 0

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

4- مقتل عبدالله بن خباب :-


قال السابعي في نقاشه لموضوع مقتل ابن خباب على أيدي الخوارج :-
(( هذا، وتورد بعض الروايات أن علياً طالب أهل النهروان أن يسلموه القتلة وأنهم قالوا: كلنا قتله. غير أن هنالك ما ينفي أن يكون مسعر قد بقي في صفوف أهل النهروان نظراً للجريمة التي ارتكبها، وما ينفي أن يكون أهل النهر اتخذوا مسلكه في الاستعراض منهجاً لهم، وذلك من خلال الآتي:

أولاً: نجد في بعض الروايات أن علياً لما طالبهم بالقتلة خرج من أهل النهروان رجل(22 ). فمن هذا الرجل ؟ ولم خرج في تلك الساعة؟ ويروي كل من البلاذري والأشعري أن مسعر بن فدكي انضم إلى راية أبي أيوب الأنصاري في جيش علي قبل نشوب القتال في النهروان( 23).

بل يروي الأشعري أيضاً والمقدسي أن مسعراً انسحب إلى البصرة قبل القتال(24 ). ويتفق هذا مع رواية الشماخي القائلة بأن مسعر بن فدكي لما وصل إلى أهل النهروان أنكروا ما فعله وهموا بقتله وفر منهم وبرئوا منه فخرج يستعرض الناس(25 ). كما يروي ابن حزم موافقاً للشماخي أن مسعراً قدم إلى علي فاستأمنه ثمّ تاب. قال ابن حزم: "وكان يقطع الطريق ويستحل الفروج"(26 ).

كل هذا يؤكد براءة أهل النهروان من عمل مسعر وتحمل مسعر تبعة الجرم الذي ارتكبه، كما يؤكد عدم رضاهم عن مقتل ابن خباب، ولهذا يقول الأشعري بعدما أورد ما صنعه مسعر: "وبعض الخوارج يقولون: إن عبدالله بن وهب كان كارهاً لذلك كله وكذلك أصحابه"( 27). والأبعد من هذا ما تقوله بعض الروايات "فساروا حتى بلغوا النهروان، فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهدون الناس قتلاً فقال أصحابهم: ويلكم ما على هذا فارقنا علياً"(28 ).

وبهذا يتبين أنه حتى الجماعة التي أقبلت من البصرة لم يرتضِ أكثرها عمل مسعر. وعليه فإن الاستعراض الذي نتج عنه مقتل ابن خباب وزوجته وبعض النسوة ورسول علي كان من عمل مسعر ولا علاقة لأهل النهروان به، خاصة بعد أن طردوه وبعد أن استأمن إلى علي فأمنه لأنه كان "يقطع الطريق ويستحل الفروج".

وبناءً على هذا وللجمع بين كل هذه الروايات يمكن أن تكون كلمة"كلنا قتله" - على فرض ثبوتها - صادرة من قبل هذه العصابة التي يرأسها مسعر قبل أن يبلغوا النهروان، حينذاك قتلوا رسول علي. وبعد أن طردوا من النهروان قتلوا من سوى عبدالله ابن خباب وزوجته، فإن رواية الشماخي تدل على أن مسعراً قتل ابن خباب فقط قبل أن يصل إلى النهروان فلما وصل إليهم طردوه فخرج يستعرض الناس ولقي حجاجاً فضرب أعناقهم(29 ).

ولعله حين علم أن علياً رفع راية أمان جاء إليها ليستأمن، ولكي ينجو من العقوبة جاء متنكراً كما عند ابن حزم: "جاء مسعر بن فدكي وهو متنكر حتى دخل على علي بن أبي طالب فما ترك من آية من كتاب الله فيها تشديد إلا سأله عنها وهو يقول: له توبة. قال: وإن كان مسعر بن فدكي ؟ قال: وإن كان مسعر بن فدكي، قال: فقلت: أنا مسعر بن فدكي فأمِّنِّي، قال: أنت آمن. قال: وكان يقطع الطريق ويستحل الفروج"(30 ).

ولعل سبب تنكره ما يروى أن أبا أيوب نادى: "من جاء هذه الراية منكم ممن لم يقتل ولم يستعرض فهو آمن، ومن انصرف منكم إلى الكوفة أو إلى المدائن وخرج من هذه الجماعة فهو آمن، إنه لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم في سفك دمائكم"( 31)، فكان هذا سبباً لتنكره حتى يضمن لنفسه الأمان ثمّ يكشف عن هويته، وبعد ذلك يكون مسعر قد اتجه إلى البصرة على رواية الأشعري والمقدسي
))


حاول الباحث في هذه اللقطة أن يدفع تهمة ارتضاء قتل ابن خباب عن عموم أهل النهروان معتمدا على عدد من الروايات التي وردت عند عدد من المؤرخين ومن ضمنها رواية وردت عند الشماخي ( مصدر اباضي ) تفيد أن أهل النهروان طردوا مسعرا وعضد كلامه بحادثة خروج مسعر بن فدكي من جيش الخوارج كما استشهد أيضا بما أورده الأشعري عن (بعض ) الخوارج أن : إن عبدالله بن وهب كان كارهاً لذلك كله وكذلك أصحابه 0 وعضد هذا النقل بما ورد في رواية أبي شيبة وأبي يعلى من قول الخوارج لأصحابهم (ويلكم ما على هذا فارقنا علياً ) 00 ورجح - باحثنا - أخيرا أن تكون عبارة ( كلنا قتله ) قد صدرت عن تلك الفئة فقط وليس عموم أهل النهروان وكما لمح إلى أن قتل البقية من الأبرياء على يد مسعر قد جاءت بعد طرده من جيش أهل النهروان 00 هذه هي خلاصة الفكرة المعروضة في هذه اللقطة التي بين أيدينا 0


وقبل أن نقوم بمناقشة هذا الطرح نحب أن نلمح لبعض النقاط المهمة وهي :-
1- رواية الشماخي هي رواية اباضية 0
2- رواية الأشعري بخصوص كره ابن وهب لمقتل ابن خباب هي رواية خارجية 03- رواية أبي شيبة وأبي يعلى مصدرهما شخص واحد وسنعرفه لاحقا 0

بعد تأمل بسيط للنقاط الثلاث التي ذكرناها يحق لنا أن نثير اعتراضاتنا على الباحث الذي شرط على نفسه مبدأ الاعتماد على القرائن واتفاق المصادر 00 وهاهو قد خالف منهجه باعتماده على روايات شاذة لا تتفق فيما بينها على معنى واحد !! وإليك تحليل كل رواية على حدة :-
1- رواية الشماخي : أنكروا ما فعله مسعر وهموا بقتله وفر منهم وبرئوا منه0
2- رواية الأشعري : كره ابن وهب وأصحابه مقتل ابن خباب
3- رواية أبي شيبة وأبي يعلى : اعترضوا على القتلة بقولهم ماعلى هذا فارقنا عليا 0

هكذا تجد أن الروايات لا تتفق على واقع واحد 00 فرواية تحكي الاعتراض فقط ولا تزيد ورواية تحكي الكره فقط ولا تزيد ورواية تشط عن هذا كله فتذكر الانكار والهم بالقتل وفراره والبراءة منه !! وكلها تؤكد على موقف شبه إيجابي من مقتل ابن خباب فالاعتراض والكره والانكار لا تخلي مسؤولية الإمام المنصوب من اقامة حدود الله على القاتل 00 لذا فكره ابن وهب الراسبي لمقتل عبدالله لا يعفيه من المساءلة التاريخية بكونه إمام تلك الفئة 00 وقد يعترض معترض علينا ويستشهد بالنص الذي جاء عند الشماخي والذي ينص على أنهم همو بقتله ففر 00 إلا أن هذا النص هو نص واحد فقط من مصدر خارجي ولا معضد له 00 والباحث قد افترض على نفسه اعتماد القرائن التي تتفق عليها المصادر 00 وهذا لا قرينة له 0
من جهة أخرى نود أن نلفت انتباه القاريء الحصيف إلى أن الباحث قد ناقض نفسه في هذه اللقطة 0ففي الوقت الذي يقول فيه مانصه : (وبهذا يتبين أنه حتى الجماعة التي أقبلت من البصرة لم يرتضِ أكثرها عمل مسعر.) نراه ينسف مقولته هذه بعد عدة أسطر بقوله : ( وبناءً على هذا وللجمع بين كل هذه الروايات يمكن أن تكون كلمة"كلنا قتله" - على فرض ثبوتها - صادرة من قبل هذه العصابة التي يرأسها مسعر قبل أن يبلغوا النهروان ) وهذا الافتراض ينسف الافتراض السابق كما هو واضح 0


كما نحب أن نلفت انتباه القاريء أيضا إلى نقطة مهمة وهي أن الروايات التي استشهد بها الباحث بخصوص لجوء مسعر إلى راية أبي أيوب أو انسحابه إلى البصرة قبل بدء القتال او دخوله على علي متنكرا 00تتناقض كليا مع رواية طرد أهل النهروان له والهم بقتله 00 حيث أن الاعتراض الوارد هنا يثير تساؤلا كبيرا عن سبب بقاء مطلوب للقتل في جيش أهل النهروان إلى وقت رفع راية الأمان في جيش علي !! وأيضا عن سبب بقاء هذا المطلوب إلى مرحلة ما قبل بدء القتال !! واخيرا دخوله على علي وتوبته تتصادم مع رواية الشماخي التي تنص على أنه خرج يستعرض الناس ولقي حجاجا وضرب أعناقهم !!


كل هذا يدعونا إلى رد هذه الرواية وعدم قبولها 00 إضافة إلى عدم قبول الروايات الأخرى التي ذكرناها في مطلع حديثنا 00 فكل رواية تحمل بذور نقضها 00 فرواية الأشعري تنص على أن ( بعض ) الخوارج وليس كلهم وهذا يعني عدم اشتهار هذا الأمر بين الخوارج أنفسهم !! أضافة إلى النقطة التي أثرناها سابقا بخصوص كره ابن وهب لمقتل ابن خباب وهذا بحد ذاته ناقض كبير لهذه الرواية إلا أن يكون هذا دليل على ايجابية موقف ابن وهب من مقتل ابن خباب !! واما بالنسبة لروايتي أبي شيبة وأبي يعلى فهما من مصدر واحد ومن شخص واحد ألا وهو شقيق بن سلمة المعروف بإسم أبي وائل وهذا لا يبعد كثيرا عن مدرسة الخوارج وستكون لنا معه وقفة خاصة وسنخصص له لقطة كاملة ولا ننسى هنا أن نشكر الاخ الاستاذ المعتمد في التاريخ الذي سبقنا إلى اثارة هذا الموضوع المهم 0

أيضا يجب أن نذكر هنا نقطة مهمة تقوض طرح السابعي بخصوص طرد اهل النهروان لمسعر بن فدكي وعدم ارتضائهم فعلته 00 وهي أن الرواية التي استشهد بها السابعي من كتابي العقد الفريد والكامل للمبرد والتي تفيد خروج رجل من جيش النهروانيين تفيد في نفس الوقت أن القوم كانوا متبنين جميعهم مسألة ارتضاء مقتل ابن خباب !! ولا يوجد في الرواية ما يفيد أنهم طردوه !! أو أنهم هموا بقتله !! بل على العكس من ذلك تجد الرواية تنص على أنهم جميعا أجابوا عليا بعبارة ( كلنا قتله ) 0 وهذا يدحض نظريتين طرحهما السابعي ألا وهما : 1- طرد النهروانيين لمسعر 2- أن مسعرا وعصابته هم الذين أجابوا بعبارة (كلنا قتله) 0 0 وأجد أنه من المناسب أن أضع النص كاملا أمام القاريء لكي يلمس بنفسه ما ذكرناه :-
((، فخرج منهم رجل بعد أن قال علي رضوان الله عليه: ارجعوا وادفعوا إلينا قاتل عبد الله بن خباب، فقالوا: كلنا قتلة وشرك في دمه ))

وهذا يدل على أن خروج الرجل لم يكن طردا بل كان قرارا شخصيا اتخذه للهروب !!
وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها 0


وأخيرا فإن الطرح الذي طرحه السابعي بخصوص أن الذين أجابوا ( كلنا قتله ) هم عصبة مسعر فقط هو طرح مردود عليه من عدة جهات 00 فلو افترضنا صحة هذا الطرح فإن سؤال يطرح نفسه هنا ويقول : إذا كان أهل النهروان غير مرتضين وكارهين مقتل ابن خباب فما الذي يجعلهم يلوذون بالصمت و يتركون هذه العصبة المكروهة تجيب عنهم ؟؟!! ولماذا لم يسجل التاريخ لنا اعتراضهم عليهم ؟؟!! بل على العكس من ذلك تجد أن كل الروايات – والتي سنعرضها بعد قليل – تشير إلى أن الجميع قد أجاب بهذا الجواب ولم يعترض معترض 00 وتنص بعض الروايات على أنه نادهم ثلاثا وكانوا يجيبون بنفس الجواب 00 وهناك رواية مهمة جدا يوردها شارح نهج البلاغة تنص على أن الإمام قد طلب منهم ان ينفردوا كتائب لكي يسمع مقولة كل كتيبة على حدة فأقرت كل كتيبة بمثل ما أقرت به الأخرى !! وأضع بين يديكم الرواية لكي يتاملها كل باحث ومدقق :-

(روى أبو عبيدة أيضاً، قال: استنطقهم علي عليه السلام بقتل عبد الله بن خباب، فأقروا به، فقال: انفردوا كتائب لأسمع قولكم كتيبة كتيبة، فتكتبوا كتائب، وأقرت كل كتيبة بمثل ما أقرت به الأخرى؛ من قتل ابن خباب)


ولكي نتمم البحث 00نعرض عليكم جميع الروايات التي ظفرنا بها والتي تتحدث عن هذه النقطة 00وهي اقرار أهل النهروان بقتل ابن خباب :-
1- الكامل للمبرد : ((، فخرج منهم رجل بعد أن قال علي رضوان الله عليه: ارجعوا وادفعوا إلينا قاتل عبد الله بن خباب، فقالوا: كلنا قتلة وشرك في دمه! ))
2- البلاذري : (( فبعث علي إليهم: ابعثوا إلي بقاتل ابن خباب. فقالوا: كلنا قتله. فأمر بقتالهم ))
3- شرح نهج البلاغة : ((وروى أيضاً – ابن ديزيل - عن قيس بن سعدة بن عبادة أن علياً عليه السلام لما انتهى إليهم، قال لهم: أقيدونا بدم عبد الله بن خباب، فقالوا: كلنا قتله، فقال: احملوا عليهم. ))
4- شرح نهج البلاغة : ((روى أبو عبيدة أيضاً، قال: استنطقهم علي عليه السلام بقتل عبد الله بن خباب، فأقروا به، فقال: انفردوا كتائب لأسمع قولكم كتيبة كتيبة، فتكتبوا كتائب، وأقرت كل كتيبة بمثل ما أقرت به الأخرى؛ من قتل ابن خباب ))
5- المنتظم لابن الجوزي : ((فأخبر علي بما صنعوا، فقال: الله أكبر، نادوهم اخرجوا لنا قاتل عبد الله بن خباب، قالوا: كلنا قتله، فناداهم ثلاثاً كل ذلك يقولون هذا القول. ))
6- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي :- (( 00 ( عن أبي الأحوص ) فأخبر علي بما صنعوا فقال: الله أكبر نادوهم أخرجوا لنا قاتل عبد الله بن خباب قالوا: كلنا قتله فناداهم ثلاثاً كل ذلك يقولون هذا القول ))
7- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي :- (( 00 ( عن حفص بن خالد بن جابر عن أبيه عن جده ) فناداهم أن أقيدونا بدم عبد الله بن خباب قال: وكان عامل علي على النهروان قالوا: كلنا قتله فقال: الله أكبر ))
8- المصنف لعبدالرزاق :- (( فأخبر بذلك علي فقال لهم أقيدوني من بن خباب قالوا كلنا قتله فحينئذ استحل قتالهم ))


ختاما 00نخلص إلى نتيجة هذه اللقطة وهي أن غالبية أهل النهروان كانوا راضين بقتل ابن خباب مقرين لمسعر على ذلك 00 وخروجه من الجيش أو انسحابه إلى البصرة أو لجوءه لراية أبي أيوب لا تعني بتاتا طرده من قبل أهل النهروان بل هو قرار شخصي لا يتحمل تبعته أهل النهروان 0 والرواية التي تذكر طرد أهل النهروان لمسعر هي رواية واحدة فقط تتصادم نصوصها مع واقع الروايات الأخرى ولا توجد قرينة تعضدها 0

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

ابن عباس وموقفه من معركة النهروان :-


قال السابعي :- (( الخلاف الحاصل بين علي وابن عباس فيما بعد في قضية بيت مال البصرة، حيث يروى أن ابن عباس تأول أن له نصيباً في بيت المال فأخذ منه، وقد كان بينهما مراسلات لا تخلو من حدة في القول وإغلاظ في العبارة مما أدى بابن عباس إلى أن يكتب إلى علي بقوله: "ابعث إلى عملك من أحببت فإني ظاعن عنه"، ثم رحل إلى مكة(20 ).

والذي يثير التساؤل في هذه القضية كلام ابن عباس لعلي في إحدى رسائله: "ووالله لأن ألقى الله بما في بطن هذه الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها أحب إلي من أن ألقاه وقد سفكت دماء هذه الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة"( 21)، وفي أخرى: "ولو كان أخذي المال باطلاً كان أهون من أن أشرك في دم مؤمن"( 22).

ومن الثابت أن ابن عباس كان مع علي في حروبه قبل النهروان، فقد كان علىالميمنة في
جيش علي في مسيره إلى البصرة( 23)، وكان على الميسرة في صفين( 24)، ولهذا عقّب الإمام علي على ابن عباس بقوله: "أو ابن عباس لم يشركنا في هذه الدماء"( 25). وعليه فمن المستبعد أن يحمل ابن عباس عليّاً مسؤولية دم أحد من المسلمين في الجمل وصفين، اللهم إلا أن يحمل ذلك على قتاله أهل النهروان.

ويؤيده عدم اشتراك ابن عباس مع علي في قتاله إياهم(26 )، وهذا ما يؤكده قول ابن عباس لعلي: "إن لم أكن معهم لم أكن عليهم"(27).

هذا وواضح من خلال هذه النصوص أن الخلاف بين علي وابن عباس ليس فقط في مسألة بيت مال البصرة، بل هو خلاف على قتاله أهل النهروان، فإنه نصحه بالكف عنهم(28). ونجد الشماخي ينقل عن ابن عباس قوله "أصاب أهل النهروان السبيل"(29).
))


رسم الباحث لنا في هذه اللقطة لوحة متغايرة الألوان متضادة الأشكال وذلك بسبب اعتماده على الأصباغ الغير مناسبة للوحة التي رام انتاجها 0 فقد خلص الباحث إلى نتيجة مفادها أن ابن عباس كان مخطئا لعلي في قتله لأهل النهروان ودليله في ذلك العبارة التي وردت في رسالة ابن عباس لعلي في قضية مال البصرة والتي يقول فيها : ((ووالله لأن ألقى الله بما في بطن هذه الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها أحب إلي من أن ألقاه وقد سفكت دماء هذه الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة )) ورجح الباحث أن ابن عباس كان يقصد دماء أهل النهروان بتلك العبارة لأنه – كما ذكر الباحث - لم يشارك في تلك الحرب 0 وطبعا استشهد الباحث بباقة من المصادر الاباضية والتي تؤكد هذا المعنى عن ابن عباس 000 وإليك قائمة العبارات التي تم الاستشهاد بها من كتب الاباضية :-
1- ابن غيلان – أبو قحطان – القلهاتي : قول ابن عباس لعلي: "إن لم أكن معهم لم أكن عليهم"
2- الشماخي : قال ابن عباس "أصاب أهل النهروان السبيل"
3- ابن غيلان – القلهاتي : نصح ابن عباس علي بالكف عن أهل النهروان 0
4- القلهاتي : قال ابن عباس في رسالته لعلي : "ولو كان أخذي المال باطلاً كان أهون من أن أشرك في دم مؤمن"

طبعا هذه هي خلاصة فكرة الباحث ومعها خلاصة استشهاداته ، وبداية نحب أن نلفت انتباه القاريء إلى أن العبارات الثلاث الأولى والتي استشهد بها الباحث من كتب الاباضية لا معضد لها في المصادر الأخرى بتاتا ولم نعثر على ما يفيد أن ابن عباس كان يرى الصواب مع أهل النهر ولم نعثر على ما يفيد أن ابن عباس نصح علي بالكف عنهم 00 وهذا يدعونا أن نطرح هذه الادلة جانبا وذلك تمشيا مع منهجية المؤلف التي لم يلتزم بها 00 فهذا مما لم تتفق عليه المصادر 0

أما قضية مال بيت البصرة 00 فهي على فرض ثبوتها وثبوت الرسالة تلك فهي لا تعدو مجرد كونها كبوة وقع فيها ابن عباس رحمه الله تعالى 00 وهذا ما حدث من قبل الكثيرين الذين عاصروا علي عليه السلام
من خذلان وتقصير وقد أثر عنهم ندمهم على ذلك 00 والامثلة على ذلك كثيرة وهذا ليس محل ذكرها 00 إنما وجه الشاهد هنا هو أن ابن عباس لو صح عنه ذلك فهو أمر طبيعي يحصل في أفضل الحالات 00 وقد أثر عنه غير ذلك أنه بقي في البصرة إلى أن توفي علي عليه السلام وهذا تجده عند الطبري 0


المهم هو أن ابن عباس قد اشتهر عنه تخطئة الخوارج 00 فقد نقل عنه أنه (( ذُكر لابن عباس الخوارج، وما يُصيبهم عند قراءة القرآن، فقال: يؤمنون بمُحكمه، ويَضلُّون عند مُتشابههِ وقرأ: (وما يعلم تأويلهُ إلا اللهُ والراسخون في العلم يقولون: آمنَّا بهِ، كلٌّ من عند ربِّنا ))) الجوهرة في نسب النبي للبري وذكر بلفظ قريب منه في وفي مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص556 ،
وروي في كتاب الجوهرة أيضا ((عن عبد الله بن أبي يزيد قال: سمعتُ ابن عباس، وذُكر الخوارجُ، فقال: حيارى سُكارى ليسُوا بيهود ولا نصارى ))

وجاء في كتاب المدونة الكبرى ج3/ص48 وفي مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص556 :-

(( ذكرت الخوارج واجتهادهم عند بن عباس وأنا عنده قال فسمعته يقول ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصاري ثم هم يضلون 0)) وفي مصنف أبن أبي شيبة (يصلون)

أما بالنسبة لمسألة دماء الأمة ودماء أهل النهروان 00 فقد جاء في كتاب المحاسن والمساويء للبيهقي وفي كتاب سمت النجوم العوالي للعصامي ان أحد الشوام سأل ابن عباس عن علي فقال له ( انهم يزعمون أنه قتل الناس ؟ ) فرد عليه ابن عباس بقوله (: ثكلتهم أمهاتهم! إن علياً أعرف بالله عز وجل وبرسوله وبحكمهما منهم، فلم يقتل إلا من استحق القتل ) وتضيف الرواية أنه قال ( والمارقون أهل النهروان ومن معهم )


وهكذا تجد أن ابن عباس ما كان مخطئا لعلي في تلك الحروب 00 ولو صح عنه ذلك لكان مجرد سحابة صيف 000 والآثار التي يرويها ابن عباس في فضائل علي عليه السلام والشهادات التاريخية الكثيرة التي قالها في حق علي كافية للتدليل على طرحنا هذا 0

بقيت قضية مشاركة ابن عباس في معركة النهروان والتي رجح الباحث عدمها اعتمادا على أن مصدر واحد فقط قد ذكر ذلك ألا وهو ابن عبدالبر في تمهيده حيث قال مانصه (( شهد عبد الله بن عباس مع على رضى الله عنهما الجمل وصفين والنهروان )) ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، فهنالك مصادر اخرى ذكرت هذا الشأن وربما غابت عن اطلاع الباحث 0

فقد صرح الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد بمشاركة ابن عباس في النهروان حيث قال ما نصه :
((وشهد بن عباس مع علي بن أبي طالب صفين وقتال الخوارج بالنهروان وورد في صحبته المدائن )) ثم ذكر رواية مفادها أن ابن عباس كان حاضرا يوم النهروان فقال (( عن بن عباس قال لما اصيب أهل النهروان خرج علي وانا خلفه فجعل يقول ويلكم التمسوه يعني المخدج فالتمسوه فجاؤوا فقالوا لم نجده فعرف ذلك في وجهه فقال ويلكم ضعوا عليهم القصب أي علموا كل رجل منهم بالقصب فجاؤوا به فلما رآه خر ساجدا ))


أضف إلى ذلك أن صاحب كتاب الأخبار الطوال قد ذكر ما يفيد هذا الشأن 00فقال مانصه : ((وكتب إلى عبد الله بن عباس، وكان على البصرة: أما بعد، فإنا قد عسكرنا بالنخيلة، وقد أزمعنا على المسير إلى عدونا، إلى أهل الشام، فاشخص إلى فيمن قبلك حين يأتيك كتابي والسلام. فقدم عليه عبد الله بن عباس في فرسان البصرة، وكانوا زهاء سبعة آلاف رجل فلما تهيأ للمسير أتاه عن الخوارج أخبار فظيعة، من قتلهم عبد الله بن خباب وامرأته )) ثم تتواصل الرواية هذه إلى أن يقول فيها ((فنادى في الناس بالرحيل، وسار حتى ورد عليهم نهروان )) وهذا يؤكد ما قاله الخطيب وابن عبدالبر من مشاركة ابن عباس يوم النهروان 000 ولذلك فإن مقولة علي التي استشهد بها السابعي والتي يقول فيها ((أو ابن عباس لم يشركنا في هذه الدماء )) هي معضدة لما ذهبنا إليه من مشاركته في معركة النهروان إن صحت 0
كما يروي المبرد في كتاب الكامل ما يفيد أن ابن عباس كان لا يزال في خندق علي ومؤازرا له في قضيته ضد أهل النهروان 00 حيث يروي أن علي قد بعثه إلى أهل النخيل وهم فئة خرجت عن اهل النهروان وندمت بعد قتلهم على خذلانهم فظلت رافعة شعارات الخوارج 00000 وإليك نص المبرد في الكامل : قال أبو العباس: وكان أهل النخيلة جماعة بعد أهل النهروان، ممن فارق عبد الله بن وهب، وممن لجأ إلى راية أبي أيوب، وممن كان أقام بالكوفة، فقال: لا أقاتل علياً، ولا أقاتل معه 000 إلى ان يقول في روايته : فوجه إليهم علي بن أبي طالب عبد الله بن العباس داعياً، فأبوا0 وهذا يدل على سقوط روايات المصادر الاباضية والتي تنص على أن ابن عباس كان مخطئا لعلي في قتله لأهل النهروان 0

ختاما 00نخلص إلى أن ابن عباس لم يكن مخطئا لعلي في قتاله لأحد 00 وإن حدث ذلك فإنما هو لظرف معين بدليل أن المشهور عنه هو تخطئة أهل النهروان والخوارج عموما 00 وابن عباس كان مشاركا في يوم النهروان ولم يذكر أحد المؤرخين عكس ذلك 0

المعتمد في التاريخ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 161
اشترك في: الخميس يونيو 17, 2004 7:31 pm

مشاركة بواسطة المعتمد في التاريخ »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

مولانا المغيرة الله يحفظكم ويرعاكم لي منك طلب.
أرجو أن تذكر الاسانيد من كتب الاباضية لان كتبهم هذه غير متوفرة ولا يمكن الحصول عليها بسهولة, ولهذا يصعب الأدلة التي توردها.
كما أرجو أن تكتب تاريخ وفاة كل من الشماخي والبرادي وأبي المؤثر وغيرهم من كتاب التأريخ عند الاباضية لنعلم هل كان هؤلاء الناس معاصرين للحادثة وعمن نقول أقوالهم هذه.

ولكم جزيل الشكر

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

مولانا العزيز الأستاذ المعتمد في التاريخ 00 أرجو مراجعة بريدك الخاص 0ودمتم موفقين 0

المغيرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2004 7:59 pm

مشاركة بواسطة المغيرة »

خطبة الإمام علي ورسالته بعد ظهور نتيجة التحكيم :-
(( يؤكد د. محمود إسماعيل أن انفصال أهل حروراء عن الإمام علي كان لرفضهم مبدأ التحكيم من أساسه حيث يقول: "والذي نستخلصه في النهاية براءة القراء الذين صاروا فيما بعد خوارج من مسؤولية التحكيم انطلاقاً من موقف سياسي وديني في آنٍ واحد جعلهم يثورون رفضاً له لا رغبة فيه"(78)، ويدعم(79 ) وجهة نظره برسالة علي إلى أهل النهروان "...فهلموا نعطيكم الرضا ونرجع إلى الأمر الأول الذي طلبتموه مني ونقاتل عدونا حتى يحكم الله بيننا، والله خير الحاكمين"( 80).

كما يبني أحمد سليمان معروف نفيه لأن يكونوا شهروا سيوفهم في وجه الإمام علي وأرغموه على وقف القتال وقبول مبدأ التحكيم وفرضوا عليه أبا موسى الأشعري على أنهم لم يكونوا بعد قد شكلوا قوة جماعية ضاغطة لها رأي موحد، بل ما زالوا أفراداً لهم آراء شتى لا ينظم بينهم ناظم إلا بعض الخواطر المشتركة والتي لم تصل بعد إلى حد الإجماع( 81).

ولعل من المفاجئ أن نجد في ثنايا كلام الإمام علي نفسه تبرئة لمنكري التحكيم الأولين من تلبسهم بشيء من المساعي فيه، فإنه -كرم الله وجهه- لما ظهرت نتيجة التحكيم بعد أن خرج معارضوه إلى النهروان قام بالكوفة خطيباً فكان من قوله: "... أما بعد فإن المعصية تورث الحسرة وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري ونحلتكم رأيي لو كان لقصير أمر، ولكن أبيتم إلا ما أردتم، فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:

أمرتهم أمري بمنعـرج iiاللـوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغدِ


ألا إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن..."( 82)
وجلي أن خطابه كان لأهل الكوفة وهم غير معارضي التحكيم، وفيه إلقاء اللوم عليهم بكونهم خالفوه في أمر الحكومة وإصرارهم عليها وخالفوه في الحكمين اللذين اختاروهما، ثم كتب إلى أهل النهر: "... أما بعد فإن هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب الله... فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبلوا فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم، ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه.."(83 )وفي رواية "...فهلموا نعطيكم الرضا ونرجع إلى الأمر الأول الذي طلبتموه مني..." (84 )، وفي رواية: "فقد جاءكم ما كنتم تريدون وقد تفرق الحكمان على غير حكومة ولا اتفاق فارجعوا إلى ما كنتم عليه فإني أريد المسير إلى الشام"( 85).

وفي هذه النصوص ما يغني عن التعليق.
))


قام الباحث هنا بتعزيز طرحه السابق المتعلق بموقف الخوارج من التحكيم مؤكدا براءتهم من التحكيم ومتعلقاته وذلك بالاعتماد على أقوال بعض المحققين بالاضافة إلى استقراء بعض النصوص التاريخية وأهمها ( خطبة علي في الكوفة بعد ظهور نتيجة التحكيم ) و ( رسالة علي إلى أهل النهروان بعد ظهور نتيجة التحكيم ) 00 واعتمد على المصادر التالية في ذلك : الكشف والبيان للقلهاتي – أنساب الأشراف للبلاذري – الطبري 0

وللتنبيه فقط فإن المؤلف وقع في ( خطأ بحثي ) في صفحة 108 من كتابه المطبوع في مطابع النهضة 00حيث قام في هامش التوثيق بنسبة نص الرسالة التي نقلها القلهاتي إلى كتاب تاريخ الطبري وهذا غير صحيح 00فنص الرسالة الموجود في الطبري هو غير النص الذي نقله القلهاتي 00ونكرر أن هذا للتنبيه فقط 0
وإليك نص الرسالة كما نقله المؤرخون :-
1- القلهاتي : " فإن الحكمين نبذا كتاب الله وراء ظهورهما ...فهلموا نعطيكم الرضا ونرجع إلى الأمر الأول الذي طلبتموه مني..."
2- الطبري : " فإن هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب الله00 فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبلوا فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم، ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه." * النويري نقل نفس النص 0
3- الدينوري : " فإن الرجلين اللذين ارتضيناهما للحكومة خالفا كتاب00 فلما لم يعملا بالسنة ولم يحكما بالقرآن تبرأنا من حكمهما، ونحن على أمرنا الأول، فأقبلوا إلى رحمكم الله " الأخبار الطوال
4- البلاذري : " أما بعد فقد جاءكم ما كنتم تريدون، قد تفرق الحكمان على غير حكومة ولا اتفاق، فارجعوا إلى ما كنتم عليه فإني أريد المسير إلى الشام "
5- الدينوري : "، فإن هذين الرجلين الخاطئين الحاكمين، اللذين ارتضيتم حكمين، قد خالفا كتاب الله00 إذا بلغكم كتابنا هذا فأقبلوا إلينا، فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم، ونحن على الأمر الذي كنا عليه " الإمامة والسياسة 0
طبعا بعد إلقاء نظرة متفحصة دقيقة في النصوص مجتمعة 00 ستجد أن معظم النصوص تنص على أن اختيار الحكمين كان بإقرار من الطرفين ( علي والخوارج ) ولذلك عبر الإمام بقوله : ( اللذين ارتضينا ) 00ويشذ عنهم صاحب الإمامة والسياسة بقوله ( اللذين ارتضيتم ) وكأن هذا النص يلمح إلى أن الخوارج هم أصحاب الارتضاء فقط 00 ثم يشذ عنهم جميعا القلهاتي فيذكر الحكمين فقط دون اشارة لأي طرف بارتضائهما 00 هذا بالنسبة لمستهل الرسالة 00 أما بالنسبة لفحواها فمعظم النصوص يشير إلى طلب العودة إلى الأمر الأول 00وقد عبر الإمام بصيغة الجمع في كل النصوص 00وألفاظه هي ( أمرنا ) ( كنا ) 00 وتشذ رواية البلاذري بلفظ ومعنى جديد 00 ففيها القاء المسؤولية كاملة على عاتق الخوارج حيث يخاطبهم بقوله ( قد جاءكم ما كنتم تريدون ) ثم يوضحه بقوله :
( قد تفرق الحكمان على غير حكومة ولا اتفاق ) ثم يطالبهم بالرجوع إلى ما كانوا عليه قبل كل هذه الأحداث 00 ولو كان الإمام يحبذ موقفهم الذي هم عليه لما طلب منهم الرجوع عنه 00 ولذا نجد أن تكملة الرواية في كتاب البلاذري والتي لم ينقلها السابعي تصرح بإعتراف الخوارج بذنبهم في التحكيم 00وإليك نص ردهم على الإمام : ( فأجابوه أنه لا يجوز لنا أن نتخذك إماماً وقد كفرت حتى تشهد على نفسك بالكفر وتتوب كما تبنا، فإنك لم تغضب لله، إنما غضبت لنفسك )
والنص غني عن التعليق 0

ونخلص في نهاية تحليلنا لنصوص الرسالة أن معظم الروايات تنص على ارتضاء الخوارج للتحكيم و للحكمين 00 00 وتشذ رواية القلهاتي (مصدر اباضي ) شذوذا تاما بإلقاء تبعة التحكيم وقبوله على عاتق علي فقط دون الخوارج حيث يقول في نص الرسالة (ونرجع إلى الأمر الأول الذي طلبتموه مني ) وهذا مخالف لواقع حال كل الروايات 0

أما بالنسبة لخطبة علي في أهل الكوفة بعد ظهور نتيجة التحكيم 00 ولومه لهم على قبولهم بالتحكيم وعصيانهم لأمره 00فلا توجد فيه تبرئة لأهل النهروان كما وهم السابعي 00 فقد جاء في صدر الرواية مانصه : (لما هرب أبو موسى إلى مكة، ورجع ابن عباس والياً على البصرة، وأتت الخوارج النهروان خطب علي الناس بالكوفة فقال00 ) وهذا يعني أن هذه الواقعة حصلت بعد أن خاطب ابن عباس أهل حروراء وحاورهم 00 وهذا يعني أن الكوفة كانت قد تدسمت بأولئك التائبين والعائدين من أهل حروراء إلى صفوف الإمام علي عليه السلام والتي تجمع الروايات وتتفق المصادر على عودتهم وأوبتهم إلى صفوف علي عليه السلام 00 وإليك قائمة الروايات التي تذكر هذا الشأن بمصادرها :-
1- البلاذري : " فقال ابن الكواء: ألستم تعلمون إني دعوتكم إلى هذا الأمر ? فقالوا: بلى. قال: فإني أول من أطاع هذا الرجل فإنه واعظ شفيق. فخرج معه منهم نحو من خمسمائة فدخلوا في جملة علي وجماعته، وبقي منهم من خمسة آلاف رجل "
2- البلاذري : " فبعث إليهم علي ابن عباس وصعصعة؛ فوعظهم صعصعة. وحاجهم ابن عباس فرجع منهم ألفان وبقي الآخرون على حالهم حيناً، ثم دخلوا الكوفة "
3- البلاذري " فرجع منهم ألفان، وأقام الأخرون على حالهم "
4- البلاذري " فلم يجبه أحد منهم، ويقال أجابه ألفا رجل، ويقال: أربعة آلاف رجل "
5- شرح نهج البلاغة : " قال أبو وائل: خرجنا أربعة آلاف، فخرج إلينا علي، فما زال يكلمنا حتى رجع منا ألفان "
6- المنتظم : " فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم فتقاتلوا "

وهكذا فإن الروايات تتفق على أن هنالك عددا كبيرا من أهل حروراء قد عادوا ودخلوا في جملة أهل الكوفة ، وإن إختلفت أعدادهم وتباينت أرقامهم إلا أن الحقيقة هي أن عددا كبيرا منهم قد رجع ، خاصة إذا علمنا أن بعض الروايات – كما يذكر ذلك السابعي ص 110 – توصل عدد أهل حروراء إلى اثني عشر ألف وأخرى إلى أربعة وعشرين ألف ، وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن مصير كل هذه الألوف خاصة إذا علمنا أن الذين حضروا المعركة قبل بدئها هم ما يقارب أربعة آلاف فقط وعندما رفعت راية الأمان قل عددهم إلى ما ياقرب الألفين فقط 00 أضف إلى ذلك وجود الأشعث بن قيس وفئته في الكوفة 000لذا فلا يمنع أن يكون الإمام قد وجه خطابه في تلك اللحظة الحاسمة إلى هؤلاء بقوله : ((أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وهذه الحكومة بأمري، ونخلت لكم رأيي لو يطاع لقصير رأي، ولكنكم أبيتم إلا ما أردتم فكنت وأنتم كما قال أخو هوازن.
أمرتهم أمري بمنعـرج الـلـوا فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
الا إن الرجلين اللذين اخترتموها حكمين قد نبذا حكم الكتاب وراء ظهورهما، وارتأيا الرأي قبل أنفسهما، فأماتا ما أحيا القرآن، وأحييا ما أمات القرآن؛ ثم اختلفا في حكمهما، فكلاهما لا يرشد ولا يسدد، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين، فاستعدوا للجهاد، وتأهبوا للسير، وأصبحوا في معسكركم يوم الاثنين إن شاء الله. ))

ومن الظلم أن يخاطب عليا من لا تبعة له في أمر التحكيم ، لذا فإننا نجد الإمام يعقب هذه الخطبة بإرسال رسالة لأهل النهروان ويخاطبهم بنفس الأسلوب فيقول : " فإن الرجلين اللذين ارتضيناهما للحكومة خالفا كتاب الله، واتبعا هواهما بغير هدى من الله، فلما لم يعملا بالسنة ولم يحكما بالقرآن " 00 ويجعلهم قسيما مشتركا في تبعة التحكيم ونتيجته 00 ولذلك فليس بمستغرب في نهاية الأمر أن يرد عليه الخوارج في رسالتهم بقولهم : " لا يجوز لنا أن نتخذك إماماً وقد كفرت حتى تشهد على نفسك بالكفر وتتوب كما تبنا " باعتبارهم مشاركين فيما اعتقدوه كفرا وذنبا 0
بقي في الأخير أن نشير إلى أن الباحث كان يستشهد في كلامه بأطروحات بعض المحققين ، ونحن نستطيع فعل نفس الأمر ولكننا آثرنا الاعتماد على والتركيز على موضوع الروايات واعطاءها النصيب الأكبر من الاهتمام 0

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“