تعليق على مقال المحامي عادل الذهب !

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

تعليق على مقال المحامي عادل الذهب !

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الأستاذ المحامي عادل الذهب
أكاد أتفق معكم في مجمل ما ذكرتموه في هذا المقال التحليلي ..
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...ب&storytitlec=
فقط لدي بعض الملاحظات عليه وهي :

أولاً : قاعدة أن غاية كل حرب هو تحقيق أهداف سياسية ربما لا أوافقكم عليها لأن التأريخ القديم والحديث والمعاصر شهد الكثير من الحروب والصراعات العبثية أو الإنتقامية (كما ذكرتم ) أو الحروب التي يكون لأحد أطرافها أهداف سياسية معينة بينما يكون الطرف الثاني – غالباً يكون الأضعف – له أهداف يمكن توصيفها بأنها حقوق إنسانية مثل الدفاع عن النفس والمال والعرض والكرامة والمبادئ ! وهذا ما ينطبق على حرب صعدة !!
ثانياً : بالنسبة لأهداف الرئيس بداية الحرب الأولى على صعدة ، فلم تكن منحصرة فقط في إضعاف السيد الحوثي أو التخلص منه والتمهيد للتوريث !
فلقد كانت لديه مجموعة كبيرة من الأهداف التي سعى لتحقيقها داخلياً وخارجياً ، فبالنسبة للداخل : إضافة لما ذكرتم فقد سعى في تلك الحرب إلى :
- إشغال الناس عن مطالب الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإدارية ومكافحة الفساد والمفسدين والحد من صلاحيات المتنفذين !
- تخويف المعارضين وإرعابهم والإيحاء بأن التعامل معهم سيكون كالتعامل مع جماعة الحوثي ( حرب إبادة وإستأصال ) !!
- محاولة إسكات جماعة الشعار والقضاء على نشاطها وهي الجماعة التي إستطاعت بخمس كلمات فقط ( الشعار ) أن تفضح زيف الديمقراطية وخدعة حرية التعبير التي يتشدق بها النظام ليل نهار !
- تمرير الجرع السعرية وكل السياسات الإقتصادية المضرة بالشعب .. وغير ذلك من الأهداف !
أما بالنسبة للخارج فقد سعى النظام لعدة أهداف من خلال تلك الحرب منها :
- تحقيق رغبة أمريكية بالقضاء على هذه الجماعة بعد أن توهم أنه قد أقنع بوش في قمة الثمان بأنها جماعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة وفي نفس الوقت مرتبطة بحزب الله وإيران !!! وذلك في محاولة يائسة للتغطية على من تطالب بهم أمريكا من أركان النظام !
- تحقيق رغبة أمريكية سعودية في تجريد صعدة من الأسلحة والسيطرة على أعمال التهريب بمختلف أشكالها وهي الأعمال التي ثبت للداخل والخارج تورط كبار مسؤلي النظام فيها !
- تحقيق رغبة سعودية في إقصاء المرجعية الدينية الزيدية في صعدة وإفساح المجال واسعاً للمرجعيتين السلفية والقبلية المدعومتين سعودياً !!
- محاولة التكسب بهذه القضية إقليمياً ودولياً وإستغلالها لإبتزاز السعودية ... وغير ذلك من الأهداف !

ثالثأً : الصمود الأسطوري في الحرب الأولى والذي أذهل اليمنيين وغير اليمنيين لم يكن نابعاً من فراغ ولم يكن صموداً لأسرة بعينها فقط ! بل كان ثمرة من ثمار المنهج القويم والصحوة الإيمانية والمسيرة القرآنية التي يحملها أولئك الأبطال والتي رسخها في نفوسهم أبو الأحرار السيد المجدد والقائد العظيم الحسين بن بدرالدين الحوثي !
كما أن ذلك الصمود والثبات هو دليل قوي على مظلومية أصحاب هذه القضية وعلى تأييد الله لهم في مواجهة أطغى الطغاة والمجرمين الذين يمتلكون أفتك وأقوى الأسلحة وأكثرها تطوراً بينما هم قليلي العدد والعدة !
إنه الإيمان والقرآن من يصنع أمثال هاؤلاء الرجال !

رابعاً : الحمية الزيدية والهاشمية التي تعاطفت مع السيد الحوثي وأنصاره كانت نتيجة طبيعية للسياسات الرسمية – خاصة الإعلامية – أثناء الحرب ، فقد تم إفساح المجال في الصحف الرسمية وشبه الرسمية لكل الكتاب المعقدين والعنصريين المعروفين بتوجهاتهم المعادية للزيدية كطائفة وللهاشميين كشريحة !
كما عملت أجهزة السلطة على إستهداف كل ماله صلة بهما ، مما أدى إلى رد فعل من المستهدفين وكان النظام هو أول من اكتوى بنار هذه السياسات الغبية ؟!
وإلا فإن الحرب في أصلها هي حرب ضد مجموعة من المواطنين أو ضد تيار وطني عبر عن آرائه بشكل سلمي فتم مواجهته بالقوة العسكرية !
نعم حركة السيد حسين هي حركة إسلامية وطنية وليست قائمة على إطار مذهبي أو سلالي أو حزبي أو تنظيمي !!
بدليل أنه كان ينضم إلى المكبرين في المساجد والمظاهرات أشخاص من مختلف التوجهات السياسية والدينية !
كما أنه بعد هجوم الجيش على أغلب مناطق صعدة صار كل أبناءها يقاومون العدوان بمختلف إنتماءاتهم وتياراتهم !
نعم نحن لاننكر أن السيد حسين خاطب في محاظراته ( أدبياته ) أبناء الزيدية في المقام الأول ، لأن كل من كان يتحدث إليهم في منطقته هم زيود ، ومع ذلك من يتأمل في تلك الأدبيات سيتأكد له أن هذه الحركة أو المسيرة ليست مذهبية أو سلالية أو حزبية فكثيراً ما كان يردد السيد حسين في كلامه ومحاضراته أنه : ( يجب أن يكون لنا موقف .. يجب أن يكون للشعب اليمني موقف .. يجب أن يتحمل الجميع مسؤلياته تجاه أعداء الإسلام .. ينبغي أن نتثقف بثقافة القرآن وأن نصرخ بهذا الشعار وإن كنا في أحزاب مختلفة أو تيارات متنوعة ؟!! )

خامساً : نوافقكم الرأي بأن الحرب حينما صارت ضد الزيدية وأبناءها وفكرها زاد ذلك في قوة هذه المبادء وجعل أبناءها يتوحدون ، وفرضت قيادة حركة الشعار نفسها بجدارة كمرجعية سياسية ودينية للزيدية والهاشميين ولكل المظلمومين والمحرومين وضحايا النظام الذين صاروا من أشد الناس تأييداً وتعاطفاً مع السيد الحوثي وأنصاره !
ومع ذلك فإنه يجب التأكيد على أن إختيار السيد عبدالملك (25 عام ) لقيادة الجماعة خلفاً لشقيقه حسين كان أولاً وأخيراً لمؤهلاته القيادية الفريدة والمتميزة ( علماً وفهماً وشجاعةً وحنكةً وحكمةً و... و ... الخ ) ولم يكن لإعتبارات أسرية أو وراثية أو غير ذلك ، ولو كان ذلك كذلك لتم إختيار شقيقه المفكر والعلامة والقائد المحنك السيد محمد بدرالدين الحوثي الذي يبلغ من العمر حوالي (40 عام ) أو شقيقه الآخر حميد العالم والقائد والمقاتل الشجاع الذي شارك في كل الحروب ولديه تجربه وعمره حوالي ( 35 عام ) أو حتى عمه السيد عبدالكريم أمير الدين الحوثي وهو العالم المحقق والقائد البطل وهو مقارب في السن لإبن أخيه السيد حسين الحوثي !
ثم إنه حتى إطلاق إسم الحوثيين على هذا التيار هو توصيف غير دقيق !!
ولذلك لاتُسمع هذه الكلمة من أبناء صعدة فالمؤيدين لهم هناك يسمونهم ( المجاهدين .. المدافعين ) أما المحايدين وكذلك المعارضين لهم فيسمونهم ( المكبرين ) !

أخيراً : نسأل الله أن تكون هذه هي آخر الحروب والمآسي في اليمن !
ونسأله ألا يري اليمن واليمنيين الحربين القادمتين اللتين توقعتموهما !!!
وأنا لا أستبعد تلك التوقعات ، ولكن أنا أعتقد أن النظام صار في وضع لا يُحسد عليه !!
ولو أنه إستمر لشهر أو شهرين إضافيين في هذه الحرب لانهار مباشرةً ، لأنه نظام هش !!!

المعذرة على التطويل !
وحفظ الله اليمن وكل أبناءها الشرفاء والمخلصين
وكان الله للمظلومين والمستضعفين والمنكوبين في أرض الطهر والكرامة أرض صعدة الأبية ؟!
آخر تعديل بواسطة علي الحضرمي في الجمعة يونيو 22, 2007 11:20 am، تم التعديل مرة واحدة.

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

Re: تعليق على مقال المحامي عادل الذهب !

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

مكرررررررررررررررر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“