مُخيّم صيفي لـ "كلاب الأميركيين"

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالله الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 149
اشترك في: السبت فبراير 28, 2004 8:53 pm

مُخيّم صيفي لـ "كلاب الأميركيين"

مشاركة بواسطة عبدالله الحسني »

مُخيّم صيفي لـ "كلاب الأميركيين"

ميسر الشمري - الحياة - الاثنين 11/6/2007


في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء الدول الثماني الكبار G8 في ألمانيا ليقرروا مصير العالم، كما يقرر الراعي وجهة قطيعه، عرضت الفضائيات تقريراً مصوراً لمخيم صيفي شُيّد في إحدى الولايات الأميركية للترفيه عن "كلاب الشعب الأميركي". اللقطات التي عُرضت من داخل المخيم توحي بأنه أشبه بمنتجع راقٍ.
المنتجع مجهز بجميع وسائل الترفيه بدءاً بالمسطحات الخضر والألعاب، وأماكن للأكل وأخرى للركض، إضافة إلى مرافق عامة مجهزة بأدوات لا يحلم بها كثير من سكان المخيمات التي أوجدتها الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، ناهيك عن نوعية الوجبات التي تقدم لزبائن المخيم من الكلاب.
مخيّم كلاب الشعب الأميركي شُيّد لتأهيل نفسية الكلب من خلال تأمين الجو الذي يستطيع (الكلب) من خلاله أخذ شيء من الراحة، بعد أسبوع حافل بجولات التسوق مع العائلة. المخيم الصيفي لكلاب الشعب الأميركي لا يثير حفيظة "اليمين المحافظ"، كما أنه لا يستفز "اليسار الأميركي"، فهو محل إجماع وتوافق بين "الجمهوريين" في البيت الأبيض و "الديموقراطيين" في الكونغرس.
بعد انتهاء التقرير المصوّر عن المخيم الصيفي الخاص بكلاب الأميركيين، تذكرت عشرات المخيمات الفلسطينية. تذكرت مخيم اليرموك في دمشق، ومخيمي نهر البارد وعين الحلوة في لبنان، ومخيمي اليرموك والزرقاء في الأردن، إضافة إلى مخيمات الداخل. تذكرت ذلك المخيم الذي بُني بعد دخول القوات الأميركية العراق في المنطقة ما بين البصرة وصفوان، وجُمع فيه آلاف الآباء والأطفال تحت أشعة شمس الزبير الحارقة. تذكّرت ذلك الرجل العراقي الذي غُطي رأسه بكيس ورقي ورُمي هو وولده خلف الأسلاك الشائكة في صحراء الزبير (جنوب العراق). تذكرت ذلك الرجل وهو يحاول أن يحمي - بظله - ابنه من أشعة الشمس، وما زلت أذكر أن صورة ذلك الرجل المنسي هو وولده وسط الصحراء فازت بجائزة أحسن صورة.
أستعيد الآن صورة آلاف المواطنين العرب وهم يتكدسون بالقرب من مركز ربيعة على الحدود العراقية - السورية، بانتظار أن يسمح لهم بمغادرة العراق بعد الاحتلال الأميركي للعراق. في تلك الأثناء استعدت مشاهد مئات العائلات الفلسطينية التي فرت من فرق الموت في بغداد، لتجد نفسها في مخيم على الحدود الأردنية - العراقية. استعدت في تلك الأثناء كل رسومات الفنان العربي الفلسطيني الراحل ناجي العلي، الذي رسم المخيمات الفلسطينية كما ينبغي لفنان حقيقي أن يرسمها. تذكرت أن ناجي الذي كان يتوقّع أن يموت برصاصة إسرائيلية لفضحه ممارسات الاحتلال، قُتل بسبب رسم كاريكاتوري عن "رشيدة مهران"، التي لم تسكن المخيمات في حياتها لكنها كانت تحكمها عن بعد.
في تلك الأثناء تأكدت أن الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي وافق أثناء قمة الدول الثماني الكبار G8 التي عقدت الأسبوع الماضي في منتجع هيليغندام الألماني، على وضع معاهدة جديدة لحماية المناخ، وهو الذي كانت بلاده ترفض معاهدة "كيوتو"، إنما وافق ليس ليحمي عراة أفريقيا وآسيا من التصحر، وإنما ليحمي كلاب شعبه من ضربات الشمس الناجمة عن ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجوّ.
المقارنة بين المخيم الصيفي لكلاب الشعب الأميركي ومخيمات اللاجئين العرب في فلسطين والعراق والصومال والسودان، مقارنة مجحفة بحق الإنسان والإنسانية، التي نذر "المحافظون الجدد" برئاسة بوش أنفسهم للدفاع عنها، تحت ذريعة حماية الديموقراطية. كلاب الشعب الأميركي لديها أفضل ما وصلت إليه التكنولوجيا. المياه مقطرة. الأرض مزروعة بالأخضر. الحمامات الخاصة بالكلاب نُقلت إليها التربة من صحراء ألاسكا، بينما أطفال اللاجئين العرب في المخيمات يلعبون بالطين ويقضون حاجتهم في العراء، ناهيك عن عدم توافر المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب. المقارنة بين ما شاهدته في مخيمات العراق ولبنان والأردن والصومال والسودان وأفغانستان، وما رأيته في التقرير المصوّر عن المخيم الصيفي لكلاب الأميركيين، تستحق أن نتوقف عندها لنعرف القيمة الحقيقية للإنسان العربي لدى دول القرار.
ختاماً، على رغم كل وسائل الترفيه والمعيشة المهيأة لـ "كلاب أميركا"، ما زلت وسأبقى معتزاً بأنني وُلدت لأبوين عربيين مسلمين، يقتسمان الفقر والعوز مع أشقائهما الفلسطينيين والعراقيين في المخيمات.
ياليتَ شعري، ما يكون’ جوابهمْ حين الخلائقِ لِلْحساب ’تساق’...!
حين الخصيم’ "محمدُ"، وشهوده أهل السّما ، والحاكم’ الخلاّق ..! ؟

ساحق الظالمين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 62
اشترك في: الخميس مايو 31, 2007 12:31 am

مشاركة بواسطة ساحق الظالمين »

الله اكبر

الموت لإمريكا

الموت لإسرائيل


اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“