ما الذي تفعله السلطة ؟!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابن المطهر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1041
اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm

ما الذي تفعله السلطة ؟!

مشاركة بواسطة ابن المطهر »

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الذي تفعله السلطة ؟!

حرب صعدة التي أكلت الأخضر واليابس وقضت على الحياة في كثير من مناطق تلك المحافظة المنكوبة ، تلك الحرب التي ما زالت مستمرة وللشهر الخامس على التوالي والتي رافقها تعامل أهوج وغريب ومتناقض في الجانب الإعلامي والسياسي والأمني من جانب السلطة ، حرب صعدة الأليمة - التي يرفضها كل وطني حر وكل مسلم يفهم قيم الإسلام الراقية بل كل إنسان ما زال يدق في داخله جرس الضمير الإنساني الذي يرفض الظلم بكل أشكاله - ما زالت مستمرة وما زالت تبتلع كل يوم المزيد من الضحايا .. قتلى وجرحى ونازحين ، حتى النازحون الذين هربوا من الموت الأحمر تحت القذائف الصاروخية أو الرصاص المتفرق الذي لا يفرق بين طفل رضيع في الأربعة أشهر أو عجوز بلغت من العمر عتياً لحقهم الموت إلى تلك المخيمات - التي تفتقر إلى مقومات الحياة - جوعاً وعطشاً ومرضاً .. أو ربما دهستهم دبابة في الطريق وبدم بارد كما حدث مع زوجة وأطفال أربعة لرب أسرة مفجوع .
الدمار وصل إلى كل طرف في صعدة .. والجثث تفرقت في كل مكان .. ويصاحب هذا الدمار كما قدمنا تعامل السلطة الأهوج مع كل ما يحدث ، فبينما يصم الأذان قصف المدافع وهدير الطائرات والانفجارات المتوالية ، تدشن السلطة إذاعة صعدة !! يا سلام .. فعلاً لقد أضحكني وصف أحد أبناء صعدة لتلك الإذاعة عندما قال إنه يتصور صعدة أطلالاً ترامت فيها الجثث في مكان والبث الإذاعي يجوب تلك المنطقة .. ليخاطب الجثث بخطبه الدينية المتميزة وبالأفكار المستقيمة !! ربما هذه آخر ابتكار من السلطة المختلة لمجابهة الأفكار ( الضالة ) بعد أن فشل حوارها داخل السجون الضيقة المظلمة .. فلتحاور الجثث إذن في الفضاء الرحب ..!!
خمسة أشهر والموت يوزع على صعدة بالمجان .. وقد كنت أتصور – وقد كتبت ذلك في مقال قبل ثلاثة أشهر - أن السلطة عندما أدركت فشلها الذريع ستتوجه لا محالة إلى إيقاف الحرب بأي وسيلة تحفظ لها ما تبقى من ماء وجهها لأنها لم تعد ذات جدوى ، ولكنها أصرت على بقاء الحرب التي لم تحرز فيها أي تقدم عسكري يذكر ، إذ لم تحصد منها إلا المزيد من الدمار والقتل دون الوصول إلى إضعاف الطرف الآخر .. !
اليوم هناك حديث عن وساطة وعن سعي من السلطة لإيقاف الحرب بأقل خسائر ، ولذلك – كما يقال – فإنها لجأت إلى التصعيد العسكري بأكبر شكل ممكن من أجل خفض سقف مطالب الطرف الآخر في النزاع حرصاً على إيقاف الحرب في أسرع وقت ممكن .
بغض النظر عن جدوى ما تقوم به هذه السلطة فإنا من جانب آخر نلاحظ حملة اعتقالات لا تتوافق مع توجه السلطة الذي يحكى عنه إلى إيقاف الحرب ، فما الذي تريده السلطة وهل ستحقق بعملها هذا النتائج المطلوبة !!
في اعتقادي أن السلطة تريد فعلاً إنهاء الحرب فاستمرارها ليس من مصلحتها أبداً ، ولا يمكن أن يقال أن التعامل مع الوساطة القطرية ما هو إلا ذر رماد في العيون لتبرير مواقفها لاحقاً ، فالنار اليوم بدأت تنتشر في مناطق متفرقة من الوطن فقد امتدت مواجهات صعدة إلى الجوف ، وتحول تبرم أبناء أبين إلى عمل مسلح ، والوضع بشكل عام غير مستقر خاصة مع الانتهاكات المستمرة والمتزايدة وكذا موجة الغلاء الحارة التي عصفت بالبلاد ، كل هذه الأمور تدعو إلى البحث عن مخرج في صعدة على الأقل للتفرغ لمواجهة ما يحدث في بقية المناطق من هذه البلاد .
وطبعاً حل أزمة صعدة برعاية خارجية يعني أن العودة لمواجهة حركة العلامة الحوثي بالجيش ستكون مكلفة بالنسبة للسلطة ، ولذلك فهي من الآن تعمد إلى ما تعتقد أنه قصقصة لأجنحتها في مختلف المناطق باعتقال من تعتقد أنهم يتبعونها ، محاولة بذلك اختراق ما تعتقد أنها خلايا تابعة للحوثي تعمل في الجانب الإعلامي والمالي في محافظات مختلفة لكشفها ومعرفة طريقة عملها قبل إنهاء الحرب ، لأنها تعرف أن نشاط هؤلاء – الذين لا تعرفهم - سيزداد في غير ظروف الحرب وستزداد بذلك قوة هذه الحركة أكثر وأكثر ، فلذلك هي تسعى الآن وباعتبار الحرب ما زالت قائمة إلى مزيد من الاعتقالات والتحقيقات لاختراق ما تعتقد أنه التنظيم الوحيد في هذا البلد الذي لم تستطع اختراقه حتى الآن .. أو هكذا يخيل لي ! خاصة وأنها ستفرج عنهم في القريب العاجل في ظل المساعي القائمة لتفعيل المبادرة القطرية .
ولكن هل الدولة ستحقق النتائج المرجوة من عملها هذا !!
أشك في ذلك ، لأن السلطة لا تواجه تنظيماً بالمعنى الدقيق للكلمة ، إن ما يجري هو عبارة عن أعمال فردية في غالبيتها لا تتبع تنظيماً محدداً وإنما يقوم بها أصحابها بسبب تعاطفهم مع قضية صعدة أو تأثرهم بأفكار السيد حسين أو نحو ذلك من الأسباب ، وربما عمل أحد الأفراد وبنشاط دؤوب في أي عمل من شأنه خدمة أولئك ولا أحد يوجهه أو ينسق معه أو يعرف حتى أنه يقوم بعمل من هذا النوع .
إن هذا الأمر يكشف لنا أمراً هاماً في هذه الحرب ربما يجعلنا نتفهم همجية وعنف وغياب وعي السلطة فيها ، وهو أن السلطة ترى أنها تحارب أشباحاً أو نحو ذلك مما لا تستطيع التعرف عليه أو الإمساك به أو تقطيع أوصاله ، ولذلك ستظل تتصرف بطيش وعنف حتى تتوقف هذه الحرب الرابعة .. أو حتى تنهار هذه السلطة المهترئة التي أكل عليها الزمان وشرب ، وإن كنت أرجّح الثانية أكثر ... وإن غداً لناظره قريبُ .

ضياء المطهر
9/ 6/ 2007
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .
صورة

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

لله درك يا ابن المطهر .. ما أدق ما تكتب ..

السلطة ( بغبائها ) مسحت الخوف من " الزيود " ، بل و خلقت التفافا و تأييدا للسيد عبد الملك و حركة السيد حسين .. إنها تحفر قبرها بيديها !! .. أمس كان الإخوة في " نقعة " و " مطرة " و بعض الجبال .. أما اليوم فقطابر و رازح و غمر و باقم و الظاهر و غيرها .. و من يدري ما الذي سيجري غدا .. فـ(ـغداً لناظره قريبٌ ! ) .. و ( إن نصر الله قريب ) ..

تحياتي ،،

الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

مشاركة بواسطة الحوراء »

"سلبوا منا كل شيء فما عاد لدينا ما نخاف عليه...و نحن أقوياء بأرواحنا التي بين جنوبنا...إن أرادوا انتزاعها أيضاً فلينتزعوها بلا حرج....نحن بأيدينا نسلمها....دعونا نرى منهم أخوتي أشد مكرهم و أقسى ما تبديه قلوبهم..............

احبائي واخوتي لا تبالوا بما حدث فغداً على الظالم تدور الدوائر وان غدا لناظره قريب وانا من هذا المكان العزيز احب ان اطمنكم واقول لكم الجزاء من جنس العمل ولنا لقاء قريب باذن الرحمن سترون فيه عجب العجاب وسيشهد اعادة الحق اقصاء الظالم و نصرة المظلوم "

وسيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبوووووون ،،

تحياتي ،،
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“