لمن حمل الجراح

[بدر الدين]

ج
م
ر
ي
حروف تدغدغ مشاعر كل من يتوق للحرية والعدالة
، حروف تغنت بها ألوف المستضعفين في هذه البقعة الصغيرة
، حروف أربعة تدق أسماعنا فتلهبنا حماسا للدفاع عن حقوقنا المشروعة ، حروف استعارت من الجمر لهيبه ومن النار نورها ، حروف حفرت فوق وجناتنا أخدودا من الدمع ، حروف ألهمتنا الصبر والصمود وشقّت لنا أمواج الصعاب لنكون قاب قوسين أو أدني مما نطمح إليه .



ظمأتُ لوصلها ظمأ السكارى
وتهت بذكرها ليـلا نهـارا
يزعزعني الدجى فأقول صبرا
لقلب لم يعد يسـع اصطبـارا
وتصرفني المكاره غير أنـي
مـع الأيـام أزداد ادّكــارا
أتوق لقربهـا فتشـط عنـي
لعمـر الله بُـعـدا وازورار
وأدعوهـا بشـوقٍ عانقينـي
وشقّي في الفؤاد لكي مسـارا
ألا يا عاذلي في كأس حـبٍّ
بشربتها عشقـتُ الانتظـارا
أنا مـا كنـتُ مقتفيـا لبيـدا
لكي تقفـو معذبتـي نـوارا
أتدري بالتي تلفـت فـؤادي
وأضرمت الجراح أسىً ونارا
هي الروح التي لو جاورتني
لما صنع الشقاء معي جـوارا
هي الشمس التي غربت زمانا
لتشعل في القلوب هدىً توارى
هي الفجر الذي لولا ضحـاه
لألفيتَ السماء دجـىً مثـارا
هي الأمل الكبير بحيث أمسى
يراودنا صغارا بـل كبـارا
هي الحلم الذي مذ كنت طفلا
وهبت له من الجهد القصارى
هي الحرية الحمـراء فاهنـأ
بصحبتها ولا تقبـل خيـارا
فإن عزّتْ مطالبهـا فخذهـا
من الجمري مدرسة الغيـارى

منقوله