*** مسلسل ( أعلام الحرية) والإمام يحيى ***

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الرسي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 724
اشترك في: الأحد يناير 08, 2006 4:40 pm
مكان: مجالس آل محمد
اتصال:

*** مسلسل ( أعلام الحرية) والإمام يحيى ***

مشاركة بواسطة الرسي اليماني »

مسلسل ( أعلام الحرية) والإمام يحيى


* محمد صالح البخيتي
الخميس 10 مايو 2007


تبث الفضائية اليمنية في هذه الأيام مسلسلاً يمنياً تاريخياً تحت مسمى ( من أعلام الحرية) وقد بدأت حلقاته من عصر حكم الإمام المتوكل على الله يحيى حميد الدين،وكان قد سبق للفضائية نفسها في الشهر قبل الماضي بث فيلم عن حكم الإمام أحمد نفذه ممثلون مصريون في عهد الرئيس الإرياني أو الحمدي ورفضت وزارة الإعلام اليمني بثه في حينه لعدم مصداقيته ، وقد أكدت وزارة الإعلام اليوم ببثه مبرر اعتراضها عليه مسبقا !

فقد اجمع كل من شاهده أنه تجنى على اليمن واليمنيين والإمام ، كما أعيد في الشهر الماضي أيضا بث مسلسل (الفجر) للمرة العشرين وهو من إعداد الأستاذ القدير أحمد الحملي ، ورغم أن غرضه العام التعريف بحكم الأئمة باعتباره حكما ظالما وقد ركز اهتمامه على نقل صورة من حياة المجتمع اليمني في العهد الملكي لغرض تبرير قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 التي انتهت حلقاته بقيامها إلا أننا وجدنا فيه شيئا من المصداقية مقارنة بالفيلم الكاذب.

وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه المسلسلات التي تكشف لنا شيئا من تاريخ اليمن لو كانت محايدة لا تهدف إلى تشويه تزييف سيرة الأئمة وبالتالي تشويه وتزيف التاريخ اليمني،وكما يقال (بواكيرها ترويك نشرها) فقد بدأت حلقات المسلسل بمغالطات تاريخية هدفها تشويه نظام حكم الإمام يحيى ، وللأسف الشديد فإن ضيق أفق الكاتب الموجه لا يضر بتاريخ الإمام يحيى فقط كما تريد السلطة بل يضر باليمن وبكاتب ومنتج ومخرج المسلسل ، لأن تاريخ الإمام يحيى المكتوب يتعارض مع الحلقات التي قد بثت حتى الآن، فمن يصدق المشاهد؟

ما يجري في حلقات هذا المسلسل أم ما هو مكتوب من قبل قضاة محايدين لا ينتمون إلى الأسرة الهاشمية ، أمثال القاضي عبدالكريم مطهر والقاضي حسين أحمد العرشي وكتاب ثالث للمؤرخ ( الشرقي) الذي رغم طباعته لا زال محجوزا في دهاليز وزارة الثقافة لغرض تشويهه أو إتلافه.

أنا شخصيا اعتبر مثل هذه الأعمال الفنية المزورة أعمالا إجرامية تدميرية لا يقوم بها ولا يشارك فيها ولا يجيز بثها إلا من لا يهمهم تاريخ اليمن الحقيقي ولا تهمهم سمعتهم وعدم مصداقيتهم التي ستنعكس على إنتاجهم الفكري الآخر ، لهذا نقول لهم: قليلا من الاندفاع وراء المادة التي لا تحصلون عليها إلا بالأعمال الكاذبة ، فالأرزاق بيد الله ، وتذكروا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تأمر بالصدق وتدعو إليه وإن رأى قائله فيه الهلكة فإن فيه النجاة ، تمهلوا أيها الباحثون عن أعلام الحرية وستكتشفون عندما تجدونها أن الإمام يحيى -رحمه الله- هو أول نجومها وأبهاها، فهو الذي قاد اليمنيين لمجاهدة الغزاة الأتراك حتى أخرجهم من اليمن قرية، قرية فكانت اليمن أول الدول العربية استقلالا بفضل الإمام ، وتذكروا أنه كان عالما مجتهدا عادلا سمحا.. حافظ على العدالة وعلى خزينة الدولة وعملة الدولة إلى درجة أن اليمن هي الدولة الوحيدة التي لم تتضرر من نتائج الحرب العالمية الثانية لأنها كانت تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع،وتذكروا رده على السعودية عندما قطعت علينا المادة الوحيدة التي كنا نستوردها خلا تلك الحرب وهي الكيروسين مشترطة تزويدها بحبوب الذرة الحمراء مقابل الكيروسين عندما قال لها ( حياكم الله ، الشابع يرقد من مغرب والجاوع يمسي ساهر).

وقارنوا قوته تجاه السعودية بموقف حكام النظام الجمهوري الذين أصبحوا دمى تحركهم كيف تشاء، أو تذبحهم كالنعاج إن حاولوا التحرر منها.

وقارنوا سماحة الإمام مع سماحة حكام اليوم من خلال معرفة كيف كان رده على من خاطبه في آخر أيامه بخطاب قاس في وقت كان قد ضعف فيه جسمه ، وقلت حيلته،فهذا أحد المواطنين اليمنيين يحدثنا بأنه وصل من قريته وكان قد جهز عريضته وكتب عليها شكوى بعامل الإمام في منطقته ومن ضمن ما كتبه ما نصه: (( والله يا مولاي ما عد تضر ولا تنفع ولا تشط ولا ترقع ولا تقطع ولا تبضع وان قد موتك أفضل من حياتك )) ولما وصل إلى باب دار السعادة أثناء خروج الإمام منها شاهده وهو متكئا على كتفي اثنين من عكفته وخاطبه شفويا بما هو مكتوب في العريضة وقذفها في وجه الإمام قائلا له: وها أنذا قد كتبتها خطيا فخذها وانصفني من عاملك إن كان لا زال للعدالة في هرمك مكانا،قال: وكنت قد وضحت فيها مطلبي وسبب سخطي عليه،وكنت متوقعا أنه سيحبسني على الأقل ، إلا أنه منع عكفته من ذلك عندما استأذنوه بحبسي ، ولما جلس على مكانه المعتاد لمقابلة المواطنين أجاب في نفس الورقة التي بها ذلك الخطاب بما أرضاني وأنصفني من عامله بمنطقتنا متناسيا ما فيها ، فعدت بيومي إلى العامل فنفذها مكرها بعد أن قرأها متعجبا من حلم الإمام ومن جرأة الشاكي فكان حلمه وعدله سببا في زيادة احترامه والتمسك به.

ولهذا نقول لأصحاب مسلسل (أعلام الحرية) هل رجعتم إلى ما كتبه المؤرخون عن الإمام يحيى أم نفذتم ما يراد منكم؟ فارجعوا إلى تاريخ اليمن وإلى ما كتبه المؤرخ أمين الريحاني عن الإمام يحيى،وستعرفون أن أعمالكم غير صادقة ، وانصفوا الإمام يحيى إن كان سيسمح لكم بذلك، ولا تتجنوا على تاريخ اليمن.. فالتاريخ أمانة في رقابنا وسيأتي اليوم الذي نندم فيه على ما زيفناه بأيدينا.

http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=4273

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“