لأول مرة نسمع بمرض دوباس النخيل باليمن الميمون ،، بالطبع هناك مساحات شاسعة من أشجار النخيل وتنتج كمية لابأس بها من التمور وتكفي البلاد اليمنية من هذا المحصول الزراعي الوطني الهام المرتبط بإنسان اليمن عبر الزمن ، حيث يقع اليمن بإقليم صحراوي والتمور هي المحصول الصامد والقابل للتخزين على مدار العام علاوة على قيمته الغذائية العالية ..
النخيل كغيره من المحاصيل التي تحتاج لمجهود البشر للعناية به ومتابعة مراحل نموه ، تأثر بالهجرة العشوائية ثم بالمتغيرات الإجتماعية ... فالهجرة العشوائية أفضت لربطنا بأحلام خنفشارية وثراء وهمي وجعلت من المثل العربي حقيقة ( عصفورة باليد خير من عشر على الشجرة ) حيث فغر العامل فمه شاخصا بصره للعشرة الوهمية وترك ما باليد ،، منتظرا أوهام ثروة واعدة من كنوز الف ليلة وليلة ووعودا عرقوبية سرابية وكان الإنتظار للوهم القادم أكثر سؤا وتخبطا حيث كان الحل الإنتظار لمرور القطار عبر محطات مضغ القات ومكوث الساعات بالمقائل ... فلانخلة أثمرت ولاثروة أتت ... وبعد مقيل القات أتت ساعة الغذاء فكانت الشاه مريضة بالمتصدع ونفس الصداع إنتقل لنخلتنا ...
قالوا سيزرعون ملايين النخيل ... والواقع يقول أن بإقليم حضرموت ثلاثة ملايين نخلة نصف عددها تقريبا أصابه المرض .. قالوا سيزرعون في حين أن كروم الأعناب وأشجار الرمان تحرق بصعدة وتموت عطشا بالبون وبنى الحارث ... إذا أشجار اليمن سائرة للهلاك والإنقراض ، فما نفق بفعل مرض دوباس النخيل يقالبه نوعية أخرى تنفق بفعل الحرق المتعمد أو الضماء .
لم تكن الهجرة العشوائية سبب تدهور حالة أشجارنا المثمرة بفعل عدم العناية ولكن هناك أيضا المشاريع العشوائية ... حيث أفضى التخطيط العشوائي للطرقات لجرف التربة الخصبة .. سواء من المدرجات الجبلية أو من مساحات بجوانب الأودية الخصبة ..
قد يكن الأمر جيدا بالنسبة للأسماك حيث أن التربة المنجرفة تصب مع مياه السيول بالبحر وبالتالي تؤدي لخصوبة مراعي الأسماك ،،، ولكن الأسماك هي الأخرى مهددة نتيجة لسؤ إدراة المصائد وتسابق أهل الحضوة لبيع تراخيص الصيد ... وبعد الزراعة يمكن خسارة السمك بعد أن خسرنا المواشي .. فلاتمر ولالحمة ولازبيب ولاسمك ... وهذا ما يبرز تدريجيا أمامنا جميعا كحقيقة .
إذا إدراتنا لمواردنا الطبيعية المستدامة (؟؟؟) تبدو لي مشابهة لقروض البنك الدولي للدول النامية حيث صرح محللين ماليين بالبنك أن مجموع القروض التي قدمها البنك للدول النامية كان 107 مليار دولار ولكن النتيجة الغير موفقة للقروض أسفرت عن التالي : خسارة أحدثتها القروض بفعل الفساد الإداري بتلك البلدان بلغت 200 مليار دولار !! .
قروض البنك الدولي ونتيجتها يمكن إسقاطها على برامج التنمية ببلادنا اليمن .
التنمية اليمنية .؟؟ بين دوباس النخيل وقروض البنك الدولي ..!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: