كارثة صعــــــــــدة ،،، وحمير برجيت باردو ..!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

كارثة صعــــــــــدة ،،، وحمير برجيت باردو ..!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

إسقاط قضية حمير الممثلة العالمية الفرنسية " برجيت باردو " على مأساتنا بصعدة به شيئا من المنطق وتوارد الأفكار وتقاطر العواطف ... فالممثلة العالمية وخلال بحبوحة ورغد العيش بأوروبا بعد الحروب الطاحنة وجدت من الفراغ وسعة اليد ما يؤهلها لمساعدة عائلة أبى صابر (الحمار) فأنشأت الملاجئ وشيدت المستوصفات البيطرية ووصل بها الأمر ِلإنشاء دائرة قضائية للإهتمام بالحمير ومتابعة قضاياها عند أهل الشأن والدفاع عن الحيوان الصابر ضد من يضطهده أو يهدر كرامته أو يئد صوته مستغلا صبره وحلمه الشهيران رغم قدرته الفائقة على الرفس وأحيانا القضم ، او من يتجاهل مطالبه المشروعة كحرية الرعي والتمرغ والتعبير عن عواطفه ، والعواطف للطريف العربي دلوا بها حيث يسرد عن حلم ليل ذكره بحماره الوفي فيقول بعد أن سئل الحمار عن سبب وفاته ، على لسان الحمار :
هام قلبي بأتان * عند باب الصيدلاني
هيجتني حين سرنا * بثناياها الحسان
وبخد ذي دلال * مثل خد الشيقران
وقد وردت ضمن طرائف كتاب المستطرف ..
يعني هناك بالتاريخ حميرا لها باع ومن الحظ ذراع ويعني حُمراً تاريخية وخالدة وربما كان حمار الحكيم المعاصر أحدها ... وما يعنينا بالموضوع أن حمير صعدة تندرج ضمن هذه الفئة السعيدة ... لولا الكوارث والمحن وسؤ الفتن ماظهر منها ومابطن ،،، ومن ومن يؤسس أو يستورد أو يكرس لمثل تلك الفتن ،،، حيث كانت صعـــــــــــــــــــــدة الغراء تنعم وترفل بثوب العافية على مدار الزمن وكانت تدير خدها العابس لمن سخر منها أو تجاهل وتستبدله بالباسم الحالم الرشيد العالم الذي لايؤثر به حاقد أو ناقم ولامستبدا أو ظالم ،،، كانت صعدة تأوي بين جوانب بساتينها وحوائط أبنيتها ومرافقها أكثر من نصف مليون من محافظات اليمن الأخرى ، ينعمون برغد العيش بها وروح المحبة الصادرة عنها ..
ويصل الحلم والبساطة حتى للحمير بل والرشد والحلم حيث أن حمير صعدة أشتهرت بالذكاء ،، وربما كان هناك فحل منها يفوق ذكاء عمدة "مقيل" بغيرها من منافسيها ( وأستغفر الله الذي كرم بني آدم) فهذه الحمير تعمل أحيانا كساعي بريد أي تنقل طرودا من منطقة لأخرى ودون إصطحاب سائق بشري ، وفي عسعس الغلس بكلكل الديجور البهيم الحالك السواد ودون إستخدام منظار ليلي أو مصباح كهربائي ولاسراج - أو بضؤ النهار الساطع الأبلج ... لايقهرها القيض ولاتبهرها أشعة الشمس ولاتحتاج نظارة .. ولاتصاب بالعمش ولابالإعياء ... وتصل لهدفها منتصبة الأذنين ،،، وعند الضرورة لاتبخل بسمفونيتها المعهودة فيستجيب لها السهول الوهاد عبر ترديد صدا الصوت والذي لاتستسيغه الأذن البشرية في كثير من الأحوال .. ولكن وعلى لسان الحمار أيضا " لابد من صوت يعلم به الله " ..
برجيت باردو، الممثلة الفرنسية شيدت ملاجئ بأسوار ، ولكننا بصعدة جعلنا من ساحاتنا العامة مكانا تله به الحمير وتستجم ، وبعد الساحات لم نبخل عليها بالخرائب حيث أنه خلال السنوات العجاف الأخيرة تم تخريب الاف الدور والمدارس وحتى الجوامع ( بيوت الله ) وأصبحت سكنا مثاليا للحمير تأويها ليلا ،،، فلامنازع فخصمها اللدود أم عامر ( الظبع ) الهتها الجثث البشرية المتناثرة بفعل ( منجزات الثورة في بلادي ) ، فأتخمت فلم تعد تهتم بصيد الحيوان الحي ... فأختصرت بل وكانت عامل حسم للنظافة البيئية وحسر إنتشار الأوبئة والأمراض ..
أصحاب الجثث كان يلزمهم المأوى ولكن لامأوى للبشر فآلة الحرب المعاصرة لاترحم رغم الإحتفال بصنعاء العاصمة بأيتام عددهم بالمئات ، في حين يتم تيتيم الالاف بصعدة ، ومع أن الإحتفال أقر بحقيقة واحدة تقول أن الأيتام لعبوا دورا بتفجير الثورة ،، ويعني أن اليتيم اليمني كانت له مؤسسة ترعاه وتم إبتعاثه لينهل من العلوم النافعة بخارج الوطن وعاد وبجيب البعض البلاغ رقم واحد ليس إلا ،، مع حنين لمقيل القات وكان ذلك منذ بداية القرن العشرين ، أي أننا سباقون ورعينا الأيتام بيمننا قبل أن تكن هناك دور رعاية بكافة الوطن العربي وتلك كانت النقطة الإيجابية بالإحتفال الصنعاني ، الرقيق الرحيم والمسيل للدموع بدون بصل ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“