امي الحنــــــــــــون

[بدر الدين]

بياني في سواكِ مقالُ هجر وشعري في هواكِ شذى يزهر
فأنتِ نميرُ حبٍ أستقيه وروحُ الروح حين يضيق صدري
وأنتِ دواءُ دائي إن دهتني صروفُ الدهر بين أذى وقهر
أيا أماهُ أمستْ ذكرياتٌ بوجداني تهدهدني بسحر
وتنبلجُ انبلاج الشمس فجراً فنعم الانبلاجُ لشمس فجر
لقد أرضعتِني حباً وعلماً ودرساً في الخلائق منذ صِغر
وقد أوليتني كل اهتمامٍ بعطفٍ سابغٍ وعظيم بِر
تناجين الوليد بهمهماتٍ وفي النجوى شعاعُ الحب يسري
أرى الدنيا بحجركِ حين أغفو كجناتٍ تضوغُ بطيب عطر
وعيشي هانئاً من دفء صدرٍ ألوذ به فيكفيني بيُسر
عطاؤكِ ما وجدتُ له انقطاعاً ويصعبُ أن يثاب بأي أجر
فلو أضحى ربيع العمر يُهدى إلى أحدٍ بذلتُ إليكِ عمري
يطيبُ لنا المقامُ إذا اجتمعنا وقولكِ ثابتٌ في كل أمر
ويصبح علقمُ الأيام حلواً ويبسمُ في سرورٍ ثغرُ دهري
فكم أصغى فؤادي قبل سمعي وأنتِ تُحديثن بكل بصر
وكم أحمى مشاعرنا حديثٌ وكم أذكى الحوارُ سراج فكري
وخُضنا في حديثٍ ذي شجون كموج البحر في مد وجزر
وكان حديثنا فكراً وأنساً وسِفراً للمعاني أي سِفر
يخوضُ شراعكِ المملوءُ عزماً غمار عواطفٍ وبحور فكر
لنحيا مفعمين بهدي فكرٍ يغذينا ويلهمُنا بنصر
أيا أماهُ إن عدت الليالي عليّ بعسرها فلأنتِ يسري
وهل تبقى الليالي حالكاتٍ إذا شعّت بها انوارُ بدر؟!
فكم سلّيتِ في الكربات روحي بصدر قد ضممتُ إليه صدري
وكم اجلى هموماً عن فؤادي محياكِ وبسمة حسن ثغر
رعاكِ الله في الدنيا بحفظٍ وعافيةٍ تدومُ وطول عُمر
وعذراً فالشعور أبى كموناً وإن مشاعري أبداً بشعري
وإني قد دعوتُ الله صدقاً إلهي حُطّ عنا كلّ وزر
بأهل البيت من قد جاء فيهم عظيمُ الذكر في آيات ذكر
أجرنا من لظى النيران ربي بحق الآل غُراً بعد غُر
وأورثنا الجنان وجُد علينا برضوانٍ ومغفرةٍ واجر