محمد عزان و الارتماء في أحضان السلطة !!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

محمد عزان و الارتماء في أحضان السلطة !!

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

بعد خروجه من السجن .. كان محمد عزان يفاجئنا بين الفينة و الأخرى بتصريحاته و مقالاته التي ينشرها له إعلام السلطة .. و هاهو اليوم يرمي بنفسه بعيدا .. إن المقالة الأخيرة لمحمد عزّان أضحت أشد تطرفاً و تحريضا للدماء من مقالات متطرفي السلطة !! ، أترك لكم التعليق :

لولا الفتنة (في صعده) ما سفك الدم ولا هدمت الدور ولا شردت الأسر ولا اعتقل الناس

07/03/2007

محمد يحيى سالم عزان* - نيوزيمن:

تعقيب على مقابلة يحيى الحوثي مع قناة الحوار

شاهدت وسمعت المقابلة التي أجرتها (قناة الحوار) مع الأخ يحيى بدر الدين الحوثي ليلة أمس 5/3/2007م عن أحداث صعدة، وقد أثار استغرابي في المقابلة أشياء كثيرة، لا ادري كيف استجاز الأخ يحيى الجزم بها، أهمها في نظري:
تركيزه على جر جميع الزيدية إلى ساحة الصراع، والإصرار على جعل المذهب الزيدي عنوانا للمواجهة، وهذه نغمة طائفية كريهة، توغر الصدور وتبعث الأحقاد، وتحقق مؤامرات أعداء الإسلام، وتضع المذهب الزيدي في دائرة الاتهام وتنفر الناس عنه، وتفرض عليه العزلة، كما حدث للشاب المؤمن في بداية المواجهة، حيث أُلصقت بهم الفتنة وجُعلوا عنوانا للمواجهة، فتم القضاء عليهم كمؤسسة ثقافية وفكرية، مع أن الحوثيين يعلمون مدى خلاف الشباب المؤمن معهم منذ عام 1999م.
واليوم نجدهم وفي مقدمتهم الأخ يحيى الحوثي يقدمون المذهب الزيدي ضحية أخرى حينما جعلوه عنوانا للمواجهة القائمة في صعدة، وزعموا أن الحرب قائمة هناك للقضاء على الزيدية، وإنما يهدفون بذلك إلى أمرين:
أحدهما استعطاف بعض أبناء المذهب الزيدي وكسب تأييدهم ودعمهم، وهو ما حدث ويحدث بالفعل لأسباب مختلفة.
ثانيهما: التمويه على الخارج بتصوير ما يجرى في صعدة وكأنه حرب إبادة لجماعة على أساس فكرى، ليتسنى لهم بذلك تدويل القضية، وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.
وذلك ما نؤكد عدم صحته -في عجالة- بعدة حقائق، منها:
1) حملة الاعتقالات والتضييق لم تكن على أتباع المذهب الزيدي بسبب مذهبهم، بصرف النظر عن رأينا في تصور الحل، ولكنها كانت على مجموعة من الخارجين على القانون، أخافت المجتمع واعتدت على من لم يتفق مع أفكارها، وضيقت على الناس في الأماكن العامة، لاسيما المساجد، وصادف أنهم ينتمون إلى المذهب الزيدي. كما هو الحال في أنصار القاعدة الذين ضيقت عليهم الدولة ليس لأنهم ينتمون إلى أهل السنة، ولكن لأسباب أخرى.
وأنا ممن اعتقلوا على ذمة القضية؛ منذ صباح يوم الاثنين الموافق 11/ 7/2004م إلى أن أفرج عني مساء يوم الأربعاء 26/4/2005م. ولم أُسأل عن مذهبي، ولم ينتقد علي شيء من ذلك، بل عرفت من كلام المسئولين في الأمن السياسي أنه لا يهمهم ما أنا عليه من فكر وعقيدة، ولكنهم اشتبهوا في أمري حيث كنت أحد مؤسسي الشاب المؤمن وأمينه العام.
وليس ما فعلت الدولة بأسوأ مما يفعله الحوثيون بالناس، حيث تسببوا في دمار البيوت وتشريد الأسر، وأخافوا كل من يخالفهم، وبعثوا لهم التهديدات، بل تم اغتيال بعض معارضيهم واختطاف آخرين، حتى أنني أكتب هذا وأنا أعلم بمدى خطورته علي، ولكن لا يجوز أن يترك فكر الأمة وتراثها ألعوبة ورهنا بأيدي العابثين، والجميع يعرف أن هذا موقفي قبل الحرب وبعده، وقبل اعتقالي وبعده.
2) لا يمكن القول بأن الدولة استهدفت أتباع المذهب الزيدي لأنه جزء لا يتجزأ من تكوين الدولة ولم يخطر ببال أحد هذا الفرز الطائفي القبيح، فكثير منهم شارك في قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كما تؤكد ذلك الوثائق التاريخية وتنص عليه مذكرات قادة الثورة، مثل المشير عبد الله السلال واللواء عبد الله جزيلان وغيرهم. وكثير منهم شارك في صياغة دستور الجمهورية اليمنية، وتأييده والدفاع عنه. وكثير منهم انخراط في مؤسسات الدولة القائمة على النظام الجمهوري، والعمل بموجب القوانين النافذة، والمشاركة في الانتخابات، وتأسيس الأحزاب التي تنص على وجوب الحفاظ على النظام الجمهوري نوعاً للحكم المبني على الشورى وحرية الآراء في إطار الإسلام. لذلك يحظى المذهب الزيدي باحترام المجتمع والسلطة كأي مذهب آخر في اليمن، ويشكل علماؤه جزءا كبيرا من أعضاء جمعية علماء اليمن، والمفتي الجمهورية أحدهم، ولا يمكن إنكار أن جملة من الشخصيات البارزة من أتباع المذهب الزيدي يعتبرون ركنا ركينا من قادة الدولة ومسئوليها، حيث يشكلون حضوراً مميزا بين مستشاري الرئيس، وأعضاء مجالس الشورى، والنواب، والوزراء، ومحافظي المحافظات، وقادة الجيش، وكبار شخصيا الدولة وأساتذة الجامعات، وأئمة المساجد.
وهذا الأخ يحيى نفسه عضو في البرلمان ينتمي إلى الحزب الحاكم، وقد أعطاه ما يعطي غيره من الاعتمادات، ومكنه من أشياء كثيرة حتى في أيام الحرب الأولى.
3) أن الدولة كانت ولا تزال الداعم الوحيد للمدارس الدينية الزيدية، كغيرها، وقد كان لجماعة الشباب المؤمن دعما خاصا من الأخ رئيس الجمهورية؛ لما تميزت به من وسطية واعتدال، قبل أن ينشق عنها الحوثيون ويذهبوا في اتجاه آخر، ولكن الأوراق اختلطت ووضِع الفرقاء في سلة واحدة، ونحن نؤكد للأخ الرئيس ولكل من عرفنا في السابق أننا لا نزال على موقفنا القديم من الوسطية والاعتدال والتسامح والحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن ما قلناه للأخ الرئيس في عام 1997م من أننا ننتمي إلى الوطن، ونحب الخير للناس، هو نفس موقفنا اليوم، وأن دعمه يومها لنا لم يذهب أدراج الرياح ولن يعكره انشقاق الحوثي وذهابه في اتجاه آخر، وستثبت الأيام ذلك.
ولعل الأخ يحيى الحوثي لم ينس أن الدولة هي التي وجهت بطباعة مناهج مراكزنا سواء التراثية كما في (دار العلوم العليا)، أو المعاصرة كما في (منتدى الشباب المؤمن)، وصادف أن الأخ يحيى نفسه هو الذي جلب الأمر بطباعة المنهج في مطابع الكتاب المدرسي.
فليس لأحد من أتباع المذهب الزيدي مشكلة مع الدولة بسبب المذهب طيلة العقود الماضية، وكنا ولا نزال نقيم الندوات، وندرس في الحلقات، ونفتح المراكز، ونخطب في المساجد ونقيم الشعائر بلا اعتراض من أحد ما دمنا نتحرك وفق الدستور والقانون.
وإنما نشأت بعض الإشكالات والمضايقات بسبب الفتنة التي فرضت نفسها على الفكر الزيدي وأوقعت أبناءه في شبهة، فلولا الفتنة لما حدث شيء من ذلك، ولولا الفتنة ما سفك الدم ولا هدمت الدور ولا شردت الأسر ولا اعتقل الناس.
4) أن المطلع على أهم الكتب التي تولت طباعتها وزارة العدل في فترات مختلفة يجد أنها من أمهات كتب المذهب الزيدي، مثل كتاب (شرح الأزهار) في عشرة مجلدات، وكتاب (الثمرات اليانعة) في خمسة مجلدات، وكتاب (البيان الشافي) في أربعة مجلدات ضخمة، وكذلك كتاب (ضوء النهار) في أربعة مجلدات، ولم يجد الأخ الرئيس حرجاً من أن تهدى تلك الكتب إليه وتوضع صورته في مقدمتها، ويوضع عليها توجيهه بطباعتها.
كما أن الدولة منحت تراخيص وتصاريح لكثير من مراكز البحوث والدراسات، والمؤسسات الثقافية، والمكتبات ، ودور الطباعة والنشر، والصحف ومجلات، بل لم ينتشر المذهب الزيدي ويسمع في عصور الأئمة كما هو اليوم. وقد قمت إلى مجموعة من المهتمين بنشر التراث، بتحقيق ونشر كثير من أمهات كتب الزيدية، وكان آخرها قبل أسابع كتاب (شرح التجريد) للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني المتوفى (411هـ) في ستة مجلدات، طبعه (مركز التراث والبحوث اليمني) في مصر وودخل اليمن بطريقة مشروعة ووزعناه في مختلف محافظات اليمن ولم يعترض عليه أحد.
5) أن علماء الزيدية ومفكريهم وسياسيهم ومثقفيهم قد أعربوا عن مواقفهم تجاه ما يجري في صعدة في بيانات، وصحف، ومجلات، وكتب، قبل الحرب وبعدها، وأكدوا أن لا علاقة لهم بالفتنة، ولو شئت لذكرت نصوص ذلك بالتفصيل. ولعل الأخ يحيى قد خفي عليه ذلك أو تجاهله أو أصيب بداء إنكار زيدية كل من لا يوافقه في تفسير المسائل وتقييم المواقف، ولم يكن كذلك في السابق.
وأنا هنا لا أنكر تعاطف البعض مع الحوثي ولكن ذلك إما بسبب عصبية، أو جهل بحقيقة الجماعة ومقاصدها، أو انخداع بما ترفع من شعارات براقة على مستوى الدين والمذهب والسلالة، أو ردة فعل لحدث عابر.
6) إن ملازم الأخ حسين الحوثي، وأشرطته الصوتية، وما يتردد في أوساط أتباعه يشتمل على ما يختلف تماماً مع ما هو معروف في كتب أئمة الزيدية وعلمائهم قديماً وحديثاً، لاسيما الأسس التي أدت إلى قيام الفتنة، فلا يصح أن يحسب ذلك على المذهب الزيدي، فيشوه بسببه، ولولا ضيق المقام والخوف من ملل القارئ لذكرت نماذج من ذلك. وأنا أعرف تماماً أن الأخ يحيى نفسه لا يتفق مع بعض أفكار الأخ حسين ولا يمثل توجهه، لذلك نجد كثيراً من المسئولين عن المواجهة في صعدة لا يعتبرونه ممثلاً لهم ولا ناطقا بسمهم، بل سمعنا بعضهم يتبرؤون منه ويصفونه بأوصاف قبيحة، فلا يصح له أن يقدم نفسه على أنه ناطق باسمهم، إلا إن كان قد أصبح مؤمنا بأفكارهم.
وأخيراً أدعوا جميع علماء الزيدية ومثقفيهم وسياسيهم وشخصياتهم الاجتماعية إلى تجديد تأكيد موقفهم مما يجري في صعدة لكي لا تجر البلاد إلى فتنة مذهبية، ولا يستغل من قبل هذه الجماعة التي يعلم الجميع أنها لا تمثل المذهب الزيدي؛ وإن صادف أن أكثر أفرادها ينتمون إليه، لكي لا يلحق الضرر بالوطن والمواطن، والمذهب وسائر المنتمين إليه..
فكفى كفى سفكا للدماء..
وكفى كفى عبثا بالمشاعر الدينية..
وكفى كفى متاجرة بالمذاهب..
وكفى كفى خوفا ورعبا وتشردا وحقدا وعداوة، سبب أحقاد الماضي، وصلف الحاضر، ومطامع المستقبل..
وتعالوا نقدم أفكارنا جميعا للمجتمع قبلها من قبلها ورفضها من رفضها، بلا عدوانية ولا تحجر.
والله الموفق.

* الأمين العام للشباب المؤمن سابقا.

http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_07_12362

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“