البرنامج الرئاسي ،،، غبار الشك يبدد الأمل ..!

[الهاشمي اليماني]

برنامج رئيس الجمهورية الإنتخابي ،،، مثار للنقاش والحوار بأكثر من مناسبة ولعل آخرها كانت تلك الندوة التي عقدت بصنعاء العاصمة خلال الأسبوع الحالي .. لاشك أن ما ورد بالبرنامج يسيل له اللعاب ويعطي شيئا من التفاؤل للمواطن اليمني .... ولكن عندما ركزت الكاميرا على الحضور لاحظت طيب الذكر الأستاذ محسن الجبري بالصف الأول ، الإعلامي العتيد والمحاور العنيد وصاحب القصيدة والنشيد وخالط السلتة بالعصيد وطاعن العنقاء من الوريد إلى الوريد ...
مشيد الآكام والجبال ومخترع الشواطئ والرمال ومالك الإبداع والخيال من سهر الليال ووثب التلال وصارع الأعداء بالرمح والنبال والكوفية والنعال ... وعليه فلي مجرد سؤال ،، هل البرنامج سيفند بواسطة الرجال ؟ إذا ضاقت الأحوال وتبددت الآمال الطوال ،،، ولم يبقى لي سوى عصى الترحال ..
لاشك أن طموحي وصل لحد الطمع ولكن ليس طمعا عاديا ولكنه من النوع الإستراتيجي فطالما كتبت عن ثلاثة أمور تعتبر ركيزة لنهضة يمنية شاملة وقفزة تنموية كبرى فيما لو تحققت وهي :

1) مفاعل نووي لتوليد طاقة كهربائية عظيمة بحيث يستفيد منها المواطن العادي وكذا الصناعات ثم شبكة المواصلات ( بالقطار ) ومعامل تحليت مياه البحر ..
2) شبكة المواصلات الفعالة والاقتصادية قليلة الضرر بالبيئة وهي القطارات بالنسبة للتواصل بين الأقاليم والمترو للمدن .. وكلها تعمل بالكهرباء .
3) جسر المندب أو جسر العقيق الذي سيربطنا بشرق أفريقيا ذات الكثافة السكانية والموارد الطبيعية الغير قابلة للنضوب والسوق الذي يتواجد به مئات الملايين من المستهلكين ..

المؤشرات تدل على أن هذه الخواطر أصبحت ضمن النقاش الدائر ، أما المفاعل وهو الأهم فأدرج ضمن البرنامج الرئاسي ... ولكن مامدى جدية النقاش وخاصة عندما نلمح الحسام قابعا بالجلسة ..؟
من المألوف أن أكتب عن أشجان بيئتي صعــــــــــــــــــدة الغراء والتي لها أشجانا مزمنة وحالة مزرية .. فمنذ أكثر من ثلاثة عقود إجتمع بعض الأهالي واقترحوا إنشاء جامعة أهلية فما كان من علية القوم بالسلطة سوى الرفض المطلق ... ومعاهد ،، فحددوا نوعيتها وتوجهها ،، هذه النوعية أفرزت ما أفرزت وبزمن مبكر وقبل الأحداث ... وقال البعض فالنشيد مصهرا للحديد ، وآخرون قالوا بتشييد مصنع للإسمنت .. جائت الإجابة شيدوا مصانعكم بمكان آخر !!
كانت صعدة قبل عقود فردوسا يجود بأجود الأعناب والزبيب ورمانها يجعل البليد لبيب وجلنارها يحيل الكمر إلى عسيب ... كانت تأوي ما يوازي نصف مليون عامل من المحافظات اليمنية الأخرى ... واليوم حالها يدع للندب والنحيب ولا منقذ ولا مجيب ..
عودة للبرنامج الرئاسي والذي نأمل أن يستوعب كدرس للمواطن يتم من خلاله التركيز على البرامج عوضا عن مكانة الشخص المرشح الاجتماعية أو مركزه السياسي ..