يمنات وأكسوم مجددا ... مجدا طريفا يلتقي تليدا .. الهضبة الحبشية موطن هجرة الإنسان اليمني الأولى بالتاريخ حيث إرتحل لها بالعصر الحجري وربما قبله .. شئ من رهبة التاريخ وعمقه الموغل يهز الكيان ويهئ القلم واللسان فيتحركان بأعماق الوجدان ليصدران ... آهات أم أماني أم لهفات ،، عقب لسعات الزمن وتكاثر الفتن وتتالي المحن ،،، قد يستجاب للنداء القادم من أعماق التاريخ فتلتصق يمنات بأكسوم وعبر جسر العقيق...
العقيق اليماني الرائع النفيس ورديفه الثقافة اليمنية ...
على العقيق إجتمعنا * إحنا وسود العيون
جواهر العقيق التي تزين أنامل زليخا ( زليخا زوجة عزيز مصر التي تزوجها سيدنا يوسف فيما بعد ) وصدر زليخا وجبين زليخا ،،، عقيق يماني على بساط مسك يتوسط كومتي عنبر يزين صدرها ،، جواهر تغطي الجبين فيبرز وجه زليخا كمنارة فنار،، إستعرت من ظبينا ( المنقرض) عنقه ومن دم الأخوين صبغت ثغرك الباسم ... كافور ومسك وعنبر أنت يازليخا ..
يامسك ياعنبر * ياعقد ياجوهر * لوله ومرجانه
يافل يانرجس * ياعرف كاذي نس * ياغصن من بانه
في الحب ماشانك * كله على شانك * قلبي وأشجانه
فداك داويني * دواك يشفيني * والله له شانه
حل اللقاء حله * يازهرة الفلة * ياساجي أعيانه
من فضلك أسقيني * ظمآن ياعيني * من خمرة الحانة
قربك يجلي الهم * من فارقك يندم * يعض صبعانه
( من رائعة القمندان الحمينية - بكير ياتين )
يازليخا الأكسومية هاهو سيف اليماني يناديك ... يناجيك .. بلغ به الهيام والتوله مبلغا ... لاطمع إلا بودك يازليخا ..
زليخا ،،، أنا سيف اليماني ولست إبن ذي يزن ولن أكرر تجربته فالإستعانة بالأجنبي أوردتنا المهالك قديما وحديثا ،،، فلاتترددي ..
أنا سيف يازليخا ،،، هل أنكرت ملامحي وهندامي ...؟ معك حق ..! فقد عدى الزمن الردئ وأصابني بمقتل فمررت بتجربة فقدت معها أعز شئ في جسدي وهو ذقني – فكما ترين حلقت ذقني وأستسغت شاربا رغم أن هذا الفعل شائنا بتقاليدي ومثلي ،، ومثلي التي خسرتها خلال ترديد العنتريات الجوفاء والهرولة خلف الشعارات .. أما زنتي (ثوبي) فضاعت يازليخا ولم أعد أفهم شيئا عنها وأستبدلتها بثوب الذل ... وخسرت البرد اليماني والقميص المكمم والقميص المذيل وسلسلة من العمائم ... بل وحتى غطاء الرأس ( الكوفية ) صرت أبحث عنه بأفريقيا التي ضلت مخلصة له ولكثير من تفاصيل الهندام اليمني كالإزار والبرد ..
عمامتي اليمنية يازليخا نسيت حتى كيفية طيها على رأسي وأصبح منظري مضحكا بين برنيطة أوروبية وكوت أوروبي ولم أتمكن من تهجينهما أو يمننتهما حيث أنها يخصان بيئة لاتخصني ..
يازليخا أنا سيف المشتاق للقائك عبر جسر باب المندب ( جسر العقيق ) وأحمل لك هدية إختزلها بالعقيق ... أما الحياكة فقد إندثرت ببلادي وكذا الصياغة وأحرقت الكروم بصعـــــــــدة الغراء ،، فلا زبيب وبأرض حدة العامرة أجتثت الأشجار من قبل مناضلي الليل فاختفى اللوز اليمني من الأسواق ... أنا عاشق هائم يازليخا .. وإياك والإقتراب مني فلم أعد ذلك السيف الصقيل أو المهند اليماني ،،، فلو تفوهتي بهيت .. فلن أتفوه بمعاذ الله ،،، فقدت مثلي وتقاليدي بعد أن عبث العابثين ببيئتي ومجتمعي خلال مسغبة ،، فأحالوني مسيخا يسخر الناس مني ..
ولكنني لازلت سيف وسأواصل الرحلة وأبني وأشيد ولامكان للنكوص أو التقاعس .... سأكون غدا على جسر العقيق لأعبر للحبيبة زليخا .
وصــال الحبيبة ،، عبر جسر العقيق ...
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: