تروج ابواق السلطة الظالمة في اليمن لمقولة أن مشكلة صعدة تمثل ورما خبيثا ويجب استئصاله بالكي أي بالحديد والنار ، طبعا الدكتور الارياني هو أول من أطلق هذا التشخيص على المشكلة القائمة التي اوجدتها السلطة وتصر على استثمارها بهدف ابتزاز اطراف دولية واقليمية ولو أدى ذلك الى ان تضحي بشريحة واسعة من ابناء الشعب اليمني هم ابناء المذهب الزيدي .
والحقيقة أن التشخيص الذي صدر عن الارياني بضرورة استئصال اصل المشكلة من وجهة نظره لم تكن زلة لسان غير مقصودة بل أنه يقصد بالفعل جر السلطة الظالمة الى ارتكاب جرائم ابادة ضد ابنا المذهب الزيدي ، هذا التشخيص جاء بالطبع بعد التهديد والوعيد الذي اطلقه الرئيس بقوله فقد اعذر من انذر والوجه من الوجه ابيض ، إذا فقد بيت اقطاب السلطة النية على حرب الابادة والتصفية لاتباع المذهب الزيدي لانه ما معنى أن يضع الرئيس العقدة في المنشار ويقول إما تسليم السلاح والاستسلام والقبول بالذل والاهانة ، واما القتل والابادة ، وما أشبه اليوم بالامس البعيد حين طلب معسكر الظلم والعدوان من الامام الحسين بن على عليهما السلام النزول على حكم يزيد وتسليم نفسه ليساق مهانا الى الملعون عبيد الله بن زياد لكن هيهات هيهات من ابن رسول الله الذله .
وبعيدا عن هذا السياق التاريخي نحن في اليمن وكل القبائل اليمنية ليس هناك فرد من افرادها يقبل بمثل هذا الاذلال والاهانة والاستسلام بهذه البساطة ، فما يعني ان يحصر الرئيس الشباب المومن بين خيارين احلاهما مر ؟ وهل انقطعت السبل بالفعل للحل السلمي ؟ وهل تمثل هذه المشكلة ورما خبيثا يجب استئصاله ؟ أم ان هناك وسائل اخرى للعلاج؟
لاشك أن من روج لهذا التشخيص ليس طبيبا مهنيا محايدا وحاذقا ، بل هو خصم حاقد على المذهب الزيدي واتباعه ولذلك لم يجد حرجا في أن يقرر عن سبق اصرار استئصال شافة هذا المذهب الذي يمثل اتباعه قسما اساسيا من كيان الشعب اليمني ، ولو افترضنا وفقا لهذا التشخيص الظالم واسقطناه على انسان سليم وكان الجزء المراد استئصاله هو الرجل من الفخذ وتم استئصالها بالفعل فهل سيكون الشعب اليمني بعد ذلك سليما معافى أم انه سيكون اعرجا يقع على الارض إذا ما هبت عليه نسائم الصباح ، ان النية مبيتة هذه المرة على ارتكاب جرائم شنيعة بحق اتباع المذهب الزيدي في صعدة وفي غيرها.لكن ماهو الاجراء العاجل الذي يجب اتخاذه لمواجهة هذه الهجمة الشرسة ومهندسيها ومجرميها ؟
هناك بعض الدول الاوربية يقبل قضائها دعاوى في جرائم الابادة المماثلة لما يرتكبه اقطاب السلطة اليمينة في صعدة ونرجو من السيد يحي بدر الدين دراسة هذا الموضوع ورفع دعوى بذلك وبشكل عاجل ضد الارياني المستشار الاول لحرب الابادة القائمة الان وارفاق تصريحاته التي اطلقها حول ضرورة استئصال الورم الخبيث كما سماه باستخدام الحديد والنار ذلك ان هذا الترويج يعد دليلا كافيا للتمهيد لحرب الابادة بدوافع مذهبية ، وكافيا لمحاكمته امام قضاء اي من الدول الاوربية ، كما هو الحال بالنسبة للدعاوى المرفعة ضد شارون وبعض الجنرلات في الجيش الاسرائيلي ...
والله المنتقم الجبار