لوحة من العراق
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 97
- اشترك في: الجمعة يونيو 16, 2006 4:02 pm
- مكان: ON THE EARTH OF THE FREEDOM FIGHTER
- اتصال:
لوحة من العراق
اتي الصباح اخيراً، قفزت من سريري على الفور وانطلقت إلى حديقة البيت، لم يكن اي احد هناك.
- امم ماذا افعل؟؟؟؟
دخلت الى البيت لابحث عن مستيقظين، كان ابي نائماً على الاريكة امام التلفاز، اقتربت منه على اطرف اصابعي وانا اريد ان اقفز عليه. اصبحت على مقربة منه عندما فتح عينيه فجاءة، حاولت الهرب لكنه امسكني.
صرخت معاتبه:
- لا هذا ظلم لا لا لا لا لا
حضني بكلتاء يديه وهو يضحك بصوت عالي، حولت ان ازيح يديه الكبيرتين بدون اي فائدة، اقتربت باسناني من يده اليمنى، اسرع وحرك يدة ليمسكني من تحت فكي وهو يقول:
- لا لا لا ما في عض
تحركت يميناً ويساراً لابعد يداه ولكن بلا جدوى. في الاخير استسلمت للامر والتفت اليه وقد امتلاء قلبي بالقهر وعيني بالدموع وانا اصرخ:
- هذا ظلم، ظلم، ظلم
على الفور فك يديه ليظمني الى صدرة الحنون، وهو يقول بصوت حنون للغايه:
- لا تبكي حبيبتي، خلاص سامحني ما قصدت ياصغيرتي
صحت:
- ما احبك، ما احبك
قال بصوت مصدوم:
- ما تحبيني!!! لا ياميرتي الصغيرة، احكمي علي بالموت بس حبيني
تجمدت الدموع في عيناي والتفت اليه على الفور وانا اقول:
- موت الان
صرخ:
- لااااااااااااااااااااااااااا، اي، آه، انا اموت، سامحيني، الحقيني، آه
- لا لا لا لا لا موت موت موت
قفز من الاريكه ليسقط على الارض وهو يتدحرج ممسكاً على راسه وهو يصرخ.:
- غير ممكن!!!! الرحمة حبيبتي، سوف اموت
كنت اضحك على حركاته وهو ينحني ثم يقز ويقع على الارض ويتدحرج، فجاءة توقف وهداءت حركته، نظرت اليه وقد امتد على ظهره ويمناه على صدره، لسانه متدلي، وعيناه مفتوحتان تنظران الى أعلى.
اقتربت منه، وتمددت على صدره وانا اقول:
- خلاص بابا، تحرك
لم يتحرك اي حركه، ظل على وضعه. مر بعض الوقت، سحبت نفسي لاقابل وجهه الجامد ثم قلت:
- كلمة السر: احبك
صاح بفرح وهو يحضنني بحنان:
- هييه، اخيراً، انا حي، انا حي
اعتدل ووضعني في حجره ليسئلني:
- مالك زعلانه حبيبتي؟
- ما في حد يلعب معي بابا
- انا بالعب معك حبيبتي
فكر قليلاً ثم استمر قائلاً:
- بس بشرط صغير
ارتسمت في وجهي علامة الاستفهام، قال ضاحكاً:
- بشرط ان ماما ما تلعب معانا
ظهرت امي على الفور وهي تقول بصوت مرح:
- خائن، مخادع، غشاش، تستغل لحظات ضعف حبيبتي الطفلة البرئيه، طيب، انا اوريك
قفز ابي من مكانه كالملسوع وهو يقول بصوت خائف:
- لا حبيبتي لا، انت ما سمعتيني كويس. انا قلت بشرط ان ماما تلعب معانا، والله خطاء مطبعي
ثم اسرع يركض باتجاة الحديقة وامي ورائه تركض وهي تقول بتوعد:
- كمان صرت ما اسمع!!!! بس انتظرني لو انت راجل بحق عشان اصلح لك الخطاء المطبعي حبيبي، انتظررررررررررررررررررررررر
لحقت بعدهما الى الحديقة وصرنا نلعب هناك
===================================================
- اخذت شعرك ------ قالتها امي بمرح وهي تسحب يدها من شعري لتضعها على شعرها.
امررت يدي على شعرها بسرعه لاردها على شعري وانا اقول:
- رجعته...
امسكت بيداها راسي ثم حركتهما الى راسها وهي تقول:
- اخذت راسك
حركت يدي على عينها بسرعه لاردها على عيني وانا اقول:
- خذت عينيك
مسك ابي يدي اليمنى ووضع فمه على يدي وهو يقول:
- همممممم، يم، يم، اكلت يدك، الله ما اطعمها
صحت باستنكار وعتاب وانا اعقد حاجبيي:
- ما يصح، ما باقبل اثنين علي
انفجرا بالضحك وهما يحضنانني بدفى وحنان. نظر ابي الي وهو يقول:
- حان وقت الفطار حبيبتي، ساخرج لاحضار بعض الاشياء
- اريد ان اخرج معك بابا
- اذا خرجت معي ما باجيب لك مفاجاءه
ابتسمت امي وهي تقول لابي:
- حابه اني اخرج
- تعب عليك حبيبتي انت حامل
قالت امي برجاء:
- اغير جواء
صحت:
- هييييه باخرج مع بابا
ابتسم ابي وهو يقول:
- ما باليد حيله، صعب اني ارفض طلبكم
تحركنا بالسيارة وبدانا في التسوق،، كنا في طريق العودة الى البيت عندما اقتربت من ابي وهو يسوق واحتضنته وقبلت راسه. التفت الي وقد بداء في عيناه نظرة التسؤال، وقال:
- بدك شيء انا اعرف!!! ما في هذه البوسه خير
- بدي عروسة جديده
صاح مندهشاً:
- بس!!!!!!!!!!!!! لك عيوني كلها لك حبيبتي
توقفنا امام محل الالعاب، ترجل ابي من السيارة وهو يقول:
- استنوني هنا ما باتاخر
مضى بعض الوقت قبل ان تفتح امي باب السياره وتنزل وهي تقول لي:
- حابه اقول لابوك شيء، لا تتح..................
قاطع صوتها صوت انفجار مدوي،،،،، لم احس الا بارتطامي في بارض السيارة،،، بداءت استعيد وعيي، احسست بشيء رطب دفى يبلل راسي، كان الالم ينتشر في كل جسمي. بدات احول التحرك، لم اقدر، كل شيء يدور في راسي، استمريت على هذه الحال فتره، بدات احرك يدي اليمنى، جلبتها الى امام صدري لادفع نفسي عن الارض. كنت مرميتاً بين الكرسيين الاماميين للسيارة، كانت الدماء تملاء المكان. ادرت راسي حولي كنت احول ان اميز اين انا. كانت السياره فوق رصيف محل الالعاب وقد اصتدمت بجداره. ادرت راسي في السيارة، لا زالت احس بالالم في كامل جسمي، لا استطيع التنفس بسهوله، هناك طنين مزعج في راسي، توقف نظري عند كرسي الراكب الامامي، كانت امي هناك، لا كان هناك راس امي فقط فوق المقعد.
لم اقدر على ازاحة نظري عن المنظر المرعب، راس امي يسبح في الدماء وقد تمزق خمارها وفقعت احدي عيناها. تحركت باتجاهه.
- لماذا راس امي فقط هنا؟؟ اين ذهب جسدها؟؟
سئلت نفسي وانا الملم ما بقي من خمار امي والفه على راسها وانا احدثها:
- امي، بسرعه خمارك سقط!! لفي راسك بسرعه
لم تجبني امي باي كلمة، كانت الدماء التي تسقط من رقبتها الممزقة تملاء يداي. حدثت نفسي:
- اين ذهب جسد امي؟؟ كيف حدث هذا؟؟ لا بد انها لا تقدر على ان تسمعني بدون جسدها
على الفور حضنت راسها لاخرج من السياره، كانت الابواب لا تفتح، قفزت من النافذة، بحثت عن جسد امي، كان هناك بجانب باب محل الالعاب، تحركت وانا اسحب نفسي، كانت احس بدوار ثقيل يعصف بي، وصلت إلى جسدها ووضعت راسها عند قسمها العلوي وانا احول ان اصل راسها بجسمها لكني لم اقدر، تدحرج راسها في الارض مبتعداً عن جسدها بمجرد ان ابعدت يدي عنه، امتلت عيناي بالدموع، كان الالم يحتل جسدي كله، حاولت مرة اخرى ان اصل راسها لكنه تدحرج مرة اخرى، احسست بالقهر يملاني، صحت:
- ماما ردي
حركت يدي فوق عيني لاضعها على عينها الممزقة وانا اقول:
- خذي عيني
لم تتحرك، لكني استمريت وامسكت راسي بيداي ثم حركتهما الى فوق رقبتها الممزقة وانا اقول:
- خذي راسي
ظلت على وضعها، انتظرت لفتره، بدات اهزها وانا ابكي:
- خلاص، ماما ما اريد العب، قومي، قومي، ماما قومي ارجوك ماما ما اريد العب
قمت والغصة تملاء حلقي، الدموع تنسكب من عيني،
- يجب ان اجد ابي
تحركت الى داخل محل الالعاب ببطى، لم اعد احس بجسمي، الارض تميد بي، صار نفسي صعباً، الناس ملقون على الارض حولي صحت باعلى صوتي:
- بابا اين انت
- ..........................................................................................
- بابا، ماما ما تتحرك
توقفت عيناي على ابي، كان ابي بالقرب من باب المحل، نظرت اليه وقد امتد على ظهره ويمناه على صدره، لسانه متدلي، وعيناه مفتوحتان تنظران الى أعلى.
اقتربت منه، وتمددت على صدره وانا اقول:
- خلاص بابا، تحرك
لم يتحرك اي حركه، ظل على وضعه. مر بعض الوقت، سحبت نفسي لاقابل وجهه الجامد ثم قلت:
- كلمة السر: احبك
لم يصيح " هييه، اخيراً، انا حي، انا حي"، لم يحضنني بيديه، كل ما اجابني هو الصمت التام
- لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم استطع ان اتكلم، تفجرت الدموع من عيني، لففت يداي حول عنقه مخترقة بركة الدماء التي في الارض، وضعت خدي على خده ورحت امرر اصابعي بين شعره، الدنياء تدور بي، اقاوم الظلام الذي يشتد بداخلي، بدات اتمتم:
- انا احبك، احبك، انا احب..........،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ساد الصمت، واطبق الظلام...................................................................
===================================================
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) ِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) (التكوير )
لا آله الا الله محمد رسول الله
عليها نحيا وعليها نموت
عليها نحيا وعليها نموت